«بي واي دي» الصينية تنتقد الرسوم الأوروبية من قلب باريس

أكبر معرض أوروبي دولي للسيارات يضم الفرقاء وسط «معارك بقاء»

رئيس شركة «إكس بنغ» الصينية يكشف عن سيارة «بي 7 بلس» في معرض باريس الدولي للسيارات (رويترز)
رئيس شركة «إكس بنغ» الصينية يكشف عن سيارة «بي 7 بلس» في معرض باريس الدولي للسيارات (رويترز)
TT

«بي واي دي» الصينية تنتقد الرسوم الأوروبية من قلب باريس

رئيس شركة «إكس بنغ» الصينية يكشف عن سيارة «بي 7 بلس» في معرض باريس الدولي للسيارات (رويترز)
رئيس شركة «إكس بنغ» الصينية يكشف عن سيارة «بي 7 بلس» في معرض باريس الدولي للسيارات (رويترز)

حذرت شركة «بي واي دي» الصينية العملاقة للسيارات الكهربائية يوم الاثنين من أن الرسوم الجمركية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين سترفع الأسعار وتثني المشترين، حيث تنافست شركات صناعة السيارات الأوروبية والصينية وجهاً لوجه في معرض باريس للسيارات.

يأتي حدث هذا العام لأكبر معرض للسيارات في أوروبا في وقت محوري، حيث تكافح الصناعة مع ضعف الطلب وارتفاع التكاليف والمنافسة المتزايدة.

وقالت نائبة الرئيس التنفيذي لشركة «بي واي دي» ستيلا لي لـ«رويترز»: «سوق السيارات الكهربائية في أوروبا بحاجة إلى مزيد من الدوافع الإيجابية لأن الثقة منخفضة. المشكلة هي السعر المرتفع، وأن الاتحاد الأوروبي يفرض الآن تعريفات جمركية».

وحذرت قائلة: «من يدفع الفاتورة؟ المستهلكون. لذا فإن هذا يجعل الناس قلقين للغاية، وسيمنع الفقراء من الشراء»، مضيفة أن التعريفات الجمركية المقترحة على سيارات «بي واي دي» ليست حكماً عادلاً.

وكشفت تسع علامات تجارية صينية، بما في ذلك «بي واي دي» و«ليب موتور»، عن أحدث طرازاتها في معرض باريس هذا العام، وفقاً للرئيس التنفيذي للمعرض سيرج غاشوت. وهذا هو نفس ما كان عليه الحال في عام 2022 عندما شكلت ما يقرب من نصف العلامات التجارية الحاضرة.

لكن هذا العام، لن يمثل المصنعون الصينيون سوى حوالي خمس العلامات التجارية بفضل أداء أقوى بكثير من صناعة السيارات الأوروبية؛ وهي علامة على تصميم الأخيرة على الدفاع عن أرضها.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أيدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بفارق ضئيل الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين بنسبة تصل إلى 45 في المائة، بهدف مواجهة ما تقول المفوضية الأوروبية إنها إعانات غير عادلة من بكين للمصنعين الصينيين. وتنفي بكين المنافسة غير العادلة وهددت باتخاذ تدابير مضادة.

وبينما انتقدت شركات صناعة السيارات الصينية تحرك الاتحاد الأوروبي، فإنها تمضي قدماً في خطط التوسع الأوروبية، وحتى الآن لم تقل أي منها إنها سترفع الأسعار لتغطية الرسوم الجمركية.

وقالت شركة «جاك» الصينية لـ«رويترز» يوم الأحد إن المعرض يمثل نقطة إطلاق لطموحاتها الأوروبية، بينما قالت مواطنتها «ليب موتور» يوم الاثنين إنها تهدف إلى الحصول على 500 نقطة بيع في أوروبا بحلول نهاية عام 2025.

وحتى الآن، حددت شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية مثل «بي واي دي» أسعار سياراتها بأقل قليلاً من منافسيها الأوروبيين، ما يمنحها ميزة. وسيساعد ذلك أيضاً في تعويض الهوامش المنخفضة في الداخل. ومثل شركات صناعة السيارات اليابانية والكورية الجنوبية من قبلهم، فإنهم يروجون أيضاً لمعدات أفضل ويقدمون المزيد من الميزات كمعيار.

ولكن حتى شركة «بي واي دي»، التي تبيع بالفعل المركبات الكهربائية في معظم أنحاء أوروبا ورعت بطولة أوروبا لكرة القدم هذا الصيف، لا تزال تتمتع بشهرة منخفضة نسبياً، لذا ستأمل في إحداث ضجة بسيارة «سي ليون 07 إس يو في» الكهربائية التي من المقرر أن تطلقها.

