تعزيز الصادرات الألمانية لأوروبا قد يعوض انهيارها إلى أميركا

منظر جوي لمحطة حاويات في ميناء هامبورغ (رويترز)
منظر جوي لمحطة حاويات في ميناء هامبورغ (رويترز)
TT
20

تعزيز الصادرات الألمانية لأوروبا قد يعوض انهيارها إلى أميركا

منظر جوي لمحطة حاويات في ميناء هامبورغ (رويترز)
منظر جوي لمحطة حاويات في ميناء هامبورغ (رويترز)

يرجح خبراء اقتصاد أن الحروب التجارية وازدياد الحمائية في الولايات المتحدة سيضعان أوروبا مرة أخرى في بؤرة اهتمام قطاع التصدير الألماني.

وبحسب دراسة جديدة أجرتها شركة «ديلويت» للتدقيق المحاسبي حول التطورات حتى عام 2035، فإن تعزيز نمو الصادرات الألمانية داخل أوروبا قد يعوض انكماش الصادرات إلى الولايات المتحدة، بل وعلى نحو يفوق التعويض، شريطة إزالة الاتحاد الأوروبي حواجز تجارية قائمة.

ومن المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية التي تم الإعلان عنها حتى منتصف شهر مارس (آذار) الحالي وحدها إلى انكماش الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 3.2 في المائة في المتوسط سنوياً حتى عام 2035، وفقاً لخبراء «ديلويت». والنتيجة وفق الدراسة: سوف يتقلص حجم الأعمال التجارية الألمانية في الولايات المتحدة من 84 مليار يورو حالياً إلى 59 مليار يورو خلال عشر سنوات.

وفي الخريف الماضي، توقع خبراء «ديلويت» نمواً في الصادرات الألمانية للولايات المتحدة بنسبة 1.8 في المائة في المتوسط سنوياً حتى عام 2035، وذلك دون الرسوم الجمركية التي أعلن عنها أو فرضها بالفعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ومع ذلك، عدّل خبراء «ديلويت» توقعاتهم بالنسبة لأوروبا بالزيادة، حيث من المتوقع أن تنمو الصادرات الألمانية إلى أهم عشر دول مستقبلة لها في أوروبا بنسبة 2.5 في المائة في المتوسط سنوياً بدلاً من 1.8 في المائة التي توقعها الخبراء في الخريف.

وقد يؤدي هذا إلى تعويض خسارة الأعمال التجارية الألمانية في الولايات المتحدة - على الأقل اسمياً، دون الأخذ في الاعتبار التضخم.

وبحسب تقديرات خبراء «ديلويت»، فإن حجم الصادرات الألمانية إلى أكبر عشر دول متلقية لها في أوروبا، بإجمالي 357 مليار يورو، يفوق بالفعل أربعة أضعاف حجم الصادرات الألمانية للولايات المتحدة. وبحلول عام 2035، من المتوقع أن يزيد 8 أضعاف تقريباً، ليصل إلى 467 مليار يورو.

وقال أوليفر بينديش، مدير الاستشارات الصناعية في «ديلويت»، بحسب بيان: «السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي هي عملاق نائم بالنسبة للصناعة الألمانية»، موضحاً في المقابل أنه لن يتسنى استغلال هذه الإمكانات بالكامل إلا إذا قام الاتحاد الأوروبي بإزالة الحواجز التجارية القائمة.

وبحسب الدراسة، فإنه من الممكن تحقيق نمو أقوى بعد ذلك. وجاء في البيان: «في ضوء الاتجاهات الحمائية الزائدة في التجارة العالمية، فإن الصناعة الألمانية قد تستفيد بالتأكيد من دفعة نمو من بروكسل».

إلى ذلك، أظهر استطلاع الثلاثاء، أن ثقة الشركات الألمانية تحسنت في مارس في وقت تتوقع فيه الشركات انتعاشاً بعد عامين من الانكماش في أكبر اقتصاد بأوروبا.

وذكر معهد إيفو للبحوث الاقتصادية ومقره ميونيخ أن مؤشره لبيئة الأعمال سجل 86.7 نقطة في مارس، بما يتوافق مع توقعات محللين في استطلاع لـ«رويترز».

وأظهر الاستطلاع أن الشركات أصبحت أكثر ارتياحاً للوضع الحالي، كما ارتفعت توقعاتها على نحو ملحوظ. وقال كليمنس فوست رئيس معهد إيفو: «الشركات الألمانية تأمل في انتعاش».

وقال كلاوس فولرابه رئيس قطاع الاستطلاع في معهد إيفو: «من المتوقع أن ينمو الاقتصاد 0.2 في المائة بالربع الأول».

وانخفض الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا 0.2 في المائة بالربع الأخير من العام الماضي.


