ترمب: صفقة بيع «تيك توك» ستتم قبل انقضاء المهلة المحددة

«الحرب التجارية» الجديدة تفزع الشركات الصينية والأميركية

شعار تطبيق «تيك توك» على شاشة هاتف ذكي (رويترز)
شعار تطبيق «تيك توك» على شاشة هاتف ذكي (رويترز)
TT

ترمب: صفقة بيع «تيك توك» ستتم قبل انقضاء المهلة المحددة

شعار تطبيق «تيك توك» على شاشة هاتف ذكي (رويترز)
شعار تطبيق «تيك توك» على شاشة هاتف ذكي (رويترز)

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إنه سيتم التوصل إلى اتفاق مع شركة «بايت دانس» الصينية؛ الشركة المالكة «تيك توك»، لبيع تطبيق المقاطع المصورة القصيرة الذي يستخدمه 170 مليون أميركي، قبل الموعد النهائي يوم السبت المقبل.

وكان ترمب قد حدد في يناير (كانون الثاني) الماضي، يوم 5 أبريل (نيسان) 2025 موعداً نهائياً لشركة «تيك توك» للعثور على مشترٍ غير صيني؛ أو مواجهة حظر أميركي، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ومن المقرر أن يدخل ذلك حيز التنفيذ بموجب قانون صدر عام 2024.

وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة في وقت متأخر من يوم الأحد: «لدينا كثير من المشترين المحتملين. هناك اهتمام كبير بـ(تيك توك)».

في غضون ذلك، وبينما تتصاعد أجواء حرب التجارة بين واشنطن وبكين، يزداد الفزع بين الشركات الأميركية والصينية على السواء.

وتبخرت الطلبات بالنسبة إلى ريتشارد تشين، الذي يصنع زينة أعياد الميلاد في جنوب الصين لتجار التجزئة الأميركيين؛ بما في ذلك «وول مارت» و«كوستكو»، الذين يواجهون رسوماً جمركية أميركية خانقة.

وقال تشين، الذي يتخذ من دونغ غوان، مركز التصنيع، مقراً له: «الطلبات نصف ما كانت عليه العام الماضي». وهو الآن يقاوم من أجل البقاء.

وأضاف تشين، رافضاً الخوض في تفاصيل التخفيضات التي وافق عليها: «لم يعد هناك مجال لخفض الأسعار. ولكن للحصول على طلبات، نضطر أحياناً إلى قبول تخفيض في الأسعار... ليس لدينا خيار آخر؛ نحن نخسر المال».

وفي 4 فبراير (شباط) الماضي، فرض الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تعريفة جمركية جديدة بنسبة 10 في المائة على سلع صينية تُصدّر سنوياً إلى الولايات المتحدة بقيمة 400 مليار دولار، مع إعلان فرض تعريفة إضافية بنسبة 10 في المائة يوم 4 مارس (آذار) 2025، وتوقع فرض تعريفات متبادلة أخرى في 2 أبريل (نيسان) 2025.

ويُدرك الموردون الصينيون وعملاؤهم الأميركيون الآن حقيقةً مُرّة؛ هي أن هذه الحرب التجارية ستُلحق ضرراً أكبر مما وقع خلال ولاية ترمب الأولى عام 2018.

هذه المرة مختلفة؛ لأن الشركات المصنعة منخفضة التكلفة تُعاني بالفعل من هوامش ربح ضئيلة للغاية، وبالتالي لا يُمكنها خفض الأسعار لمساعدة عملائها الأميركيين، والحكومات الصينية المحلية التي كان من الممكن أن تُقدم الدعم لحماية الوظائف تُعاني في الغالب من ضائقة مالية شديدة تمنعها من تقديم إعانات جديدة.

ويقدر الموردون أن الأجور قد ارتفعت بنسبة بين اثنين و5 في المائة منذ الحرب التجارية الأولى بين الولايات المتحدة والصين عام 2018، في حين ارتفعت تكاليف المواد الخام في بعض القطاعات، واشتدت المنافسة الخارجية؛ مما جعل رسوم ترمب الجمركية الأخيرة «القشة التي قصمت ظهر البعير» لكثير من الشركات المصنعة منخفضة التكلفة.

