انكماش صناعي في كوريا الجنوبية مع ازدياد التشاؤم

في ظل عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأميركية والوضع السياسي الداخلي

مهندس من شركة هانوا للفضاء الجوي يعمل على مركبة هجومية برمائية كورية في تشانغوون (رويترز)
مهندس من شركة هانوا للفضاء الجوي يعمل على مركبة هجومية برمائية كورية في تشانغوون (رويترز)
TT

انكماش صناعي في كوريا الجنوبية مع ازدياد التشاؤم

مهندس من شركة هانوا للفضاء الجوي يعمل على مركبة هجومية برمائية كورية في تشانغوون (رويترز)
مهندس من شركة هانوا للفضاء الجوي يعمل على مركبة هجومية برمائية كورية في تشانغوون (رويترز)

انكمش نشاط المصانع في كوريا الجنوبية خلال ديسمبر (كانون الأول)؛ حيث تحوّلت معنويات المصنعين إلى التشاؤم للمرة الأولى منذ منتصف عام 2020، وسط حالة من عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأميركية والوضع السياسي الداخلي.

وتراجع مؤشر مديري المشتريات للقطاع الصناعي في رابع أكبر اقتصاد آسيوي، الذي تصدره «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 49 في ديسمبر مقارنة بـ50.6 في نوفمبر (تشرين الثاني)، متراجعاً إلى ما دون عتبة 50 التي تفصل بين التوسع والانكماش. ويُعد هذا الانكماش الثالث منذ أغسطس (آب)، وفق «رويترز».

وشهد الإنتاج انكماشاً للشهر الرابع على التوالي؛ حيث كان التراجع أكثر حدة من الشهر السابق، كما انخفضت الطلبات الجديدة، وفقاً للمؤشرات الفرعية. وذكر التقرير أن التراجع في الطلب يعكس ضعف ثقة العملاء بالسوق المحلية، في حين شهدت طلبات التصدير نمواً طفيفاً فقط.

وتأثرت معنويات الشركات المصنعة بشكل ملحوظ؛ حيث تراجعت توقعاتها للعام المقبل إلى أدنى مستوياتها منذ 4 سنوات ونصف السنة. وباستثناء فترة جائحة «كوفيد – 19»، تُعد هذه القراءة الأدنى منذ بدء جمع البيانات في أبريل (نيسان) 2012.

وشهدت كوريا الجنوبية في ديسمبر عزل الرئيس يون سوك يول بعد فرضه الأحكام العرفية لفترة وجيزة في 3 ديسمبر، مما زاد من حالة عدم اليقين السياسي وأثر سلباً على ثقة المستهلكين والشركات على حد سواء.

وقال أسامة بهاتي، الخبير الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»: «غالباً ما تعكس التوقعات المتشائمة المخاوف المتعلقة بالظروف الاقتصادية المحلية، بالإضافة إلى السياسات الحمائية المحتملة من جانب الولايات المتحدة».

وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد تعهد في وقت سابق بفرض تعريفات جمركية كبيرة على أكبر 3 شركاء تجاريين للولايات المتحدة - كندا والمكسيك والصين - وهي سياسات من المتوقع أن تؤثر أيضاً على الشركات الكورية الجنوبية التي تدير مصانع في هذه الدول.

وأظهر المسح أن ضعف الطلب الخارجي في الصين والولايات المتحدة تم تعويضه جزئياً بتحسن الطلب في أوروبا وبعض دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ويأتي هذا في وقت يعاني فيه الاقتصاد الكوري الجنوبي المعتمد على التجارة من تباطؤ الصادرات؛ حيث سجل نمواً ضعيفاً في الربع الثالث من العام الماضي.

ويتوقع البنك المركزي أن يتباطأ نمو صادرات البلاد إلى 1.5 في المائة في عام 2025، مقارنة بـ6.3 في المائة في عام 2024.


مقالات ذات صلة

«بنك إسرائيل» يُبقي الفائدة دون تغيير للمرة الثامنة وسط حالة عدم يقين اقتصادي

الاقتصاد مبنى «بنك إسرائيل» في القدس (رويترز)

«بنك إسرائيل» يُبقي الفائدة دون تغيير للمرة الثامنة وسط حالة عدم يقين اقتصادي

أبقى «بنك إسرائيل» أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الثامن على التوالي يوم الاثنين بعد أن شهد التضخم تراجعاً طفيفاً مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (القدس)
الاقتصاد خضراوات معروضة في سوبر ماركت «سير بلس» في برلين (رويترز)

ارتفاع مفاجئ في التضخم الألماني إلى 2.9 % خلال ديسمبر

قفز التضخم في ألمانيا إلى 2.9 في المائة في ديسمبر، وهو أعلى من المتوقع، وفقاً لما أعلنه مكتب الإحصاء الاتحادي (دستاتيس).

