الصناعة الصينية في أسوأ عام منذ عقود

القطاع يمر بتعاف غير متكافئ… والأسواق تتأرجح ترقباً لنتائج التحفيز

موقع للإسكان تحت التأسيس في مقاطعة غوانغدونغ الصينية (رويترز)
موقع للإسكان تحت التأسيس في مقاطعة غوانغدونغ الصينية (رويترز)
TT

الصناعة الصينية في أسوأ عام منذ عقود

موقع للإسكان تحت التأسيس في مقاطعة غوانغدونغ الصينية (رويترز)
موقع للإسكان تحت التأسيس في مقاطعة غوانغدونغ الصينية (رويترز)

أظهرت بيانات رسمية، الجمعة، أن أرباح الصناعة الصينية انخفضت بوتيرة أبطأ في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن من المتوقع أن يكون الانخفاض السنوي في الأرباح هذا العام هو الأسوأ منذ أكثر من عقدين بسبب استمرار الاستهلاك المحلي الضعيف.

ويكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتحقيق انتعاش قوي بعد الوباء، حيث تظل شهية الشركات والأسر للإنفاق والاستثمار ضعيفة وسط تباطؤ طويل الأمد في سوق الإسكان ومخاطر تجارية جديدة من الإدارة الأميركية القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن الأرباح الصناعية انخفضت بنسبة 7.3 في المائة في نوفمبر مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بعد انخفاض بنسبة 10 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال تشو ماوهوا، الباحث في الاقتصاد الكلي في بنك «تشاينا إيفربرايت»، إن الانخفاض الأضيق في نوفمبر يشير إلى تحسن الأرباح مع بدء تأثير تدابير التحفيز الاقتصادي الأخيرة، كما كانت أرقام الأرباح متوافقة مع انخفاض أبطأ في أسعار بوابة المصنع في نوفمبر. وانخفض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 2.5 في المائة على أساس سنوي، مقابل انخفاض بنسبة 2.9 في المائة في أكتوبر.

ورفع البنك الدولي، الخميس، توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين لعام 2024 قليلاً إلى 4.9 في المائة من توقعاته في يونيو (حزيران) الماضي البالغة 4.8 في المائة.

ومع ذلك، انخفضت الأرباح الصناعية بنسبة 4.7 في المائة في أول 11 شهراً من عام 2024؛ مما أدى إلى تعميق انزلاق بنسبة 4.3 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر؛ ما يعكس الطلب الخاص الفاتر في الاقتصاد الصيني.

ومن المتوقع أن تسجل أرباح الصناعة الصينية للعام بأكمله أكبر انخفاض لها من حيث النسبة المئوية منذ عام 2011. ومع ذلك، عندما يتم تضمين الشركات الأصغر حجماً في إطار منهجية الحسابات السابقة، فمن المتوقع أن يكون انخفاض الأرباح هذا العام هو الأسوأ منذ عام 2000 على الأقل.

وأشارت سلسلة من المؤشرات الاقتصادية التي صدرت هذا الشهر إلى نتائج مختلطة، مع تسارع الناتج الصناعي في نوفمبر، في حين انخفضت أسعار المساكن الجديدة بأبطأ وتيرة في 17 شهراً.

وقال تشو إن القطاع الصناعي يمر بتعافٍ غير متكافئ وسط طلب غير كافٍ، مشيراً إلى أن الصعوبات التي تواجه العقارات وبعض الصناعات ذات الصلة دليل على هذا التأزم.

وتعهد زعماء الصين في اجتماع سياسي مهم هذا الشهر برفع العجز وإصدار المزيد من الديون وتخفيف السياسة النقدية للحفاظ على معدل نمو اقتصادي مستقر. كما تعهدت الحكومة مؤخراً بتكثيف الدعم المالي المباشر للمستهلكين وتعزيز الضمان الاجتماعي. وأفادت «رويترز» بأن بكين وافقت على إصدار سندات خزانة خاصة قياسية بقيمة 411 مليار دولار العام المقبل.

وانخفضت أرباح الشركات المملوكة للدولة بنسبة 8.4 في المائة في أول 11 شهراً، وسجلت الشركات الأجنبية انخفاضاً بنسبة 0.8 في المائة، وسجلت شركات القطاع الخاص انخفاضاً بنسبة 1 في المائة، وفقاً لتفاصيل بيانات المكتب الوطني للإحصاء. وتغطي أرقام الأرباح الصناعية الشركات التي تبلغ إيراداتها السنوية 20 مليون يوان (2.7 مليون دولار) على الأقل من عملياتها الرئيسية.