كما ستعرض الشركات الصينية الجديدة مثل «دونغفنغ» و«سيريس» و«إف إيه دبليو» نماذج جديدة، حيث تسعى إلى مبيعات المركبات الكهربائية في الخارج للتعويض عن ضعف السوق المحلية وحرب الأسعار الشرسة هناك.

وارتفعت مبيعات سيارات الركاب في الصين بنسبة 4.3 في المائة في سبتمبر (أيلول) مقارنة بالعام الماضي، لتكسر خمسة أشهر من الانخفاض بدعم من إعانة حكومية لتشجيع الشراء كجزء من حزمة تحفيز أوسع نطاقاً. بينما بلغت المبيعات في أوروبا أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات في أغسطس.

وفي ضربة أخرى لسوق المركبات الكهربائية، قالت الحكومة الفرنسية يوم الخميس إنها ستقلل من دعمها لمشتري المركبات الكهربائية، لتنضم إلى ألمانيا التي أنهت مخطط إعاناتها في أواخر العام الماضي.

وتحتاج شركات صناعة السيارات الصينية أيضاً إلى تحقيق أداء جيد في أوروبا لأنها واجهت قيودا عنيفة تمنعها من دخول السوق الأميركية. حيث فرضت إدارة الرئيس جو بايدن تعريفة جمركية بنسبة 100 في المائة على المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين، واقترحت الشهر الماضي حظر البرامج والأجهزة الصينية الرئيسية في المركبات المتصلة.

من ناحية أخرى، واجهت شركات صناعة السيارات الأوروبية فترة صعبة، حيث أصدرت «فولكس فاغن» و«مرسيدس بنز» و«بي إم دبليو» تحذيرات بشأن الأرباح إلى حد كبير بسبب ضعف السوق الصينية. وخفضت شركة «ستيلانتيس» توقعات أرباحها بسبب مشاكل المخزون في أعمالها في الولايات المتحدة.

ورفض الرئيس التنفيذي لشركة «ستيلانتيس» كارلوس تافاريس يوم الاثنين استبعاد خفض الوظائف أو التخلص من العلامات التجارية في سوق صعبة. وقال لمحطة الإذاعة الفرنسية «آر تي إل»: «سنحتاج إلى بذل جهود كبيرة»، مضيفاً أن الأمر متروك للعملاء لتحديد العلامات التجارية التي لها مستقبل.

وتخوض «فولكس فاغن» أيضاً معركة مع النقابات القوية بشأن خفض التكاليف، والتي قد تؤدي إلى إغلاق المصانع الألمانية لأول مرة وخفض آلاف الوظائف. ويواجه الأوروبيون صعوبة في التنافس مع انخفاض تكاليف منافسيهم الصينيين وقدرتهم على تطوير مركبات كهربائية جديدة في غضون عامين فقط، أي ضعف سرعة شركات صناعة السيارات الغربية التقليدية على الأقل.


مقالات ذات صلة

القمة الاستثمارية في لندن تحصد استثمارات بأكثر من 60 مليار جنيه إسترليني

الاقتصاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يصافح وزير الدولة لشؤون الأعمال والتجارة جوناثان رينولدز خلال قمة الاستثمار الدولية في قاعة غيلدهول في لندن (إي بي أي)

القمة الاستثمارية في لندن تحصد استثمارات بأكثر من 60 مليار جنيه إسترليني

تعهدت الشركات باستثمار أكثر من 60 مليار جنيه إسترليني (78.3 مليار دولار) في بريطانيا كجزء من قمة يوم الاثنين التي اجتذبت قادة الأعمال من جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إحدى الأسر المنتجة التي يدعمها «بنك التنمية الاجتماعية» (واس)

تمويلات «بنك التنمية الاجتماعية» السعودي تتجاوز 410 ملايين دولار في الربع الثالث

بلغت قيمة التمويلات المقدمة من «بنك التنمية الاجتماعية» السعودي، 1.54 مليار ريال (410.6 مليون دولار)، خلال الربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تصافح المستشار الألماني أولاف شولتس خلال مؤتمر صحافي في برلين يوم الاثنين (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يطمح لـ«تكافؤ الفرص» مع الصين

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي يريد تكافؤ الفرص مع الصين بشأن الرسوم الجمركية على السيارات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد إحدى الاتفاقيات التي وقعتها «مدن» خلال «المنتدى اللوجيستي العالمي» في الرياض (الشرق الأوسط)

«مدن» السعودية توقع عقوداً بـ36 مليون دولار خلال «المنتدى اللوجيستي»

