تراجع يفوق التوقعات للطلب على الآلات الأساسية في اليابان... وطفرة للسياحة

«نيكي» ينهي سلسلة مكاسب وسط تراجع قطاع الرقائق

سيدة تمر أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في بورصة طوكيو بالعاصمة اليابانية (إ.ب.أ)
سيدة تمر أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في بورصة طوكيو بالعاصمة اليابانية (إ.ب.أ)
TT

تراجع يفوق التوقعات للطلب على الآلات الأساسية في اليابان... وطفرة للسياحة

سيدة تمر أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في بورصة طوكيو بالعاصمة اليابانية (إ.ب.أ)
سيدة تمر أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في بورصة طوكيو بالعاصمة اليابانية (إ.ب.أ)

أظهرت بيانات مكتب الحكومة اليابانية الصادرة، الأربعاء، تراجع قيمة الطلبيات على الآلات الأساسية في اليابان خلال شهر أغسطس (آب) الماضي بأكثر من التوقعات، بعد تراجعه أيضاً في الشهر السابق له.

وذكر مكتب الحكومة أن الطلب على الآلات الأساسية، التي تستبعد الطلبات الأشد تقلباً على السفن ومحطات الكهرباء، تراجع خلال أغسطس بنسبة 1.9 في المائة شهرياً إلى 858.1 مليار ين، في حين كان المحللون يتوقعون تراجعه بنسبة 0.1 في المائة فقط، بعد تراجعه في يوليو (تموز) بالنسبة نفسها، وفقاً للبيانات المعدلة.

وعلى أساس سنوي، تراجع الطلب على الآلات الأساسية بنسبة 3.4 في المائة خلال أغسطس، في حين كان المحللون يتوقعون نموه بنسبة 3.6 في المائة، بعد نموه بنسبة 8.7 في المائة سنوياً خلال الشهر السابق له.

في الوقت نفسه، لا يزال من المتوقع نمو الطلب على الآلات خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 0.2 في المائة مقارنة بالربع الثاني، وبنسبة 3.9 في المائة مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي، إلى نحو 2.627 تريليون ين.

وبمقابل البيانات الصناعية السيئة، أظهرت بيانات رسمية، الأربعاء، أن اليابان استقبلت 2.87 مليون زائر في سبتمبر (أيلول)، وهو رقم قياسي لهذا الشهر.

وأظهرت بيانات من منظمة السياحة الوطنية اليابانية أن عدد الزوار الأجانب للعمل والترفيه انخفض قليلاً من 2.93 مليون في أغسطس.

وأظهرت البيانات الأولية من الوكالة أن الزوار أنفقوا 5.86 تريليون ين (39.27 مليار دولار) في اليابان في الأشهر التسعة الأولى. وهذا يتجاوز بالفعل 5.3 تريليون ين تم إنفاقها في عام 2023 بأكمله وهو رقم قياسي لأي فترة خلال 12 شهراً.

وسجل الوافدون أرقاماً قياسية شهرية جديدة منذ فبراير (شباط)، بما في ذلك 3.29 مليون في يوليو، وهو أعلى مستوى على الإطلاق لأي شهر.

وحتى سبتمبر، وصل 26.88 مليون سائح إلى اليابان، في طريقهم لكسر الرقم القياسي البالغ 31.9 مليون الذي سجل في عام 2019 قبل أن تغلق جائحة «كوفيد - 19» الحدود العالمية.

وفي الأسواق، أنهى مؤشر «نيكي» الياباني سلسلة مكاسب استمرت أربع جلسات يوم الأربعاء، إذ اقتفت الأسهم المرتبطة بالرقائق أثر نظيراتها الأميركية التي هبطت في ختام تعاملات يوم الثلاثاء وسط مخاوف إزاء الطلب، وهوى سهم «طوكيو إلكترون» بأكثر من تسعة في المائة.

وأنهى مؤشر «نيكي» تعاملات الأربعاء منخفضاً 1.83 في المائة عند 39180.3 نقطة، بعد أن تجاوز مستوى 40 ألف نقطة ليلامس أعلى مستوى في ثلاثة أشهر في الجلسة السابقة.

وقال سييتشي سوزوكي، كبير محللي سوق الأسهم في «توكاي طوكيو إنتليجنس لابوراتوري»: «تراجع مؤشر (نيكي) يعكس مسار المكاسب الحادة التي حققها في موجة الصعود الأحدث... بعد كل شيء، فإن معنويات السوق ليست قوية إلى هذا الحد بسبب قوة الين مقابل الدولار منذ ثلاثة أشهر».

وارتفع الين إلى نحو 149 للدولار في التعاملات الآسيوية، مقارنة مع 160 يناً للدولار في منتصف يوليو عندما سجل مؤشر «نيكي» أعلى مستوى على الإطلاق.

وأغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض يوم الثلاثاء، وجاء مؤشر «ناسداك» الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا في مقدمة الانخفاضات، وتراجع واحداً في المائة وسط تعرض أسهم الرقائق للضغوط.

وهوى سهم «طوكيو إلكترون» لصناعة معدات تصنيع الرقائق 9.19 في المائة، مقتفياً أثر مؤشر «فيلادلفيا» لأشباه الموصلات الذي هبط في ختام تعاملات الثلاثاء 5.3 في المائة، وتراجع سهم مجموعة «سوفت بنك» للاستثمار في شركات التكنولوجيا 3.97 في المائة، وهوى سهم «ليزرتك» 13.44 في المائة.

كما هبط مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.21 في المائة إلى 2690.66 نقطة، وارتفع سهم شركة «نيبون» 0.82 في المائة، ليقدم أكبر دعم للمؤشر. وارتفع مؤشر قطاع التأمين 0.35 في المائة ليصبح الأفضل أداء بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو للأوراق المالية.


مقالات ذات صلة

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

الاقتصاد المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

سيذهب الغانيون إلى صناديق الاقتراع في السابع من ديسمبر لاختيار رئيس جديد وبرلمان، في انتخابات تراقبها الأوساط الاستثمارية من كثب.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
الاقتصاد رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

قالت منظمة التجارة العالمية إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

قالت الصين إنها ستمدد إعفاءات التعريفات الجمركية على واردات بعض المنتجات الأميركية حتى 28 فبراير 2025.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا يلقي كلمته أمام البرلمان في طوكيو الجمعة (أ.ف.ب)

اليابان تستكمل ميزانية إضافية بقيمة 92 مليار دولار لحزمة إنفاق جديدة

استكملت الحكومة اليابانية ميزانية تكميلية بقيمة 92 مليار دولار، الجمعة، لحماية الأسر من ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.