وفي الأسواق، تباين أداء الأسهم الصينية، الجمعة، بعد أن أظهرت البيانات أن الأرباح الصناعية ظلت تحت الضغط، في حين لم يطرأ تغير يذكر على أسهم هونغ كونغ في تعاملات هزيلة خلال العطلات.

وارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» 0.1 في المائة عند الإغلاق، وهو أعلى مستوى منذ 12 ديسمبر (كانون الأول)، بينما تخلى مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية في الصين عن مكاسبه السابقة لينخفض ​​0.2 في المائة. وفي هونغ كونغ، أغلق مؤشر هانغ سنغ القياسي مستقراً بعد أن تأرجح بين مكاسب وخسائر ضيقة خلال الجلسة، ليصل المكسب هذا الأسبوع إلى 2 في المائة في تعاملات هزيلة بسبب العطلات.

وقال محللون في شركة «هوان» للأوراق المالية في مذكرة، إن التحسن في البيانات الاقتصادية سيظل معتمداً بشكل كبير على المزيد من الدعم السياسي، ومن غير المرجح أن يولد زخماً مستداماً للسوق. وأضافوا أنه نظراً للركود السياسي الذي أعقب مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، فقد لا تظهر محفزات السياسة الكلية الجديدة حتى فبراير (شباط)، ومن المرجح أن تظل الأسواق متقلبة.

ومع ذلك، أنهى كل من مؤشري «سي إس آي 300» و«هانغ سينغ» الأسبوع الأخير من عام 2024 بارتفاع؛ وذلك بفضل خطط التحفيز القياسية لبكين لعام 2025 التي أُعلن عنها في وقت سابق من الأسبوع.


مقالات ذات صلة

الخطط الإصلاحية والمخاطر المالية المنخفضة تُعزز الاستقرار الاقتصادي لدول الخليج

الاقتصاد الخطط الإصلاحية والمخاطر المالية المنخفضة تُعزز الاستقرار الاقتصادي لدول الخليج

الخطط الإصلاحية والمخاطر المالية المنخفضة تُعزز الاستقرار الاقتصادي لدول الخليج

أكدت بيانات حديثة أن المخاطر المالية لدول الخليج تظل منخفضة على الأجل القريب، مع توقعات باستقرار أو انخفاض أسعار الفائدة محلياً وعالمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سفينة غارقة وأخريات تبحر في البحر الأحمر قرب ميناء الحديدة باليمن (أ.ف.ب)

ارتفاع أسعار التأمين على السفن في 2024 مع استمرار هجمات البحر الأحمر

أسفرت هجمات جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر عن اضطرابات واسعة النطاق في حركة الملاحة العالمية وتكبُّد شركات التأمين خسائر كبيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حقل نفطي بحري في بحر الشمال بالنرويج (رويترز)

«التحفيز الصيني» و«المخزونات الأميركية» يدعمان أسواق النفط

ارتفعت أسعار النفط، يوم الجمعة، واتجهت لتسجيل مكاسب أسبوعية، مدعومة بتوقعات بانتعاش اقتصادي في الصين نتيجة التحفيزات وتكهنات بتراجع مخزونات الخام الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بائعة تنتظر المشترين في أحد متاجر اللحوم بمقاطعة قينغداو الصينية (أ.ف.ب)

الصين تفتح تحقيقاً بشأن واردات اللحم البقري بعد تضرر السوق المحلية

قالت وزارة التجارة الصينية يوم الجمعة إنها ستبدأ تحقيقا بشأن واردات لحوم الأبقار مع زيادة المعروض بشكل فائق مما دفع الأسعار المحلية إلى أدنى مستوياتها في سنوات

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد متسوقون يابانيون يتزاحمون في سوق شعبية بالعاصمة طوكيو لشراء مستلزمات العام الجديد (إ.ب.أ)

اليابان تقرّ ميزانية قياسية لمواجهة شيخوخة السكان وتحديات الدفاع

أقرّت الحكومة اليابانية، الجمعة، ميزانية قياسية للعام المالي المقبل، تضمّنت زيادة في الإنفاق العسكري وتعزيز مخصّصات الضمان الاجتماعي

