ريفز: الاضطرابات المالية تؤكد ضرورة تسريع جهود تحفيز النمو في بريطانيا

شدّدت على التزام الحكومة بخططها رغم تحديات ارتفاع تكاليف الاقتراض

وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز تتحدث في مجلس العموم بعد زيارتها الأخيرة للصين (أ.ف.ب)
وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز تتحدث في مجلس العموم بعد زيارتها الأخيرة للصين (أ.ف.ب)
TT

ريفز: الاضطرابات المالية تؤكد ضرورة تسريع جهود تحفيز النمو في بريطانيا

وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز تتحدث في مجلس العموم بعد زيارتها الأخيرة للصين (أ.ف.ب)
وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز تتحدث في مجلس العموم بعد زيارتها الأخيرة للصين (أ.ف.ب)

أصرت وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، على أن الاضطرابات في الأسواق المالية تؤكد ضرورة تسريع وتعميق جهود تحفيز النمو الاقتصادي.

وقد واجهت ريفز أسئلة من أعضاء مجلس العموم بعد الارتفاع الحاد في تكاليف الاقتراض الحكومي وانخفاض قيمة الجنيه في الأيام الأخيرة، ما يعرض خططها المالية للخطر.

وقالت في هذا الصدد: «إن الرياح الاقتصادية المعاكسة التي نواجهها تذكرنا بضرورة المضي قدماً وأسرع في خطتنا لتحفيز النمو الاقتصادي». وأضافت أن القيادة تكمن في مواجهة هذه التحديات وليس التراجع عنها، وفق صحيفة «الإندبندنت».

وتطرقت ريفز إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي التي شهدها الأسبوع الماضي، مؤكدة أهمية التحرك نحو التغلب على هذه التحديات. وجاءت تصريحات ريفز بعد عودتها من زيارة إلى الصين، حيث واجهت انتقادات من نواب المعارضة. وأوضحت أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في بكين وشنغهاي، التي تناولت موضوعات التجارة والاستثمار، ستبلغ قيمتها 600 مليون جنيه إسترليني (729.95 مليون دولار) للمملكة المتحدة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأوضحت الحكومة البريطانية أن ريفز أكدت استمرار الحكومة في اتباع نهج حازم لدعم النمو، ومكافحة الفساد والهدر. كما أبدت التزامها بقواعدها المالية، التي تقتضي تغطية الإنفاق اليومي من عائدات الضرائب.

ورغم ذلك، فإن ارتفاع تكاليف الاقتراض يلتهم الأموال المتاحة للخدمات العامة، ما يضع ريفز في مواجهة خيار صعب: إما خفض الإنفاق أو زيادة الضرائب، وهو الأمر الذي تعهدت بعدم فعله.

وعندما سُئلت عن احتمال خفض الإنفاق، أجابت: «لن أكتب موازنات لمدة خمس سنوات في الأشهر الستة الأولى من حكومة حزب العمال».

وتأمل الحكومة في انتعاش الاقتصاد بزيادة النشاط، ما يسهم في زيادة عائدات الضرائب. وستصدر مجموعة التوقعات المقبلة من مكتب مسؤولية الموازنة في مارس (آذار)، ما قد يفرض على ريفز اتخاذ قرارات إذا استدعى الأمر ذلك.

وفي الأسواق، تراجع الجنيه الإسترليني ليصل إلى ما دون 1.22 دولار أميركي، مسجلاً أدنى مستوى له في 14 شهراً، في حين شهدت عوائد السندات الحكومية البريطانية، التي تعد مؤشراً مهماً على ثقة السوق، ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها في عقود، حيث وصل عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.9 في المائة.

كما أوضحت ريفز أن الحكومة تعمل بشكل وثيق مع بنك إنجلترا لضمان بقاء الاقتصاد البريطاني تنافسياً على الساحة العالمية. وعندما سئلت عما إذا كانت قد تحدثت مع محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، حول الإجراءات اللازمة لتعزيز الاستقرار المالي، أكدت ريفز أن تواصلهما مستمر بشكل منتظم.

وقالت: «في الواقع، كان ضمن الوفد الذي زار الصين معي هذا الأسبوع، ونحن نعمل معاً من كثب لضمان أن يظل الاقتصاد البريطاني تنافسياً في الأسواق العالمية»، وفق «رويترز».