وصرحت ليز بيكارازي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة صناديق القمامة «سيتيبين»، ومقرها بروكلين بالولايات المتحدة، بأن سلعها المنتجة في الصين تخضع الآن لرسوم جمركية بنسبة 52.5 في المائة، ولم تعد قادرة على تحمل تكاليف التصنيع هناك. وقالت: «لقد كان عملي بأكمله يعتمد على معدل طويل الأجل قدره 7.5 في المائة. لقد كانت صدمة حقيقية»، في إشارة إلى جولتين من زيادات الرسوم الجمركية بنسبة 10 في المائة على السلع الصينية، بالإضافة إلى رسوم جمركية عالمية بنسبة 25 في المائة على الألمنيوم.

وأضافت: «كنا نعلم أن هذا آتٍ، ولكن لا توجد طريقة يمكن لأي شركة عبرها تخفيف الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 45 في المائة».

ويُطالب العملاء الأميركيون بتخفيضات في الأسعار بنسبة 10 في المائة، وفقاً لمقابلات أجرتها «رويترز» مع 10 مُصنّعين ومصدرين صينيين، ومسؤولين تنفيذيين في قطاع التجزئة بالولايات المتحدة، لهم خبرة في سلاسل التوريد الصينية. وأفادوا بأن المفاوضات الجارية تُسفر عن خصومات تتراوح بين 3 و7 في المائة من الموردين.

وصرح جوناثان تشيتايات، رئيس مجموعة «جينيمكس» في آسيا، وهي شركة مُصنّعة مُتعاقدة لمجموعة من المنتجات، وتحصل على 70 في المائة من إيراداتها من العملاء الأميركيين: «هناك شركات في الولايات المتحدة لديها مئات المصانع التي تعمل لديها، تُرسل رسائل جماعية تطلب تخفيضاً شاملاً بنسبة 10 في المائة من جميع الموردين على جميع المنتجات». وأضاف: «بصراحة، معظم الناس لا يملكون 10 في المائة ليقدموها. ربما يستطيعون تقديمها لطلبية واحدة أو اثنتين، ولكن يبدو أن 7 في المائة هو الحد الأقصى لمعظم الناس».

وعندما سألت سابقاً «رويترز» شركة «وول مارت» عن مفاوضاتها مع الموردين منذ فرض الرسوم الجمركية الجديدة، أصدرت بياناً جاء فيه: «سنواصل العمل معهم من كثب لإيجاد أفضل السبل للمضي قدماً خلال هذه الأوقات العصيبة».

وعلى الجانب الصيني، فإن الموردين الذين تضرروا بشدة في عام 2018 عندما رفض بعض العملاء الأميركيين دفع ثمن حمولات حاويات البضائع الخاضعة لرسوم جمركية أعلى، يطلبون الآن الدفع مقدماً بدلاً من الانتظار لمدة بين 30 و90 يوماً بعد إرسال الفاتورة.

وقال دومينيك ديسماريس، كبير مسؤولي الحلول في شركة «لييا سوليوشنز»، التي تربط الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم بالموردين في الصين الذين يصنعون كل شيء؛ من الألعاب إلى الأثاث ومنتجات التيتانيوم: «أخبرنا عملاءنا الأميركيين بمجرد انتخاب ترمب أن من شروط الدفع أن يكون مقدماً بنسبة 100 في المائة مع طلب الشراء؛ لأننا توقعنا كابوس الرسوم الجمركية هذا».

ويقول محللون ومصنعون إن الرسوم الجمركية هزت قلب الصناعة الصينية، وقد تؤدي إلى تسريح أعداد كبيرة من العمال مع إغلاق المصانع أو تقليص حجمها. وقال هي لينغ شي، أستاذ الاقتصاد بجامعة موناش في ملبورن، إن المصنّعين الصينيين يستسلمون لمجموعة واسعة من الضغوط. وأضاف شي: «لاحظتُ أن كثيراً من الشركات قررت بالفعل إغلاق أبوابها».

وأظهرت الأبحاث الأكاديمية التي أجرتها جامعة ستانفورد بعد عام 2018 أن كل زيادة في الرسوم الجمركية بنسبة واحد في المائة أثرت على هوامش ربح الموردين الصينيين بنسبة 0.35 في المائة.

كما أدت تلك الحرب التجارية إلى فقدان نحو 3.5 مليون وظيفة في قطاع التصنيع الصيني، وفقاً لحسابات «رويترز» المستندة إلى تقديرات «دارتموث» لنسبة وظائف التصنيع التي فقدتها الصين. ويقول المحللون إنه من السابق لأوانه تقدير الخسائر هذه المرة.

ويعتقد بعض العملاء الأميركيين أن السلطات الصينية ستتدخل لدعم صناعاتها التحويلية المحلية بإضافة خصومات ضريبية شاملة، ودعم الإيجارات والمرافق، أو أي دعم آخر كما فعلت في الماضي؛ ومن ذلك ما حدث عام 2018.

وقال مسؤول تنفيذي في قطاع التجزئة مقيم في الولايات المتحدة، رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام: «لقد زرت مئات، وربما آلاف، المصانع الصينية، وأدرك مدى أهمية هذه المصانع للحكومات المحلية، لذا سيكون هناك دعمٌ حتمياً عند الحاجة». وأكد كثير من الموردين الذين قابلتهم «رويترز» أنه حتى الآن لم يُقدم دعم جديد.

وقال أستاذ الاقتصاد شي إن أعباء الديون الثقيلة على الحكومات المحلية، التي تثقل كاهل كثير منها أزمة العقارات المستمرة، ستمنعها من تقديم الدعم بسخاء كما كانت تفعل في الماضي. وتساءل: «إذا لم يكن لديهم مال، فكيف يمكنهم تقديم أي دعم؟»، مضيفاً أن أي خطوة تُغرقهم في الديون لن ترحب بها الحكومة المركزية الصينية. الرسالة من بكين هي أن المصدرين قادرون على التحول إلى أسواق أخرى وإلى عملاء الصين البالغ عددهم 1.4 مليار عميل، لكن هذه الاستراتيجية أيضاً صعبة في ظل فائض الطاقة الإنتاجية وانخفاض الطلب المحلي.

وفي حين أن أحد الأهداف المعلنة لنظام ترمب الجمركي هو إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة، تقول بيكارازي من «سيتيبين» إنها بحثت هذه الإمكانية 6 مرات على الأقل، لكنها لا تزال غير قابلة للتطبيق من منظور التكلفة والجودة... وفي الوقت الحالي، وبينما تستعد لنقل 100 في المائة من صناعاتها إلى فيتنام، تقول إنها نصحت عملاءها بالفعل بتوقع أسعار أعلى.

وقالت: «هذا تصرف غير عادل من الحكومة الأميركية تجاه الشركات الأميركية والمستهلكين الأميركيين. لا وطنية في تدمير الشركات الأميركية».


مقالات ذات صلة

مصرفيون يحثّون «المركزي الهندي» على التدخل مع تصاعد ضغوط الروبية

الاقتصاد ورقة نقدية من الروبية الهندية (رويترز)

مصرفيون يحثّون «المركزي الهندي» على التدخل مع تصاعد ضغوط الروبية

حثَّ مصرفيون البنك المركزي الهندي على التدخل وسط تصاعد ضغوط سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم، مدفوعة بوفرة الدولار مع اقتراب نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
الاقتصاد سفينة شحن في ميناء كيلونغ بتايوان (رويترز)

بفضل «الذكاء الاصطناعي».. صادرات تايوان تسجل أسرع نمو في 5 سنوات

شهدت طلبات التصدير التايوانية في نوفمبر (تشرين الثاني) أسرع وتيرة نمو منذ نحو خمس سنوات، مدفوعة بالطلب المتزايد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
الاقتصاد رجل يمر أمام لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

«نيكي» الياباني يقاوم مخاوف قطاع التكنولوجيا

ارتفعت الأسهم اليابانية، يوم الثلاثاء، مع تراجع عوائد السندات المحلية عن مستوياتها القياسية، مما عزز المعنويات.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد تسير شاحنة بجانب أكوام الحاويات في ميناء تانجونغ بريوك بمدينة جاكرتا (رويترز)

إندونيسيا وأميركا تتجهان نحو اتفاقية جمركية ولقاء رئاسي نهاية يناير

تتطلّع إندونيسيا إلى توقيع اتفاقية رسوم جمركية مع الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني)، بعد أن توصلت الدولتان إلى تسوية جميع القضايا الجوهرية.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
الاقتصاد البرلمان التركي وافق على مشروع موزانة العام 2026 في خلسة عاصفة (الموقع الرسمي للبرلمان)

