«المركزي الصيني» يسحب السيولة من عمليات السوق المفتوحة

الأسواق تتأرجح في انتظار التحفيز

امرأة تخرج من مقر البورصة بمدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)
امرأة تخرج من مقر البورصة بمدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)
TT

«المركزي الصيني» يسحب السيولة من عمليات السوق المفتوحة

امرأة تخرج من مقر البورصة بمدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)
امرأة تخرج من مقر البورصة بمدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)

قال «البنك المركزي الصيني»، يوم الأربعاء، إنه ضخ 642.4 مليار يوان (90.23 مليار دولار) من خلال عمليات إعادة شراء عكسية مدتها 7 أيام.

وقال «بنك الشعب الصيني» إن العملية كانت تهدف إلى مواجهة عوامل عدة، من بينها تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل المستحقة، وقروض إعادة الشراء العكسية؛ وذلك للحفاظ على «سيولة النظام المصرفي كافيةً بشكل معقول»، وفقاً لبيان على الإنترنت.

ومن المقرر أن تنتهي يوم الأربعاء دفعة من قروض تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل بقيمة 789 مليار يوان، وقروض إعادة شراء عكسية بقيمة 61 مليار يوان أخرى. وأسفر ذلك عن سحب نقدي صاف قدره 207.6 مليار يوان خلال اليوم.

وفي الأسواق، سجلت الأسهم الصينية جلسة متقلبة، في حين قلصت «أسهم هونغ كونغ» مكاسبها المبكرة لتغلق منخفضة يوم الأربعاء، مع انتظار المستثمرين تفاصيل التحفيز المالي، وتطلعهم إلى إفادة حكومية تركز على قطاع العقارات المتعثر.

وانخفض «مؤشر سي إس آي 300» للأسهم القيادية في الصين 0.6 في المائة، في حين ارتفع «مؤشر شنغهاي المركب» بنسبة طفيفة بلغت 0.05 في المائة. وفي هونغ كونغ، انخفض «مؤشر هانغ سينغ القياسي» بنسبة 0.2 في المائة، وانخفض «مؤشر هانغ سينغ» للشركات الصينية بنسبة 0.1 في المائة.

وبينما تغيرت السياسات، فإن الارتفاع الحاد في الأسهم الصينية في الأسابيع الأخيرة قوض إلى حد كبير إمكانات الصعود في الأمد القريب، وفقاً لمسح لمديري الصناديق أجرته شركة «بنك أوف أميركا» للأوراق المالية.

وقال ستيفن ليونغ، المدير التنفيذي في «يو أو بي كاي هيان»، في إشارة إلى معنويات السوق الحذرة: «لا يزال الناس ينتظرون مزيداً من الأخبار الإيجابية غير المتوقعة للسوق».

وقالت الصين إنها ستعقد مؤتمراً صحافياً يوم الخميس لمناقشة تعزيز التنمية «المستقرة والصحية» لقطاع العقارات، مما يجدد الآمال في مزيد من تخفيف السياسات لدعم التعافي في سوق الإسكان والانتعاش الاقتصادي الواسع.

وحققت أسهم العقارات بعض المكاسب، فأضاف «مؤشر العقارات» و«أسهم العقارات» المدرجين في البر الرئيسي وهونغ كونغ 5.1 و3.4 في المائة على التوالي. وقفزت أسهم شركة بناء المنازل «سوناك تشاينا» بنسبة 40 في المائة، في حين قفزت أسهم «تشاينا فانكه» في البر الرئيسي وهونغ كونغ بنسبتَي 9 و19 في المائة.

وفي المقابل، انخفضت أسهم «اتصالات الجيل الخامس» و«الطاقة الكهروضوئية» بنسبتَي 3 و2.6 في المائة توالياً.

ويعتقد بنك «يو بي بي» أن إعلانات السياسة حتى الآن أظهرت أن الصين تسعى إلى وضع حد أدنى لأسعار الأصول والاقتصاد بشكل كلي. وقال نورمان فيلامين، كبير الاستراتيجيين بالبنك: «إذا ظهرت ضغوط متجددة على أسعار الأصول أو الاستهلاك، فإن السياسة في الواقع جاهزة للعمل مرة أخرى لدعم كلا القطاعين من الاقتصاد، وهو أمر إيجابي للمستثمرين». وأضاف أن عدم اليقين لا يزال قائماً فيما يتعلق بحجم وتنفيذ التحفيز.

وانخفضت الأسهم الصينية بنسبة 10 في المائة منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حيث شعر المستثمرون بخيبة أمل إزاء تدابير التحفيز المالي اللاحقة التي لم تتضمن تفاصيل، وبيانات اقتصادية ضعيفة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وجاء الهبوط بعد ارتفاع استمر 10 أيام أشعلته سياسة محورية في أواخر سبتمبر لانتشال الاقتصاد من حالة الانكماش.


مقالات ذات صلة

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

مشاة في إحدى الطرقات بالحي المالي وسط العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

قالت غرفة التجارة الأميركية في الصين إن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الأجنبية والصينية التقت رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

تراجعت المعنويات الاقتصادية في ألمانيا أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يمثل مزيداً من الأخبار السلبية لبلد من المتوقع أن يكون الأسوأ أداءً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد زوار إحدى الحدائق الوطنية في العاصمة اليابانية طوكيو يتابعون التحول الخريفي للأشجار (أ.ف.ب)

عائد السندات اليابانية العشرية يتراجع عقب اختيار بيسنت للخزانة الأميركية

تراجع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات الاثنين مقتفياً أثر تراجعات عائد سندات الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أعضاء المؤتمر الهندي للشباب يحتجون ضد غوتام أداني ويطالبون باعتقاله (رويترز)

المعارضة الهندية تعطّل البرلمان بسبب «أداني»

