مجلس إدارة «أوبن إيه آي» يرفض عرض ماسك شراء الشركة

رسم توضيحي يظهر صورة الملف الشخصي لإيلون ماسك على «إكس» وشعار «تشات جي بي تي» (رويترز)
رسم توضيحي يظهر صورة الملف الشخصي لإيلون ماسك على «إكس» وشعار «تشات جي بي تي» (رويترز)
TT

مجلس إدارة «أوبن إيه آي» يرفض عرض ماسك شراء الشركة

رسم توضيحي يظهر صورة الملف الشخصي لإيلون ماسك على «إكس» وشعار «تشات جي بي تي» (رويترز)
رسم توضيحي يظهر صورة الملف الشخصي لإيلون ماسك على «إكس» وشعار «تشات جي بي تي» (رويترز)

أعلن رئيس مجلس إدارة شركة «أوبن إيه آي»، أن المجلس رفض بالإجماع عرضاً قدمه إيلون ماسك لشراء الشركة لقاء 97.4 مليار دولار.

وقال رئيس مجلس الإدارة بريت تايلور في بيان نشرته الشركة على منصة «إكس» المملوكة من ماسك (تويتر سابقاً) إن «أوبن إيه آي ليست للبيع، ومجلس الإدارة رفض بالإجماع أحدث محاولة لماسك لقطع الطريق على منافسيه».

وتابع البيان أن «أي إعادة تنظيم محتملة لشركة (أوبن إيه آي) ستعزز مؤسستنا غير الربحية، ومهمتها المتمثلة بضمان استفادة البشرية جمعاء من الذكاء الاصطناعي العام».

وقدم ماسك، الأربعاء، وثائق للمحكمة قائلاً إنه سيسحب عرض شراء «أوبن إيه آي» إذا أعاد مجلس إدارتها الشركة الرائدة في الذكاء الاصطناعي إلى نموذج «مؤسسة خيرية» غير ربحية.

تعمل «أوبن إيه آي» حالياً وفق بنية هجينة تجمع بين المؤسسة غير الربحية التي تتفرع منها شركة مدرة للربح.

أدى التغيير إلى نموذج ربحي، وهو ما يعده المدير العام سام ألتمان أمراً بالغ الأهمية لتطوير الشركة، إلى تفاقم التوتر مع ماسك.

كان ماسك وألتمان من أعضاء الفريق المكون من 11 شخصاً الذي أسس شركة «أوبن إيه آي» في 2015، عندما قدم الأول تمويلاً أولياً بقيمة 45 مليون دولار.

وبعد 3 سنوات غادر ماسك الشركة، وتحدثت «أوبن إيه آي» عن «نزاع مستقبلي محتمل لإيلون... مع استمرار (تيسلا) في التركيز بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي».

أسس ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي تحت مسمى «إكس إيه آي» في أوائل 2023 بعد أن فتحت «أوبن إيه آي» الطريق نحو هذه التكنولوجيا.

وأرغمت التكاليف الضخمة لتصميم وتدريب ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي شركة «أوبن إيه آي» على البحث عن هيكل مؤسساتي جديد من شأنه أن يمنح المستثمرين حصصاً وأسهماً، ويوفر حوكمة أكثر استقراراً.

ويتطلب الانتقال إلى شركة ربحية تقليدية موافقة من سلطات كاليفورنيا وديلاوير، اللتين ستدققان في كيفية تقييم الذراع غير الربحية لشركة «أوبن إيه آي» عندما تصبح مساهماً في الشركة الجديدة.

ويفضل المستثمرون الحاليون تقييماً أقل حجماً لتكبير حصتهم في الشركة الجديدة.

ويبدو أن عرض ماسك الذي يقدِّر قيمة شركة «أوبن إيه آي» غير الربحية بنحو 97.4 مليار دولار، أي ما يزيد بنحو 30 مليار دولار على المستوى المطروح في المفاوضات الحالية، وفقاً لموقع «ذي إنفورميشون»، مصمم لتعطيل جهود الشركة لجمع التمويل.

وقال كبير مسؤولي الشؤون العالمية في شركة «أوبن إيه آي» كريس ليهان، إن عرض ماسك جاء من منافس «بذل جهوداً حثيثة لمواكبة التكنولوجيا والتنافس معنا في السوق».