برلمان تركيا يقرّ مشروع موازنة 2026 مع توقعات بتراجع كبير للتضخم

توقعت الحكومة التركية انخفاض معدل التضخم السنوي خلال عام 2026 إلى ما دون الـ20 في المائة وإعادته إلى خانة الآحاد في عام 2027.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مصرفيون يحثّون «المركزي الهندي» على التدخل مع تصاعد ضغوط الروبية

ورقة نقدية من الروبية الهندية (رويترز)
ورقة نقدية من الروبية الهندية (رويترز)
TT

مصرفيون يحثّون «المركزي الهندي» على التدخل مع تصاعد ضغوط الروبية

ورقة نقدية من الروبية الهندية (رويترز)
ورقة نقدية من الروبية الهندية (رويترز)

حثَّ مصرفيون البنك المركزي الهندي على التدخل وسط تصاعد ضغوط سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم، مدفوعة بوفرة الدولار مع اقتراب نهاية العام؛ ما دفع علاوات صرف الروبية الآجلة إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات.

وشهدت سوق العقود الآجلة تقلبات كبيرة الأسبوع الماضي، حيث تزامنت وفرة الدولار مع القيود التنظيمية وقيود الموازنة العمومية؛ ما أدى إلى ارتفاع حاد في العلاوات. ووفق ستة مصرفيين، سيكون تدخل البنك المركزي ضرورياً لتخفيف الضغوط. ارتفعت علاوة صرف الدولار/الروبية الآجلة لمدة شهر إلى 55 بيسة، الثلاثاء، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من ست سنوات، وأكثر من ثلاثة أضعاف المستوى المسجل في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني).

وتظل الروبية أسوأ العملات أداءً في آسيا هذا العام، متأثرة بضعف تدفقات الاستثمار، وارتفاع الرسوم الجمركية الأميركية، وعدم التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة. ورغم جهود بنك الاحتياطي الهندي لتحقيق الاستقرار في السوق، يرى المحللون أن الروبية تواجه مخاطر هبوط كبيرة.

فائض الدولار يفاقم المشكلة

عادةً ما تتمكن البنوك من إدارة فائض سيولة الدولار عن طريق إيداعه لدى جهات إقراض أخرى، إلا أن القيود التنظيمية في نهاية كل ربع سنة، وخاصةً نهاية السنة التقويمية، تحدّ من هذا الخيار. هذا يدفع البنوك إلى اللجوء لمقايضات البيع والشراء بين الدولار والروبية؛ ما يؤدي إلى ارتفاع علاوات الأسعار، خاصة في آجال الاستحقاق القصيرة.

وأشار تاناي دلال، الخبير الاقتصادي في بنك «أكسيس»، إلى أن اتساع علاوات الأسعار في سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم (NDF) يُفاقم الضغوط. وأضاف أن أسعار السوق الخارجية تُشير إلى توقعات بانخفاض قيمة الروبية إلى ما دون 90 في فترة قصيرة. وتجدر الإشارة إلى أن الروبية سجلت أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 91.075 في وقت سابق من هذا الشهر، لكنها تعافت بعد تدخل البنك المركزي الهندي.

دعوة للتدخل وإجراءات محتملة

شدد المشاركون في السوق على ضرورة أن يتخذ البنك المركزي تدابير مثل سحب السيولة من الدولار عبر مقايضات البيع والشراء. وأوضح دلال أن استمرار البنك المركزي في طرح مقايضات البيع والشراء في المزادات يمكن أن يحقق فوائد ثلاثية: خفض العلاوات، تخفيف الضغط على مؤشر «ميفور» والمقايضات المحلية، والسماح للبنك المركزي بتوزيع مراكز البيع الآجلة بشكل أفضل على مدى فترة أطول.

وحذّر مصرفيون واقتصاديون من أن تدخل البنك المركزي قد يكون ضرورياً لتطبيع سيولة الدولار، مع مراعاة الأولويات المتنافسة بين كبح تقلبات الروبية ونقل السياسة النقدية.وقال ديراج نيم، الخبير الاقتصادي واستراتيجي العملات الأجنبية في بنك «إيه إن زد»: «النقطة الأهم هي أنه على الرغم من تدخل البنك المركزي الهندي، فإن السوق مقتنعة بأن الروبية الهندية ستضعف بشكل ملحوظ في غياب اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة».

