الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية

مدعوماً بالتوترات التجارية... وتوقعات التيسير النقدي

سبائك ذهبية بوزن كيلوغرام في مصنع «أرغور-هيرايوس» بسويسرا (رويترز)
سبائك ذهبية بوزن كيلوغرام في مصنع «أرغور-هيرايوس» بسويسرا (رويترز)
TT

الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية

سبائك ذهبية بوزن كيلوغرام في مصنع «أرغور-هيرايوس» بسويسرا (رويترز)
سبائك ذهبية بوزن كيلوغرام في مصنع «أرغور-هيرايوس» بسويسرا (رويترز)

واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة، يوم الجمعة، مدفوعاً بتصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي، والتوترات التجارية المتزايدة، فضلاً عن التوقعات المتنامية بأن مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» قد يتجه نحو تخفيف سياسته النقدية قريباً.

وسجَّل السعر الفوري للذهب 2984.71 دولار للأونصة بحلول الساعة 07:01 (بتوقيت غرينتش) منخفضاً بنسبة 0.1 في المائة بعدما بلغ في وقت سابق ذروته التاريخية عند 2993.80 دولار، مقترباً من حاجز 3000 دولار النفسي، وفق «رويترز».

المكاسب الأسبوعية... والارتفاع المستمر

يتجَّه الذهب لتحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الثاني على التوالي؛ حيث ارتفع بنسبة 2.5 في المائة حتى الآن هذا الأسبوع. وارتفعت أيضاً العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.2 في المائة إلى 2997.50 دولار للأوقية (الأونصة)، مما يعكس زخم شراء قوي في السوق.

ويعتقد ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في «آي جي»، أن الطلب القوي على الذهب يعكس عزوف المستثمرين عن المخاطرة، حيث تدفعهم توقعات تفاقم الحرب التجارية قبل أن تهدأ إلى اللجوء إلى الذهب بوصفه ملاذاً آمناً للتحوط من التقلبات في الأسواق المالية.

وقال: «مع اقترابنا من الرُّبع الثاني من العام، قد تنطلق موجة جديدة من الاضطرابات في السوق بسبب الرسوم الجمركية المتبادلة، مما يجعل الذهب الملاذ الآمن الأقوى في بيئة حيث تكون البدائل الاستثمارية الموثوقة نادرة».

التوقعات النقدية وتأثيرها على الذهب

من المتوقع على نطاق واسع أن تؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى تغذية التضخم وزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي؛ مما عزز الطلب على الذهب بوصفه أداة تحوط ضد المخاطر السياسية والتضخم المتزايد.

وينتظر المستثمرون الآن اجتماع السياسة النقدية لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، يوم الأربعاء المقبل، وسط توقعات بالإبقاء على سعر الفائدة القياسي عند نطاق 4.25 في المائة - 4.50 في المائة، ومع التوجه نحو تخفيض أسعار الفائدة مستقبلاً يتوقع أن تزداد جاذبية المعادن الثمينة غير المدرة للعوائد مثل الذهب؛ ما قد يدفع الأسعار إلى مستويات جديدة غير مسبوقة.

وفي سياق متصل ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بظلال إضافية على الأسواق؛ حيث أعلن يوم الخميس دعم موسكو من حيث المبدأ الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؛ لكنه اشترط تعديلات تجعل احتمالات التوصُّل إلى تسوية سريعة ضعيفة مما يعزز استمرار التوترات الجيوسياسية ويدعم الطلب على الأصول الآمنة.

وبالنسبة للمعادن الأخرى، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.2 في المائة ليبلغ 33.86 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.3 في المائة، مسجلاً 991.34 دولار، في حين صعد البلاديوم بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 964.45 دولار، مما يعكس استمرار التقلبات في سوق المعادن الثمينة وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية.


مقالات ذات صلة

الذهب يواصل صعوده القياسي في ظل الحرب التجارية... وتحذيرات باول

الاقتصاد عرض سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية في مدينة شانديغار بشمال الهند (رويترز)

الذهب يواصل صعوده القياسي في ظل الحرب التجارية... وتحذيرات باول

واصل الذهب ارتفاعه القياسي يوم الخميس مع لجوء المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد النزاع التجاري العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض قطعة ذهبية على أحد الزبائن بمتجر للمجوهرات داخل سوق الذهب في دبي (إ.ب.أ)

الذهب إلى أسعار قياسية على وقع حرب الرسوم

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي، أمس (الأربعاء)، حيث تخطت 3300 دولار للأونصة، للمرة الأولى في تاريخها، ما يعكس بحث المستثمرين عن الأمان وسط حالة عميقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدسة في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

الذهب يتجاوز مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه

واصل سعر الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة مع بداية الجلسة الأوروبية يوم الأربعاء، متجاوزاً مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض قطعة ذهبية على أحد الزبائن بمتجر للمجوهرات داخل سوق الذهب في دبي (إ.ب.أ)

الذهب يخترق مستوى تاريخياً جديداً وسط مخاوف النمو الاقتصادي العالمي

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الأربعاء، مدفوعة بضعف الدولار، وتوترات الحرب التجارية، والمخاوف بشأن النمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موظف يحمل قطعة من المجوهرات الذهبية في سوق باندا آتشيه بإندونيسيا (أ.ف.ب)

الذهب يرتفع مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية

ارتفع الذهب يوم الثلاثاء وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إيطاليا وأميركا تنتقدان الضرائب «التمييزية» على التكنولوجيا

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، 17 أبريل (نيسان) 2025 (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، 17 أبريل (نيسان) 2025 (أ.ف.ب)
TT

إيطاليا وأميركا تنتقدان الضرائب «التمييزية» على التكنولوجيا

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، 17 أبريل (نيسان) 2025 (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، 17 أبريل (نيسان) 2025 (أ.ف.ب)

أصدرت إيطاليا والولايات المتحدة بياناً مشتركاً ينتقد الضرائب «التمييزية» على الخدمات الرقمية، يوم الجمعة، في إشارة محتملة إلى أن روما تبتعد عن ضرائب تثير انزعاج واشنطن.

جاء البيان في الوقت الذي عقدت فيه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اجتماعات متتالية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جيه دي فانس، ونالت ترحيباً حاراً من الرئيس يتناقض مع معاملته الفاترة للقادة الأوروبيين الآخرين.

كانت الرسوم الأوروبية التي تستهدف عمالقة التكنولوجيا الأميركيين مثل «غوغل» التابعة لشركة «ألفابت»، و«فيسبوك» و«أبل» و«أمازون» مصدر إزعاج طويل الأمد للإدارات الأميركية، بما في ذلك إدارة ترمب، وفقاً لوكالة «رويترز».

وتطبق إيطاليا ضريبة تبلغ ثلاثة في المائة على الإيرادات من معاملات الإنترنت للشركات الرقمية التي لا تقل مبيعاتها عن 750 مليون يورو (نحو 853 مليون دولار).

وقالت روما وواشنطن، في أعقاب زيارة ميلوني للبيت الأبيض، أمس الخميس: «اتفقنا على أن وجود بيئة غير تمييزية فيما يتعلق بضرائب الخدمات الرقمية ضروري لجلب استثمارات من شركات التكنولوجيا المتطورة».

وجاء في البيان أن ترمب سيزور روما في المستقبل القريب، لكنه لم يوضح ما إذا كانت إيطاليا قد التزمت بإلغاء الضريبة.

كما رحب البيان المشترك بالاستثمارات الأميركية في الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية في إيطاليا لدعمها لكي تصبح مركزاً إقليمياً رئيسياً للبيانات في منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا.