عائدات السندات الحكومية تتراجع في منطقة اليورو

مع تقييم تأثيرات فترة رئاسية ثانية لترمب وأزمة الحكومة الألمانية

أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)
TT

عائدات السندات الحكومية تتراجع في منطقة اليورو

أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)

تراجعت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو بشكل عام يوم الاثنين؛ حيث قام المستثمرون بتقييم التأثير المحتمل لفترة رئاسية ثانية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالإضافة إلى تداعيات انهيار الحكومة الألمانية الأسبوع الماضي.

وانخفض العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات التي تُعد المعيار في منطقة اليورو، بمقدار 3 نقاط أساس، ليصل إلى 2.34 في المائة، وهو أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع، بعد أن أنهى الأسبوع الماضي دون تغيير تقريباً، وفق «رويترز».

وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الأحد عن استعداده لدعوة البرلمان لإجراء تصويت على الثقة قبل عيد الميلاد، وهو ما قد يمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة، بعد انهيار ائتلافه الحاكم المكون من 3 أطراف.

وكانت أكبر اقتصادات أوروبا قد تعرضت لاضطراب كبير الأسبوع الماضي، بعد انهيار الائتلاف الحاكم لشولتس، إثر الخلافات حول الإنفاق الحكومي.

وانخفض الفارق بين مبادلات السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو مقياس لشهية المخاطرة، وكذلك وجهة نظر السوق لجودة ائتمان الجهة المصدرة، إلى -4 نقاط أساس، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ عام 2003 على الأقل الأسبوع الماضي.

من جهة أخرى، أدى فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي إلى ارتفاع حاد في عوائد سندات الخزانة الأميركية، بسبب الرهانات على أن سياساته الضريبية والجمركية قد تؤدي إلى زيادة التضخم، وقد تبطئ من وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة من قبل «الاحتياطي الفيدرالي».

في المقابل، تبدو آفاق أوروبا أكثر تعقيداً.

وعلى الرغم من أن سندات منطقة اليورو تحركت بشكل عام بالتوازي مع سندات الولايات المتحدة هذا العام، فإن فرض ترمب للرسوم الجمركية الثقيلة التي هدد بها على أوروبا قد يضر بالنمو الاقتصادي في القارة، ويدفع البنك المركزي الأوروبي إلى تسريع تخفيضات الفائدة، مما قد يدفع العوائد إلى الانخفاض.

وفي الوقت الحالي، لا يوجد ما يمنع «المركزي الأوروبي» من خفض أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول)، ولكن القرار سيعتمد على البيانات المتاحة في ذلك الوقت، وفقاً لما ذكره عضو لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي، روبرت هولزمان، في تصريحات نُشرت يوم الأحد.

حالياً، يتوقع المتداولون بشكل كامل أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة في ديسمبر.

أما في إسبانيا، فقد تراجع عائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس، ليصل إلى 3.074 في المائة، بما يتماشى مع نظيراتها في منطقة اليورو، رغم أن وكالة التصنيف الائتماني «فيتش» قامت يوم الجمعة برفع التوقعات الائتمانية للبلاد إلى «إيجابي» من «مستقر».


مقالات ذات صلة

عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات تصل لأعلى مستوى منذ مايو

الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب)

عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات تصل لأعلى مستوى منذ مايو

ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية الثلاثاء حيث سجلت عوائد السندات لأجل 10 سنوات أعلى مستوياتها منذ مايو.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد نجيب ميقاتي (وسط الصورة من اليسار) في صورة مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (وسط الصورة من اليمين) والوزراء بعد اجتماع وزاري في مدينة صور (مكتب رئيس الوزراء)

السندات الدولية تنذر بمقاضاة لبنان أمام القضاء الأميركي

بلغت السندات اللبنانية السيادية السقوف المرتقبة للارتفاع بنسبة قاربت 100 في المائة من أدنى مستوياتها في الأسواق المالية الدولية.

