تُسرّع مجموعة «سوفت بنك» الاستثمارية اليابانية الناشطة في مجال التكنولوجيا، من وتيرة دخولها إلى شركات تكنولوجيا الرقائق من خلال شراء شركة «أمبير كومبيوتينغ» مقابل 6.5 مليار دولار، وهي شركة أميركية ناشئة في مجال الرقائق أسسها الرئيس السابق لشركة «إنتل».
وتأتي هذه الصفقة المدفوعة نقداً بالكامل، التي أُعلن عنها يوم الأربعاء، في الوقت الذي تُكثّف فيه «سوفت بنك» استثماراتها في البنية التحتية اللازمة لتشغيل الذكاء الاصطناعي، والتي راهن عليها مؤسسها ماسايوشي سون في أحدث رهان كبير له على تقنية تُحدث تحولاً جذرياً.
ويأتي ذلك في أعقاب سلسلة من الاستثمارات بمليارات الدولارات أُعلن عنها في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك في شركة «أوبن إيه آي»، مشغلة «تشات جي بي تي»، ومشروع «ستارغيت» لبناء بنية تحتية لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، و«كريستال»، وهو مشروع مشترك مع «أوبن إيه آي» لتطوير خدمات الذكاء الاصطناعي في اليابان للعملاء من الشركات.
وتُصنّع «أمبير» رقائق وحدة المعالجة المركزية لمراكز البيانات بناءً على بنية الحوسبة من شركة «آرم هولدينغز»، المملوكة لـ«سوفت بنك»، التي تستخدمها شركات مثل «أوراكل» في بنيتها التحتية للحوسبة السحابية. وفي إطار الصفقة، سيبيع أكبر مستثمري «أمبير»، وهما «أوراكل» ومجموعة «كارليل»، حصصهما في الشركة إلى «سوفت بنك».
وقال سون في بيان إن مستقبل «الذكاء الاصطناعي الفائق» يتطلب قوة حوسبة فائقة. وستساعد خبرة «أمبير» في أشباه الموصلات والحوسبة عالية الأداء في تسريع هذه الرؤية، وتعزز التزامنا بالابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
وتأسست «أمبير» عام 2018 على يد رينيه جيمس، الخبيرة المخضرمة في «إنتل»، حيث قامت بتصنيع وحدات معالجة مركزية بتقنية حوسبة أساسية خاصة بها، وهي خطوة لا تتخذها عادة سوى شركات أكبر بكثير مثل «آبل» و«كوالكوم».
واعتمدت «غوغل» شرائح «أمبير»، ولكن بعد عام من تعاونها مع «آرم» لتطوير وحدة المعالجة المركزية «أكسون» الخاصة بها، صرّح أحد المسؤولين التنفيذيين في «غوغل» لـ«رويترز» بأنها لن تنشر مزيداً من شرائح «أمبير».
وتحت ملكية «سوفت بنك»، ستكون «أمبير» شريكاً ثابتاً لـ«آرم» في المجموعة المتنامية من شركات تكنولوجيا الرقائق التابعة للتكتل الياباني، التي تعزز تركيزها على الذكاء الاصطناعي.
وصنع سون شهرته وثروته من خلال رهانات قوية على التقنيات الجديدة، مثل التجارة الإلكترونية والإنترنت عبر الجوال، لكن دخوله في مجال الذكاء الاصطناعي جاء في وقتٍ تشهد فيه تقييمات الشركات ارتفاعاً هائلاً.