الدولار يتراجع مطلع أسبوع الانتخابات وسط توقع خفض «الفيدرالي» للفائدة

رزمة من الدولارات الأميركية من فئة 100 دولار (رويترز)
رزمة من الدولارات الأميركية من فئة 100 دولار (رويترز)
TT

الدولار يتراجع مطلع أسبوع الانتخابات وسط توقع خفض «الفيدرالي» للفائدة

رزمة من الدولارات الأميركية من فئة 100 دولار (رويترز)
رزمة من الدولارات الأميركية من فئة 100 دولار (رويترز)

انخفض الدولار في آسيا يوم الاثنين مع استعداد المستثمرين لتحول محتمل هذا الأسبوع للاقتصاد العالمي مع اختيار الولايات المتحدة زعيماً جديداً، ومع احتمال خفض أسعار الفائدة مرة أخرى مع عواقب كبيرة على عائدات السندات.

وامتد اليورو في صعود مبكر ليصل إلى 1.0901 دولار ويبدو أنه مستعد لاختبار المقاومة حول 1.0905 دولار.

وانخفض الدولار بنسبة 0.9 في المائة مقابل الين إلى 151.60 وهدد الدعم عند 151.45. وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.3 في المائة إلى 103.63.

وارتفعت العقود الآجلة للخزانة بمقدار 12 نقطة قوية، لتتعافى من بعض الخسائر التي تكبدتها يوم الجمعة.

تظل المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب متعادلين تقريباً في استطلاعات الرأي وقد لا يُعرف الفائز إلا بعد أيام من انتهاء التصويت. ويعتقد المحللون أن سياسات ترمب بشأن الهجرة والتخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية من شأنها أن تضع ضغوطاً تصاعدية على التضخم وعوائد السندات والدولار، في حين يُنظر إلى هاريس على أنها مرشحة الاستمرارية. وقال المتعاملون إن الانخفاض المبكر في الدولار ربما يكون مرتبطاً باستطلاع رأي يحظى بالاحترام أظهر تقدم هاريس المفاجئ بثلاث نقاط في أيوا، وذلك بفضل شعبيتها بين الناخبات.

وقال محللون من «جي بي مورغان» في مذكرة: «منذ الأسبوع الماضي، تشهد هاريس زيادة في استطلاعات الرأي، وهو ما أبرزه استطلاع سيلزر في أيوا، حيث يستخدمه البعض كوكيل للأداء بين ولايات ساحة المعركة الزرقاء».

وأظهر موقع المراهنات PredictIT هاريس عند 54 سنتاً مقابل ترمب عند 52 سنتاً - وهو ما يرغب المستثمرون في المراهنة عليه للحصول على فرصة للفوز بدولار واحد - مقارنة بـ42 سنتاً مقابل 61 سنتاً قبل أسبوع واحد فقط.

وقال كريس ويستون، المحلل في شركة «بيبرستون» للسمسرة: «يُعتقد على نطاق واسع أن فوز ترمب سيكون إيجابياً للدولار الأميركي، على الرغم من أن الكثيرين يشعرون بأن هذه النتيجة قد تم حسمها. رئاسة ترمب مع السيطرة الكاملة على الكونغرس قد تكون الأكثر تأثيراً، حيث يتوقع المرء عمليات بيع قوية في سندات الخزانة مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في الدولار الأميركي». وأضاف: «إن فوز هاريس وانقسام الكونغرس من المرجح أن يؤدي إلى عكس مسار (صفقات ترمب) بسرعة وإلغاء أسعارها». ورأى أنه «من المرجح أن يتجه الدولار الأميركي والذهب والبتكوين والأسهم الأميركية إلى الانخفاض».

خفض 25 نقطة أساس

إن عدم اليقين بشأن النتيجة هو أحد الأسباب التي تجعل الأسواق تفترض أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيختار خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قياسية يوم الخميس، بدلاً من تكرار تخفيفه الضخم بنصف نقطة.

وتشير العقود الآجلة إلى احتمال بنسبة 99 في المائة لخفض ربع نقطة إلى 4.50 في المائة -4.75 في المائة، واحتمال بنسبة 83 في المائة لتحرك مماثل الحجم في ديسمبر (كانون الأول).

وقال الخبير الاقتصادي في «غولدمان ساكس» يان هاتزيوس: «نحن نخطط لأربعة تخفيضات متتالية أخرى في النصف الأول من عام 2025 إلى معدل نهائي 3.25 في المائة -3.5 في المائة، لكننا نرى المزيد من عدم اليقين بشأن كل من السرعة في العام المقبل والوجهة النهائية... كل من توقعاتنا الأساسية والمرجحة بالاحتمالات أصبحت الآن أكثر تشاؤماً من تسعير السوق».

كما يجتمع بنك إنجلترا يوم الخميس ومن المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في حين من المتوقع أن يخفض البنك المركزي السويدي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس ومن المتوقع أن يظل بنك النرويج ثابتاً.

