الصين تتجه إلى تعيين «رجل المخاطر» نائباً لمحافظ «المركزي»

مكالمة ترمب وشي ترفع حرارة الأسواق

رئيس إدارة السياسة النقدية في بنك الشعب الصيني زو لان (مكتب معلومات مجلس الدولة الصيني)
رئيس إدارة السياسة النقدية في بنك الشعب الصيني زو لان (مكتب معلومات مجلس الدولة الصيني)
TT

الصين تتجه إلى تعيين «رجل المخاطر» نائباً لمحافظ «المركزي»

رئيس إدارة السياسة النقدية في بنك الشعب الصيني زو لان (مكتب معلومات مجلس الدولة الصيني)
رئيس إدارة السياسة النقدية في بنك الشعب الصيني زو لان (مكتب معلومات مجلس الدولة الصيني)

قال مصدران مطلعان على الأمر، إن رئيس إدارة السياسة النقدية في بنك الشعب الصيني، زو لان، سيُرقّى إلى منصب نائب محافظ البنك المركزي. ووفقاً للمصدرَيْن اللذَيْن رفضا الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الأمر، فسيتم إعلان التعيين هذا الأسبوع.

ومن المقرر أن يصبح زو أصغر نائب محافظ في البنك المركزي الصيني الذي يضم محافظاً واحداً وأربعة نواب محافظين.

وُلِد زو في عام 1974، ويحمل خلفية مالية قوية لهذا الدور، حيث تخرّج في قسم المحاسبة بجامعة فودان. وتشمل مسيرته المهنية في بنك الشعب الصيني أدواراً مبكرة في قسم السياسة النقدية ونظام تداول النقد الأجنبي.

وتمت ترقية زو إلى منصب مدير إدارة الأسواق المالية في بنك الشعب الصيني في يوليو (تموز) 2019، وكان في طليعة التعامل مع المخاطر المالية، خصوصاً في قطاعي التمويل عبر الإنترنت والعقارات. ومن بين الأدوار البارزة التي لعبها إدارة أزمة «إيفرغراند» التي هزّت قطاع العقارات في عام 2021.

وفي مايو (أيار) 2022، حلّ زو محل صن جوفينغ مديراً لقسم السياسة النقدية في بنك الشعب الصيني. وحُكم على صن الذي طُرد من منصبه، بالسجن لمدة 16 عاماً وستة أشهر في عام 2023، بتهمة تلقي رشى وتسريب أسرار الدولة والتداول من الداخل.

وفي سياق منفصل، قفزت أسهم الصين وهونغ كونغ، يوم الاثنين، بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ خفّفت بعض التوترات بين الصين والولايات المتحدة.

وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية في الصين 0.5 في المائة، ليُضاف إلى مكاسب بلغت 2.1 في المائة الأسبوع الماضي. وزاد مؤشر شنغهاي المركب 0.1 في المائة إلى 3244.38 نقطة. وفي هونغ كونغ، قفز مؤشر هانغ سنغ القياسي 1.8 في المائة إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع.

وقاد قطاع التكنولوجيا المكاسب في الخارج، حيث ارتفعت منصة توصيل الطعام ميتوان 5.2 في المائة، وشركة التجارة الإلكترونية «جيه دي كوم» 7.3 في المائة.

وكانت المشاعر متفائلة، يوم الاثنين، بعد أن ناقش ترمب وشي قضايا، بما في ذلك «تيك توك» والتجارة وتايوان، يوم الجمعة. في حين يتجه ترمب إلى البيت الأبيض مرة أخرى واعداً برسوم جمركية يمكن أن تزيد من التوترات بين أكبر اقتصادَيْن في العالم.

وقال كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك شرق آسيا، جيسون تشان: «إنه يرسل إشارة إيجابية إلى الأسواق، على الأقل ما زالا يتحدثان. لقد سعّرت السوق بالفعل قدراً كبيراً من المخاطر بعد فوز ترمب في الانتخابات، لذلك هناك فرصة لعودة المشاعر إلى المتوسط ​​بعد التشاؤم المفرط».

ومع ذلك، يتوقع المستثمرون زيادة تقلبات السوق في الأيام المقبلة؛ حيث من المقرر أن يعلن ترمب سلسلة من الأوامر التنفيذية في وقت لاحق من يوم الاثنين، تغطي الأمن والترحيل وقضايا التعريفات الجمركية ووعود الحملة الأخرى.

وقال محللون في «باركليز»، في مذكرة للعملاء: «إن إطلاق سلسلة من الإعلانات السياسية في اليوم الأول لترمب من شأنه أن يُعطي اتجاهاً أفضل، لكن من غير المرجح أن يوفّر للأسواق الوضوح الكامل. وقد يؤدي هذا إلى تقلبات».

وعلى صعيد السياسة، أبقت الصين أسعار الفائدة المرجعية للإقراض دون تغيير للشهر الثالث على التوالي في وقت سابق من يوم الاثنين، كما كان متوقعاً؛ حيث أدى ضعف اليوان إلى الحد من جهود السياسة النقدية في بكين.

وتمّ الإبقاء على سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة عام واحد عند 3.1 في المائة، في حين ظلّ سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة خمس سنوات دون تغيير عند 3.6 في المائة عند التثبيت الشهري يوم الاثنين.