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق الأسهم النازفين

سارعت البورصات الصينية والبنك المركزي إلى الدفاع عن اليوان وأسواق الأسهم المتدهورين يوم الاثنين، في محاولة لتهدئة المستثمرين القلقين بشأن عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مبنى مقر البنك المركزي الأوروبي خلال غروب الشمس في فرنكفورت (رويترز)

دراسة لـ«المركزي الأوروبي»: المرونة الاستثنائية لسوق العمل قد لا تدوم

أظهرت دراسة للبنك المركزي الأوروبي أن المرونة الاستثنائية لسوق العمل في منطقة اليورو من غير المرجح أن تستمر.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا في مؤتمر صحافي سابق بالعاصمة طوكيو (رويترز)

«بنك اليابان» يركز على المخاطر لرفع أسعار الفائدة

قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا، يوم الاثنين، إن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة أكثر، إذا استمر الاقتصاد في التحسن مع اليقظة تجاه المخاطر

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

في ظل ما يشهده القطاع العقاري في السعودية من تطورات متسارعة، سجلت عمليات الإقراض التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الثالث من عام 2024، إذ وصلت القروض العقارية من تلك الشركات إلى نحو 28 مليار ريال (7.4 مليار دولار)، حسب بيانات البنك المركزي السعودي (ساما).

وحسب «ساما»، بلغ إجمالي القروض العقارية التي حصلت عليها الشركات 5 مليارات ريال، بينما سجل قطاع الأفراد ما يقارب 23 ملياراً.

مع العلم أن شركات التمويل في المملكة سجلت صافي دخل في الربع الثالث هو الأعلى منذ عام 2022، إذ حققت 768 مليون ريال (204.5 مليون دولار).

أما القروض العقارية التي توفرها المصارف التجارية، فشهدت ارتفاعاً في خانتي الأفراد والشركات على السواء، وبمعدل 13 في المائة على أساس سنوي، لتبلغ 846.48 مليار ريال (225 مليار دولار) بنهاية الربع الثالث، مقارنة مع 747 مليار ريال (199 مليار دولار) في الفترة المماثلة من عام 2023.

وشكّلت القروض العقارية للأفراد من المصارف التجارية نحو 77.6 في المائة من الإجمالي بقيمة 657 مليار ريال، بارتفاع نسبته 11 في المائة على أساس سنوي، في حين كانت حصة الشركات نحو 22.4 في المائة من الإجمالي، وبنمو 22 في المائة.

نمو قياسي

في هذا السياق، قال الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «سوق العقارات السعودي تشهد زخماً غير مسبوق، مدفوعاً بارتفاع ملحوظ في حجم القروض العقارية للأفراد الممنوحة من قبل شركات التمويل. إذ شهد العام الماضي نمواً قياسياً في هذا النوع من القروض».

وتوقع الفراج أن يستمر هذا الاتجاه الصاعد لسوق التمويل العقاري في عام 2025، وبنسبة 12 في المائة، بدعم من خفض معدلات الفائدة والنمو المتسارع في الأوضاع الاقتصادية، وزيادة القوة الشرائية وتنامي ثقة المستهلك، ونجاح السياسات الحكومية لدعم قطاع الإسكان، وتنوع المنتجات العقارية، والطلب المتزايد على المساكن.

ورجح أن يساهم هذا الارتفاع في تحفيز النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على مختلف السلع والخدمات.

جدير بالذكر أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي كان قد خفّض أسعار الفائدة 3 مرات متتالية خلال الفترة ما بين سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول) من عام 2024 بحوالي 100 نقطة أساس، وصولاً إلى مستوى 4.25 و4.5 في المائة.

جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري في الرياض (واس)

الرهن العقاري

وتولي السعودية اهتماماً كبيراً بسوق الرهن العقاري، وذلك من أجل تعزيز السيولة في قطاع التمويل العقاري. وتم توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهدف إلى تطوير وتعزيز هذا القطاع الحيوي.

وقامت «الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري» المملوكة بالكامل لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مؤخراً بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة «حصانة» الاستثمارية، من أجل تطوير هذا النوع من الأسواق، وجذب مستثمرين محليين وعالميين في السوق العقارية الثانوية.

كانت «الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري» وقّعت مذكرة تفاهم مع شركة «بلاك روك» الأميركية، لتطوير برامج التمويل العقاري في المملكة، وتعزيز مشاركة المؤسسات في أسواق رأس المال.

كما أبرمت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مذكرة تفاهم مع شركة «كينغ ستريت»، المختصة في إدارة رأس المال، بهدف تفعيل المبادرات التي تساهم في إنشاء منظومة مستدامة لإعادة تمويل الرهن العقاري.

معلوم أن هذه الاتفاقيات تهدف إلى توسيع الأسواق عبر القنوات المحلية والدولية، وتنويع مصادر التمويل عبر أسواق الدخل الثابت، مما يعزز استقرار سوق التمويل العقاري، ويسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030»، خصوصاً في مجالات الإسكان وتطوير القطاع المالي.

وكان وزير البلديات والإسكان السعودي، ماجد الحقيل، توقع في نوفمبر الماضي أن تصل قيمة السوق العقارية بحلول عام 2030 إلى نحو 1.3 تريليون ريال (346 مليار دولار)، وذكر أن «الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري» حققت حجم إعادة تمويل في المحافظ بأكثر من 37 مليار ريال (9.8 مليار دولار).