التوترات الجيوسياسية تدعم صعود الذهب

سبائك ذهبية في خزينة بنك في زيوريخ (رويترز)
سبائك ذهبية في خزينة بنك في زيوريخ (رويترز)
TT

التوترات الجيوسياسية تدعم صعود الذهب

سبائك ذهبية في خزينة بنك في زيوريخ (رويترز)
سبائك ذهبية في خزينة بنك في زيوريخ (رويترز)

ارتفع سعر الذهب، يوم الخميس، في تعاملات هادئة خلال العطلات، مدعوماً بتراجع طفيف في قيمة الدولار الأميركي وتصاعد التوترات الجيوسياسية، في حين يترقب المستثمرون الاستراتيجيات المحتملة لأسعار الفائدة التي سيعتمدها بنك الاحتياطي الفيدرالي لعام 2025، بالإضافة إلى السياسات التجارية التي قد يتبناها دونالد ترمب، التي من المحتمل أن تؤثر في مسار المعدن النفيس في العام المقبل.

وقد ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 2627.16 دولار للأوقية، اعتباراً من الساعة 05:01 (بتوقيت غرينتش). كما سجَّلت أسعار السبائك زيادةً بنسبة 27 في المائة هذا العام، ما يجعلها في طريقها لتحقيق أفضل أداء سنوي منذ عام 2010، وذلك بفضل تخفيضات الفائدة الكبيرة من بنك الاحتياطي الفيدرالي والاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة، وفق «رويترز».

ويُعد الذهب ملاذاً آمناً للاستثمار في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية، كما يزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.3 في المائة لتصل إلى 2643.40 دولار.

ومع اقتراب نهاية العام في أسبوع تداول محدود بسبب العطلات، من المتوقع أن تشهد أحجام التداول تراجعاً ملحوظاً. كما تراجع مؤشر الدولار، ما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جذباً لحاملي العملات الأخرى.

وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في «آي جي»: «إن التراجع الطفيف في الدولار الأميركي وعائدات سندات الخزانة الأميركية خلال جلسة اليوم، يعزز قدرة أسعار الذهب على استئناف تعافيها بعد الانخفاض الذي شهدته إثر قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي». وأضاف أن الاتجاهات الإيجابية المعتادة للذهب في الأسبوع الأخير من ديسمبر (كانون الأول) تسهم في الارتفاع الحالي لأسعار المعدن الأصفر.

على الصعيد الجيوسياسي، تبادلت «حماس» وإسرائيل اللوم، يوم الأربعاء، بشأن فشلهما في التوصُّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، على الرغم من الإبلاغ عن تقدم في الأيام الأخيرة. من جانبه، قال بريان لان، المدير الإداري في شركة «غولد سيلفر سنترال» للتداول في سنغافورة: «نسمع عن ازدياد حالة عدم اليقين في منطقة الشرق الأوسط. وإذا تصاعد الوضع، فقد يعزز ذلك الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب». وأضاف: «لا أتوقع أن يشهد الذهب تغييرات كبيرة في هذه المرحلة، ومن المرجح أن يستقرَّ عند مستوياته الحالية حتى نهاية العام».

وفي الوقت الذي يترقب فيه المتداولون صدور بيانات طلبات إعانة البطالة الأميركية في وقت لاحق من اليوم، فإنهم يستعدون أيضاً لتغييرات سياسية كبيرة تشمل التعريفات الجمركية، وإلغاء القيود التنظيمية، وتعديلات في السياسات الضريبية، مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل. من جانبها، أغلقت الأسواق في أستراليا ونيوزيلندا وهونغ كونغ ومنطقة اليورو أبوابها، يوم الخميس، بمناسبة عطلة عيد الميلاد.

وفيما يتعلق بالمعادن الأخرى، استقرَّ سعر الفضة الفوري عند 29.64 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 939.39 دولار، وهبط البلاديوم بنسبة 1.5 في المائة إلى 939.33 دولار.


مقالات ذات صلة

ارتفاع أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها

الاقتصاد سبائك ذهبية في خزائن الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

ارتفاع أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها

ارتفعت أسعار الذهب، الجمعة، بالقرب من أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، مدفوعةً بتراجع الدولار الأميركي وزيادة تدفقات الاستثمار نحو الملاذات الآمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع كراستسفيميت للمعادن غير الحديدية في مدينة كراسنويارسك الروسية (رويترز)

الذهب يتألق في أولى جلسات 2025

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، مستفيدةً من الزخم الإيجابي الذي اختتمت به عام 2024، وهو العام الذي شهد أداءً قياسياً للذهب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص (رويترز)

الذهب يسجل أفضل أداء سنوي منذ أكثر من عقد في 2024

لم تشهد أسعار الذهب تغيراً يُذكر اليوم الثلاثاء، وهو آخر يوم تداول في عام حافل بالأحداث شهد تسجيل المعدن الأصفر أفضل أداء سنوي منذ أكثر من 10 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص (رويترز)

تراجع أسعار الذهب وسط ترقب لتوجهات «المركزي الأميركي»

تراجعت أسعار الذهب وسط تداولات ضعيفة اليوم الاثنين في وقت يترقب فيه المتعاملون بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)

الذهب يحافظ على مكاسبه وسط توترات جيوسياسية

تراجعت أسعار الذهب، يوم الجمعة، لكنها ما زالت تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، مع انجذاب المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، في ظل حالة عدم اليقين السياسي المستمرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قوة الدولار تضغط على الأسواق العالمية

موظف بنك يعد أوراق الدولار الأميركي بأحد الفروع في هانوي (رويترز)
موظف بنك يعد أوراق الدولار الأميركي بأحد الفروع في هانوي (رويترز)
TT

قوة الدولار تضغط على الأسواق العالمية

موظف بنك يعد أوراق الدولار الأميركي بأحد الفروع في هانوي (رويترز)
موظف بنك يعد أوراق الدولار الأميركي بأحد الفروع في هانوي (رويترز)

ارتفع الدولار الأميركي بالقرب من أعلى مستوى له في عامين مقابل مجموعة من العملات، يوم الجمعة، مع استمرار الرهان من قبل المستثمرين على أن الفجوة بين النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وبقية العالم ستتسع. في المقابل، تكبدت الأسهم الصينية أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ عام 2022.

