في قطاع الطيران، يُعَدُّ التفاؤل ضرورة حتمية لقادة الشركات، كما أشار سامر المجالي، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الملكية الأردنية، بقوله: «ليس لديك خيار آخر، يجب أن تكون متفائلاً، وهذا هو قانون اللعبة حقاً، بالإضافة إلى شغفك الواضح بشركة الطيران».
من جانبه، يشارك جيفري غوه، الرئيس التنفيذي لمجموعة «طيران الخليج»، هذا التفاؤل، مستنداً إلى توقعات نمو عدد المسافرين عالمياً. ففي عام 2018، سُجِّلَ 4 مليارات مسافر، وكانت التوقعات تشير إلى تضاعف هذا الرقم إلى 8 مليارات بحلول عام 2038.
وأضاف: «تعرضنا لانقطاع بسبب جائحة (كوفيد-19)، لكن هؤلاء الركاب الذين يُتوقع أن يصل عددهم إلى 8 مليارات لن يختفوا، لقد عدنا إلى المسار الصحيح الآن، وقد نحقق هذا الرقم بحلول عام 2043».
في حديثه على هامش معرض البحرين الدولي للطيران 2024 الذي يستمر حتى يوم الجمعة، أقرّ سامر المجالي، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الملكية الأردنية، بأن شركات الطيران لا تحقق أرباحاً كبيرة. ومع ذلك، أشار إلى أن هذا المجال مليء بالتحديات والمتعة؛ إذ يختلف كل يوم عن الآخر. وأكد المجالي ضرورة التحلي بالتفاؤل والشغف المستمر للعمل بفاعلية في هذا القطاع.
وبشأن التحديات التي تواجهها شركات الطيران، كشف الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية الأردنية، أن الأحداث الجارية في فلسطين ولبنان أثرت بشكل كبير على عمليات الشركة. وأشار إلى أن هذه التطورات أدت إلى خسائر مالية نتيجة الإلغاءات الكبيرة في حركة المسافرين الأوروبيين القادمين للأعمال والاستثمار السياحي في الأردن، حيث انخفضت هذه الحركة بنحو 30 في المائة مباشرة بعد بدء الأزمة.
وأضاف: «كان الجميع يتوقع أن يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة وربما شهراً، لكن كما ترون؛ فقد استمر الأمر لمدة عام كامل تقريباً (...) من المحتمل أن يكون الأردن البلد الأكثر تأثراً بعد فلسطين ولبنان من حيث قربه من المنطقة».
وفي رده على سؤال حول التحسن الذي يرغب في رؤيته في الشرق الأوسط، أجاب سامر المجالي دون تردد: «السلام والهدوء، المنطقة تمتلك إمكانات هائلة للتنمية الاقتصادية، كما رأينا في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج، لكن للأسف، لم تحصل بقية الدول على نصيبها العادل من الاستقرار، مما يمنع الناس من تطوير إمكاناتهم فعلياً».
من جانبه، وافق جيفري غوه، الرئيس التنفيذي لـ«طيران الخليج»، على أهمية السلام والهدوء لتمكين شركات الطيران من العمل بكفاءة. وقال: «رغم أننا في البحرين أو الأردن لسنا في قلب بعض هذه الصراعات السياسية، فإن الصورة السائدة بالخارج والخوف المرتبط بها يؤثران بشكل ملحوظ على إقبال السياح والاستثمارات الأجنبية».