مقالات ذات صلة

الصين تتطلع لإطلاق «مانوس»... الجيل التالي لـ«ديب سيك»

الاقتصاد شخص يحمل هاتفاً ذكياً وتظهر على شاشته تطبيقات ذكية صينية من بينها «ديب سيك» (د.ب.أ)

الصين تتطلع لإطلاق «مانوس»... الجيل التالي لـ«ديب سيك»

سجلت شركة «مانوس» الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مساعدها الذكي الموجه للصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا روبوت يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

الإنسان والحاسوب من التنافس إلى الشراكة

يتغير العالم حولنا اليوم بتسارع لم يسبق له مثيل في التاريخ. وتتطور مستجدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بحيث يصعب على المرء مجرد متابعتها.

د. حسن الشريف
يوميات الشرق الاكتشاف الجديد يعزز اعتقاد أن مجموعات النجوم التي تملأ الكون اليوم تشكلت بسرعة كبيرة في العصور المبكرة من عمر الكون (رويترز)

اكتشاف أكسجين في المجرّات المعروفة الأكثر بعداً

تبيّن أن الأكثر بعداً بين المجرّات المعروفة تحتوي على آثار من الأكسجين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
تكنولوجيا تخسر شركة أبل أكثر من مليار دولار سنوياً في منصة البث الرقمي «أبل تي في+» (رويترز)

شركة أبل تخسر مليار دولار سنوياً في منصتها للبث الرقمي

قال موقع «ذا إنفورميشن»، نقلاً عن مصدرين مطلعين، اليوم الخميس، إن شركة أبل تخسر أكثر من مليار دولار سنوياً في منصة البث الرقمي «أبل تي في+».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر الى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)

المبلغ الذي دفعه ماسك مقابلها... قيمة «إكس» ترتفع مجدداً إلى 44 مليار دولار

كشفت التقارير عن أن قيمة منصة التواصل الاجتماعي «إكس» التابعة للملياردير إيلون ماسك قد ارتفعت إلى 44 مليار دولار أميركي، وهو المبلغ الذي دفعه مقابلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حرب ترمب التجارية قد تشهد تهدئة خلال أيام

ترمب يظهر توقيعه على أمر تنفيذي بفرض رسوم جمركية في المكتب البيضاوي (رويترز)
ترمب يظهر توقيعه على أمر تنفيذي بفرض رسوم جمركية في المكتب البيضاوي (رويترز)
TT

حرب ترمب التجارية قد تشهد تهدئة خلال أيام

ترمب يظهر توقيعه على أمر تنفيذي بفرض رسوم جمركية في المكتب البيضاوي (رويترز)
ترمب يظهر توقيعه على أمر تنفيذي بفرض رسوم جمركية في المكتب البيضاوي (رويترز)

قد تشهدُ أزمة الرسوم الجمركية التي تتوسع بشكل مفرط من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تهدئة نسبية خلال أيام، بعد أن ألمح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الأسبوع الماضي، إلى معدل مقترح للرسوم الجمركية الأميركية، بناءً على أسعار الشركاء التجاريين الخاصة، والحواجز التجارية غير الجمركية.

ويبدو أن الإدارة الكندية الجديدة قررت أن تبني على هذه التصريحات، مع الأخذ في الاعتبار التداعيات الاقتصادية المحتملة على اقتصادات الدول الموقع عليها الرسوم الجمركية، بما فيها أميركا نفسها، وهو ما قد يفتح مجالاً للنقاش والتفاوض قد يفضي إلى حل، أو على الأقل عدم فرط العقد بشأن التوسع الفوضوي في الرسوم الجمركية، وهو الأمر نفسه الذي أشار إليه بيسنت، عندما قال إن هناك فرصةً للتفاوض لتجنب «جدار الرسوم الجمركية».

وقال رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني، في هذا الشأن، إن الرئيس دونالد ترمب سيحترم في نهاية المطاف سيادة كندا، وسيكون مستعداً لإجراء محادثات تجارية شاملة لأن الأميركيين سيعانون من حرب ترمب التجارية.

وأضاف كارني أن المحادثات مع ترمب لن تحدث «حتى نحصل على الاحترام الذي نستحقه كدولة ذات سيادة».

وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركيةً بنسبة 25 في المائة على الواردات من كندا والمكسكيك، وبنسبة 10 في المائة على الصين، ودخلت حيز التنفيذ بعض الرسوم في حين سيدخل بعضها في بداية أبريل (نيسان) المقبل. وردت الدول الثلاث على الفور برسوم انتقامية.

وتبلغ قيمة الرسوم الانتقامية من كندا 29.8 مليار دولار كندي (20.67 مليار دولار). وتُعدّ أكبر مصدر للصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة.

ويستهدف رد كندا منتجات الصلب بقيمة 12.6 مليار دولار كندي، ومنتجات الألمنيوم بقيمة 3 مليارات دولار كندي، بالإضافة إلى سلع أميركية مستوردة أخرى بقيمة 14.2 مليار دولار كندي، ليصل إجمالي المبلغ إلى 29.8 مليار دولار كندي.

