نشاط المصانع في الصين يتجاوز التوقعات وينمو لأعلى مستوى في 5 أشهر بنوفمبر

عمال في أحد مصانع السيارات شرق الصين (أ.ف.ب)
عمال في أحد مصانع السيارات شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

نشاط المصانع في الصين يتجاوز التوقعات وينمو لأعلى مستوى في 5 أشهر بنوفمبر

عمال في أحد مصانع السيارات شرق الصين (أ.ف.ب)
عمال في أحد مصانع السيارات شرق الصين (أ.ف.ب)

أظهر مسح للقطاع الخاص يوم الاثنين أن نشاط المصانع في الصين توسع بأسرع وتيرة في خمسة أشهر في نوفمبر (تشرين الثاني) حيث أدت الطلبات الجديدة، بما في ذلك تلك التي من الخارج، إلى ارتفاع قوي في الإنتاج، مما دفع درجة تفاؤل الشركات المصنعة إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر.

وعكست القراءة إلى حد كبير مسحاً رسمياً يوم السبت، أظهر أن نشاط التصنيع توسع بشكل متواضع، مما يشير إلى أن موجة من التحفيز تتسرب أخيراً عبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم تماماً كما صعَّد دونالد ترمب تهديداته التجارية.

ارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي العالمي (كايكسين) إلى 51.5 في نوفمبر من 50.3 في الشهر السابق، وهو أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) ويتجاوز توقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» عند 50.5 وزادت الطلبات الجديدة المقدمة إلى الشركات المصنعة الصينية بأسرع معدل منذ فبراير (شباط) 2023.

وارتفعت أوامر التصدير الجديدة، على وجه الخصوص، لأول مرة في أربعة أشهر وسجلت أعلى مستوى في سبعة أشهر. وارتفعت الطلبات بشكل رئيسي في قطاعات الاستثمار والسلع الوسيطة، وانخفضت بشكل طفيف لصانعي السلع الاستهلاكية. وكشفت الأدلة القصصية أن الطلب الأساسي الأفضل، وإطلاق المنتجات الجديدة والتخزين بعد الانتخابات الأميركية كانت من بين الأسباب وراء ارتفاع الطلبات الجديدة.

وتعهد الرئيس المنتخب ترمب الأسبوع الماضي بفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة على الواردات من الصين. وكان قد هدد في وقت سابق بإنهاء وضع الصين بوصفها الدولة الأكثر تفضيلاً في التجارة وفرض تعريفات جمركية على الواردات الصينية تتجاوز 60 في المائة - وهو ما يزيد كثيراً عن تلك التي فرضت خلال ولايته الأولى. وقالت وزارة التجارة الصينية إن موقف بكين ضد الزيادات الجمركية الأحادية الجانب ثابت، وأن «فرض تعريفات جمركية تعسفية على الشركاء التجاريين لن يحل مشكلات أميركا».

وبينما أشارت الشركات الصينية إلى آمالها في أن الظروف الاقتصادية الأفضل والسياسات الحكومية يمكن أن تدعم المبيعات في العام المقبل، بلغ مستوى ثقتها أعلى مستوى منذ مارس (آذار)، وفقاً لمسح «كايكسين». وعلى الرغم من تراكم العمل للشهر الثاني على التوالي، ظلت الشركات حذرة بشأن التوظيف، رغم أن معدل فقدان الوظائف تراجع عن أكتوبر (تشرين الأول).

وقال وانغ تشي، الخبير الاقتصادي في مجموعة «كايكسين إنسايت»: «بينما يبدو أن التباطؤ الاقتصادي قد وصل إلى أدنى مستوياته، فإنه يحتاج إلى مزيد من التعزيز». واستشهد باستمرار انكماش العمالة، وقال إنه يشير إلى أن تأثير التحفيز الاقتصادي لم يُشعر به بعد في سوق العمل، وأن ثقة الشركات في توسيع قوتها العاملة بحاجة إلى التعزيز. كما ارتفعت مخاوف التكلفة مع ارتفاع أسعار المدخلات المتوسطة بأسرع وتيرة في خمسة أشهر مع ارتفاع تكاليف المواد الخام.

وفي المقابل، نقلت الشركات أعباء تكلفة إضافية إلى العملاء، مما أدى إلى أسرع نمو في أسعار البيع منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ونظراً لأن التباطؤ العقاري العميق والطلب المحلي الفاتر يثقلان على زخم النمو الاقتصادي، يوصي مستشارو الحكومة بكين بالحفاظ على هدف النمو الاقتصادي عند نحو 5.0 في المائة لعام 2025، وفقاً لما أوردته «رويترز» سابقاً.

