من هو مرشح ترمب لمنصب وزير الطاقة كريس رايت؟

رايت مشاركاً في أحد المؤتمرات الدولية مؤخراً (منصة إكس)
رايت مشاركاً في أحد المؤتمرات الدولية مؤخراً (منصة إكس)
TT

من هو مرشح ترمب لمنصب وزير الطاقة كريس رايت؟

رايت مشاركاً في أحد المؤتمرات الدولية مؤخراً (منصة إكس)
رايت مشاركاً في أحد المؤتمرات الدولية مؤخراً (منصة إكس)

أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب يوم السبت أنه رشح كريس رايت، وهو مسؤول تنفيذي في شركة تعمل في مجال التكسير الهيدروليكي انتقد بشدة وجود أزمة مناخية والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، لإدارة وزارة الطاقة.

وقال ترمب في منشور على موقع «تروث سوشيال» بصفته وزيراً للطاقة، سيكون كريس قائداً رئيسياً، يقود الابتكار ويقطع البيروقراطية ويبشر بعصر ذهبي جديد من الرخاء الأميركي والسلام العالمي.

ويتعين على مجلس الشيوخ الموافقة على تعيين رايت قبل أن يتمكن من تولي منصبه.

ويتمتع رايت بتاريخ طويل في صناعة الطاقة وكان صريحاً بشأن التكسير الهيدروليكي، وفق تقرير لشبكة «إيه بي سي» الأميركية.

بعد حصوله على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية ودرجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الثمانينيات، عمل رايت في العديد من شركات الطاقة، والتي ركزت العديد منها على إنتاج الغاز، وفقاً لصفحته على «لينكد إن».

أسس رايت، الذي لم يعمل قط في منصب حكومي، شركة خدمات حقول النفط المتداولة علناً «ليبرتي إنرجي» في عام 2010، والتي تقوم بتكسير 20 في المائة من الآبار البرية على المستوى الوطني.

وتشارك الشركة التي تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار فيما يقرب من 10 في المائة من إجمالي إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، وفقاً لرايت.

ناقد صريح

أدلى رايت بعدة تعليقات عامة تنتقد الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ بمزاعم غير مثبتة. وقال رايت في مقطع فيديو نُشر على «لينكد إن» العام الماضي: «لا توجد أزمة مناخ، ونحن لسنا في خضم انتقال الطاقة أيضاً».

أضاف: «الشيء الوحيد الذي يشبه الأزمة فيما يتعلق بتغير المناخ هو سياسات قمع الفرص الرجعية التي يتم تبريرها باسم تغير المناخ.

كما أن رايت هو ناقد صريح للسياسات الرامية إلى الحد من تغير المناخ، بما في ذلك هدف وزارة الطاقة للوصول إلى صافي انبعاثات الكربون بحلول عام 2050. وقال العام الماضي: لا يوجد شيء مثل الطاقة النظيفة أو الطاقة القذرة».

في حين لا يجادل رايت في وجود تغير المناخ، فقد زعم أن السياسات الرامية إلى الحد من تأثير تغير المناخ مضللة ومثيرة للقلق، ووصف مصطلحات أزمة المناخ، والتحول في مجال الطاقة، وتلوث الكربون، والطاقة النظيفة، والطاقة القذرة بأنها «خدع مدمرة» و«هراء».

يزعم رايت أن أي تأثيرات سلبية لتغير المناخ «طغت عليها بوضوح فوائد زيادة استهلاك الطاقة» ويعتقد أن الأحداث الجوية المتطرفة مثل الأعاصير والعواصف والفيضانات لم تزد بسبب تغير المناخ.

وتتناقض ادعاءاته مع البيانات والأبحاث الواقعية حول هذه الكوارث الطبيعية. وقال تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: «من الواضح أن التأثير البشري أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض». ووجد التقييم الوطني الخامس للمناخ في الولايات المتحدة أن تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية يتسبب في زيادة وتيرة وشدة أحداث هطول الأمطار الشديدة وإحداث الحرارة الشديدة.

في 28 أغسطس (آب) الماضي، كتب مقالاً تحت عنوان «كيف يمكن لترمب أن يفوز في مجال الطاقة: القضاء على فقر الطاقة» قال فيه: «يطرح القضاء على فقر الطاقة رؤية قوية يمكن تحقيقها من خلال إطلاق العنان لمواردنا الطبيعية الهائلة. ويمكن لهذه الموارد أن تحقق مستقبلاً لا يعاني فيه أحد من صعوبة في تحمل فواتير الخدمات العامة».

كل شيء في مجال الطاقة

في ملفه الشخصي على موقع «لينكد إن»، يقول رايت إنه «كل شيء في مجال الطاقة» - بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والطاقة النووية والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية - على الرغم من انتقاده الشديد لمؤيدي الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح الذين يقترحون أن هذه المصادر أفضل للبيئة، مشيراً إلى كمية الطاقة اللازمة لبناء مزارع الرياح أو الطاقة الشمسية.

