ملامح مواجهة بين ترمب وباول على الفائدة رغم ارتفاع التضخم

مؤشر الدولار قفز وأسواق الأسهم الأميركية تراجعت... والذهب خسر 1.1 %

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يدلي بشهادته أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ (أ.ف.ب)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يدلي بشهادته أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ (أ.ف.ب)
TT

ملامح مواجهة بين ترمب وباول على الفائدة رغم ارتفاع التضخم

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يدلي بشهادته أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ (أ.ف.ب)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يدلي بشهادته أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ (أ.ف.ب)

بينما بدأت ترتسم ملامح الصراع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول على أسعار الفائدة، جاءت بيانات التضخم التي ارتفعت بأكبر قدر في نحو عام ونصف العام، لتعزز الرسالة التي وجهها باول يوم الثلاثاء من على منبر مجلس الشيوخ، ومفادها أن «الاحتياطي الفيدرالي» ليس في عجلة من أمره لاستئناف خفض الفائدة وسط تزايد حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد.

فترمب، وقبيل توجه باول إلى الكابيتول هيل لليوم الثاني على التوالي للإدلاء بشهادته نصف السنوية، وقبل دقائق من نشر بيانات التضخم، كتب على منصته «تروث سوشيال»: «يجب خفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسير جنباً إلى جنب مع التعريفات الجمركية القادمة!!! فلنبدأ الروك أند رول، أميركا!!!».

وبعدها بدقائق قليلة، أصدر مكتب إحصاءات العمل تقرير التضخم عن شهر يناير (كانون الثاني) والذي أظهر ارتفاعه بنسبة 3 في المائة على أساس سنوي (فوق التوقعات) بسبب زيادة أسعار المساكن والغذاء والطاقة، مقارنة بنسبة 2.9 في المائة في ديسمبر (كانون الأول)، مما يعكس تباطؤاً في وتيرة التراجع عن ذروته السابقة.

وقد يجعل ارتفاع الأسعار من غير المرجح أن يتخذ «الفيدرالي» خطوة التيسير النقدي قريباً، خاصة مع استمرار التضخم فوق هدف 2 في المائة، مما يقلل من فرص خفض الفائدة هذا العام. هذا بالإضافة إلى تزايد حالة عدم اليقين بشأن التأثير الاقتصادي لسياسات إدارة ترمب المتعلقة بالتجارة والهجرة والمالية.

ويُعد هذا الارتفاع في التضخم سبباً رئيسياً وراء امتناع «الفيدرالي» عن استئناف خفض أسعار الفائدة، بعد أن أجرى ثلاثة تخفيضات العام الماضي مع تراجع التضخم بشكل ملحوظ عن ذروته البالغة 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، ليصل سعر الفائدة إلى نحو 4.3 في المائة بنهاية 2023. بينما يترقب المستثمرون مسار الفائدة، تشهد الأسواق تقلبات حادة وسط تزايد الغموض حول تأثير السياسات التجارية والمالية المقبلة على الاقتصاد الأميركي.

وفي الأسواق، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.52 في المائة عقب صدور البيانات، ليصل إلى 108.49، بينما تراجع اليورو بنسبة 0.42 في المائة إلى 1.0317 دولار. كما صعد الدولار أمام الين الياباني بنسبة 1.19 في المائة ليصل إلى 154.3 ين. وقد أدى تقرير التضخم إلى تراجع توقعات السوق بشأن خفض الفائدة، حيث يتوقع متداولو العقود الآجلة الآن خفضاً إجمالياً بمقدار 26 نقطة أساس فقط بحلول ديسمبر، مقارنة بـ 37 نقطة أساس قبل صدور البيانات، مما يعني خفضاً وحيداً بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام.

كما شهدت أسواق الأسهم الأميركية انخفاضاً حاداً، حيث تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي 379 نقطة (0.85 في المائة)، وهبط مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» بمقدار 53.25 نقطة (0.87 في المائة)، في حين انخفض مؤشر «ناسداك 100» بمقدار 183.75 نقطة (0.84 في المائة).

وفي سوق السندات، قفز عائد سندات الخزانة لأجل عامين من 4.28 في المائة إلى 4.37 في المائة فور صدور تقرير التضخم، كما ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات من 4.53 في المائة إلى 4.63 في المائة.

وعلى الصعيد العالمي، شهدت بعض الأسواق ارتفاعات، حيث صعد مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 0.4 في المائة، وارتفع مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنفس النسبة، بينما سجل مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ مكاسب بنسبة 2.6 في المائة.

وفي أوروبا، ارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.3 في المائة، وزاد مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 0.1 في المائة، بينما لم يشهد مؤشر «كاك 40» الفرنسي تغيرات كبيرة. أما في سوق السندات الأوروبية، فقد ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل عشر سنوات بمقدار 4.5 نقطة أساس ليصل إلى 2.47 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ 31 يناير الماضي. كما ارتفع عائد السندات الإيطالية لأجل عشر سنوات بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 3.57 في المائة.