وتتوقع الأسواق تحفيزاً مالياً أقوى للتخفيف من تأثير زيادات التعريفات الجمركية الأميركية المتوقعة على الصادرات الصينية.


مقالات ذات صلة

نمو نشاط الخدمات في الصين بأسرع وتيرة منذ 7 أشهر خلال ديسمبر

الاقتصاد مجموعة من الناس يتناولون الطعام بمطعم في بكين (رويترز)

نمو نشاط الخدمات في الصين بأسرع وتيرة منذ 7 أشهر خلال ديسمبر

توسع نشاط الخدمات في الصين بأسرع وتيرة له في 7 أشهر خلال ديسمبر، مدفوعاً بارتفاع الطلب المحلي، رغم تراجع الطلبات الذي يعكس تنامي المخاطر التجارية على الاقتصاد

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد تقرير حديث يؤكد أن تكامل «الحزام والطريق» مع «رؤية السعودية 2030» يعد رمزاً لعصر جديد من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين (أ.ف.ب)

الصين تؤكد تكامل «الحزام والطريق» مع «رؤية السعودية 2030»

شدّد تقرير حديث صدر في الصين على أهمية شراكة البلاد مع السعودية، مشيرة إلى تكامل مبادرة «الحزام والطريق» مع «رؤية السعودية 2030»، وذلك في إطار بناء مستقبل…

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد مشاة في أحد الشوارع التجارية بمدينة يوهان وسط الصين (أ.ف.ب)

الصين تتراجع عن تعديلات بقانون الشركات بعد احتجاجات نادرة

تدخلت أعلى هيئة تشريعية في الصين لتخفيف شروط قانون مثير للجدل يهدف لتعزيز الدائنين من خلال السماح باستهداف المساهمين السابقين في الشركات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد علم الصين وسط مقرات لشركات وبنوك ومؤسسات مالية في بكين (رويترز)

الصين تدرس مسودة قانون لتعزيز تنمية القطاع الخاص

يجري المشرعون الصينيون مداولات حول مسوَّدة أول قانون أساسي للبلاد يركز بشكل خاص على تنمية القطاع الخاص، وفق وكالة «شينخوا» الصينية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا تستعد الصين لبناء أكبر مطار في العالم على جزيرة اصطناعية (أ.ب)

الصين تبني أكبر مطار في العالم على جزيرة اصطناعية

تضيف الصين مطاراً جديداً متميزاً إلى قائمة مطاراتها الجوية، فهي تستعد لبناء أكبر مطار في العالم على جزيرة اصطناعية، مطار «داليان غينتشو باي» الدولي.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)
TT

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)

اختتم الاقتصاد الأميركي عام 2024 على نحو قوي، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات 56.8 في ديسمبر (كانون الأول)، مرتفعاً من 56.1 في نوفمبر (تشرين الثاني) ومسجلاً أعلى مستوى له في 33 شهراً.

وعلى الرغم من أنه أقل من التقدير الأولي البالغ 58.5، فإن الأداء القوي لقطاع الخدمات طغى على الضعف المستمر في قطاع التصنيع.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب أيضاً إلى 55.4 من 54.9 في الشهر السابق، مما يؤكد زخم النمو القوي.

وأشار كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في «ستاندرد آند بورز»، إلى أن «النشاط التجاري في اقتصاد الخدمات الواسع ارتفع في الشهر الأخير من عام 2024 على خلفية زيادة دفاتر الطلبات وازدياد التفاؤل بشأن آفاق العام المقبل».

وقد عززت قوة القطاع نمو الناتج المحلي الإجمالي، الذي من المتوقع أن يظل «قوياً»، بعد أن سجل توسعاً بنسبة 3.1 في المائة في الربع الثالث من عام 2024.

ويرتبط التفاؤل جزئياً بتوقعات السياسات الصديقة للأعمال في ظل إدارة ترمب المقبلة، بما في ذلك الإصلاحات الضريبية المحتملة وإلغاء القيود والتعريفات الانتقائية التي تهدف إلى دعم الصناعات المحلية. وقد عززت مثل هذه الإجراءات المعنويات بين مقدمي الخدمات، حيث توقع كثير منهم نمواً أسرع في عام 2025.

ومع ذلك، حذّر ويليامسون من أن الزخم الحالي للاقتصاد قد يجعل صانعي السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي مترددين في خفض أسعار الفائدة بقوة. وقد لعبت الخدمات المالية، على وجه الخصوص، دوراً حاسماً في الأداء الاقتصادي في أواخر عام 2024، مدعومة بتوقعات انخفاض تكاليف الاقتراض.

وسيكون التحدي في الأشهر المقبلة هو تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي المستمر والتداعيات المحتملة لتغير توقعات أسعار الفائدة.