«نيسان» و«هوندا» تتخليان عن حلم «رابع أكبر مجموعة سيارات في العالم»

صفقة الاندماج كانت بقيمة 60 مليار دولار

ماكوتو يوشيدا رئيس «نيسان» خلال مؤتمر صحافي بمقر الشركة في مدينة يوكوهاما اليابانية يوم الخميس (أ.ف.ب)
ماكوتو يوشيدا رئيس «نيسان» خلال مؤتمر صحافي بمقر الشركة في مدينة يوكوهاما اليابانية يوم الخميس (أ.ف.ب)
TT
20

«نيسان» و«هوندا» تتخليان عن حلم «رابع أكبر مجموعة سيارات في العالم»

ماكوتو يوشيدا رئيس «نيسان» خلال مؤتمر صحافي بمقر الشركة في مدينة يوكوهاما اليابانية يوم الخميس (أ.ف.ب)
ماكوتو يوشيدا رئيس «نيسان» خلال مؤتمر صحافي بمقر الشركة في مدينة يوكوهاما اليابانية يوم الخميس (أ.ف.ب)

أنهت «نيسان» و«هوندا» محادثات للاندماج وإنشاء شركة صناعة سيارات بقيمة 60 مليار دولار، الخميس؛ ما دفع «نيسان» إلى حالة أعمق من عدم اليقين وأبرز الصعوبات التي تواجهها الكثير من شركات صناعة السيارات مع تعطيل المنافسين الصينيين للصناعة.

وتم الإعلان عن المناقشات بين «هوندا»، ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان، و«نيسان»، ثالث أكبر شركة في البلاد، في أواخر ديسمبر (كانون الأول)، وسرعان ما تعقدت بسبب الخلافات المتزايدة، بما في ذلك حول توازن القوى في عملية الارتباط. وقال مصدر إن اقتراح «هوندا» بأن تصبح «نيسان» «شركة تابعة» هو الذي أغرق الصفقة في النهاية.

وسعت الشركتان إلى توحيد الجهود لمكافحة التحديات التي أطلقها صانعو السيارات الكهربائية الصينيون سريعو النمو بشكل أفضل، وقد تخططان لمواصلة التعاون في التكنولوجيا وغيرها من المجالات.

وتعد «نيسان» من نواحٍ كثيرة الأكثر اضطراباً بين شركات صناعة السيارات الكبرى، حيث لم تتعافَ تماماً من سنوات الأزمة والاضطرابات الإدارية التي أشعلها اعتقال وإقالة رئيس مجلس الإدارة السابق كارلوس غصن في عام 2018.

وقال كريستوفر ريشتر، محلل السيارات اليابانية في شركة الوساطة «سي إل إس إيه»: «(هوندا) واثقة جداً ولديها الكثير لصالحها، في حين أن (نيسان) في وضع سيئ... وربما يحتاجون إلى التفكير في القيام بشيء مختلف».

وكان من شأن الاندماج أن يخلق رابع أكبر مجموعة سيارات في العالم من حيث مبيعات المركبات، بعد «تويوتا» و«فولكس فاغن» و«هيونداي».

ووصف الرئيس التنفيذي لشركة «هوندا» توشيهيرو ميبي في مؤتمر صحافي، فشل المناقشات بأنه «مخيب للآمال»، لكنه قال أيضاً إن «هوندا» تريد التفكير في إمكانية الارتباط بشركات أخرى غير «نيسان» و«ميتسوبيشي موتورز».

وكانت «ميتسوبيشي»، الشريك الصغير في التحالف بين «نيسان» و«رينو»، جزءاً من مناقشات الاندماج، على الرغم من أن المصادر قالت إنه من غير المرجح أن تشارك.

وبالإضافة إلى الارتفاع السريع لصانعي السيارات الكهربائية الصينيين مثل «بي واي دي»، تواجه شركات صناعة السيارات اليابانية احتمال فرض تعريفات جمركية في الولايات المتحدة، وهي سوق رئيسية أخرى.

وتمضي «نيسان» قدماً في خطة إعادة الهيكلة التي أعلنت عنها في نوفمبر (تشرين الثاني) التي تتضمن خفض 9000 وظيفة وخفض طاقتها الإنتاجية العالمية بنسبة 20 في المائة، لكنها لم تكشف بعد عن تفاصيل مثل المواقع التي ستتأثر.

وقالت مصادر في ديسمبر إن «نيسان» ستحتاج إلى خفض طاقتها في الصين بشكل أكبر، حيث تدير ثمانية مصانع من خلال مشروعها المشترك مع شركة «دونغفنغ موتور». وقد أوقفت بالفعل الإنتاج في مصنعها في تشانغتشو، وذلك جزء من الجهود الرامية إلى تحسين العمليات.

