أميركا تفرض ضوابط تصدير جديدة على التكنولوجيا الحيوية بسبب الصين

آلة أتمتة عينات الحمض النووي تعمل في مختبر شركة «ريغينيرون» في نيويورك (رويترز)
آلة أتمتة عينات الحمض النووي تعمل في مختبر شركة «ريغينيرون» في نيويورك (رويترز)
TT

أميركا تفرض ضوابط تصدير جديدة على التكنولوجيا الحيوية بسبب الصين

آلة أتمتة عينات الحمض النووي تعمل في مختبر شركة «ريغينيرون» في نيويورك (رويترز)
آلة أتمتة عينات الحمض النووي تعمل في مختبر شركة «ريغينيرون» في نيويورك (رويترز)

أعلنت وزارة التجارة الأميركية يوم الأربعاء أنها ستفرض ضوابط تصدير جديدة على معدات التكنولوجيا الحيوية والتقنيات ذات الصلة، وذلك في إطار مخاوف تتعلق بالأمن القومي المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.

وأعربت واشنطن عن قلقها من أن الصين قد تستخدم التكنولوجيا الأميركية لتعزيز قدراتها العسكرية وتطوير أسلحة جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأوضحت الوزارة أن معدات المختبرات قد تُستخدم في «تعزيز الأداء البشري، وواجهات الدماغ والآلة، والمواد الاصطناعية المستوحاة من البيولوجيا، وربما الأسلحة البيولوجية»، وفق «رويترز».

وتستهدف ضوابط التصدير الجديدة، التي تفرض قيوداً على الشحنات إلى الصين ودول أخرى دون ترخيص أميركي، أجهزة قياس التدفق عالية المعلمات وبعض معدات قياس الطيف الكتلي. وقالت الوزارة إن هذه الأجهزة «يمكن أن تولد بيانات بيولوجية عالية الجودة وعالية المحتوى، بما في ذلك تلك المناسبة لتسهيل تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي والتصميم البيولوجي».

وتعد هذه الخطوة الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها واشنطن لتقييد وصول الصين إلى التكنولوجيا الأميركية. ففي يوم الاثنين، فرضت وزارة التجارة قيوداً إضافية على صادرات رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من الصين، في محاولة لمساعدة الولايات المتحدة على الحفاظ على مكانتها المهيمنة في هذا المجال على الصعيد العالمي.

وكان المشرعون الأميركيون قد درسوا عدة مقترحات تهدف إلى حماية المعلومات الصحية والوراثية الشخصية للأميركيين من الأعداء الأجانب، ودفعوا شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية الأميركية إلى تقليل اعتمادها على الصين في مجالات مثل تصنيع مكونات الأدوية والبحوث المبكرة.

وفي الأسبوع الماضي، دعا المشرعون وزارة التجارة إلى النظر في فرض قيود على تصدير التكنولوجيا الحيوية الأميركية إلى الجيش الصيني، مشيرين إلى مخاوف من إمكانية استخدام الصين لهذه التكنولوجيا لأغراض عسكرية. من جانبها، أكدت السفارة الصينية في واشنطن الأسبوع الماضي أن بكين «تعارض بشدة تطوير أي دولة للأسلحة البيولوجية أو امتلاكها أو استخدامها».

وفي أغسطس (آب) الماضي، دعا المشرعون الأميركيون إدارة الغذاء والدواء إلى تكثيف التدقيق في التجارب السريرية الأميركية التي أجريت في الصين، بسبب المخاوف من سرقة الملكية الفكرية واحتمالية المشاركة القسرية لأفراد من أقلية الأويغور في الصين.


مقالات ذات صلة

40 % من شركات الطاقة ستعتمد الذكاء الاصطناعي في غرف التحكم بحلول 2027

تكنولوجيا «غارتنر»: انتشار الذكاء الاصطناعي يزيد من نقاط ضعف أمن الأنظمة المادية والإلكترونية ما يتطلب استثمارات قوية في الأمن السيبراني (شاترستوك)

40 % من شركات الطاقة ستعتمد الذكاء الاصطناعي في غرف التحكم بحلول 2027

الذكاء الاصطناعي سيقلل من المخاطر الناتجة عن الأخطاء البشرية ولكن سيؤدي في الوقت نفسه إلى زيادة نقاط ضعف أمن الأنظمة المادية والإلكترونية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)

بين تحولات وتحديات... ما رؤية شركة «ساس» للذكاء الاصطناعي في 2025؟

«ساس»: سيصل إنفاق الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا على الذكاء الاصطناعي إلى 7.2 مليار دولار بحلول 2026.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

تعرضت امرأة فرنسية للاحتيال من قبل رجل أوهمها بأنه الممثل الأميركي الشهير براد بيت، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحصل منها على مبلغ 830 ألف يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد رقائق «ميديا تك» على لوحة تطوير خلال معرض «كومبيوتكس» في تايبيه (رويترز)

تايوان: استثناؤنا من القيود الأميركية على الرقائق يعزّز الثقة بضوابطنا القانونية

قالت حكومة تايوان، يوم الأربعاء، إن استثناءها من القيود الأميركية الجديدة على صادرات رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي سيُسهم في «تعزيز الثقة» بضوابط تايبيه.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
تكنولوجيا الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل «Firefly Bulk Create» ليست مجرد أتمتة بل هي تمكين للإبداعيين للتركيز على ما يجيدونه أيضاً (أدوبي)

ثورة في تحرير الصور مع إطلاق «Firefly Bulk Create» من «أدوبي»

الأداة تعد بإعادة تعريف سير العمل للمصورين وصناع المحتوى والمسوقين!