مقالات ذات صلة

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

الاقتصاد شعار «منتدى دافوس» (رويترز)

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

أظهر استطلاع أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي أن الصراعات المسلحة هي أكبر خطر خلال عام 2025 في الوقت الذي يجتمع فيه قادة حكومات وشركات لحضور المنتدى بدافوس

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب في مؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط) play-circle 01:15

وزيرة الصناعة التونسية: نستهدف مضاعفة مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي

أكدت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب، أن الفوسفات يساهم بنسبة 1 في المائة بالناتج المحلي الخام، وتهدف البلاد إلى مضاعفة هذه المساهمة.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد صورة عامة لقصر وزارة المالية في روما (رويترز)

إيطاليا تسجل دَيناً عاماً قياسياً يتجاوز 3 تريليونات دولار في نوفمبر

أعلن البنك المركزي الإيطالي، الأربعاء، أن الدين العام الإيطالي قد ارتفع بشكل إضافي في نوفمبر (تشرين الثاني) ليجاوز 3 تريليونات يورو (نحو 3.1 تريليون دولار).

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يلمح إلى استمرار التيسير النقدي وسط حالة من عدم اليقين

قال اثنان من كبار مسؤولي «المركزي الأوروبي»، يوم الأربعاء، إن البنك من المحتمل أن يواصل تخفيف سياسته النقدية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يسير الناس على طول الواجهة البحرية في لا ديفانس بالحي المالي والتجاري بالقرب من باريس (رويترز)

فرنسا تستهدف تضخماً 1.4 % وخفض الإنفاق العام في موازنة 2025

قالت وزيرة الموازنة الفرنسية أميلي دي مونتشالين، يوم الأربعاء، إن الحكومة تستهدف معدل تضخم يبلغ 1.4 في المائة، هذا العام، كما تهدف إلى خفض الإنفاق العام.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

شعار «منتدى دافوس» (رويترز)
شعار «منتدى دافوس» (رويترز)
TT

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

شعار «منتدى دافوس» (رويترز)
شعار «منتدى دافوس» (رويترز)

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي، ونشره الأربعاء، أن الصراعات المسلحة هي أكبر خطر في عام 2025، في الوقت الذي يجتمع فيه قادة حكومات وشركات لحضور المنتدى السنوي في دافوس الأسبوع المقبل.

وعدّ واحد من كل أربعة تقريباً من أكثر من 900 خبير في الأوساط الأكاديمية والشركات وصنع السياسات تم استطلاع آرائهم أن الصراع، بما يشمل الحروب والإرهاب، هو أكبر خطر على النمو الاقتصادي هذا العام.

وحلت ظواهر الأرصاد شديدة السوء في المركز الثاني من حيث الخطر بعدما كانت مصدر القلق الأول في عام 2024.

وقال ميريك دوسيك المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي في بيان مصاحب للتقرير: «في عالم يتسم بالانقسامات العميقة والمخاطر المتعاقبة، على قادة العالم الاختيار، إما تعزيز التعاون والمرونة، وإما مواجهة تفاقم عدم الاستقرار». وأضاف: «لم تكن المخاطر أبداً أكبر من ذلك».

ويبدأ المنتدى في 20 يناير (كانون الثاني)، وهو اليوم نفسه الذي سيؤدي فيه دونالد ترمب اليمين رئيساً للولايات المتحدة. وسيلقي ترمب، الذي وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا، كلمة عبر الإنترنت في المنتدى يوم 23 يناير.

وقال رئيس المنتدى ومديره التنفيذي بورغ بريندي إن سوريا، و«الوضع الإنساني البشع في غزة»، والتصعيد المحتمل للصراع في الشرق الأوسط، ستكون محل اهتمام في المنتدى.

وبحسب الاستطلاع، عدّ الخبراء أن أكبر خطر سيواجه العالم خلال العامين المقبلين، هو تهديد المعلومات المضللة والمغلوطة الذي احتفظ بالتصنيف نفسه لعام 2024. ووفقاً للاستطلاع، فإن الخطر العالمي هو حالة من شأنها أن تؤثر سلباً، وبنسبة كبيرة على الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أو السكان، أو الموارد الطبيعية.

واستطلع المنتدى آراء الخبراء في شهري سبتمبر (أيلول)، وأكتوبر (تشرين الأول).

ويتوقع 64 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، بما يمثل الأغلبية، استمرار تعدد الأقطاب، والتفكك في النظام العالمي.