فرص العمل بالولايات المتحدة تنخفض في ديسمبر

مع استمرار استقرار السوق

مطعم يعلن عن وظائف لجذب العمال في أوشنسايد، كاليفورنيا (رويترز)
مطعم يعلن عن وظائف لجذب العمال في أوشنسايد، كاليفورنيا (رويترز)
TT

فرص العمل بالولايات المتحدة تنخفض في ديسمبر

مطعم يعلن عن وظائف لجذب العمال في أوشنسايد، كاليفورنيا (رويترز)
مطعم يعلن عن وظائف لجذب العمال في أوشنسايد، كاليفورنيا (رويترز)

انخفضت فرص العمل في الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول)؛ ما يشير إلى تباطؤ في سوق العمل، لكنه لا يزال يشير إلى استقرار صحي.

وأفادت وزارة العمل، الثلاثاء، بأن فرص العمل تراجعت إلى 7.6 مليون، مقارنة بـ8.2 مليون في نوفمبر (تشرين الثاني). ويعد هذا الانخفاض تراجعاً عن 8.9 مليون في الشهر نفسه من العام الماضي وذروة 12.2 مليون في مارس (آذار) 2022، عندما كان الاقتصاد في مرحلة التعافي بعد عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة «كوفيد - 19»، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

كما شهد عدد حالات التسريح انخفاضاً؛ ما يعكس مستوى غير عادي من الأمان الوظيفي لدى الأميركيين. وعلى الرغم من تباطؤ سوق العمل الأميركية مقارنة بالفترة من 2021 إلى 2023، فإن التوظيف لا يزال قوياً.

وأضاف أصحاب العمل 186 ألف وظيفة شهرياً في عام 2024 حتى نوفمبر، وهو رقم أقل من 251 ألفاً في 2023 و377 ألفاً في 2022 و604 ألفاً في 2021. ومن المتوقع أن يظهر تقرير وزارة العمل عن وظائف يناير (كانون الثاني)، الذي سيتم إصداره الجمعة، تباطؤاً أكبر في التوظيف إلى 160 ألفاً، مقارنة بـ256 ألفاً في الشهر السابق، وهو ما يتماشى مع سوق عمل صحية، لكن أقل نشاطاً. كما يُتوقع أن يظل معدل البطالة منخفضاً عند 4.1 في المائة.

وظل التوظيف قوياً رغم الزيادة في أسعار الفائدة. ففي عامي 2022 و2023، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي 11 مرة في محاولة للحد من التضخم. وقد أظهرت ضغوط الأسعار انخفاضاً ملحوظاً؛ ما سمح للبنك المركزي بتعديل سياسته وتخفيض أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2024. ومع ذلك، توقف التقدم في خفض التضخم في الأشهر الأخيرة، وبقيت الزيادة السنوية في أسعار المستهلكين أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة.

كما أن خطط الرئيس دونالد ترمب لفرض ضرائب على الواردات وترحيل المهاجرين العاملين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة تهدد بإعادة إشعال التضخم. وقد استجاب بنك الاحتياطي الفيدرالي بحذر، مشيراً إلى أنه يتوقع خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، وهو ما يقل عن التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أربعة تخفيضات في سبتمبر (أيلول).


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية مستقرة وسط تقارير أرباح قوية

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الأميركية مستقرة وسط تقارير أرباح قوية

ظلت الأسهم الأميركية مستقرة نسبياً يوم الخميس، قبل الإعلان المتوقع عن التعريفات الجمركية من الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سيدة تقف إلى جانب لافتة بعنوان «نحن نوظف الآن» في بوسطن (رويترز)

رغم التضخم... انخفاض طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة

انخفض عدد الأميركيين المتقدمين للحصول على إعانات البطالة في الأسبوع الماضي حيث استمر أصحاب العمل في الحفاظ على قوتهم العاملة رغم التضخم المتجدد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عمال يعبئون الطرود خلال «الاثنين السيبراني» بمركز «أمازون» في نيوجيرسي (رويترز)

ارتفاع «أسعار الجملة» الأميركية يضعف توقعات خفض الفائدة

جاءت «أسعار الجملة» بالولايات المتحدة أعلى من المتوقع الشهر الماضي؛ مما يشير إلى توقف التقدم في مكافحة التضخم، وبالتالي إضعاف توقعات خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عمال يعبئون الطرود خلال «الاثنين السيبراني» بمركز «أمازون» في نيوجيرسي (رويترز)

ارتفاع «أسعار الجملة» الأميركية يضعف توقعات خفض الفائدة

جاءت «أسعار الجملة» بالولايات المتحدة أعلى من المتوقع الشهر الماضي؛ مما يشير إلى توقف التقدم في مكافحة التضخم، وبالتالي إضعاف توقعات خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يُلقي خطاباً أمام «رابطة الشرطة الأخوية» في شارلوت بنورث كارولاينا 6 سبتمبر 2024 (رويترز)

ترمب: 3 أسابيع رائعة ورسوم جمركية متبادلة ستكون الأهم

في منشور حديث على وسائل التواصل الاجتماعي، سلّط الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الضوء على إعلان يتعلق بفرض رسوم جمركية متبادلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
TT

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)

لا تزال مخاوف المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية وإنفاق شركات التكنولوجيا، تهيمن على اهتمامات الأسواق. وعلى هذه الخلفية، تم تداول مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» الأميركي، في نطاق ضيق نسبياً، وعاد حالياً إلى ما كان عليه في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما تستمر التقلبات في الضغط على سوق السندات.