مقالات ذات صلة

بأكثر من 55 إدراجاً... السوق السعودية الأكثر نمواً عالمياً في 2024

الاقتصاد جانب من الجلسات الحوارية (ملتقى الأسواق المالية)

بأكثر من 55 إدراجاً... السوق السعودية الأكثر نمواً عالمياً في 2024

مع طرح أكثر من 55 إدراجاً في مجالات مختلفة خلال العام المنصرم، أصبحت السوق المالية السعودية الأكثر نموّاً على مستوى العالم في سوق الإدراجات.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد مبنى وزارة الصناعة والثروة المعدنية في السعودية (واس)

السعودية تُخصص 3 مجمعات للأنشطة التعدينية في منطقتي الشرقية والمدينة المنورة

خصصت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، 3 مواقع لإقامة مجمعات تعدينية في منطقتي المدينة المنورة والشرقية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من الضاحية المالية في جزيرة هونغ كونغ الصينية (أ.ف.ب)

بنوك الاستثمار العالمية تحسّن نظرتها لأسواق الصين

حسَّنت بنوك استثمار عالمية نظرتها وتوصياتها تجاه الاستثمار في الأسواق الصينية، وذلك وسط موجة صعود دعمها لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ الأخير مع قادة الأعمال.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد متداوِل يتابع شاشاته وخلفه رسم بياني لمؤشر «داكس» في «بورصة فرنكفورت»... (رويترز)

تحسن «معنويات المستثمرين» في ألمانيا بأسرع وتيرة خلال عامين

تحسنت «معنويات المستثمرين» في ألمانيا بأسرع وتيرة منذ عامين في فبراير (شباط)، بدفع من توقعات بانتعاش الاقتصاد مع حكومة جديدة بعد الانتخابات المقررة يوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد أحد المشاة يسير أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

مستثمرو اليابان يتكالبون على الأصول الأجنبية بعد 3 أشهر من الفتور

تحول المستثمرون اليابانيون إلى مشترين صافين للأسهم الأجنبية في يناير الماضي، وسط ارتفاع عالمي للأسهم تجاهل التوترات التجارية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

عضو في «المركزي الأوروبي»: تخفيضات الفائدة يجب أن تعوض تأثير الانكماش في الميزانية

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: تخفيضات الفائدة يجب أن تعوض تأثير الانكماش في الميزانية

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، بيرو تشيبولوني، الثلاثاء، إن تخفيضات أسعار الفائدة يجب أن تُعوض التأثير التقييدي الناتج عن الانكماش في ميزانية البنك، ما يُشير إلى أن تكاليف الاقتراض قد تحتاج إلى أن تنخفض أكثر مما يعتقد البعض.

ويُخطط «المركزي الأوروبي» للسماح بترتيب مئات المليارات من اليوروهات، إن لم يكن تريليونات، من الديون، لتنقضي في السنوات المقبلة، وفي عام 2025 وحده من المتوقع أن تستحق نحو 500 مليار يورو (522 مليار دولار) من السندات، معظمها ديون حكومية، بوصفها جزءاً من عملية التكيف التدريجي المتفق عليها مسبقاً، وفق «رويترز».

ويعمل تقليص حيازات السندات تدريجياً -المعروف أيضاً بالانكماش الكمي، الذي جرى الاتفاق عليه عندما كانت معدلات التضخم مرتفعة للغاية- الآن ضد هدف البنك المركزي الأوروبي المتمثل في تخفيف تكاليف الاقتراض لاقتصاد ظل راكداً بشكل عام لمدة عامين.

وقال تشيبولوني في مناسبة مع مؤسسة «إم إن آي» الإعلامية: «في حين تمارس تخفيضات أسعار الفائدة ضغوطاً هبوطية بشكل رئيسي على الطرف القصير من منحنى العائد، فإن انكماش الميزانية العمومية يمارس ضغوطاً صعودية على الاستحقاقات الأطول أجلاً». وأضاف: «يؤدي ذلك إلى تشديد الظروف المالية».

وقال إن «التوازن الصحيح» يتطلب ضمان أن تكون قراراتنا بشأن أسعار الفائدة تعوض بشكل مناسب عن التشديد الناجم عن تقليص ميزانيتنا.

ويُشير هذا الرأي إلى أن تشيبولوني قد يُفضل الاستمرار في تخفيض أسعار الفائدة؛ حيث إن الانكماش في الميزانية قد يستمر لسنوات، ما يضغط على تكاليف الاقتراض على المدى الطويل.

وترى الأسواق الآن 3 تخفيضات أخرى لأسعار الفائدة هذا العام، ما سيُخفض سعر الإيداع المرجعي إلى 2 في المائة، وهو على الأرجح أدنى نقطة في دورة التيسير الحالية.

وفي ذروته في أوائل عام 2022، كانت حيازات البنك الكبيرة من السندات تخفض عوائد السندات السيادية لمدة 10 سنوات، بنحو 175 نقطة أساس، ولكن هذا التأثير الآن تراجع إلى نحو 75 نقطة أساس ويتناقص، وفقاً لما قاله تشيبولوني.

وامتنع تشيبولوني عن تقديم حجم مثالي لميزانية البنك، وقال إن هذا يعتمد إلى حد كبير على احتياجات السيولة للبنوك التجارية.

ولا يزال البنك المركزي الأوروبي يمتلك نحو 4.2 تريليون يورو من السندات التي جرى شراؤها لأغراض السياسة النقدية.

وقال تشيبولوني: «يجب أن يظل الانخفاض الإضافي في ميزانيتنا على مسار تدريجي وقابل للتنبؤ به لتجنب تأثيرات التضخم المالي».