الذهب يرتفع وسط ازدياد المخاوف بشأن رسوم ترمب

امرأة تتفقد واجهة أحد متاجر المجوهرات في دبي (أ.ف.ب)
امرأة تتفقد واجهة أحد متاجر المجوهرات في دبي (أ.ف.ب)
TT

الذهب يرتفع وسط ازدياد المخاوف بشأن رسوم ترمب

امرأة تتفقد واجهة أحد متاجر المجوهرات في دبي (أ.ف.ب)
امرأة تتفقد واجهة أحد متاجر المجوهرات في دبي (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار الذهب يوم الخميس مع تصاعد التوترات التجارية العالمية بسبب الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات، وذلك قبل الموعد النهائي المحدد في 2 أبريل (نيسان) لفرض رسوم جمركية متبادلة من أكبر اقتصاد في العالم.

وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 3033.20 دولار للأوقية، اعتباراً من الساعة 05:35 بتوقيت غرينتش. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.6 في المائة لتصل إلى 3039.00 دولار.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأربعاء، فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة ابتداءً من الأسبوع المقبل، مما يُوسّع نطاق الحرب التجارية العالمية.

ويخشى المستثمرون أن تُؤجج الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترمب، والمتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل، التضخم وتُبطئ النمو الاقتصادي وتُفاقم التوترات التجارية.

ودفعت المخاوف بشأن سياسات ترمب الجمركية الذهب إلى مستوى قياسي بلغ 3057.21 دولار في 20 مارس (آذار).

ويتوقع أكاش دوشي، رئيس قسم الذهب العالمي في «إس بي دي آر إي تي إف»، أن يتجاوز الذهب مستوى 3100 دولار في الربع الثاني، وأن «ترتفع السوق بنسبة 8 في المائة إلى 10 في المائة أخرى بحلول نهاية عام 2025 إذا استمرت رياح السوق الكلية والفعلية المواتية للمعدن الأصفر».

وكانت «غولدمان ساكس» قد رفعت يوم الأربعاء توقعاتها لسعر الذهب في نهاية عام 2025 من 3100 دولار إلى 3300 دولار للأونصة، مُشيرة إلى تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة التي فاقت التوقعات، واستمرار الطلب من البنوك المركزية.

ويترقب المستثمرون بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركية، المقرر صدورها يوم الجمعة، التي قد تُلقي مزيداً من الضوء على مسار أسعار الفائدة الأميركية.

وصرح إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في «تيست لايف»: «يُمثل ارتفاع سعر الذهب في مارس، الذي يقترب من 3057 دولاراً، مقاومة فورية لأسعار الذهب. يليه مستوى 3100 دولار».

في الأسبوع الماضي، أبقى البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة القياسي ثابتاً، لكنه أشار إلى أنه قد يُخفّضه لاحقاً هذا العام. تميل السبائك غير المُدرّة للعائد إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

وصرح نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، بأنه على الرغم من أن البنك المركزي الأميركي قد أحرز تقدماً كبيراً في خفض التضخم، فإنه «لا يزال أمامنا المزيد من العمل» للوصول بالتضخم إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة. وانخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 33.68 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 0.3 في المائة إلى 971.6 دولار وخسر البلاديوم 0.4 في المائة إلى 964.01 دولار.


مقالات ذات صلة

الذهب يواصل صعوده القياسي في ظل الحرب التجارية... وتحذيرات باول

الاقتصاد عرض سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية في مدينة شانديغار بشمال الهند (رويترز)

الذهب يواصل صعوده القياسي في ظل الحرب التجارية... وتحذيرات باول

واصل الذهب ارتفاعه القياسي يوم الخميس مع لجوء المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد النزاع التجاري العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض قطعة ذهبية على أحد الزبائن بمتجر للمجوهرات داخل سوق الذهب في دبي (إ.ب.أ)

الذهب إلى أسعار قياسية على وقع حرب الرسوم

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي، أمس (الأربعاء)، حيث تخطت 3300 دولار للأونصة، للمرة الأولى في تاريخها، ما يعكس بحث المستثمرين عن الأمان وسط حالة عميقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدسة في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

الذهب يتجاوز مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه

واصل سعر الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة مع بداية الجلسة الأوروبية يوم الأربعاء، متجاوزاً مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض قطعة ذهبية على أحد الزبائن بمتجر للمجوهرات داخل سوق الذهب في دبي (إ.ب.أ)

الذهب يخترق مستوى تاريخياً جديداً وسط مخاوف النمو الاقتصادي العالمي

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الأربعاء، مدفوعة بضعف الدولار، وتوترات الحرب التجارية، والمخاوف بشأن النمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موظف يحمل قطعة من المجوهرات الذهبية في سوق باندا آتشيه بإندونيسيا (أ.ف.ب)

الذهب يرتفع مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية

ارتفع الذهب يوم الثلاثاء وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الصين تتوقف عن شراء الغاز المسال من الولايات المتحدة

ناقلة غاز طبيعي مسال تغادر الرصيف بعد تفريغها في محطة الاستلام التابعة لشركة بتروتشاينا في داليان بمقاطعة لياونينغ الصين (رويترز)
ناقلة غاز طبيعي مسال تغادر الرصيف بعد تفريغها في محطة الاستلام التابعة لشركة بتروتشاينا في داليان بمقاطعة لياونينغ الصين (رويترز)
TT