وقّعت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) عقوداً بقيمة نحو 135 مليون ريال (36 مليون دولار) مع عدة شركات لوجيستية بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يعبر الأشخاص الفارون من العنف في غرب دارفور الحدود إلى أدري بتشاد (رويترز)

البنك الدولي يخفض توقعات نمو أفريقيا جنوب الصحراء بسبب السودان

قال البنك الدولي، الاثنين، إنه خفض توقعاته لنمو الاقتصاد في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هذا العام إلى 3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي )

ارتفاع الأسهم الأميركية وسط تقلبات اقتصادية ومخاوف من الصين

شاشة تعرض معلومات التداول للأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض معلومات التداول للأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع الأسهم الأميركية وسط تقلبات اقتصادية ومخاوف من الصين

شاشة تعرض معلومات التداول للأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض معلومات التداول للأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية، الاثنين، لتقترب من مستويات تاريخية. وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.6 في المائة في التعاملات الصباحية، مواصلاً بذلك تحقيق أرقام قياسية جديدة بعد الإغلاق القياسي الذي سجله، يوم الجمعة.

كما شهد مؤشر «ناسداك» المركب ارتفاعاً بنسبة 1 في المائة بفضل مكاسب أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «إنفيديا» و«أبل».

ومع ذلك، كان عدد الأسهم التي انخفضت في «وول ستريت» قريباً من عدد الأسهم التي ارتفعت، حيث تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 37 نقطة، أي بنسبة 0.1 في المائة، عن رقمه القياسي الذي حققه الأسبوع الماضي.

وجاءت هذه التحركات المختلطة بعد تداولات هادئة نسبياً في أوروبا، في حين كانت سوق السندات الأميركية مغلقة بسبب عطلة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وفي الأسواق العالمية، كان أقوى تحرُّك من الصين، حيث قدم وزير المالية تحديثاً متوقعاً للغاية، يوم السبت، بشأن خطط ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأشار لان فو آن إلى أن الحكومة تبحث عن طرق إضافية لتعزيز الاقتصاد، لكنه لم يكشف عن خطة تحفيز رئيسية كان المستثمرون يأملون في الحصول عليها.

وأدى هذا الغموض إلى تقلبات في الأسواق، حيث قفزت الأسهم في شنغهاي بنسبة 2.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونج كونغ بنسبة 0.7 في المائة.

في الوقت نفسه، هبطت أسعار النفط الخام بأكثر من 1 في المائة بسبب المخاوف المتعلقة بالطلب من الاقتصاد الصيني المتباطئ.

وعلى الرغم من الآمال في تحفيز كبير من الصين، فإن المستثمرين لا يزالون متشككين بشأن فاعلية هذه الجهود في إعادة تشكيل الاقتصاد.

وقالت كبيرة مسؤولي الاستثمار في «مورغان ستانلي» لإدارة الثروات، ليزا شاليت: «بينما تُعد الجهود موضع ترحيب، ربما تكون غير كافية لتحفيز دورة تضخمية جديدة».

إلى جانب النفط، انخفضت أسعار النحاس والسلع الأخرى التي من المفترض أن يلتهمها اقتصاد صيني قوي.

وأسهم ذلك في خفض أسعار شركات التعدين، مثل فريبورت - ماكموران، التي انخفضت بنسبة 2.9 في المائة، لتسجل واحدة من أكبر الخسائر في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

أما شركة «بوينغ»، فقد خسرت 2.8 في المائة في أول تداول لها بعد تحذيرها من أنها تتوقع الإبلاغ عن خسارة 1.3 مليار دولار خلال الربع الأخير، بالإضافة إلى خسارتها 9.97 دولار للسهم.

كما أعلنت أنها ستقوم بتسريح 10 في المائة من قوتها العاملة في محاولة للتعامل مع الإضراب الذي يعوق إنتاج طائراتها الأكثر مبيعاً.

من جهة أخرى، كانت شركة «سوفي تكنولوجيز» من بين الفائزين، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 8.9 في المائة بعد إعلانها عن اتفاقية منصة قروض بقيمة 2 مليار دولار مع مجموعة «فورتريس» للاستثمار، التي ستقوم بموجبها «سوفي» بإحالة المقترضين المؤهلين مسبقاً.

وتنتظر السوق، الأسبوع المقبل، عدداً من التقارير الاقتصادية الهامة، بما في ذلك تحديث يوم الخميس بشأن مبيعات تجار التجزئة في الولايات المتحدة، ما سيساعد على توجيه التداول.

كما ستتركز الأنظار على تقارير أرباح الشركات، التي ستبدأ في الازدياد هذا الأسبوع بعد بدء موسم الإبلاغ للمصارف الكبرى، الأسبوع الماضي.