ارتفاع طفيف في مؤشر التضخم المفضّل لدى «الفيدرالي»

عربة تسوق في سوبر ماركت في مانهاتن (رويترز)
عربة تسوق في سوبر ماركت في مانهاتن (رويترز)
TT

ارتفاع طفيف في مؤشر التضخم المفضّل لدى «الفيدرالي»

عربة تسوق في سوبر ماركت في مانهاتن (رويترز)
عربة تسوق في سوبر ماركت في مانهاتن (رويترز)

ارتفع مؤشر التضخم المفضّل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل طفيف الشهر الماضي؛ مما يعكس تباطؤ ضغوط الأسعار بعد شهرين من الارتفاعات الحادة. وأظهر تقرير الحكومة يوم الجمعة أن الأسعار ارتفعت بنسبة 0.1 في المائة فقط من أكتوبر (تشرين الأول) إلى نوفمبر (تشرين الثاني).

وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت الأسعار أيضاً بنسبة 0.1 في المائة فقط، بعد مكاسب كبيرة بلغت 0.3 في المائة في الشهرين السابقين، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وجاءت هذه الأرقام المعتدلة بعد يومين من تصريح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي فاجأ الأسواق المالية بالإعلان عن أن البنك يتوقع الآن خفض سعر الفائدة الرئيس مرتين فقط في عام 2025، بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى خفضه أربع مرات. وأوضح باول أن التضخم المستمر «قد يكون العامل الأبرز» الذي يدفع البنك المركزي إلى تقليص عدد تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة.

ومن المحتمل أن يعني تقليص تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي أن أسعار الرهن العقاري وتكاليف الاقتراض الأخرى ستظل مرتفعة. وفي نوفمبر، بلغ التضخم السنوي 2.4 في المائة، مرتفعاً عن 2.3 في المائة في أكتوبر، وهو فوق هدف التضخم البالغ 2 في المائة الذي حدده البنك. أما الأسعار «الأساسية» التي تستثني الغذاء والطاقة المتقلبة، فقد ظلت ثابتة عند 2.8 في المائة على أساس سنوي.

ووفقاً للبيانات الصادرة يوم الجمعة والتي تعتمد على مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، فقد انخفض التضخم من ذروته البالغة 7.2 في المائة في يونيو (حزيران) 2022 إلى 2.1 في المائة في سبتمبر (أيلول). ويعد رفع تكاليف الاقتراض إحدى الأدوات الرئيسة التي يعتمد عليها بنك الاحتياطي الفيدرالي لمكافحة التضخم؛ إذ يساعد ذلك في تقليل الإنفاق والنمو الاقتصادي.

كما قام صناع السياسة بمراجعة توقعاتهم للتضخم بحلول نهاية عام 2025، لتظل عند 2.5 في المائة، وهو المعدل ذاته الذي يسجل حالياً. ولا يزال المسؤولون يتوقعون انخفاض الأسعار الأساسية بنهاية العام المقبل إلى 2.5 في المائة أيضاً. وقال باول في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء: «إنه أقل بكثير مما كان عليه، ولكننا نريد حقاً أن نرى مزيداً من التقدم في التضخم». وأضاف: «بينما نفكر في مزيد من التخفيضات، سنبحث عن تقدم ملموس».

وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد خفض سعر الفائدة القياسي يوم الأربعاء بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نحو 4.3 في المائة، بعد أن خفضه بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر، وربع نقطة في نوفمبر.

ويفضل «الفيدرالي» عادةً مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي على مؤشر أسعار المستهلك الأكثر شهرة؛ لأن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي يأخذ في اعتباره التغييرات في سلوك المستهلكين عندما ترتفع معدلات التضخم. على سبيل المثال، يمكن أن يعكس هذا المؤشر تحول المستهلكين من أغلى العلامات التجارية الوطنية إلى أرخص العلامات التجارية. وعادةً ما يُظهر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي معدل تضخم أقل مقارنة بمؤشر أسعار المستهلك؛ جزئياً بسبب الوزن الأكبر للإيجارات في مؤشر أسعار المستهلك.


مقالات ذات صلة

انخفاض طلبات إعانة البطالة الأميركية بأكثر من المتوقع

الاقتصاد إعلان عن وظيفة معلق على نافذة مطعم «تشيبوتلي» في نيويورك (رويترز)

انخفاض طلبات إعانة البطالة الأميركية بأكثر من المتوقع

انخفض عدد الأميركيين الذين قدموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل أكبر من المتوقع الأسبوع الماضي، مما يعكس التغير التدريجي في ظروف سوق العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى الكابيتول خلف العَلم الأميركي (رويترز)

نمو الاقتصاد الأميركي يسجل 3.1 % في الربع الثالث

قالت الحكومة الأميركية، عبر تحديث لتقديراتها السابقة، إن الاقتصاد نما بمعدل سنوي قوي بلغ 3.1 في المائة، خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شرارات تضرب تمثيلاً للبتكوين في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«البتكوين» تنخفض 5 % بعد تصريحات باول برفض «الفيدرالي» تخزينها

