النفط يعاني أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من شهر

هوامش ربح إنتاج زيت الوقود تصل لأعلى مستوى في 14 شهراً

مصفاة «فيلبس 66 ويلمنغتون» في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية (رويترز)
مصفاة «فيلبس 66 ويلمنغتون» في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية (رويترز)
TT

النفط يعاني أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من شهر

مصفاة «فيلبس 66 ويلمنغتون» في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية (رويترز)
مصفاة «فيلبس 66 ويلمنغتون» في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية (رويترز)

تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام قليلا يوم الجمعة بعد بيانات مبيعات التجزئة الأميركية القوية وإعلان المزيد من التحفيز المالي لدعم الاقتصاد الصيني، لتتجه الأسعار صوب تسجيل أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من شهر.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتا أو 0.19 في المائة إلى 74.31 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:01 بتوقيت غرينتش، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 6 سنتات أو 0.08 في المائة إلى 70.61 دولار.

وارتفع الخامان عند التسوية يوم الخميس للمرة الأولى في خمس جلسات، بعد أن أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي.

واتجه الخامان إلى تسجيل انخفاض بنحو ستة في المائة هذا الأسبوع، وهو أكبر انخفاض أسبوعي لهما منذ الثاني من سبتمبر (أيلول). ويأتي ذلك بعد أن خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما للطلب العالمي على النفط في عامي 2024 و2025، فضلا عن انحسار المخاوف من هجوم إسرائيلي محتمل على إيران قد يتسبب في اضطراب صادرات طهران النفطية.

وارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بما يزيد قليلا عن المتوقع في سبتمبر، ولا يزال المستثمرون يتوقعون بنسبة 92 في المائة أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وفي الوقت نفسه طرح البنك المركزي الصيني خطتين للتمويل ستضخان مبدئيا 800 مليار يوان (112.38 مليار دولار) في سوق الأسهم من خلال أدوات سياسة نقدية تم إطلاقها حديثا.

وفي سياق منفصل، قال تجار ومحللون لـ«رويترز» إن ارتفاع واردات مصر من زيت الوقود المستخدم في توليد الطاقة، تزامن مع تراجع الإمدادات في أوروبا، ما ساعد في زيادة هامش ربح المصافي من مبيعات الوقود إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عام.

ويمكن أن يخفف ارتفاع أسعار زيت الوقود عالي الكبريت من تراجع أوسع في هوامش ربح المصافي لكنه قد يزيد أيضا من التكاليف بالنسبة للصناعات التي تستخدمه مثل إنتاج الوقود البحري والإسفلت بالإضافة إلى توليد الكهرباء.

وقال يوجين ليندل من شركة الاستشارات في مجال الطاقة «إف جي إي»: «ساعد الشراء القوي للشحنات المحملة في سبتمبر (أيلول) في تعويض ضعف السوق العالمية الذي يتسلل عادة إلى السوق بعد انحسار ذروة الحرق الصيفي في الشرق الأوسط».

ويعد زيت الوقود عالي الكبريت أحد أقل المنتجات الناتجة عن تكرير الخام قيمة، وعادة ما يجري تداوله بخصم عن خام برنت.

وتحولت هوامش الربح إلى علاوة في أكتوبر (تشرين الأول)، وبلغت ذروتها عند أعلى مستوى في 14 شهرا عند 1.92 دولار للبرميل في التاسع من أكتوبر، وفقا لبيانات مجموعة بورصة لندن.

وتعمل مصر منذ الصيف على زيادة وارداتها من الطاقة بما في ذلك زيت الوقود لمواجهة انقطاعات التيار الكهربائي المستمرة وسط ارتفاع درجات الحرارة، وذلك في ظل سعيها لتلبية الطلب المتزايد والتعامل مع النمو السكاني، فضلا عن انخفاض إنتاج حقول الغاز.

وبلغت واردات زيت الوقود في مصر أعلى مستوياتها منذ 2016 على الأقل عند 255 ألف برميل يوميا في سبتمبر، وفقا لبيانات «كبلر»، بينما انخفضت الصادرات. وظلت الواردات في أكتوبر أعلى من متوسطها في 2024 البالغ نحو 153 ألف برميل يوميا.

وقال ليندل إن الانقطاعات المُجدولة والمفاجئة في عمليات التكرير، فضلا عن تخفيضات التشغيل المتوقعة بواقع 400 ألف برميل يوميا بين سبتمبر وديسمبر (كانون الأول) بسبب ضعف الاقتصاد، أدت إلى نقص إمدادات زيت الوقود في أوروبا والبحر المتوسط، مما كان دافعا محركا وراء «القوة المذهلة» التي شوهدت في هوامش ربح زيت الوقود عالي الكبريت.

وقال متداولان في زيت الوقود بالسوق الأوروبية، طالبين عدم ذكر اسميهما، لـ«رويترز» أيضا إن إمدادات زيت الوقود عالي الكبريت متراجعة.

وتجري شركة «شل» أعمال صيانة واسعة في منشآتها في بيرنيس بهولندا، وهي أكبر مصفاة في أوروبا، بينما أدى حريق اندلع مؤخرا في مصفاة كورينث التابعة لـ«موتور أويل هيلاس» في البحر المتوسط ​​إلى خفض الإنتاج.

وأدت عوامل طويلة الأمد إلى تراجع المعروض في السوق في الأشهر القليلة الماضية، ومنها نقص درجات النفط الخام الأثقل اللازمة لإنتاج زيت الوقود.

وعززت الرحلات الأطول بسبب الابتعاد عن منطقة البحر الأحمر في ظل الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي الطلب على وقود السفن هذا العام، ما دعم أسعار زيت الوقود بصورة أكبر.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».