نسيم رمضان (لندن)

وزيرة مغربية لـ«الشرق الأوسط»: تحسين شبكات الكهرباء وإعادة التدوير ضمن أولوياتنا

TT

وزيرة مغربية لـ«الشرق الأوسط»: تحسين شبكات الكهرباء وإعادة التدوير ضمن أولوياتنا

وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي خلال «مؤتمر التعدين الدولي» في الرياض (الشرق الأوسط)
وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي خلال «مؤتمر التعدين الدولي» في الرياض (الشرق الأوسط)

تشكّل أسعار الكهرباء في المغرب وسياسات الطاقة المحور الأبرز في الإصلاحات الاقتصادية التي تجريها المملكة، وتستحوذ على جانب مهم من مباحثات ومراجعات صندوق النقد الدولي مع حكومة البلاد. وأكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي أن تحسين شبكات الكهرباء يشكل أولوية قصوى للمغرب، مع تصاعد الطلب عليها، وذلك خلال مقابلة مع «الشرق الأوسط» على هامش «مؤتمر التعدين الدولي في الرياض»، الأربعاء.

وقال صندوق النقد الدولي إن المغرب يحتاج إلى مواصلة التقدم نحو تحرير أسواق الكهرباء وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في قطاع الطاقة المتجددة لتقليل اعتماده على الوقود المستورد، وفق تقرير للصندوق في إطار المراجعة الثانية لاتفاق «تسهيل الصلابة والاستدامة».

وأوضحت ليلى بنعلي أن المغرب حقق تقدماً كبيراً في مجال الطاقة المتجددة، ويعمل الآن على توسيع هذا التقدم ليشمل تطوير شبكات الكهرباء والاتصالات.

وأكدت أن المغرب يمتلك مجموعة واسعة من المعادن المهمة، بما في ذلك غالبية المعادن الفلزية التي تلعب دوراً مهماً في مجالات الطاقة والانتقال الرقمي. وقد تم اكتشاف آثار لهذه المعادن في المغرب، بما في ذلك المعادن البحرية.

إعادة التدوير

كما شددت على أهمية الاستثمار في إعادة التدوير، موضحة أن مواجهة تحديات الطاقة والانتقال الرقمي في العالم لن تتم إلا من خلال إعادة تدوير المعادن الاستراتيجية مثل النفط الموجود في الهواتف الجوالة والميكروفونات.

لهذا السبب، بيّنت ليلى بنعلي أن المغرب يسعى للاستثمار في هذا المجال أيضاً، ويعمل بشكل وثيق مع شركائه الاستراتيجيين في السعودية ودول الخليج، بالإضافة إلى التعاون مع دول أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية في هذا الاتجاه.

من جانب آخر، ذكرت الوزيرة المغربية خلال جلسات المؤتمر أن بلادها تُعد من كبرى الدول الخمس عالمياً في مجال الطاقة والتعدين، بفضل ارتباطها اللوجيستي بالقارة الأوروبية في الطاقة.

فرص استثمارية

وقالت ليلى بنعلي إن لدى المغرب العديد من الفرص الاستثمارية المستقبلية؛ أبرزها «مشروع البنية التحتية للغاز» تقدر قيمته بـ4 مليارات دولار، ويسهم بشكل كبير في تسريع انتقال المغرب نحو قطاع طاقة مستدام.

وتطرّقت ليلى بنعلي إلى مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري - المغربي الذي يُعد من المشاريع الاستراتيجية المهمة؛ حيث يربط 13 دولة في أفريقيا ويتيح لها الوصول إلى المحيط الأطلسي. وهذا الأمر يعزز الرؤية الأطلسية في تعزيز التعاون الطاقوي بين القارة ودول المنطقة.

وأضافت أن فرص الاستثمار بين المغرب والسعودية تزداد بفضل الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها العام الماضي في مجالات التعدين، خاصة المعادن الاستراتيجية والنادرة، و«هذه الشراكة لا تقتصر على الاستثمارات المالية فقط، بل تشمل أيضاً التعاون في البحث والتطوير وإنشاء مراكز التميز». وأبانت أن هناك العديد من الفرص المشتركة في مجال الطاقة بين البلدين.

وفي هذا السياق، ذكرت ليلى بنعلي أنه تم إطلاق عدد من مراكز التميز يوم الثلاثاء، بينما تم اختيار جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في المغرب لتكون أحد 3 مراكز تميز في المنطقة الكبرى. وبالتالي، يركز المغرب على عدد من المعادن الاستراتيجية مثل الكوبالت والليثيوم، بالإضافة إلى النحاس وغيره من المعادن الضرورية للتحول الطاقوي.