كان كارني قد صرّح يوم الاثنين بأنه لا يستطيع التحدث مع ترمب حتى يؤدي اليمين الدستورية رئيساً للوزراء، بينما كرّر ترمب عبر مواقع التواصل الاجتماعي رغبته في أن تصبح كندا «ولايتنا الـ51 العزيزة». وقال الرئيس الأميركي الجمعة: «عندما أقول إنهم يجب أن يكونوا ولاية (أميركية)، أنا أعني ذلك».

تأتي هذه التطورات بعد تصريحات لوزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، يوم الثلاثاء، قال فيها إن إدارة ترمب ستُقدّم للدول الشريكة تجارياً في الثاني من أبريل (نيسان) معدلاً مقترحاً للرسوم الجمركية الأميركية، بناءً على أسعارها الخاصة، والحواجز التجارية غير الجمركية، وعوامل أخرى، إلى جانب فرصة للتفاوض لتجنب «جدار الرسوم الجمركية».

وصرح بيسنت لشبكة «فوكس»: «في الثاني من أبريل، ستحصل كل دولة على رقم نعتقد أنه يُمثّل رسومها الجمركية». وأضاف: «قد يكون الرقم منخفضاً جداً بالنسبة لبعض الدول، وقد يكون مرتفعاً جداً بالنسبة لبعضها الآخر».

وكان ترمب قد صرّح بأن «الرسوم الجمركية المتبادلة» التي فرضها، بهدف رفع الرسوم الجمركية الأميركية إلى مستويات الدول الأخرى، وتعويض الممارسات التجارية التي تعدها إدارته غير عادلة، ستدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل. إلا أن تعليقات بيسنت تُشير إلى أنه قد تكون هناك فترة من المفاوضات قبل بدء تحصيل رسوم الاستيراد الجديدة.

وقال بيسنت عن شركائه التجاريين: «سنذهب إليهم ونقول لهم: انظروا، إليكم ما نعتقده بشأن مستويات التعريفات الجمركية: حواجز غير جمركية، وتلاعب بالعملة، وتمويل غير عادل، وقمع للعمالة، وإذا أوقفتم هذا، فلن نبني جدار التعريفات الجمركية». وأضاف أن الدول التي تفشل في خفض حواجزها التجارية ستواجه تعريفات جمركية أعلى تهدف إلى حماية الاقتصاد الأميركي وعماله وصناعاته.

تباطؤ اقتصادي

تصريحات كارني وبيسنت مبنية على أن الاقتصاد الأميركي مهدد بتباطؤ مثله مثل كندا والمكسيك، إذ توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الاثنين الماضي، أن تؤدي الزيادات في الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب إلى تباطؤ النمو في كندا والمكسيك والولايات المتحدة، مع ارتفاع التضخم. كما خفضت المنظمة توقعاتها للاقتصاد العالمي، محذرةً من أن تصعيد الحرب التجارية قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في النمو الاقتصادي.

وفي حال حدوث صدمة تجارية شاملة، لن تدفع الأسر الأميركية الثمن المباشر فقط، بل قد يتكبد الاقتصاد الأميركي خسائر تفوق الإيرادات التي من المتوقع أن تولدها الرسوم الجمركية، وفقاً لتقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في توقعاتها المؤقتة.

وأشارت المنظمة إلى أن النمو العالمي من المتوقع أن يتباطأ قليلاً من 3.2 في المائة في عام 2024 إلى 3.1 في المائة في 2025، ثم 3 في المائة في 2026 بعد أن خفضت المنظمة توقعاتها من 3.3 في المائة للعامين الحالي والمقبل في تقريرها السابق الصادر في ديسمبر (كانون الأول).

وتوقعت أن يتباطأ النمو الاقتصادي الأميركي إلى 2.2 في المائة هذا العام، مع فقدان مزيدٍ من الزخم في العام التالي ليصل إلى 1.6 في المائة فقط، بعد أن خفضت المنظمة توقعاتها من 2.4 في المائة و2.1 في المائة على التوالي.

كما سيشهد الاقتصاد الكندي تباطؤاً في النمو ليصل إلى 0.7 في المائة هذا العام والعام المقبل، وهو أقل بكثير من نسبة 2 في المائة المتوقعة سابقاً لكلا العامين.

ونتيجة لذلك، قال رئيس الوزراء الجديد في كندا إنه يريد مناقشة شاملة حول التجارة والأمن مع الأميركيين وليس مناقشة واحدة بشأن التعريفات الجمركية.