نمو نشاط الأعمال في الولايات المتحدة خلال أكتوبر

وسط طلب قوي وتباطؤ في زيادة الأسعار

يسير الناس في شارع تصطف على جانبيه طاولات خارجية لمطاعم في حي ليتل إيتالي بمانهاتن (رويترز)
يسير الناس في شارع تصطف على جانبيه طاولات خارجية لمطاعم في حي ليتل إيتالي بمانهاتن (رويترز)
TT

نمو نشاط الأعمال في الولايات المتحدة خلال أكتوبر

يسير الناس في شارع تصطف على جانبيه طاولات خارجية لمطاعم في حي ليتل إيتالي بمانهاتن (رويترز)
يسير الناس في شارع تصطف على جانبيه طاولات خارجية لمطاعم في حي ليتل إيتالي بمانهاتن (رويترز)

زاد نشاط الأعمال في الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) وسط طلب قوي، حيث رفعت الشركات أسعار السلع والخدمات بأبطأ وتيرة منذ نحو أربع سنوات ونصف سنة، مما يشير إلى أن الاقتصاد بدأ الربع الرابع في حالة جيدة.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، الخميس، إن مؤشر مديري المشتريات المركب الأميركي الأولي، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفع إلى 54.3 هذا الشهر، مقارنةً بقراءة نهائية بلغت 54 في سبتمبر (أيلول). وتشير القراءة فوق 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. وأظهرت بيانات مبيعات التجزئة أن النمو الاقتصادي اكتسب مزيداً من الزخم في الربع الثالث، وفق «رويترز».

ويقدر بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً زيادة الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قدره 3.4 في المائة في الربع الأخير. وقد سجل الاقتصاد نمواً بنسبة 3 في المائة في الربع الثالث من أبريل (نيسان). ومن المقرر أن تنشر الحكومة تقديراتها الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، الأربعاء المقبل.

وقال كبير خبراء الاقتصاد التجاري في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركتس إنتلجنس»، كريس ويليامسون: «شهد شهر أكتوبر استمرار نمو النشاط التجاري بوتيرة قوية، مما دعم التحسن الاقتصادي الذي تحقق حتى الآن في الربع الرابع».

وانخفض مقياس المسح لمتوسط الأسعار التي تفرضها الشركات على السلع والخدمات إلى 51.6، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، مقارنةً بـ54.6 في سبتمبر. ويظهر أن المستهلكين، الذين سئموا من التضخم، يقاومون ارتفاع الأسعار من خلال البحث عن بدائل أرخص.

وأكد «الكتاب البيج» الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء، أن التقارير حول إنفاق المستهلكين كانت مختلطة في أوائل أكتوبر، مع ملاحظة بعض المناطق تحولاً في نمط المشتريات نحو خيارات أقل تكلفة.

وانخفض مقياس الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل المدخلات إلى 58.1 من 58.8 الشهر الماضي. وأشار التباطؤ في كلا المقياسين إلى أن ارتفاع أسعار المستهلك في سبتمبر كان على الأرجح مؤقتاً. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يستمر التضخم في الانخفاض إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

وشرع البنك المركزي الأميركي، الشهر الماضي، في دورة تيسير غير عادية، حيث خفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، ليصل إلى نطاق 4.75 - 5 في المائة، وسط مخاوف متزايدة بشأن سوق العمل. وقد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس في عامي 2022 و2023 للحد من التضخم.

ومع انحسار ضغوط الأسعار، بدأ الطلب في الانتعاش. فقد قفز مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.2 من 52.5 في سبتمبر.

على الرغم من أن مستويات التوظيف ظلت منخفضة، لاحظت «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن الانخفاض في وظائف الخدمة كان مرتبطاً غالباً بعدم استبدال المغادرين بدلاً من تسريح العمال.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 47.8 من 47.3، الشهر الماضي، بينما توقع خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم أن يتراجع المؤشر، الذي يمثل 10.3 في المائة من الاقتصاد، إلى 47.5 نقطة. وفي المقابل، ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 55.3 نقطة من 55.2 نقطة في سبتمبر، متجاوزاً توقعات خبراء الاقتصاد بقراءة 55 نقطة.


مقالات ذات صلة

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

الاقتصاد يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))
الاقتصاد إعلان توظيف على نافذة مطعم «شيبوتل» في نيويورك (رويترز)

الطلبات الأسبوعية لإعانات البطالة الأميركية تنخفض على غير المتوقع

انخفض، الأسبوع الماضي، على غير المتوقع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».