تم تعليق عمل البرلمان الهندي بعد أن قام نواب المعارضة بتعطيله للمطالبة بمناقشة مزاعم الرشوة ضد مجموعة «أداني»، فيما انخفضت أسعار سندات «أداني»

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

انطلقت أعمال النسخة الثالثة من «مؤتمر الابتكار في استدامة المياه»، الاثنين، بحضور الأمير سعود بن مشعل، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، والمهندس عبد الرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة، في المدينة الساحلية جدة (غرب السعودية)، بمشاركة أكثر من 480 خبيراً ومتحدثاً يمثلون نخبة من العلماء والمبتكرين يمثلون أكثر من 20 دولة في أنحاء العالم، حيث حقق 14 مبتكراً (فائزان في الجائزة الكبرى و12 فائزاً في جوائز الأثر) في 6 مسارات علمية جوائز النسخة الثانية من «جائزة الابتكار العالمية في تحلية المياه».

الأمير سعود بن مشعل وم. عبد الرحمن الفضلي وم. عبد الله العبد الكريم في صورة جماعية مع الفائزين بالجوائز (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وحصد الجائزة الكُبرى لي نوانغ سيم من جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة عن مشروعه «كشف قوة التناضح العكسي بالطرد»، وسو ميشام من شركة «NALA Membranes» الأميركية عن مشروعها «أغشية مركبة رقيقة من مادة البولي سلفون الجديدة لتحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف».

وشهد المؤتمر الإعلان عن 11 براءة اختراع عالمية جديدة تعزز الحلول المبتكرة لمعالجة التحديات في القطاع وذلك في كلمة للمهندس عبد الله العبد الكريم، رئيس الهيئة السعودية للمياه، خلال حفل الافتتاح، أكد خلالها أن الحدث يعكس التزام السعودية بتعزيز الابتكار العلمي والبحثي ركيزةً لتحقيق استدامة الموارد المائية وتأكيد مكانتها مرجعاً عالمياً في تطوير حلول مبتكرة لإدارة المياه وتحقيق الأمن المائي المستدام.

م. عبد الله العبد الكريم خلال إلقاء كلمته في حفل افتتاح مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (الشرق الأوسط)

وتأتي مبادرة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، بإعلان تأسيس المنظمة العالمية للمياه لتحقيق الأمن المائي العالمي على رأس المبادرات التي تعزز أهداف الاستدامة وجودة الحياة والتعاون الدولي في هذا المجال، وفق العبد الكريم.

ودُشّن على هامش المؤتمر ولأول مرة، هاكاثون المياه «مياهثون»، الذي ينظمه مركز الابتكار السعودي لتقنيات المياه بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، ويهدف إلى تعزيز التنافسية الإبداعية عبر تطوير حلول عملية ومبتكرة للتحديات المائية.

وأعلن خلال الحفل عن الهوية الجديدة لجائزة الابتكار العالمية، لتكون انطلاقاً من الموسم المقبل باسم «الجائزة العالمية للابتكار في صناعة المياه»، بما يتماشى مع توسع أهداف الجائزة وتعزيز دورها في تطوير حلول مستدامة وإشراك العقول الشابة في الابتكار.

جانب من مشاركة الفرق في المرحلة الأخيرة من هاكاثون المياه «مياهثون» خلال انطلاقة أعمال المؤتمر (الشرق الأوسط)

من جهته، أوضح سلطان الراجحي، المدير التنفيذي للتواصل والتسويق في الهيئة السعودية للمياه، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تعديل اسم الجائزة العالمية للابتكار من «تحلية المياه» إلى «صناعة المياه» بنسختها القادمة لتكون أشمل وأوسع، مشيراً إلى أن هاكاثون المياه الذي سمي «مياهثون» تنافس خلاله 50 فريقاً مثّل الشباب السعودي أكثر من 60 في المائة من الفرق مقابل 40 في المائة لفرق من مختلف دول العالم.

وأكد أن تواجد الحضور الكبير من مختلف دول العالم في المؤتمر يؤكد المكانة الرائدة للسعودية بصفتها مركزاً رئيساً للابتكار والإبداع في صناعة المياه، التي بدأت من جدة بـ«الكندسة»، وأن الحدث سيشهد مناقشة الباحثين والمبتكرين عدداً من المجالات في القطاع، منها الإنتاج والنقل والتوزيع وإعادة الاستخدام، للخروج بتوصيات تساهم بشكل كبير في استدامة الموارد المالية وتعزيز الابتكار فيها.

من جانبه، قال فؤاد كميت، بإدارة المركز الابتكاري لتقنيات المياه، إن هاكاثون المياه «مياهثون»، يتيح للمبتكرين ورواد الأعمال في 5 مجالات رئيسة لتطوير حلول عملية ومبتكرة للتحديات المائية، لافتاً إلى تأهل 15 فريقاً إلى المرحلة النهائية بعد منافسة مع أكثر من 500 شخص شاركوا في المرحلة التمهيدية.

السعودية غدير البلوي عبّرت عن اعتزازها بالجائزة العالمية للابتكار في تحلية المياه (الشرق الأوسط)

وبيّن أن المرحلة الأخيرة تمتد طوال أيام المؤتمر الثلاثة، وستعكف الفرق المتأهلة على تحويل أفكارهم نماذج عمل أولية تؤسس لشركاتهم الناشئة.

الأميركية سو ميشام الفائزة بإحدى الجوائز الكبرى (الشرق الأوسط)

في المقابل، أفادت غدير البلوي، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء في جامعة تبوك وإحدى الفائزات بالجائزة العالمية، في حديثها لـ«الشرق الأوسط» بأن ابتكارها يتمثل في استخدام النانو «متيريل» في محطات معالجة المياه في السعودية.