البنية التحتية والتوجهات الرقمية تقودان تطور سوق التجزئة السعودية

مسؤول في «ماكنزي» لـ«الشرق الأوسط»: التجارة العابرة للحدود تنمو في المملكة

الشريك الرئيس في «ماكنزي» العالمية للاستشارات عبد الله افتاحي (تصوير: تركي العقيلي)
الشريك الرئيس في «ماكنزي» العالمية للاستشارات عبد الله افتاحي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

البنية التحتية والتوجهات الرقمية تقودان تطور سوق التجزئة السعودية

الشريك الرئيس في «ماكنزي» العالمية للاستشارات عبد الله افتاحي (تصوير: تركي العقيلي)
الشريك الرئيس في «ماكنزي» العالمية للاستشارات عبد الله افتاحي (تصوير: تركي العقيلي)

تعتبر السعودية واحدة من الأسواق الأكثر جذباً للاستثمارات في المنطقة، مع آفاق نمو واعدة في مجال التجزئة حتى عام 2035، حيث تشهد تحولات كبيرة في البنية التحتية والتوجهات الاستهلاكية الرقمية، ما يساهم بدفع النمو الاقتصادي في القطاع، وتعزيز ديناميكيات السوق، وفقاً للشريك الرئيس في مؤسسة «ماكنزي» العالمية للاستشارات، عبد الله افتاحي.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن مستقبل القطاع، أكد افتاحي أن النمو في سوق التجزئة السعودية مقبل لا محالة، من عدة مصادر، وبشكل رئيس من فئة الشباب والطبقة الوسطى التي تعد محركاً رئيساً للإنفاق الاستهلاكي في المملكة. وتمثل جزءاً كبيراً من السكان، وتتمتع بمهارات رقمية عالية وتبحث بشكل مستمر عن التجارب متعددة القنوات.

وأوضح افتاحي على هامش «منتدى قادة التجزئة العالمي 2025»، في الرياض، أن تجار التجزئة في السعودية بحاجة إلى التفكير في القنوات الرقمية بشكل استراتيجي، مشيراً إلى النمو الكبير في التجارة الإلكترونية والاجتماعية، والتي تعد من العوامل الأساسية للنمو في السوق المحلية.

التجارة العابرة للحدود

ولفت إلى أن التجارة العابرة للحدود تنتعش بشكل ملحوظ في السعودية، ما يعكس طلب المستهلكين المتزايد على المنتجات والخدمات العالمية. وأن هذه القنوات تستمر في النمو، وهو ما يجعل من الضروري أن يكون تجار التجزئة حاضرين بقوة في هذه المجالات الجديدة والتكيف مع المتغيرات.

وقال افتاحي: «نمو الاستهلاك في السعودية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنمو السكان، سواء كانوا مواطنين سعوديين أو وافدين أو سياحاً، والمملكة تستثمر بشكل كبير لجذب المزيد. وهذا يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي العام، وتحفيز قطاع التجزئة».

ورغم الفرص العديدة، أشار افتاحي إلى التحديات الهيكلية التي قد يواجهها القطاع عالمياً، مثل التضخم واضطرابات سلاسل الإمداد والتوترات الجيوسياسية. وأنها قد تؤثر على بعض القطاعات، لكنها أيضاً تفتح الباب أمام العديد من الفرص للشركات التي تستطيع التكيف مع الظروف الجديدة وتحقيق الكفاءة والإنتاجية في أسواقها الأساسية.

الشريك الرئيس في «ماكنزي» العالمية للاستشارات عبد الله افتاحي (تصوير: تركي العقيلي)

الذكاء الاصطناعي

كما تطرق إلى أهمية الرقمنة، حيث قال إن «المستهلك السعودي أكثر قدرة على التعامل مع التقنيات الرقمية وهذه الفرصة يجب على تجار التجزئة استغلالها، باستخدام البيانات الضخمة في الذكاء الاصطناعي لتحسين تجارب المستهلكين وتخصيص العروض والرسائل بما يتناسب مع احتياجاتهم وخلق قيمة مضافة لتحقيق نمو مستدام».

وفي ختام حديثه، أكد افتاحي على أهمية أن تكون لدى الشركات نظرة طويلة الأمد تجاه السوق السعودية. وقال: «على المؤسسات التي ترغب بالتوسع في المملكة أن تكون مستعدة للاستثمار في القدرات المناسبة وأن تواكب التحولات التكنولوجية بشكل استراتيجي».