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«المركزي الأوروبي» في 2025... نحو سياسة نقدية أكثر مرونة

علم الاتحاد الأوروبي على عملات من فئة اليورو (رويترز)
علم الاتحاد الأوروبي على عملات من فئة اليورو (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي» في 2025... نحو سياسة نقدية أكثر مرونة

علم الاتحاد الأوروبي على عملات من فئة اليورو (رويترز)
علم الاتحاد الأوروبي على عملات من فئة اليورو (رويترز)

من المتوقع أن يشهد عام 2025 تحولاً جديداً في سياسات البنك المركزي الأوروبي، مع توجهه نحو مزيد من التيسير النقدي في ظل استمرار ضعف الأداء الاقتصادي بمنطقة اليورو وتراجع معدلات التضخم. وبينما تشير التوقعات إلى خفض محتمل لسعر الفائدة على الودائع إلى 2 في المائة، فإن هذه الخطوة تعكس حرص البنك على تجنب الانزلاق نحو الركود ودعم النشاط الاقتصادي المتباطئ. ومع ذلك، يظل الباب مفتوحاً أمام احتمالات اتخاذ إجراءات أكثر جرأة إذا تصاعدت التحديات الاقتصادية العالمية، خصوصاً في ظل المخاطر التجارية والتوترات الجيوسياسية التي قد تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي في منطقة اليورو.

التحول نحو التيسير النقدي

أدى تراجع التضخم وضعف الأداء الاقتصادي إلى دفع البنك المركزي الأوروبي لتغيير نهجه نحو سياسات أكثر مرونة. ففي عام 2024، خفّض البنك سعر الفائدة على الودائع إلى 3 في المائة، وهو انخفاض بمقدار نقطة مئوية كاملة. لكن مع تباطؤ التضخم إلى 2.2 في المائة بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، إلى جانب تباطؤ النمو الاقتصادي إلى 0.4 في المائة في الربع الثالث، يتوقع المحللون مزيداً من التخفيضات.

وفي خطاب لها في فيلنيوس، أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، أن البنك يقترب من تحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة بفضل هذه السياسات، مشيرة إلى أنه «بعد فترة طويلة من السياسات التقييدية، نحن واثقون الآن من العودة إلى هدفنا في الوقت المناسب».

من جانبه، قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، بوريس فوجسيتش، إن المركزي قد يخفض تكاليف الاقتراض مرة أخرى. وأضاف: «المركزي الأوروبي يعتمد بشكل كبير على البيانات، وإذا كانت البيانات الواردة متوافقة مع توقعاتنا، فمن المؤكد أننا قادرون على الاستمرار في خفض أسعار الفائدة». وأكد أن «اتجاه التوقعات يشير إلى تخفيض آخر في أسعار الفائدة»، وفقاً لما ذكرته «بلومبرغ».

وعندما سُئل عن المدى الذي قد تصل إليه تخفيضات أسعار الفائدة، قال فوجسيتش: «لا أستطيع أن أقول الآن إلى أي مستوى، لكن الأمر سيتضح في العام المقبل».

تغير في نبرة «المركزي»

خلال اجتماع ديسمبر (كانون الأول) 2024، أظهر البنك المركزي تحولاً كبيراً في استراتيجيته، حيث أسقط التزامه السابق بالحفاظ على السياسات التقييدية «طالما كان ذلك ضرورياً». وعلقت لاغارد قائلة: «هذا التغيير يعكس المشهد الاقتصادي المتطور، وتوقعاتنا للتضخم، والمخاطر المحيطة به».

وتشير توقعات البنك الأخيرة إلى انخفاض طفيف في التضخم المتوقع، حيث يُتوقع أن يصل التضخم الرئيسي إلى 2.1 في المائة والتضخم الأساسي إلى 2.3 في المائة في 2025، قبل أن ينخفضا إلى 1.9 في المائة في 2026. كذلك، خُفّضت توقعات النمو الاقتصادي لتصل إلى 1.1 في المائة في 2025، و1.4 في المائة في 2026.

نحو مستوى الحياد: ما هو؟

يشير مصطلح «مستوى الحياد» إلى النقطة التي لا تؤثر عندها أسعار الفائدة بشكل إيجابي أو سلبي على الاقتصاد. حالياً، تتوقع الأسواق أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى 2 في المائة، وهو ما يعدّ قريباً من هذا المستوى الحيادي. ويقول غيوم ديريين، الخبير الاقتصادي في بنك «بي إن بي باريبا»: «نتوقع خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع للبنك حتى يصل المعدل إلى 2 في المائة بحلول يونيو (حزيران) 2025».

