بواكير «يوم العزّاب» تفشل في إثارة شهية المستهلكين الصينيين

توقعات بنمو فاتر في المبيعات على أفضل تقدير

عاملون في إحدى شركات الشحن خلال الاستعدادات لتسليم طرود «يوم العزّاب» في الصين (أ.ف.ب)
عاملون في إحدى شركات الشحن خلال الاستعدادات لتسليم طرود «يوم العزّاب» في الصين (أ.ف.ب)
TT

بواكير «يوم العزّاب» تفشل في إثارة شهية المستهلكين الصينيين

عاملون في إحدى شركات الشحن خلال الاستعدادات لتسليم طرود «يوم العزّاب» في الصين (أ.ف.ب)
عاملون في إحدى شركات الشحن خلال الاستعدادات لتسليم طرود «يوم العزّاب» في الصين (أ.ف.ب)

انطلق أكبر حدث للتسوّق في الصين، لكنّ أغلب التجار ومحللي التجزئة يتوقعون نمواً ثابتاً أو فاتراً في المبيعات على أفضل تقدير، مشيرين إلى أن المستهلكين ما زالوا محبطين للغاية بسبب المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

وتحوّل مهرجان التسوق في «يوم العزّاب»، الذي بدأ الأسبوع الماضي، من حدث أسسته «علي بابا»؛ بهدف إقناع العزّاب بتدليل أنفسهم، إلى مهرجان يستمر لأسابيع ويصل إلى ذروته في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) عبر جميع منصات التجارة الإلكترونية الرئيسية في الصين، وكذلك في المتاجر التقليدية.

وقال بائع الأثاث وو تشيان إنه سجّل على موقع «جيه دي دوت كوم» هذا العام؛ لأنه كان فرصة لتصفية المخزون، وربما تحقيق ربح صغير. لكنه لا يتوقع أن يُظهر الحدث نمواً في المبيعات بوجه عام.

وقال: «لم يعد المستهلكون ينتظرون مهرجانات التسوق للتسوق»، مضيفاً أن التنوع في منصات التجارة الإلكترونية في الصين يعني أن لديهم مجموعة من الخيارات على مدار العام، حسب «رويترز».

ولعب قطاع العقارات المتعثر، والتوترات التجارية، والحملات التنظيمية على عدد من الصناعات، دوراً في تباطؤ النمو لثاني أكبر اقتصاد في العالم على مدى السنوات الأخيرة؛ مما أدى إلى انعدام الأمن الوظيفي لكثير من الصينيين.

وحدّدت بكين تدابير التحفيز في أواخر سبتمبر (أيلول) لدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولكن لم يتم تفصيل الكثير منها بعد، ناهيك بالتأثير في ثقة المستهلك بشكل كبير.

وفي العام الماضي، ارتفعت مبيعات حجم البضائع الإجمالي التراكمي عبر منصات التجارة الإلكترونية الرئيسية بنسبة 2 في المائة إلى 1.14 تريليون يوان (156 مليار دولار)، وفقاً لتقديرات من مزوّد البيانات «سينتن». وهذا بعيد كل البعد عن النمو المزدوّج الذي كان يُعد بمثابة القاعدة ذات يوم.

وقال خبير التجارة الإلكترونية المستقل، لو تشنغوانغ: «كل شيء هادئ الآن. أصبح البائعون أكثر عقلانية، فالمبلغ الإجمالي للسلع ليس الهدف الأساسي، بل الربح. ومع ذلك، من الصعب تحقيق الربح. والمنافسة لا تزال شديدة للغاية، ولا يتم البيع إلا بأسعار أرخص».

وكانت الخصومات الكبيرة سمة مميزة للتجارة الإلكترونية في الصين في مثل هذه الأيام، وكان التنافس على أشده بين «علي بابا» و«جيه دي دوت كوم» والمنافسين ذوي الأسعار المنخفضة مثل «بيندودو» المملوكة لشركة «بي دي دي»؛ مما أدى إلى الضغط على أرباح الآلاف من الشركات الصغيرة.

وفي «يوم العزّاب» هذا العام، كانت هناك علامات على أن الضغط قد خفت مع إعلان الذراع التجارية الإلكترونية المحلية لشركة «علي بابا» مجموعة من السياسات الصديقة للتجار. كما أعلنت «جيه دي دوت كوم» و«بي دي دي» مبادرات دعم التجار.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات التجارية الإلكترونية «ويبك ماركتينغ آند تكنولوجيز»، جاكوب كوك: «أعتقد أن المنصات تدرك الآن أن الضغط على العلامات التجارية لخفض الأسعار يعني أنها لا تملك المال لدفع ثمن إعلاناتها».

وتقول تشنغ لي، 46 عاماً، إنها كانت تأخذ «يوم العزّاب» على محمل الجد، وتنتظر الصفقات على الملابس والسلع اليومية، ولكن لم يعد الأمر كذلك. وقالت: «هذا العام، لا أجد أي مصدر إلهام. ربما أكتفي بشراء سترة لابني».


مقالات ذات صلة

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

مشاة في إحدى الطرقات بالحي المالي وسط العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

قالت غرفة التجارة الأميركية في الصين إن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الأجنبية والصينية التقت رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

تراجعت المعنويات الاقتصادية في ألمانيا أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يمثل مزيداً من الأخبار السلبية لبلد من المتوقع أن يكون الأسوأ أداءً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد زوار إحدى الحدائق الوطنية في العاصمة اليابانية طوكيو يتابعون التحول الخريفي للأشجار (أ.ف.ب)

عائد السندات اليابانية العشرية يتراجع عقب اختيار بيسنت للخزانة الأميركية

تراجع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات الاثنين مقتفياً أثر تراجعات عائد سندات الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أعضاء المؤتمر الهندي للشباب يحتجون ضد غوتام أداني ويطالبون باعتقاله (رويترز)

المعارضة الهندية تعطّل البرلمان بسبب «أداني»

تم تعليق عمل البرلمان الهندي بعد أن قام نواب المعارضة بتعطيله للمطالبة بمناقشة مزاعم الرشوة ضد مجموعة «أداني»، فيما انخفضت أسعار سندات «أداني»

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.