الصين تتوقف عن شراء الغاز المسال من الولايات المتحدة

ناقلة غاز طبيعي مسال تغادر الرصيف بعد تفريغها في محطة الاستلام التابعة لشركة بتروتشاينا في داليان بمقاطعة لياونينغ الصين (رويترز)
ناقلة غاز طبيعي مسال تغادر الرصيف بعد تفريغها في محطة الاستلام التابعة لشركة بتروتشاينا في داليان بمقاطعة لياونينغ الصين (رويترز)

توقفت واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال الأميركي تماماً لأكثر من 10 أسابيع، وفقاً لبيانات الشحن التي تُظهر كيف امتدت الحرب التجارية الصينية الأميركية إلى التعاون في مجال الطاقة، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

منذ وصول ناقلة غاز طبيعي مسال حمولتها 69 ألف طن من كوربوس كريستي في تكساس إلى مقاطعة فوجيان الجنوبية في 6 فبراير (شباط)، لم تكن هناك أي شحنات أخرى بين البلدين.

وتمت إعادة توجيه ناقلة ثانية إلى بنغلاديش بعد فشلها في الوصول قبل أن تفرض الصين تعريفة جمركية بنسبة 15 في المائة على الغاز الطبيعي المسال الأميركي في 10 فبراير. وقد ارتفعت التعريفة منذ ذلك الحين إلى 49 في المائة، مما يجعل الغاز الأميركي غير اقتصادي للمشترين الصينيين في المستقبل المنظور.

يُعد تجميد الغاز الطبيعي المسال الأميركي تكراراً لحظر على الواردات استمر لأكثر من عام خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترمب. لكن تأثير هذه المواجهة قد تكون له تداعيات بعيدة المدى، إذ يُعزز علاقة الصين مع روسيا في مجال الطاقة، ويثير تساؤلات حول التوسع الهائل في محطات الغاز الطبيعي المسال التي تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات، الجاري تنفيذها في الولايات المتحدة والمكسيك، وفق الصحيفة البريطانية.

وصرحت آن صوفي كوربو، أخصائية الغاز في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: «ستكون هناك عواقب بعيدة المدى. لا أعتقد أن مستوردي الغاز الطبيعي المسال الصينيين سيتعاقدون على أي واردات جديدة من الغاز الطبيعي المسال الأميركي».

منذ حرب روسيا على أوكرانيا، استوردت الصين حصةً منخفضةً نسبياً من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، حيث فضّل المشترون الصينيون إعادة بيع الغاز إلى أوروبا لتحقيق ربح. في العام الماضي، لم يأتِ سوى 6 في المائة من الغاز الطبيعي المسال الصيني من الولايات المتحدة، بانخفاضٍ عن ذروته البالغة 11 في المائة في عام 2021.

ومع ذلك، وقّعت شركات صينية، بما في ذلك «بتروتشاينا» و«سينوبك»، 13 عقداً طويل الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال من محطات أميركية، بعضها يمتد حتى عام 2049، وفقاً لبيانات شركة «كبلر».

كانت هذه الصفقات طويلة الأجل ضروريةً لإطلاق مشروعات ضخمة للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، على الرغم من أن كوربو قال إن المطورين حاولوا مؤخراً إعادة التفاوض على الشروط لمراعاة ارتفاع التضخم وتكاليف التعريفات الجمركية الأميركية.

وقالت جيليان بوكارا، المحللة في شركة «كبلر»، إنها لا ترى أي سببٍ لاستئناف التجارة بين البلدين على المدى القصير. في المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا، كان هناك توقف تام حتى منحت السلطات الصينية إعفاءات للشركات، ولكن ذلك كان في وقت ازدهار الطلب على الغاز. أضافت: «الآن نتطلع إلى انخفاض النمو الاقتصادي، ونعتقد أن الصينيين قادرون على تحمل فقدان هذه الشحنات لفترة طويلة».

وصرح سفير الصين لدى روسيا في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الصين ستزيد على الأرجح وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الروسي بدلاً من ذلك. وقال تشانغ هانهوي: «أعلم على وجه اليقين أن هناك الكثير من المشترين. يطلب العديد من المشترين من السفارة المساعدة في إقامة اتصالات مع الموردين الروس، وأعتقد أنه سيكون هناك بالتأكيد المزيد (من الواردات)».

برزت روسيا كثالث أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الصين، بعد أستراليا وقطر؛ كما يتفاوض البلدان على خط أنابيب غاز جديد، يُعرف باسم «قوة سيبيريا 2». وصرح ريتشارد برونز، من شركة «إنرجي أسبكتس» للاستشارات في مجال الطاقة: «مع ارتفاع الرسوم الجمركية إلى مستوى يُمثل حظراً فعلياً، سنشهد إعادة تنظيم لتدفقات التجارة». وأضاف: «نتوقع أيضاً انخفاض الطلب الآسيوي بمقدار 5-10 ملايين طن ككل. ومن شأن ذلك أن يُخفض أسعار الغاز قليلاً في أوروبا».