ويرى محللو بنك «مورغان ستانلي»، أنه قد يستنتج العديد من المستثمرين، الذين ربما تشتت انتباههم بسبب سيل الأخبار القادمة من واشنطن، أن هذا مجرد ركود موسمي آخر في الربع الأول من العام الحالي. ولكن تحت السطح، ترى لجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي» تحولاً مستمراً، حيث من المرجح أن تستمر أسهم التكنولوجيا الضخمة «Magnificent 7» المهيمنة منذ فترة طويلة في فقدان شعبيتها مع قيام المستثمرين بنقل الأموال نحو الأسهم «الدورية» الحساسة للنمو الاقتصادي.

ويأتي هذا التحول مع اكتساب مجموعة متنوعة من الأسهم داخل مؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، حتى مع كفاح أسهم التكنولوجيا الضخمة، التي دعمت الكثير من التقدم الأخير للمؤشر وتمثل حصة كبيرة من قيمته الإجمالية، مؤخراً.

ووفقاً للجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي»، فإن هناك ثلاثة تطورات تدعم استمرار «التناوب» في قيادة سوق الأسهم الأميركية، أولها أن بعض القطاعات بدأت تظهر آثاراً متأخرة لتيسير السياسة النقدية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان قد خفض سعر الفائدة القياسي بنحو 1 في المائة خلال الربع الرابع من عام 2024. وذلك قبل التوقف عن المزيد من التخفيضات المحتملة خلال العام الحالي. والآن، وقد بدأت هذه الخطوة في تحفيز الاقتصاد الأميركي، الذي يسير في «هبوط ناعم» من النمو الأبطأ ولكنه ثابت، وتجميد التضخم.

على سبيل المثال، عادت مؤشرات التصنيع التابعة لمعهد إدارة التوريد إلى التوسع في يناير (كانون الثاني)، مدفوعة بزيادة في الطلبات الجديدة، بعد فترة طويلة في منطقة الانكماش. كما بدا أن التوظيف في التصنيع قد انتعش، في حين أشار استطلاع لآراء مسؤولي القروض إلى زيادة قوية في توفر الإقراض المصرفي. حسبما ذكرت لجنة الاستثمار في «مورغان ستانلي».

التطور الثاني هنا هو تباطؤ نمو أرباح الشركات الكبرى، يقول البنك الأميركي في مذكرة: «بشكل عام، من المتوقع أن تسجل شركات مؤشر ستاندرد أند بورز 500 زيادة في الأرباح بنسبة 8.5 في المائة على أساس سنوي لعام 2024. ومع ذلك، تحت السطح، تتفوق أكبر 100 شركة في المؤشر على توقعات وول ستريت بمعدلات أقل بكثير من 400 شركة أخرى».

علاوة على ذلك، «تتداول هذه الشركات الأكبر بانخفاض 50 نقطة أساس، في المتوسط ... قلق المستثمرين ملموس بشكل خاص حول الشركات السبع الكبيرة، التي من المتوقع أن يتباطأ نمو أرباحها هذا العام مع اكتساب الربحية زخماً لبقية شركات المؤشر. تشير التوقعات لعام 2025 الآن إلى أرباح لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 تبلغ 274 دولاراً للسهم، بانخفاض عن التقديرات السابقة البالغة 282 دولاراً».

أما التطور الثالث، فكان من نصيب أسهم التكنولوجيا الكبرى التي تكافح بينما تتقدم القطاعات وفئات الأصول الأخرى.

جاء في المذكرة: «لنتأمل هنا قطاع التكنولوجيا الذي يتميز عادة بأداء عالٍ في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 والذي تأخر عن المؤشر الأوسع نطاقاً في يناير بأوسع هامش منذ عام 2016. وقد تم تداول أربعة من الشركات السبعة الكبرى مؤخراً بأقل من متوسطاتها المتحركة على مدار 50 يوماً، وهي إشارة هبوطية أخرى للمتداولين».

أضافت: «علاوة على ذلك، تعمل صناديق التحوط بشكل متزايد على تقليص المخاطر الإجمالية لهذه الأنواع من الأسهم لأول مرة منذ عام، في حين يبيع بعض المستثمرين المطلعين على نتائج الشركات، الأسهم بأعلى معدل منذ عام 2021، مما يثير تساؤلات حول قدرة الشركات على تحقيق أهداف الأرباح وتبرير تقييماتها المرتفعة».

ودعا البنك الأميركي المستثمرين، إلى تفحص الاستثمارات التي تقود الأسواق حالياً، مثل «الشركات المالية والرعاية الصحية، فضلاً عن الأسهم الموجهة نحو النمو ذات القيمة السوقية المتوسطة، والأسهم الأوروبية والذهب».

اعتبارات المحفظة

تعتقد لجنة الاستثمار الدولية بـ«مورغان ستانلي» أنه في ظل هذه التطورات، يجب أن يفكر المستثمرون في إضافة الأسهم الدورية مثل الشركات المالية والطاقة والشركات المصنعة المحلية وخدمات المستهلك.

وذكرت أيضاً التنويع عبر منتجات الائتمان والفوارق، وخاصة الأوراق المالية المدعومة بالأصول، والأصول الحقيقية، واستراتيجيات صناديق التحوط المختارة، والأوراق المالية المفضلة وديون الأسواق الناشئة.