وحقق مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، أعلى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. في حين انخفض اليورو إلى 1.02248 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2022، كما وصل الجنيه الإسترليني والين الياباني إلى أدنى مستوياتهما في أشهر عدة. ورغم أن اليورو شهد بعض الاستقرار عند 1.0280 دولار، والجنيه الإسترليني عند 1.2392 دولار، فإن قوة الدولار استمرَّت في الهيمنة على الأسواق، وفق «رويترز».

وقد استفاد الدولار من استمرار التفاؤل بشأن السياسات الاقتصادية للرئيس المنتخب دونالد ترمب، حيث راهن المستثمرون على أن سياساته ستعزز النمو والتضخم؛ مما يعني تقليص احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» وزيادة العوائد على سندات الخزانة الأميركية، في الوقت الذي تواصل فيه البنوك المركزية الأوروبية خفض أسعار الفائدة. ورغم تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية عن مستوياتها المرتفعة في أواخر ديسمبر (كانون الأول)، حيث بلغ العائد القياسي لسندات الخزانة لأجل 10 سنوات 4.549 في المائة، فإن الدولار استمرَّ في الارتفاع مدفوعاً بمخاوف النمو الاقتصادي في أماكن أخرى.

وقال فرنسيسكو بيسول، محلل العملات في «آي إن جي»: «بعيداً عن تداعيات الحمائية الأميركية المرتقبة في ظل إدارة ترمب، نعتقد أن الضغوط تزيد بسبب ارتفاع أسعار الغاز؛ نتيجة إغلاق خط الأنابيب في أوكرانيا». وأضاف: «كان الجنيه الإسترليني الأكثر تضرراً يوم أمس، وربما لا يكون من قبيل المصادفة أن الجنيه الإسترليني هو الأكثر ارتباطاً سلباً بأسعار الغاز بين عملات مجموعة العشرة».

وشهدت أسعار الغاز بالجملة في أوروبا ارتفاعاً ملحوظاً، حيث سجَّلت أعلى مستوياتها في أكثر من عام، بفعل انخفاض درجات الحرارة، وتراجُع مستويات الغاز المخزنة، فضلاً عن انتهاء صفقة طويلة الأمد بين روسيا وأوروبا لتوريد الغاز عبر أوكرانيا. وأضافت هذه العوامل مزيداً من الضغوط على الأسهم الأوروبية، التي تراجعت بنسبة 0.3 في المائة يوم الجمعة، مما عكس بعض المكاسب التي حققتها في اليوم السابق، رغم الارتفاع الطفيف لأسهم النفط والغاز.

وكان انخفاض الأسهم الأوروبية جزئياً؛ نتيجة لتعويض التراجع الذي شهدته أسواق الأسهم الأميركية، يوم الخميس، حيث أغلقت المؤشرات الرئيسية على انخفاض واسع النطاق، وتراجعت أسهم «تسلا» بنسبة 6.1 في المائة بعد إعلان أول انخفاض سنوي في عمليات تسليم السيارات. ومع ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرَي «ستاندرد آند بورز»، و«ناسداك» بنحو 0.4 في المائة، يوم الجمعة.

من جهته، قال بن بينيت، استراتيجي الاستثمار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في «ليغال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت»: «كانت بداية العام صعبة للأسواق، لكن في مثل هذه الأوقات يمكن أن تحدث تغييرات غير متوقعة في الأسواق غير السائلة». وأضاف: «على الرغم من ذلك، فإنه من المتوقع أن تؤثر قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات في معنويات الأسواق، ويأمل مستثمرو الأسهم أن يتغير هذا قريباً».

مخاوف النمو في الصين تؤثر على الأسواق

على صعيد آخر، تتصدر مخاوف النمو في الصين اهتمامات المستثمرين، حيث تراجع مؤشر الأسهم القيادية في البلاد بنسبة 5.2 في المائة هذا الأسبوع، وهو أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022. وفي السياق ذاته، انخفض اليوان الصيني إلى ما دون المستوى الفني 7.3 لكل دولار، مسجلاً أدنى مستوى له في 14 شهراً؛ بسبب تراجع العوائد الصينية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة في مواجهة قوة الدولار الأميركي، وتهديد الرسوم الجمركية المحتملة من إدارة ترمب المقبلة.

وشهدت العوائد على السندات الحكومية الصينية انخفاضاً حاداً، حيث تراجعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات وأجل 30 عاماً بنحو 3 نقاط أساس لتسجل أدنى مستوياتها على الإطلاق. ورغم إعلان الصين زيادة حادة في التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025 لتحفيز الاستثمار وتعزيز الاستهلاك، فإن ذلك لم يكن له تأثير إيجابي في معنويات السوق.

وعلى الرغم من الاضطرابات السياسية في كوريا الجنوبية، فإن الأسهم هناك ارتفعت بعد 5 جلسات من التراجع، وذلك بعد تصريحات وزير المالية بالإنابة الذي أكد التزامه باستقرار الأسواق المالية في البلاد.