ارتفاع العائدات إلى مستويات قياسية

ارتفع عائد السندات الحكومية الهندية القياسية لأجل 10 سنوات، الثلاثاء، إلى أعلى مستوى له في أكثر من تسعة أشهر، وسط مخاوف بشأن الإمدادات وغياب وضوح الخطوات المقبلة للبنك المركزي فيما يتعلق بأسعار الفائدة والسيولة؛ ما دفع المستثمرين إلى توخي الحذر.

وسجل عائد السندات القياسي لعام 2035، البالغ 6.48 في المائة، ارتفاعاً إلى 6.70 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ منتصف مارس (آذار)؛ ما وسّع الفارق مع سعر إعادة الشراء الرئيسي للبنك المركزي إلى مستويات لم نشهدها منذ نوفمبر 2022. ويُذكر أن العائد يتحرك عكسياً مع سعر السندات.

ويُعدّ عائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات مؤشراً رئيسياً لتحديد تكاليف الاقتراض في مختلف قطاعات الاقتصاد. فمع ارتفاع العوائد، يصبح الاقتراض أكثر تكلفة على الحكومة؛ ما يؤثر على تمويل العجز ومرونة السياسة المالية. كما تزيد العوائد المرتفعة من تكلفة جمع الأموال للولايات والشركات، التي تضطر إلى تسعير قروضها بهامش ربح أعلى من سعر الفائدة القياسي لعشر سنوات.

وعلى الرغم من أن بنك الاحتياطي الهندي خفّض سعر إعادة الشراء بمقدار 100 نقطة أساس خلال السنة المالية الحالية وضخ سيولة عبر عمليات شراء قياسية للسندات بقيمة 3.66 تريليون روبية (40.82 مليار دولار)، فإن السوق ما زالت تواجه عدم اليقين بشأن دعم إضافي من البنك المركزي، إضافة إلى وفرة المعروض من ديون الولايات؛ وهو ما يشكل عقبة رئيسية أمام الاستقرار.

تصريحات خبراء السوق

قال ألوك سينغ، رئيس قسم الخزينة في بنك «سي إس بي»: «هناك ضعف في المعنويات نتيجة حجم ديون الدولة ونقص السيولة الكافية خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) إلى مارس. كما أن معظم المشاركين في السوق مترددون بشأن سعر العائد النهائي للسندات لأجل 10 سنوات، ولا تُسهم التصريحات المتحفظة من البنك المركزي الهندي في تحسين الوضع».

وأضاف سومياجيت نيوجي، مدير في شركة «إنديا رايتنغز آند ريسيرس»: «سنحتاج إلى عمليات سوق مفتوحة ضخمة في الربع المقبل، تليها عمليات شراء إضافية بين أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول). أما بالنسبة للفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس، فسيكون شراء سندات بقيمة تريليوني روبية أمراً جيداً».

وارتفع عائد السندات الهندية لأجل 10 سنوات بأكثر من 10 نقاط أساس حتى الآن في السنة المالية الحالية، على الرغم من خفض البنك المركزي سعر إعادة الشراء إلى 5.25 في المائة.


إدارة ترمب توقف 5 مشاريع طاقة رياح بحرية

مراوح عملاقة في عمق البحر لتوليد الكهرباء من الرياح (إكس)
مراوح عملاقة في عمق البحر لتوليد الكهرباء من الرياح (إكس)
TT

إدارة ترمب توقف 5 مشاريع طاقة رياح بحرية

مراوح عملاقة في عمق البحر لتوليد الكهرباء من الرياح (إكس)
مراوح عملاقة في عمق البحر لتوليد الكهرباء من الرياح (إكس)

قالت وزارة الداخلية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب أوقفت اتفاقيات التأجير وأعمال البناء لـ5 مشاريع رئيسية لطاقة الرياح البحرية على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بسبب مخاوف أمنية.

وقال بيان وزارة الداخلية: «سيمنح هذا التوقف الوزارة، إلى جانب وزارة الحرب والوكالات الحكومية الأخرى ذات الصلة، الوقت للعمل مع أصحاب عقود التأجير والشركاء على مستوى الولايات لتقييم إمكانية تخفيف المخاطر الأمنية الوطنية التي تشكلها مثل هذه المشاريع».

ووفقاً لوزارة الداخلية، أثارت تقارير حكومية مخاوف من أن حركة ريش التوربينات الكبيرة والأبراج عالية الانعكاس قد تتداخل مع أنظمة الرادار، الأمر الذي يجعل اكتشاف التهديدات المعادية أكثر صعوبة.

