قالت «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، الثلاثاء، إن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي «تؤتي ثمارها»، حيث أعلنت عن زيادة بنسبة 35 في المائة بإيرادات أعمالها السحابية، مدفوعة أيضاً بارتفاع إنفاق إعلانات الانتخابات الأميركية، مما أسهم في زيادة مبيعات إعلانات «يوتيوب» في الربع الثالث.
وارتفعت أسهم «ألفابت» بنحو 6 في المائة في تداولات ما بعد السوق، كما شهدت أسهم «أمازون» و«مايكروسوفت»، أكبر شركات السحابة، ارتفاعاً بنسبة واحد في المائة بعد ساعات العمل، وفق «رويترز».
وتجاوزت «ألفابت» توقعات الإيرادات والأرباح في الربع الثالث، حيث قفزت أعمال البحث الرئيسية بنسبة 12 في المائة، بالإضافة إلى ارتفاع الإيرادات من إعلانات «يوتيوب». وأكد كبير محللي الأسهم في «هارغريفز لانسداون»، مات بريتزمان: «(ألفابت) هي أول شركة تقنية كبرى تعلن عن أرباحها، ولم تخيب الآمال. كان نمو السحابة قوياً، مما يعزز الاعتقاد بأن مزودي السحابة الرئيسيين في وضع جيد للاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي».
وعلى الرغم من بطء «غوغل» في اللحاق بمنافستها الكبرى «مايكروسوفت» في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد قامت بتعزيز روبوت الدردشة الخاص بها «جيميني»، وتحسين خدمات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتستمر الشركة في الاستثمار الكبير في الذكاء الاصطناعي، حيث توقعت رئيستها المالية الجديدة، أنات أشكينازي أن تكون النفقات الرأسمالية لشركة «ألفابت» في عام 2025 أعلى من هذا العام. وفي الربع الثالث، ارتفع رأس المال بنسبة 62 في المائة ليصل إلى 13 مليار دولار، مع توقع أن يكون الربع الرابع مشابهاً.
وأشار بعض المحللين إلى أن أداء «ألفابت» كان مثيراً للإعجاب مقارنة بالتوقعات المنخفضة، وأن أعمالها السحابية، رغم صغرها، يمكن أن تعوض ببطء تراجع أعمالها الإعلانية. وتواجه «غوغل» تهديداً من «أمازون» و«تيك توك» اللتين أصبحتا مفضلتين لدى المعلنين. كما تتعرض أعمال البحث لزيادة التدقيق من الجهات التنظيمية التي تسعى لتفكيك الشركة. ومع ذلك، نمت أعمالها السحابية بأسرع وتيرة لها في ثمانية أرباع، حيث بلغت الإيرادات 11.35 مليار دولار، بفضل زيادة الإنفاق السحابي الضروري لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي، مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 10.86 مليار دولار.
وقال رئيس شركة «TECHnalysis Research»، بوب أودونيل: «كان الربع مميزاً، حيث إن قدرة (غوغل كلاود) على تعويض تراجع البحث تعكس الأهمية الزائدة لإيرادات السحابة، وتنوع قاعدة إيرادات الشركة».
وطرحت «غوغل» إعلانات تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتلخيص المحتوى من مصادر متعددة، مما أدى إلى تحسين فاعلية أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة مقارنة بما كانت عليه في بداية العام، عندما واجهت انتقادات بسبب عدم دقتها.
وأعلنت «ألفابت» عن أرباح بلغت 2.12 دولار للسهم، متفوقة على متوسط تقديرات السوق البالغ 1.85 دولار، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».
وقال كبير مسؤولي الأعمال في «غوغل»، فيليب شندلر، في مكالمة ما بعد الأرباح: «استفدنا من زيادة الإنفاق الإعلاني المرتبط بالانتخابات الأميركية في الربع الثالث، وكان هذا الأمر أكثر وضوحاً في إعلانات (يوتيوب). كما حققت شركة (سناب)، المعتمدة أيضاً على الإعلانات، نتائج إيجابية، حيث تجاوزت أهداف (وول ستريت) للإيرادات ونمو المستخدمين، مما أدى إلى ارتفاع الأسهم بنسبة 6 في المائة في تداولات ما بعد ساعات العمل».
وارتفعت مبيعات الإعلانات الرقمية لشركة «ألفابت»، التي تشكل أكبر جزء من إجمالي إيراداتها، بنسبة 10 في المائة لتصل إلى 65.85 مليار دولار في الربع الثالث، على الرغم من تباطؤ وتيرة النمو مقارنة بالربع الثاني.
وتوقع كبير محللي الأسهم في «سي إف آر إيه للأبحاث»، أنجيلو زينو، أن تبدأ «غوغل» في خسارة حصتها في سوق الإعلانات على مدى العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة، مشيراً إلى أن الانتقال نحو سوق مدفوعة بالذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى زيادة الضغوط التنافسية.
وبحسب بيانات من «إي ماركتر»، من المتوقع أن تنخفض حصة «غوغل» من عائدات الإعلانات على محركات البحث في الولايات المتحدة إلى أقل من 50 في المائة العام المقبل، للمرة الأولى منذ 18 عاماً على الأقل، بينما يُتوقع أن تنمو حصة أمازون إلى 24 في المائة من 22 في المائة هذا العام.
وارتفع إجمالي إيرادات «ألفابت» بنسبة 15 في المائة ليصل إلى 88.27 مليار دولار في الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول)، متجاوزاً توقعات المحللين البالغة 86.30 مليار دولار، مدفوعاً أيضاً بإطلاق الشركة للجوالات الذكية هذا العام.