أما أسعار الذهب فقد واصلت خسائرها في المعاملات الفورية بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك، حيث هبطت بنسبة 1.1 في المائة لتسجل 2866.36 دولار للأوقية.


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: الأولوية لتوقعات التضخم لا لسعر الفائدة المحايد

الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: الأولوية لتوقعات التضخم لا لسعر الفائدة المحايد

أكد فابيو بانيتا، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، يوم الأربعاء، أن البنك يجب أن يتبنى نهجاً عملياً يستند إلى البيانات في قراراته بشأن أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

تحذير «فيدرالي»... ارتفاع توقعات التضخم في سوق السندات «إشارة خطيرة»

حذّر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بشيكاغو، أوستن غولسبي، من أن ارتفاع توقعات التضخم في سوق السندات الأميركية يُشكل «إشارة خطيرة».

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)
الاقتصاد رجل يمشي بعربة التسوق الخاصة به أمام متجر شرق لندن (رويترز)

التضخم السنوي البريطاني يتباطأ إلى 2.8 % في فبراير

أظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء تباطؤ معدل التضخم السنوي في بريطانيا إلى 2.8 % في فبراير، مقارنة بـ3.0 % في يناير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بورصة نيويورك في حي المال في مانهاتن (رويترز)

«موديز»: القوة المالية الأميركية في تراجع مستمر بسبب العجز المالي وارتفاع الديون

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إن القوة المالية الأميركية في طريقها للاستمرار في التراجع على مدى عدة سنوات، مع اتساع عجز الموازنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يتسوَّق الزبائن داخل مركز «كينغ أوف بروسيا» التجاري في بنسلفانيا (أرشيفية - رويترز)

تراجع ثقة المستهلك الأميركي للشهر الرابع على التوالي

تراجعت ثقة المستهلك الأميركي، للشهر الرابع على التوالي، مع انخفاض قلق الأميركيين بشأن مستقبلهم المالي إلى أدنى مستوى له منذ 12 عاماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

صندوق النقد الدولي يوافق على قرض جديد لباكستان بـ1.3 مليار دولار

رجل يحمل أكياساً من الإمدادات على كتفه في سوق بكراتشي - باكستان (رويترز)
رجل يحمل أكياساً من الإمدادات على كتفه في سوق بكراتشي - باكستان (رويترز)
TT

صندوق النقد الدولي يوافق على قرض جديد لباكستان بـ1.3 مليار دولار

رجل يحمل أكياساً من الإمدادات على كتفه في سوق بكراتشي - باكستان (رويترز)
رجل يحمل أكياساً من الإمدادات على كتفه في سوق بكراتشي - باكستان (رويترز)

قال صندوق النقد الدولي إنه توصل إلى اتفاق مع باكستان بشأن قرض جديد قيمته 1.3 مليار دولار، واتفقوا أيضاً على المراجعة الأولى لبرنامج الإنقاذ المستمر منذ 37 شهراً.

وأضاف الصندوق في بيان، أنه خلال الأشهر الـ18 الماضية، حققت باكستان تقدماً كبيراً في استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي وإعادة بناء الثقة على الرغم من بيئة عالمية تمثل تحدياً.

وقال الصندوق في البيان الذي أعلن فيه عن قراره، إن الاتفاق الجديد الذي تبلغ مدته 28 شهراً سيدعم جهود باكستان للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها.

ويتطلّب كل من البرنامج الجديد ومراجعة خطة الإنقاذ الحالية موافقة المجلس التنفيذي للصندوق، وهي أمر شبه محسوم.

وفي عام 2023 أصبحت باكستان على شفير التخلّف عن السداد بعدما فاقمت الأزمة السياسية الانكماش الاقتصادي وجعلت الدين العام يخرج عن السيطرة.

وتلقّت باكستان من صندوق النقد صفقة إنقاذية 7 مليارات دولار، وقد سجّلت بعض التعافي مع تراجع التضخم وازدياد احتياطياتها من العملات الأجنبية.

لكنّ الاتفاق، وهو الرابع والعشرون لباكستان منذ عام 1958، مرفَق بشروط صارمة تقضي بأن تعمل البلاد على تحسين إيرادات ضريبة الدخل وخفض الدعم عن الكهرباء خاصةً.

وقال صندوق النقد الدولي، الأربعاء، إن السلطات الباكستانية ما زالت «ملتزمة المضي قدماً في ضبطٍ تدريجي للمالية العامة بهدف خفض الدين العام على نحو مستدام»، إضافةً إلى سياسة نقدية متشدّدة وتدابير لخفض التكاليف وإجراء إصلاحات، بعد موافقته المبدئية على المراجعة الثانية للبرنامج الحالي ومدّته 37 شهراً.

وموافقة المجلس التنفيذي للصندوق على الاتفاق تمكّن باكستان من تلقي تمويل إضافي بنحو مليار دولار.

ومن شأن ذلك، وفق الصندوق، أن يرفع القيمة الإجمالية للمدفوعات بموجب البرنامج الحالي إلى نحو ملياري دولار.