ويعقد بنك الاحتياطي الأسترالي اجتماعه يوم الثلاثاء ومن المتوقع أن يبقي أسعار الفائدة ثابتة مرة أخرى.

وقد تعقّد قرار بنك إنجلترا بسبب عمليات بيع حادة في السندات الحكومية بعد موازنة حكومة حزب العمال الأسبوع الماضي، والتي دفعت الجنيه الإسترليني أيضاً إلى الانخفاض. وفي وقت مبكر من يوم الاثنين، استعاد الجنيه الإسترليني بعض خسائره ليبلغ 1.2994 دولار، وهو ما يبعد قليلاً عن أدنى مستوى له في الأسبوع الماضي عند 1.2841 دولار.

ومن المتوقع أيضاً المزيد من التحفيز من المؤتمر الشعبي الوطني الصيني، الذي يجتمع من الاثنين إلى الجمعة. وقالت مصادر لـ«رويترز» الأسبوع الماضي إن بكين تدرس الموافقة الأسبوع المقبل على إصدار أكثر من 10 تريليونات يوان (1.40 تريليون دولار) من الديون الإضافية في السنوات القليلة المقبلة لإحياء اقتصادها الهش.


مقالات ذات صلة

الدولار يتراجع وسط تقلبات في رهانات الفوز بين ترمب وهاريس

الاقتصاد أوراق من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يتراجع وسط تقلبات في رهانات الفوز بين ترمب وهاريس

انخفض الدولار الأميركي يوم الثلاثاء مع قيام المتعاملين بتسوية مراكزهم قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد بنك الجزائر المركزي (الموقع الإلكتروني للبنك)

ارتفاع احتياطي الجزائر من النقد الأجنبي إلى 72 مليار دولار

أكد وزير المالية الجزائري ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي خارج الذهب 4 في المائة منتقلاً من 69 مليار دولار بنهاية 2023 إلى 72 ملياراً بنهاية العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الاقتصاد بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)

الذهب مستقر مع استعداد الأسواق للانتخابات الأميركية وخفض محتمل للفائدة

استقر الذهب يوم الاثنين مع استعداد المستثمرين لأسبوع مهم للاقتصاد العالمي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية واحتمال خفض آخر للفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكريستالينا غورغييفا مديرة صندوق النقد (أرشيفية - رويترز)

السيسي يدعو مديرة صندوق النقد إلى «مراعاة التحديات»

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تطلع بلاده لاستكمال التعاون مع صندوق النقد الدولي، والبناء على ما تَحقَّق «بهدف تعزيز استقرار الأوضاع الاقتصادية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«فيتش» ترفع تصنيف مصر إلى «بي» لأول مرة منذ 5 سنوات

رفعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، للمرة الأولى منذ مارس (آذار) عام 2019، تصنيف الديون طويلة الأجل لمصر بدرجة واحدة من «B -» إلى«B»، مشيدة بعدد من التحسينات.


الدولار يتراجع وسط تقلبات في رهانات الفوز بين ترمب وهاريس

أوراق من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق من الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار يتراجع وسط تقلبات في رهانات الفوز بين ترمب وهاريس

أوراق من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق من الدولار الأميركي (رويترز)

انخفض الدولار الأميركي يوم الثلاثاء مع قيام المتعاملين بتسوية مراكزهم قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعد أن أثرت استطلاعات الرأي الأخيرة على بعض رهانات السوق على فوز الجمهوري دونالد ترمب. وفي الوقت نفسه، شهدت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الديمقراطية، تحسناً ملحوظاً في احتمالات فوزها في مواقع المراهنات الانتخابية، حيث حققت تقدماً طفيفاً على منصة «بريدت إت» خلال الليل، رغم أن منصة «بوليماركت» استمرت في إظهار ترمب كمرشح مفضل.

وفي الأسابيع الأخيرة، اتجهت الأسواق المالية وبعض منصات المراهنات بشكل كبير لصالح فوز ترمب، الذي تُعتبر سياساته المتعلقة بالتعريفات والهجرة تضخمية من قبل المحللين، مما أدى إلى زيادة عائدات سندات الخزانة الأميركية وارتفاع الدولار، وفق «رويترز».

ومع ذلك، شهدت العملة الأميركية انخفاضاً بنسبة 0.76 في المائة مقابل اليورو بين عشية وضحاها، لتصل إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، وذلك بعد أن أظهر استطلاع رأي في نهاية الأسبوع تقدماً مفاجئاً لهاريس في ولاية أيوا، وهي ولاية تقليدية للجمهوريين. وبشكل عام، لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى أن المنافسة الانتخابية متقاربة.

وفي هذه الأثناء، انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة مقابل ست عملات رئيسية من بينها اليورو، إلى 103.89 بحلول الساعة 06:18 (بتوقيت غرينتش)، بعد أن هبط إلى 103.67 يوم الاثنين للمرة الأولى منذ 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي الأسبوع السابق، سجل المؤشر أعلى مستوى له منذ نهاية يوليو (تموز)، عند 104.63.