وقال رايت العام الماضي: «سيكون من الصعب وصف طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية بأنها نظيفة أو ذات تأثير بيئي منخفض».

كما قاد رايت حملة ضد بعض سياسات المناخ التي تنتهجها إدارة بايدن، بما في ذلك قاعدة لجنة الأوراق المالية والبورصة التي تلزم الشركات بالإفصاح عن المخاطر المتعلقة بالمناخ.

ونجحت «ليبرتي إنرجي» في إقناع محكمة استئناف فيدرالية بإيقاف القاعدة مؤقتاً بعد وقت قصير من الانتهاء منها في وقت سابق من هذا العام.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ف.ب)

ستارمر يؤكد أنه «لا ينوي التحدث» مع بوتين

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأحد، أنه «لا ينوي التحدث» مع فلاديمير بوتين، بعد يومين من اتصال بين المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

محامٍ: تسوية مالية بين مرشح ترمب لـ«الدفاع» وامرأة اتهمته بالاعتداء

قال محامي بيت هيغسيث، المرشح لشغل منصب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه دفع مبلغاً لامرأة اتهمته بالاعتداء الجنسي عليها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ولايتي يستقبل السفير الصيني لدى طهران (إيسنا)

مستشار خامنئي: عودة ترمب لن تؤثر على علاقة طهران وبكين

أبلغ كبير مستشاري المرشد الإيراني، السفير الصيني لدى طهران، بأن وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لن يؤثر على علاقات إيران والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
العالم محمد يونس رئيس الحكومة المؤقتة في بنغلاديش (إ.ب.أ)

العلاقة بين واشنطن ودكا «لن تتغير» مع وصول ترمب إلى البيت الأبيض

أعلن محمد يونس رئيس الحكومة المؤقتة في بنغلاديش أن عودة الجمهوري دونالد ترمب إلى البيت الأبيض لن تؤثر على العلاقات بين واشنطن ودكا

«الشرق الأوسط» (باريس)

«سوق الكربون الطوعي» السعودية تعمل لسد فجوة تمويل المناخ عالمياً

انبعاثات كربونية تخرج من أحد المصانع في الصين (رويترز)
انبعاثات كربونية تخرج من أحد المصانع في الصين (رويترز)
TT

«سوق الكربون الطوعي» السعودية تعمل لسد فجوة تمويل المناخ عالمياً

انبعاثات كربونية تخرج من أحد المصانع في الصين (رويترز)
انبعاثات كربونية تخرج من أحد المصانع في الصين (رويترز)

في وقت تزداد فيه فجوة تمويل المناخ في الدول النامية مع زيادة المخاطر البيئية وتخلي الدول الكبرى عن مسؤوليتها في هذا الشأن، تسعى شركة «سوق الكربون الطوعي» الإقليمية السعودية إلى لعب دور في سد فجوة تمويل المناخ، من خلال خطط وبرامج تقلل من حجم الانبعاثات من ناحية، وتعوض عن أضرارها من ناحية أخرى.

ترى الرئيسة التنفيذية لشركة «سوق الكربون الطوعي» الإقليمية السعودية، ريهام الجيزي، أنه «إذا تمكنت أسواق الكربون الطوعية من أن تصبح سوقاً بقيمة 100 مليار دولار بحلول عام 2030، كما هو متوقع، فيمكننا القول إننا قد لعبنا دوراً في سد فجوة تمويل المناخ».

وأشارت في تصريحات صحافية على هامش مشاركتها في مؤتمر القمة العالمية للمناخ (كوب 29)، في باكو عاصمة أذربيجان، إلى حجم التمويل المطلوب للأسواق الناشئة والبلدان النامية لسد فجوة التمويل، ولتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية الذي يقدر بنحو 2.4 تريليون دولار من الاستثمارات في العمل المناخي سنوياً بحلول عام 2030، «في حين تم تخصيص 18 مليار دولار فقط منهم، أي أقل من 2 في المائة من التمويل المطلوب لدول الجنوب العالمي في عام 2022... لذا لن تتحقق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية إذا لم نسد هذه الفجوة».

الرئيسة التنفيذية لشركة «سوق الكربون الطوعي» الإقليمية السعودية ريهام الجيزي

وأكدت ريهام الجيزي في ردها على أسئلة «الشرق الأوسط» عبر الرسائل البريدية، أن شركة «سوق الكربون الطوعي» تركز على توجيه التمويل إلى الجنوب العالمي، مشيرة هنا إلى أن «أكثر من ثلاثة أرباع سلة الاعتمادات المباعة في المزاد الأخير على منصة التبادل الجديدة (RVCMC) تأتي من الجنوب العالمي»، بما في ذلك بنغلاديش والبرازيل وإثيوبيا وماليزيا وباكستان وفيتنام.

وأطلقت شركة «سوق الكربون الطوعي» الإقليمية، في أول أيام مؤتمر المناخ في باكو، منصة تداول أرصدة الكربون الطوعية، حيث انضمت إليها 22 شركة سعودية ودولية في أول يوم تداول لها، وباعت بالمزاد أكثر من 2.5 مليون طن من أرصدة الكربون عالية الجودة.

