مبيعات التجزئة الأميركية تدعم سياسة «الفيدرالي» الحذرة

سجلت ارتفاعاً قوياً في ديسمبر

متسوّقون يصطفون أمام أجهزة التلفاز المخفضة الأسعار في متجر «تارغت» بشيكاغو (رويترز)
متسوّقون يصطفون أمام أجهزة التلفاز المخفضة الأسعار في متجر «تارغت» بشيكاغو (رويترز)
TT
20

مبيعات التجزئة الأميركية تدعم سياسة «الفيدرالي» الحذرة

متسوّقون يصطفون أمام أجهزة التلفاز المخفضة الأسعار في متجر «تارغت» بشيكاغو (رويترز)
متسوّقون يصطفون أمام أجهزة التلفاز المخفضة الأسعار في متجر «تارغت» بشيكاغو (رويترز)

سجلت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة ارتفاعاً قوياً، خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي في الاقتصاد، ويعزز بشكل أكبر النهج الحذِر الذي يتبناه مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، هذا العام.

ووفقاً للتقرير، الصادر عن مكتب الإحصاء، التابع لوزارة التجارة، يوم الخميس، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.4 في المائة خلال ديسمبر، بعد زيادة معدلة بالرفع بلغت 0.8 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني). وكان خبراء الاقتصاد، الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقعوا زيادة بنسبة 0.6 في المائة بمبيعات التجزئة، التي تتكون في الغالب من السلع، ولا تخضع للتعديل وفقاً للتضخم، بعد ارتفاع بنسبة 0.7 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

جاء هذا التقرير في أعقاب بيانات الأسبوع الماضي، التي أظهرت زيادة كبيرة في الوظائف غير الزراعية، بالإضافة إلى انخفاض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، من 4.2 في المائة خلال نوفمبر.

وعلى الرغم من تباطؤ التضخم الأساسي في ديسمبر، فإن أسعار المستهلكين بشكل عام ارتفعت بأكبر وتيرة لها منذ تسعة أشهر. ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة مرتين فقط، هذا العام، انخفاضاً من أربعة تخفيضات كان قد توقَّعها في سبتمبر (أيلول)، عندما أطلق دورة التيسير النقدي، وذلك بسبب المخاطر المحتملة المرتبطة بخطط الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مثل التعريفات الجمركية الواسعة النطاق، وترحيل المهاجرين غير المسجلين، والتخفيضات الضريبية، التي حذَّر الاقتصاديون من أنها قد تؤدي إلى تضخم.

وتسهم قوة سوق العمل في تعزيز الإنفاق، من خلال نمو الأجور القوي. كما أن الميزانيات العمومية للأُسر في وضع جيد، رغم أن المستهلكين ذوي الدخل المنخفض يعانون ضغوطاً.

ومن المتوقع ألا يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، هذا الشهر. وكان قد خفَّض سعر الفائدة القياسي بمقدار 100 نقطة أساس إلى نطاق 4.25 - 4.50 في المائة، بعد أن رفعه بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عاميْ 2022 و2023.

ويتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قدره 2.7 في المائة، خلال الربع الأخير. وكان الاقتصاد قد سجل نمواً بنسبة 3.1 في المائة خلال الربع الثالث من العام المالي الحالي، متفوقاً بشكل كبير على معدل النمو البالغ 1.8 في المائة الذي يَعدُّه مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي معدل نمو غير تضخمي.


مقالات ذات صلة

«سوق الخيارات» تراهن على تباطؤ اقتصادي حاد في أميركا

الاقتصاد متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

«سوق الخيارات» تراهن على تباطؤ اقتصادي حاد في أميركا

يزداد إقبال المستثمرين في سوق الخيارات على صفقات تستفيد من انخفاض حاد في أسعار الفائدة، مما يشير إلى أن سوق المشتقات المالية تراهن على تباطؤ اقتصادي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الإعلام بعد اجتماع مجلس السياسة النقدية في فرانكفورت يناير 2025 (رويترز)

لاغارد: حرب تجارية شاملة قد تضر بأميركا وتعزز الوحدة الأوروبية

أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، يوم الجمعة، أن نشوب حرب تجارية عالمية شاملة سيكون له تأثير سلبي كبير، خصوصاً على الاقتصاد الأميركي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت )
الاقتصاد شعار «بينانس» في مؤتمر «فيفا تكنولوجي» بباريس (أرشيفية - رويترز)