مقالات ذات صلة

اتفاق تاريخي لزيادة الاقتراض الحكومي في ألمانيا بين ميرتس و«الخضر»

الاقتصاد ميرتس يتحدث في «البوندستاغ» بشأن حزمة بمليارات اليوروهات لتعزيز الدفاع والبنية التحتية (د.ب.أ)

اتفاق تاريخي لزيادة الاقتراض الحكومي في ألمانيا بين ميرتس و«الخضر»

توصل المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرتس إلى اتفاق حاسم مع حزب الخضر يوم الجمعة، يمهّد الطريق لزيادة هائلة في الاقتراض الحكومي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد عامل يخرج حبوب البن من جوال في أحد متاجر القهوة بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

الظروف المناخية تقفز بأسعار البن 40 %

أعلنت منظمة «فاو» أن أسعار البن العالمية وصلت إلى أعلى مستوى لها في سنوات عدة، بزيادة قدرها 38.8 في المائة، ويُعزى ذلك في الغالب لسوء الأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (وكالة حماية البيئة)

تراجع حاد في صناديق الأسهم العالمية وسط مخاوف من الرسوم الجمركية

شهدت صناديق الأسهم العالمية تراجعاً حاداً في الطلب خلال الأسبوع المنتهي في 12 مارس (آذار)، وذلك في ظل موجة بيع واسعة للأسواق المالية العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد تعرض شاشة البيانات المالية في غرفة تداول بنك هانا مؤشر «كوسبي» في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق العالمية تستعيد توازنها جزئياً... وانتعاش قوي للأسهم الآسيوية

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الجمعة، في محاولة لتعويض الخسائر الحادة التي تكبدتها الأسواق العالمية في وقت سابق من الأسبوع، بينما بلغ الذهب مستوى قياسياً جديداً.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد دجاج "انتاج" في أحد المتاجر (الشركة)

إدراج وبدء تداول أسهم «إنتاج» في السوق السعودية الاثنين

سيتم إدراج وبدء تداول أسهم الشركة العربية للاستثمار الزراعي والصناعي (إنتاج)، في السوق الرئيسية اعتباراً من يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

روبيو: الولايات المتحدة قد تُبرم اتفاقيات تجارية جديدة بعد فرض الرسوم الجمركية

وزير الخارجية الأميركي يتحدث مع الصحافيين عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في لا مالباي كيبيك (أرشيفية - أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي يتحدث مع الصحافيين عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في لا مالباي كيبيك (أرشيفية - أ.ب)
TT

روبيو: الولايات المتحدة قد تُبرم اتفاقيات تجارية جديدة بعد فرض الرسوم الجمركية

وزير الخارجية الأميركي يتحدث مع الصحافيين عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في لا مالباي كيبيك (أرشيفية - أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي يتحدث مع الصحافيين عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في لا مالباي كيبيك (أرشيفية - أ.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يوم الأحد، إنه بمجرد أن تُفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على شركائها التجاريين الرئيسيين، يُمكنها الدخول في محادثات ثنائية مع الدول بشأن ترتيبات تجارية جديدة.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الخميس بفرض رسوم جمركية بنسبة 200 في المائة على واردات النبيذ والكونياك والمشروبات الكحولية الأخرى من أوروبا، فاتحاً بذلك جبهة جديدة في حرب تجارية عالمية هزّت الأسواق المالية وأثارت مخاوف من الركود.

وأكد روبيو أن الولايات المتحدة سترد على الدول التي فرضت رسوماً جمركية عليها. وقال لبرنامج «واجه الأمة» على قناة «سي بي إس»: «هذا الأمر عالمي. ليس ضد كندا، ولا ضد المكسيك، ولا ضد الاتحاد الأوروبي، بل ضد الجميع».

وأضاف: «ومن ثم، انطلاقاً من هذا الأساس الجديد للإنصاف والمعاملة بالمثل، سننخرط - ربما - في مفاوضات ثنائية مع دول حول العالم بشأن ترتيبات تجارية جديدة تناسب كلا الجانبين».

وقال روبيو، الذي لم يُفصّل شكل الاتفاقيات الجديدة، إن الولايات المتحدة «ستعيد ضبط هذا الأساس» لضمان المعاملة بإنصاف. وأضاف: «لا نحبذ الوضع الراهن. سنضع وضعاً راهناً جديداً، وبعد ذلك يُمكننا التفاوض على شيء ما، إذا رغبت الدول الأخرى في ذلك. ما لدينا الآن لا يُمكن أن يستمر».