مقالات ذات صلة

أميركا تضيف عشرات الكيانات الصينية لقائمة قيود الصادرات

الاقتصاد زوار في معرض لأشباه الموصلات في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)

أميركا تضيف عشرات الكيانات الصينية لقائمة قيود الصادرات

أدانت وزارة الخارجية الصينية بشدة قيام الولايات المتحدة بإضافة كيانات صينية إلى قائمتها للقيود على الصادرات، وحضت واشنطن على التوقف عن التعلل بالأمن القومي.

«الشرق الأوسط» (بكين-واشنطن)
الاقتصاد متسوقون يتزاحمون على شراء الحلويات في أحد المراكز التجارية بالرياض (الشرق الأوسط)

عيد الفطر في الرياض... فرحة تملأ القلوب وحركة تجارية لا تهدأ

مع اقتراب عيد الفطر تتحول مدينة الرياض إلى خلية نحل لا تهدأ؛ حيث يزداد الإقبال على المتاجر، وتغص الشوارع بالحركة في مشهد يعكس استعداد العائلات لاستقبال العيد.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد موظف بمكتب صرافة يُسلّم أوراقاً نقدية إندونيسية لعميل في جاكرتا (أرشيفية-رويترز)

الروبية قرب أدنى مستوياتها منذ 1998... و«المركزي الإندونيسي» يتأهب لدعمها

أعلن البنك المركزي الإندونيسي استعداده للتدخل لدعم الروبية، التي استقرت، يوم الأربعاء، قرب أدنى مستوياتها منذ عام 1998.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا )
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: الأولوية لتوقعات التضخم لا لسعر الفائدة المحايد

أكد فابيو بانيتا، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، يوم الأربعاء، أن البنك يجب أن يتبنى نهجاً عملياً يستند إلى البيانات في قراراته بشأن أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد مدينة المعرفة الاقتصادية (هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة)

«المعرفة الاقتصادية» تحصل على 40 مليون دولار من «السعودي للاستثمار»

حصلت شركة «مدينة المعرفة الاقتصادية» على تمويل من «البنك السعودي للاستثمار» بقيمة 150 مليون ريال (40 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)

العراق يوقّع مع «بي بي» عقود تطوير وإنتاج 4 حقول نفط في كركوك

رئيس الوزراء العراقي ووزير النفط يتوسطان وفد شركة «بي بي» البريطانية بعد توقيع الاتفاق (وكالة الأنباء العراقية)
رئيس الوزراء العراقي ووزير النفط يتوسطان وفد شركة «بي بي» البريطانية بعد توقيع الاتفاق (وكالة الأنباء العراقية)
TT
20

العراق يوقّع مع «بي بي» عقود تطوير وإنتاج 4 حقول نفط في كركوك

رئيس الوزراء العراقي ووزير النفط يتوسطان وفد شركة «بي بي» البريطانية بعد توقيع الاتفاق (وكالة الأنباء العراقية)
رئيس الوزراء العراقي ووزير النفط يتوسطان وفد شركة «بي بي» البريطانية بعد توقيع الاتفاق (وكالة الأنباء العراقية)

وقَّع العراق، الأربعاء، عقد تطوير وإنتاج النفط من 4 حقول في كركوك، مع شركة «بي بي» البريطانية.

وأوضح بيان صحافي صادر عن مجلس الوزراء العراقي، أنه تم «توقيع عقد بين وزارة النفط وشركة (BP) البريطانية، بشأن مشروع تطوير وإنتاج الحقول النفطية الأربعة في كركوك، وهي؛ (كركوك بقبتيه (بابا وافانا)، وباي حسن، وجمبور، وخباز)، بحضور وزير النفط، والرئيس التنفيذي لشركة (بريتش بتروليوم) موراي أوشينكلوس». وذلك برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.

يشمل العقد، وفق البيان، «إعادة تأهيل الحقول الأربعة وتطويرها لتعزيز احتياطات الثروة الهيدروكربونية، وزيادة معدلات إنتاج النفط الخام بهدف الوصول إلى معدل إنتاج ذروة يبلغ 420 ألف برميل يومياً، واستثمار الغاز المصاحب من خلال تأهيل منشآت شركة غاز الشمال وتوسيعها لإنتاج 400 مليون قدم مكعبة يومياً، وإنشاء محطة كهرباء بطاقة 400 ميغاواط».

وأفاد البيان، بأن المشروع سيسهم في «إيقاف الحرق المستمر للغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام، من خلال استغلاله بصورة مثلى، وتوفير الوقود اللازم لمحطات الطاقة الكهربائية»، فضلاً عن استيعاب الأيدي العاملة بمختلف الاختصاصات، وتطوير الكوادر الفنية والهندسية العاملة.