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي يرغب في المشاركة بأي مسعى حكومي لتخزين كميات كبيرة من «البتكوين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد باول يتحدث في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (رويترز)

باول: مسار الفائدة يعتمد على مزيد من التقدم في خفض التضخم

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء إن صناع السياسات في البنك المركزي الأميركي مستمرون في مراقبة التقدم المحرز في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي الأميركي» يخفض الفائدة ربع نقطة... ويتوقع خفضين في 2025

خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، يوم الأربعاء، سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية كما كان متوقعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

صناديق الأسهم تسجل أكبر تصفية في 15 عاماً قبل اجتماع «الفيدرالي»

شاشة في قاعة تداول بورصة نيويورك تعرض مؤتمراً صحافياً لرئيس الفيدرالي جيروم باول بعد إعلان سعر الفائدة (رويترز)
شاشة في قاعة تداول بورصة نيويورك تعرض مؤتمراً صحافياً لرئيس الفيدرالي جيروم باول بعد إعلان سعر الفائدة (رويترز)
TT

صناديق الأسهم تسجل أكبر تصفية في 15 عاماً قبل اجتماع «الفيدرالي»

شاشة في قاعة تداول بورصة نيويورك تعرض مؤتمراً صحافياً لرئيس الفيدرالي جيروم باول بعد إعلان سعر الفائدة (رويترز)
شاشة في قاعة تداول بورصة نيويورك تعرض مؤتمراً صحافياً لرئيس الفيدرالي جيروم باول بعد إعلان سعر الفائدة (رويترز)

قام المستثمرون بتصفية صناديق الأسهم بأسرع وتيرة في 15 عاماً في الأسبوع المنتهي في 18 ديسمبر (كانون الأول)، مدفوعين بالحذر وجني الأرباح وسط توقعات بنتيجة متشددة من اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بعد الارتفاع الأخير في السوق.

وحسب بيانات «إل إس إي جي»، سحب المستثمرون صافي 37.22 مليار دولار من صناديق الأسهم العالمية في الأسبوع، وهو أكبر رقم في أسبوع واحد منذ سبتمبر (أيلول) 2009، وفق «رويترز».

وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة كما كان متوقعاً، يوم الأربعاء، وأشار إلى تقليص تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية، مع توقع ارتفاع التضخم العام المقبل، مما دفع أسواق الأسهم العالمية إلى موجة بيع بعد أن كرر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الحذر.

انخفض مؤشر «إم إس سي آي» العالمي بأكثر من 3 في المائة هذا الأسبوع، ومن المقرر أن يسجل أكبر انخفاض أسبوعي له في ثلاثة أشهر ونصف الشهر.

وسحب المستثمرون 50.2 مليار دولار من صناديق الأسهم الأميركية، وهو ما يمثل أكبر مبيعات صافية أسبوعية منذ سبتمبر 2009. وشهدت صناديق الأسهم الأوروبية والآسيوية تدفقات شراء صافية بلغت 9.21 مليار دولار و1.74 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، شهدت صناديق القطاعات العالمية أكبر تدفقات خارجة صافية لها في 14 أسبوعاً، عند 2.65 مليار دولار، مع تحقيق قطاعي التكنولوجيا والرعاية الصحية صافي تدفقات خارجة بقيمة 1.37 مليار دولار و737 مليون دولار على التوالي.

وواصلت صناديق السندات العالمية جذب اهتمام المستثمرين للأسبوع الثاني والخمسين على التوالي، مسجلةً مشتريات صافية بقيمة 2.36 مليار دولار، على الرغم من أنها أصغر كمية في 8 أشهر.

واستقطبت صناديق الشركات وصناديق تقاسم القروض تدفقات كبيرة بلغت 2.01 مليار دولار و1.12 مليار دولار على التوالي. وشهدت صناديق السندات الحكومية تدفقات خارجة بلغت 594 مليون دولار، مسجلة بذلك أسبوعها الثالث على التوالي من البيع الصافي.

وسجلت صناديق أسواق المال مبيعات صافية بقيمة 51.02 مليار دولار، وهو ما يمثل التدفق الخارجي الرابع في 5 أسابيع.

وفي قطاع السلع الأساسية، شهدت صناديق الذهب والمعادن النفيسة سحوبات بقيمة 1.67 مليار دولار، وهي الأكبر منذ يوليو (تموز) 2022، في حين شهدت صناديق الطاقة تدفقات خارجة بقيمة 215 مليون دولار.

وتعرضت أسهم الأسواق الناشئة لضغوط بيع أخرى، إذ سجلت صناديق الأسهم أكبر سحب صاف في نحو عام عند 5.27 مليار دولار، في حين شهدت صناديق السندات أيضاً تدفقات خارجية صافية بلغت 710 ملايين دولار، وفقاً للبيانات التي تغطي 29603 صناديق.