دور السياسة المالية والتوترات التجارية

رغم أهمية السياسة النقدية، أكد البنك المركزي الأوروبي أن معالجة التحديات الاقتصادية الكبرى تتطلب تكاملاً بين السياسة النقدية والمالية. وفي هذا السياق، قالت لاغارد: «المركزي الأوروبي لا يمكن أن يكون الحل الوحيد لجميع مشاكل الاقتصاد الأوروبي». وقد دعت لاغارد الحكومات إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز النمو. كما شدد خبراء، مثل إد يارديني، رئيس مؤسسة «يارديني للأبحاث»، على أهمية الإصلاحات الهيكلية في الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى توصيات قدمها سابقاً ماريو دراغي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، وإنريكو ليتا، رئيس الوزراء الإيطالي السابق.

وعلى صعيد آخر، تلوح في الأفق تهديدات تجارية كبيرة، خصوصاً مع تعهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60 في المائة على الواردات الصينية، و10 في المائة على جميع الواردات الأخرى. مثل هذه الخطوات قد تؤثر بشكل كبير على الصناعات الأوروبية المعتمدة على التصدير، مثل الأدوية والآلات. وقال فوجسيتش: «إذا نشبت حرب تجارية، فإن ذلك سيكون له تأثير سلبي على النمو في أوروبا وبقية العالم»، مضيفاً أن الحروب التجارية عادة ما تؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وتابع: «نأمل ألا نشهد حرباً تجارية، لأن ذلك لن يكون مفيداً لأي طرف».

وعبر لويس دي جيندوس، نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي عن قلقه المزداد بشأن سياسة التجارة والتفتت المحتمل للاقتصاد العالمي. وقال: «إذا تحققت هذه التعريفات، فقد نشهد تحولاً جذرياً في الوضع الاقتصادي، وهو ما يتناقض تماماً مع الدروس المستفادة من ثلاثينات القرن العشرين والمسار الذي اختارته الاقتصادات الكبرى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية».

وأضاف: «المشكلة هذه المرة لا تقتصر على التعريفات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على الواردات، بل تشمل أيضاً الردود الانتقامية من الدول الأخرى. إذا اندلعت حرب تجارية، فستكون لها آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي، سواء على النمو أو التضخم. على سبيل المثال، فرض تعريفة بنسبة 60 في المائة على السلع المقبلة من الصين قد يغير تدفقات التجارة ويؤثر على أسعار الصرف. والأهم من ذلك، لا أحد يعرف إلى أين ستؤدي هذه التطورات».

ومع تصاعد التوترات التجارية وضعف البيانات الاقتصادية، يرى بعض المحللين أن البنك المركزي قد يتجه نحو خفض أسعار الفائدة إلى ما دون 2 في المائة. ويقول روبين سيغورا كايويلا، الخبير الاقتصادي في «بنك أوف أميركا»: «نتوقع تخفيضات متتالية إلى 1.5 في المائة بحلول سبتمبر (أيلول) 2025 إذا تفاقمت التحديات الاقتصادية». من جانبه، يتوقع بنك «غولدمان ساكس» تخفيضات تصل إلى 1.75 في المائة بحلول منتصف 2025، لكنه يحذر من إمكانية خفض «أسرع وأعمق» إذا استمرت التوترات التجارية في التأثير على الاقتصاد.

ما الذي ينتظر منطقة اليورو؟

يعتمد مستقبل السياسة النقدية في منطقة اليورو على تطورات عدة، منها أداء الاقتصاد العالمي، وتحركات التضخم، ومدى استجابة الحكومات للسياسات المالية. وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن البنك المركزي الأوروبي مستعد لاتخاذ إجراءات إضافية لدعم الاقتصاد، لكنه يظل حذراً من تجاوز حدود دوره.

وعليه، قد تكون الفترة المقبلة حاسمة للاقتصاد الأوروبي، إذ ستكشف عن مدى قدرة البنك المركزي والحكومات على التنسيق لمواجهة التحديات المزدادة وضمان استقرار المنطقة على المدى الطويل.