روسيا ترفع الفائدة لأعلى مستوى منذ 20 عاماً

لمواجهة التضخم المتصاعد

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

روسيا ترفع الفائدة لأعلى مستوى منذ 20 عاماً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

رفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 200 نقطة أساس، يوم الجمعة، إلى 21 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ فبراير (شباط) 2003.

وأوضح البنك، في بيانه، أن التضخم المعدل موسمياً بلغ 9.8 في المائة في سبتمبر (أيلول)، بعد أن كان 7.5 في المائة في أغسطس (آب)، وأن توقعات التضخم بين السكان وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ بداية العام، وفق «رويترز».

وأشار البنك المركزي إلى أن «ميزان المخاطر المتعلقة بالتضخم يظل منحرفاً بشكل كبير نحو العوامل المؤيدة للتضخم على المدى المتوسط». واستمر في لهجته المتشددة، مؤكداً إمكانية رفع سعر الفائدة مرة أخرى في الاجتماع المقبل. وأضاف أن التوقعات المرتفعة للتضخم، وانحراف الاقتصاد الروسي عن مسار النمو المتوازن، وتدهور ظروف التجارة الخارجية كلها أمور تُعد من المخاطر الرئيسية التي تؤثر على التضخم.

وتوقع معظم المحللين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم زيادة قدرها 100 نقطة أساس؛ حيث يُعد مشروع الموازنة الجديد لروسيا تضخمياً، بسبب زيادة الإنفاق العسكري وعجز أعلى من المتوقع بنسبة 1.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.

تجدر الإشارة إلى أن سعر الفائدة الحالي هو الأعلى منذ بدء تطبيق السعر الرئيسي في عام 2013، ليحل محل سعر إعادة التمويل الذي تم تخفيضه إلى 18 في المائة من 21 في المائة في فبراير 2003؛ حيث ظل أقل من 20 في المائة منذ ذلك الحين.

كما يعد الضعف الحالي للعملة الروسية، مع انخفاض سعر الصرف الرسمي مقابل الدولار الأميركي بأكثر من 12 في المائة منذ أوائل أغسطس، عاملاً تضخمياً قوياً. ويعكس الارتفاع في سعر الفائدة الدعم السياسي لقيادة البنك المركزي، التي واجهت ضغوطاً غير مسبوقة من بعض أبرز رجال الأعمال في روسيا، بما في ذلك رؤساء كبرى شركات النفط والدفاع، لوقف دورة التشديد النقدي.

وعلى الرغم من تدابير التشديد، تظهر البيانات الرسمية أن الإقراض للشركات لم يتباطأ. وقد نفذ البنك المركزي سلسلة من التدابير الإضافية في الأسابيع الأخيرة للحد من نمو الإقراض.

من جانبه، خفض صندوق النقد الدولي، الذي ألغى مهمته إلى روسيا الشهر الماضي، بسبب احتجاجات من دول أوروبية عدة، توقعاته لنمو الاقتصاد الروسي بنسبة 0.2 في المائة إلى 1.3 في المائة في عام 2025، بعد أن كانت 3.6 في المائة هذا العام. واستشهد الصندوق بتباطؤ نمو الاستهلاك والاستثمار، وسط سوق عمل أقل تشدداً ونمو أكثر اعتدالاً للأجور، مشيراً إلى أن توقعاته تفترض أن البنك المركزي سيتبنى سياسة نقدية صارمة.

وتتوقع روسيا رسمياً تباطؤ نموها الاقتصادي إلى 2.5 في المائة، بعد أن كان المتوقع 3.9 في المائة هذا العام.

يُذكر أن البنك المركزي رفع أسعار الفائدة إلى 20 في المائة في فبراير 2022 لتهدئة الأسواق المضطربة بسبب تصرفات روسيا في أوكرانيا ووقف تدفقات رأس المال إلى الخارج، ثم خفضها إلى 17 في المائة في أبريل (نيسان) 2022.


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

دي غالهو من «المركزي الأوروبي»: التعريفات الجمركية لترمب لن تؤثر في توقعات التضخم

قال فرنسوا فيليروي دي غالهو، عضو صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن زيادات التعريفات تحت إدارة ترمب الجديدة لن تؤثر في توقعات التضخم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».