ويؤثر القرار على مشاريع قبالة سواحل ماساتشوستس وكونيتيكت ونيويورك، وكذلك فرجينيا، التي شهدت بالفعل استثمارات ونشاط بناء كبيرين.

وانتقد زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، القرار، واتهم ترمب بتعمد «قتل» مشاريع طاقة الرياح البحرية، من خلال ما وصفه بـ«خطوة غير عقلانية وغير مبررة».

وقال شومر: «في وقت ترتفع فيه تكاليف الطاقة بشكل كبير، يعدّ هذا القرار الأخير من وزارة الداخلية خطوة إلى الوراء من شأنها أن تدفع فواتير الطاقة إلى مستويات أعلى. وسينهي وظائف نقابية جيدة، ويسبب ارتفاعاً حاداً في تكاليف الطاقة، ويعرض شبكتنا الكهربائية للخطر».

ووسعت الولايات المتحدة، تحت قيادة ترمب، أجندتها الخاصة بالوقود الأحفوري وخفضت إجراءات الحماية المناخية.


بفضل «الذكاء الاصطناعي».. صادرات تايوان تسجل أسرع نمو في 5 سنوات

سفينة شحن في ميناء كيلونغ بتايوان (رويترز)
سفينة شحن في ميناء كيلونغ بتايوان (رويترز)
TT

بفضل «الذكاء الاصطناعي».. صادرات تايوان تسجل أسرع نمو في 5 سنوات

سفينة شحن في ميناء كيلونغ بتايوان (رويترز)
سفينة شحن في ميناء كيلونغ بتايوان (رويترز)

شهدت طلبات التصدير التايوانية في نوفمبر (تشرين الثاني) أسرع وتيرة نمو منذ نحو خمس سنوات، مدفوعة بالطلب المتزايد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مع اقتراب موسم عطلات نهاية العام.

وأعلنت وزارة الشؤون الاقتصادية، يوم الثلاثاء، أن طلبات التصدير ارتفعت بنسبة 39.5 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى 72.92 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 30.1 في المائة. ويشكّل هذا الشهر العاشر على التوالي من النمو، ويُعد الأسرع منذ أبريل (نيسان) 2021، وفق «رويترز».

تُعدّ طلبات التصدير التايوانية التي تشمل منتجات شركة «تي إس إم سي»، أكبر مُصنّع للرقائق الإلكترونية في العالم، إلى جانب شركات التكنولوجيا الأخرى، مؤشراً رئيسياً على الطلب العالمي على التكنولوجيا. ورغم المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، أسهم الطلب القوي على التكنولوجيا في تعزيز الصادرات، خصوصاً مع إعفاء أشباه الموصلات من بعض الرسوم المفروضة خلال إدارة ترمب.

وتوقعت الوزارة أن تتجاوز طلبات التصدير التايوانية 700 مليار دولار بحلول عام 2025، محققة بذلك رقماً قياسياً جديداً. كما تتوقع أن يسجل شهر ديسمبر (كانون الأول) نمواً يتراوح بين 36.1 في المائة و39.8 في المائة على أساس سنوي.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد فرضت رسوماً جمركية عامة بنسبة 20 في المائة على صادرات تايوان إلى الولايات المتحدة، مؤكدةً أنها مؤقتة في إطار المفاوضات الجارية لتخفيف الرسوم. وأشارت الوزارة إلى أن عدم اليقين الناتج عن السياسات التجارية العالمية والمخاطر الجيوسياسية ما يزال يؤثر على زخم التجارة العالمية، رغم توقعاتها باستقرار الطلب مستقبلاً مع استمرار توسع التطبيقات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.

على صعيد القطاعات، ارتفعت طلبات تايوان على منتجات الاتصالات بنسبة 69.4 في المائة، فيما قفزت طلبات المنتجات الإلكترونية بنسبة 47.9 في المائة مقارنة بالعام الماضي.

أما الطلبات من الصين فارتفعت بنسبة 17.6 في المائة مقابل 9.8 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، ومن الولايات المتحدة بنسبة 56.1 في المائة، بعد زيادة قدرها 32.1 في المائة في الشهر السابق، في حين سجلت أوروبا نمواً بنسبة 26 في المائة، واليابان 15.4 في المائة.