تقرير: عائلة ترمب تفاوض على حصة في «بينانس أميركا»

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ممثلين لعائلة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أجروا محادثات للاستحواذ على حصة مالية في الفرع الأميركي لمنصة «بينانس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أحد المتداولين في بورصة نيويورك (أ.ب)

تهديدات ترمب الجديدة ضد أوروبا تخفّض الأسهم الأميركية

تراجعت الأسهم الأميركية يوم الخميس، مع تهديد الرئيس دونالد ترمب الأخير بفرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد تجميع شاحنة فورد «إف-150» في مصنع ديربورن بميشيغان (أ.ب)

استقرار غير متوقع لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة

استقرت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في فبراير (شباط)، إلا أن هذا التراجع قد لا يستمر طويلاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذهب يخترق حاجز 3000 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه

موظف يأخذ حبيبات من الذهب النقي في مصنع «كراستسفيتمت» في كراسنويارسك، روسيا (رويترز)
موظف يأخذ حبيبات من الذهب النقي في مصنع «كراستسفيتمت» في كراسنويارسك، روسيا (رويترز)
TT
20

الذهب يخترق حاجز 3000 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه

موظف يأخذ حبيبات من الذهب النقي في مصنع «كراستسفيتمت» في كراسنويارسك، روسيا (رويترز)
موظف يأخذ حبيبات من الذهب النقي في مصنع «كراستسفيتمت» في كراسنويارسك، روسيا (رويترز)

اخترق الذهب حاجز 3000 دولار للأوقية (الأونصة)، يوم الجمعة، للمرة الأولى في تاريخه، مما عزز ارتفاعه القياسي، ودفعته التوترات التجارية المتصاعدة والتوقعات بتخفيض أسعار الفائدة الأميركية ليصبح ملاذاً آمناً للمستثمرين.

وسجل الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 3000.39 دولار للأوقية في الساعة 10:31 (بتوقيت غرينتش)، محققاً 13 أعلى مستوى له على الإطلاق في عام 2025 حتى الآن، بزيادة تزيد عن 14 في المائة. وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة أيضاً 0.7 في المائة إلى 3012.90 دولار، وفق «رويترز».

في هذا السياق، صرح ألكسندر زومبفي، تاجر المعادن الثمينة في شركة «هيراوس ميتالز» في ألمانيا: «في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وارتفاع الرسوم الجمركية، وازدياد حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، يبحث المستثمرون بشكل متنامٍ عن الاستقرار ويجدونه في الذهب».

وأضاف زومبفي: «مع تجاوز سعر الذهب حاجز 3000 دولار، قد يؤدي جني الأرباح على المدى القصير إلى ضغوط مؤقتة على السعر، ولكن الاتجاه العام يبقى إيجابياً».

لقد لعبت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب دوراً أساسياً في رفع الطلب على الذهب، خصوصاً في ضوء الحرب التجارية العالمية المتصاعدة التي أثارت قلق الأسواق المالية، ودفعت مخاوف الركود، حيث هدد ترمب في وقت سابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 200 في المائة على واردات سلع محددة من الاتحاد الأوروبي.

في غضون ذلك، أعلن صندوق «إس بي دي آر غولد تراست»، أكبر صندوق استثماري متداول في البورصة مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاته بلغت 905.81 طن متري، وهو أعلى مستوى لها منذ أغسطس (آب) 2023. وفي هذا السياق، أظهرت البيانات أن أسعار المستهلك في الولايات المتحدة انخفضت بأكثر من توقعات المحللين، مما قد يفتح الطريق أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر.

وتابع هان تان، كبير محللي السوق في مجموعة «إكسينيتي»: «قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى إشارات من الرئيس جيروم باول، سيحددان ما إذا كان سعر الذهب الفوري سيبقى أعلى من 3000 دولار أو لا».

وتوقع المتداولون أن يستأنف صانعو السياسات خفض تكاليف الاقتراض في يونيو (حزيران) المقبل.

وأعرب محللون في بنك «إيه إن زد» عن تفاؤلهم تجاه الذهب، مشيرين إلى أنه من المحتمل أن يصل السعر إلى مستوى قياسي مرتفع يبلغ 3050 دولاراً للأونصة في عام 2025.

وفيما يخص المعادن الأخرى، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 33.96 دولار للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 985.00 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 961.91 دولار.