من جهة أخرى، ارتفع اليورو بشكل طفيف إلى 1.0879 دولار بعد أن وصل إلى 1.09145 دولار في الجلسة السابقة، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 15 أكتوبر. كما شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعاً طفيفاً إلى 1.2959 دولار. فيما سجل الدولار 152.34 ين، بعد أن هبط إلى 151.54 ين ليلاً، وهو أدنى مستوى له في أسبوع.

وفي تعليق على هذه التحركات، قالت خبيرة استراتيجيات العملات في «كومنولث بنك أوف أستراليا»، كارول كونغ: «نعتقد أن الأسواق المالية أصبحت الآن في وضع يسمح لها بتوقع فوز هاريس». وأضافت: «إذا فازت نائبة الرئيس هاريس، قد ينخفض الدولار الأميركي بشكل متواضع بنسبة 1 - 2 في المائة هذا الأسبوع، في حين سيرتفع بشكل ملحوظ إذا فاز الرئيس السابق ترمب». وأشارت أيضاً إلى أن أي تأخير أو نزاعات حول فرز الأصوات قد يؤدي إلى زيادة التقلبات في أسواق العملات هذا الأسبوع.

ومع التوجه نحو يوم الانتخابات، قد لا يُعرف الفائز إلا بعد عدة أيام من التصويت، رغم أن ترمب قد أشار إلى أنه سيحارب أي هزيمة، كما فعل في انتخابات 2020.

وفي حين ارتفعت خيارات التقلب الضمني بين عشية وضحاها على زوجي «اليورو - الدولار» و«الدولار - البيزو» المكسيكي إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، فمن المتوقع أن تكون المكسيك من بين أكثر الدول تأثراً من السياسات الحمائية المحتملة لترمب. في المقابل، ارتفعت عملة البتكوين بنسبة 2.2 في المائة إلى نحو 68.542 دولاراً، بعد أن هبطت إلى أدنى مستوى لها في أسبوع عند 66.776.19 دولار. ويعتبر المحللون أن سياسات ترمب قد تكون أكثر ملاءمة للعملات المشفرة مقارنة بسياسات هاريس.

وفي تحليل من شركة «تي دي» للأوراق المالية، قال المحللون في مذكرة: «بينما من الصعب التنبؤ بمن سيفوز في الانتخابات، نرى أن فوز ترمب أو الموجة الجمهورية سيكون إيجابياً للدولار الأميركي؛ في حين أن فوز هاريس أو الموجة الزرقاء سيكون مدمراً له». وأضافوا: «نعتقد أن فوز هاريس ليس بالضرورة سيئاً بالنسبة للدولار على المدى المتوسط، حيث سيحول تركيز السياسة الاقتصادية نحو الاقتصاد الكلي، بينما يعيد ترمب تشكيل رواية السوق حول السياسة».

في سياق آخر، من المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، مع ترقب الأسواق لأي مؤشرات حول ما إذا كان البنك المركزي الأميركي سيواصل الخفض في ديسمبر (كانون الأول)، خاصة بعد أن أظهر تقرير الوظائف الأخير انخفاضاً في عدد الوظائف الجديدة بشكل أكبر من المتوقع في أكتوبر، ما أثار تساؤلات حول مدى ضعف سوق العمل.

ومن المتوقع أيضاً أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في حين من المتوقع أن يخفض البنك المركزي السويدي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، بينما من المقرر أن يبقي البنك المركزي النرويجي سياسته دون تغيير.

من جانبه، أبقى بنك الاحتياطي الأسترالي على سياسته النقدية ثابتة يوم الثلاثاء كما كان متوقعاً، مشيراً إلى أن السياسة ستظل تقييدية بما يكفي حتى يتأكد البنك من أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو النطاق المستهدف. وفي مؤتمر صحافي، أضافت محافظ البنك، ميشيل بولوك، أن البنك يظل متيقظاً لمخاطر التضخم التصاعدية.

وفيما يخص التوقعات المستقبلية، لم يضع المتداولون في الحسبان خفضاً لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماع مايو (أيار) المقبل، بينما ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.21 في المائة إلى 0.6600 دولار، بعد أن هبط إلى أدنى مستوى له منذ 8 أغسطس (آب) الماضي عند 0.6537 دولار.

وصرح كبير خبراء الاقتصاد في بنك «إتش إس بي سي» لأستراليا ونيوزيلندا، بول بلوكهام، في مذكرة له: «نعتقد أن أول خفض لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي لن يحدث قبل الربع الثاني من عام 2025، ولكن هناك خطراً متزايداً من أن تأخيراً إضافياً قد يحدث، أو أن البنك قد يتجنب التيسير تماماً إذا استمر التضخم المحلي في الانخفاض ببطء شديد، أو إذا شهد الاقتصاد العالمي انتعاشاً من التضخم في وقت لاحق».