علي زين الدين (بيروت)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

تراجع توقعات خفض الفائدة يدفع عائدات سندات اليورو للارتفاع

سجَّلت عائدات سندات منطقة اليورو ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها في نحو شهر يوم الاثنين، مع استمرار المستثمرين في محاولة تقييم آفاق خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك (رويترز)

هبوط الأسهم العالمية قبل إغلاق الحكومة الأميركية المحتمل وتهديدات ترمب

انخفضت الأسهم العالمية، الجمعة، قبيل الإغلاق المحتمل للحكومة الأميركية، بينما تعرضت الأسهم الأوروبية لضغوط شديدة بعد تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من عملة اليورو في متحف الأموال التابع للبنك الوطني النمساوي في فيينا (رويترز)

تراجع عائدات سندات اليورو قبيل بيانات التضخم الأميركية

تراجعت عائدات سندات الحكومة في منطقة اليورو قليلاً، يوم الجمعة، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية في وقت لاحق، التي قد تقدِّم مزيداً من الأدلة بشأن مسار التيسير

«الشرق الأوسط» (لندن)

بنك «في تي بي» الروسي يعلن عن أرباح قياسية في 2024

شعار بنك «في تي بي» على شاشة في مركز الأعمال الدولي بموسكو (رويترز)
شعار بنك «في تي بي» على شاشة في مركز الأعمال الدولي بموسكو (رويترز)
TT

بنك «في تي بي» الروسي يعلن عن أرباح قياسية في 2024

شعار بنك «في تي بي» على شاشة في مركز الأعمال الدولي بموسكو (رويترز)
شعار بنك «في تي بي» على شاشة في مركز الأعمال الدولي بموسكو (رويترز)

أعلن بنك «في تي بي»، ثاني أكبر بنك في روسيا، عن توقعه تحقيق أرباح قياسية في عام 2024، بعد أن سجل صافي ربح بلغ 452.2 مليار روبل (4.54 مليار دولار) في الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما يفوق إجمالي أرباحه لعام 2023.

وأكد البنك أنه لا يزال على المسار الصحيح لتحقيق هدف ربح يصل إلى 550 مليار روبل في 2024، على الرغم من التراجع الكبير في قيمة العديد من أصوله خلال نوفمبر؛ نتيجة لتشديد السياسة النقدية، حسبما أفادت «رويترز».

وفي تصريح له، قال نائب الرئيس التنفيذي الأول، ديمتري بيانوف: «شهد شهر نوفمبر تراجعاً حاداً في قيم الأصول السوقية»، مشيراً إلى أن أرباح البنك من الفائدة انخفضت بنحو الثلث، بسبب تباطؤ نمو الإقراض للأفراد جراء ارتفاع أسعار الفائدة.

وقد أبقى البنك المركزي الروسي سعر الفائدة عند 21 في المائة باجتماعه في 20 ديسمبر (كانون الأول)، وهو قرار فاجأ الأسواق التي كانت تتوقع زيادة أخرى. وأوضح البنك أن تباطؤ الإقراض كان من بين الأسباب الرئيسية لهذا القرار.

وأضاف بيانوف أنه على الرغم من انكماش محفظة القروض للأفراد للشهر الثاني على التوالي، فإن بنك «في تي بي» لم يلحظ أي تباطؤ في الإقراض للشركات، الذي نما بنسبة 2.5 في المائة في نوفمبر، وبنسبة 20.2 في المائة منذ بداية العام. وأوضح قائلاً: «نعتزم اتباع استراتيجية نمو ترتكز على تقليص الإقراض للأفراد وزيادة الإقراض للشركات».

ووصف قرار البنك المركزي الروسي بأنه «مفاجأة سارة»، مشيراً إلى أن بنك «في تي بي» يتوقع أن يظل سعر الفائدة الرئيسي عند 21 في المائة لبعض الوقت.

وأوضح أن السبب الرئيسي وراء استمرار نمو الإقراض للشركات رغم أسعار الفائدة المرتفعة هو أن القروض المقدمة للقطاعات الحيوية، مثل المجمع الصناعي العسكري، مدعومة من الدولة، مما يؤدي إلى خفض الأسعار الفعلية لبعض المقترضين.

وفي السياق نفسه، شهدت البنوك الروسية تراكم تريليونات الروبلات من ودائع الأفراد في الأشهر الأخيرة، حيث توجه الأفراد إلى البنوك للاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة على الودائع قصيرة الأجل التي بلغت 26 في المائة.

وقال بيانوف: «في بيئة الاقتصاد الكلي الجديدة، من المنطقي من منظور تعظيم العائد على رأس المال الاقتراض من الأفراد وإقراض الشركات».