ولكي تحقق أسواق الكربون الطوعية إمكاناتها؛ «يتعين على منظومة أسواق الكربون الطوعية بأكملها أن تتكاتف وتتعاون مع الحكومات وهيئات النزاهة والشركات من كل القطاعات، بما في ذلك القطاعات التي يصعب الحد من انبعاثاتها... وتشكل شركتنا جزءاً من هذه المنظومة...»، وفق ريهام.

وسوق الكربون الطوعية تمثل سوقاً لتداول شهادات تعادل كل منها طناً من الكربون، والبائعون في السوق هم مطورو المشاريع «الخضراء»، ويحصل الربح من خلال إصدار شهادات الكربون، بينما يمثل المشتري الشركات التي لديها التزامات مناخية لتقليل الانبعاثات.

التمويل الإسلامي

أكدت ريهام الجيزي على دخول التمويل الإسلامي في هذا المجال، الذي من شأنه أن يسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية، قائلة: «نعمل مع البنوك المالية الإسلامية، في تجربة ونهج جديد تماماً تمكّن التمويل الإسلامي من الحصول على أرصدة الكربون، وهو ما من شأنه أن يفتح الباب لمزيد من التمويل...».

وأوضحت أنه «منذ أكثر من عام، حصلنا على أول فتوى على الإطلاق لتداول أرصدة الكربون بوصفها سلعة تمكينية، مما قد يستحوذ على جزء من سوق التمويل الإسلامي المتنامية التي تزيد قيمتها على 2 تريليون دولار... يفتح التمويل الإسلامي عدداً من الأبواب للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويقود تغييراً في نهجه الثقافي تجاه التمويل وتغير المناخ».

وأضافت: «وبوصفنا أول سوق طوعية للكربون في المنطقة تتعاون مع التمويل الإسلامي، فقد عملنا مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لتصميم مسار تمويل جديد لدعم الحفاظ على الموارد الطبيعية الثمينة وتنميتها في المنطقة، مثل أشجار المانغروف والأعشاب البحرية».

وتابعت ريهام الجيزي: «كما نتعاون مع البنوك لتطوير حالات استخدام أرصدة الكربون في التمويل الإسلامي... تخبرنا المبادئ الأساسية للتمويل الإسلامي أن الاستثمارات يجب أن تحقق فوائد اجتماعية وإنسانية... وهذا بالضبط ما نحاول القيام به بوصفه سوقاً، حيث نقوم بتمويل العمل المناخي الحقيقي مع تحسين سبل العيش في جميع أنحاء الجنوب العالمي».

القطاعات المشاركة

أكدت ريهام الجيزي على أهمية مشاركة كل القطاعات الاقتصادية والشركات في الحد من الانبعاثات، «أولاً وقبل كل شيء، يجب على الشركات في كل قطاع إعطاء الأولوية لإزالة الكربون، ولكن بالنسبة لعدد من القطاعات، وخصوصاً تلك التي يصعب تخفيف انبعاثاتها، فإن إزالة الكربون ستستغرق وقتاً... لذلك، يتطلع عدد من الشركات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها إلى استكمال جهودها في إزالة الكربون، من خلال تعويض بعض النسب من انبعاثاتها».

وأشارت إلى قطاع الطاقة وحرص الشركات العاملة فيه على المشاركة في أسواق الكربون والمزادات المعلنة من الشركة، قائلة: «في قطاع الطاقة على سبيل المثال: (أرامكو) السعودية، و(سوكار) الأذربيجانية، وفي قطاع الأسمنت: شركة (أسمنت المنطقة الشرقية)، و(أسمنت اليمامة)، و(أسمنت ينبع)، وفي قطاع الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل التعدين: (معادن)، وفي تصنيع البلاستيك: شركة (البلاستيك السعودية)، والتصنيع الكيماوي: (سابك)، وبالطبع شركات الطيران، إذ شاركت (طيران ناس) و(ألفا ستار) في مزاد هذا العام، كما شاركت الخطوط الجوية السعودية».

حجم المعاملات

وعن حجم المعاملات المالية في أسواق الكربون في المنطقة العربية، قالت ريهام الجيزي، إنه في الوقت الحالي تظل المعاملات في أسواق الكربون في جميع أنحاء المنطقة العربية محدودة، حيث تتصدر شركة «سوق الكربون الطوعي» الطريق.

لكنها أوضحت أنه «بناءً على نشاط التداول في الشركة، فإن القيمة السنوية المقدرة للمعاملات لعامي 2023 و2024 تبلغ نحو 100 مليون ريال سعودي (26.6 مليون دولار)».

وبالنظر إلى رؤية الشركة المستقبلية، قالت ريهام الجيزي: «هدفنا هو رؤية نطاق وتأثير أكبر مع استمرار ارتفاع الطلب حتى عام 2025 وما بعده».