وقالت مصادر الأسبوع الماضي إن «نيسان» منفتحة الآن على العمل مع شركاء جدد، مع اعتبار شركة «فوكسكون» التايوانية أحد المرشحين. وقال رئيس شركة «فوكسكون»، يونغ ليو، الأربعاء، إن شركته ستفكر في الاستحواذ على حصة في «نيسان»، لكن هدفها الرئيسي هو التعاون.

وصعدت أسهم «نيسان» بأكثر من 60 في المائة، وقفزت أسهم «هوندا» بنحو 26 في المائة في أواخر ديسمبر بعد الإعلان لأول مرة عن محادثات الاندماج في 17 ديسمبر. ومنذ ذلك الحين تم تقليص هذه المكاسب إلى 21 في المائة لـ«نيسان» و11 في المائة لـ«هوندا».

والآن، أصبحت القيمة السوقية لشركة «نيسان» أصغر بنحو خمس مرات من قيمة «هوندا»، التي تبلغ نحو 7.5 تريليون ين (48.6 مليار دولار). وقبل عقد من الزمان، كانت قيمة الشركتين نحو 4.6 تريليون ين.


مقالات ذات صلة

فرنسا تؤكد على رد أوروبي متناسب على رسوم ترمب مع تفضيل التهدئة

الاقتصاد علم فرنسا يرفرف فوق «الجمعية الوطنية» في باريس (رويترز)

فرنسا تؤكد على رد أوروبي متناسب على رسوم ترمب مع تفضيل التهدئة

أكد وزير الصناعة الفرنسي، مارك فيراتشي، يوم الأربعاء، أن أوروبا ستتخذ ردّاً متناسباً على الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد شاحنات تنتظر تحميلها بالحاويات في أحد مواني كيلونغ بتايوان (رويترز)

تايوان تؤكد دورها المحوري في سلاسل التوريد وتستعد لمواجهة رسوم ترمب

أكد رئيس تايوان، لاي تشينغ تي، يوم الأربعاء، أن الجزيرة تُعدُّ عنصراً «لا غنى عنه» في سلسلة التوريد العالمية، متعهداً بالدفاع عن مصالح شركاتها.

«الشرق الأوسط» (تايبيه )
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتراجع وسط خسائر الرعاية الصحية ومخاوف الرسوم

تراجعت الأسهم الأوروبية، الأربعاء، متأثرةً بخسائر في أسهم قطاع الرعاية الصحية، في حين ساد التوتر بين المستثمرين قبيل فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية متبادلة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد شاحنات متوقفة في محطة الحاويات الداخلية في مدينة أويوانج (رويترز)

كوريا الجنوبية تجهز إجراءات سريعة استجابة لرسوم ترمب

قال نائب رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، تشوي سانغ-موك، إن الحكومة تستعد لتعزيز المشاورات مع الولايات المتحدة بشأن التجارة والعملة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد فنيون يعملون على مركبة «كوبرا 2» المدرعة في مصنع أوتوكار بسكاريا (رويترز)

انكماش قطاع التصنيع في تركيا يتسارع خلال مارس

شهد قطاع التصنيع في تركيا انكماشاً أكبر في مارس (آذار)، حيث استمر تراجع الإنتاج والطلبات الجديدة في ظل ظروف سوقية صعبة على الصعيدين المحلي والدولي.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول )

فرنسا تؤكد على رد أوروبي متناسب على رسوم ترمب مع تفضيل التهدئة

علم فرنسا يرفرف فوق «الجمعية الوطنية» في باريس (رويترز)
علم فرنسا يرفرف فوق «الجمعية الوطنية» في باريس (رويترز)
TT
20

فرنسا تؤكد على رد أوروبي متناسب على رسوم ترمب مع تفضيل التهدئة

علم فرنسا يرفرف فوق «الجمعية الوطنية» في باريس (رويترز)
علم فرنسا يرفرف فوق «الجمعية الوطنية» في باريس (رويترز)

أكد وزير الصناعة الفرنسي، مارك فيراتشي، يوم الأربعاء، أن أوروبا ستتخذ ردّاً متناسباً على الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها، لكنها لن تسعى إلى تصعيد التوتر تحت أي ظرف.

وقال فيراتشي في مقابلة مع إذاعة «آر إم سي»: «لطالما فضّلت أوروبا نهج التفاوض وتهدئة الأوضاع، لأن الحروب التجارية، كما تعلمون، لا تؤدي سوى إلى خسائر للجميع»، وفق «رويترز».

ومن المقرر أن يعلن ترمب، في وقت لاحق اليوم، عن فرض رسوم جمركية انتقامية واسعة النطاق على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، في خطوة تثير المخاوف من ارتفاع الأسعار، وقد تدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ تدابير مضادة.