برنامج ترمب الاقتصادي... ما بين رسوم جمركية مشددة وتخفيضات ضريبية

ترمب يلوح بيده أثناء صعوده على خشبة المسرح لحضور تجمع انتخابي في كوتشيلا كاليفورنيا (أ.ف.ب)
ترمب يلوح بيده أثناء صعوده على خشبة المسرح لحضور تجمع انتخابي في كوتشيلا كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

برنامج ترمب الاقتصادي... ما بين رسوم جمركية مشددة وتخفيضات ضريبية

ترمب يلوح بيده أثناء صعوده على خشبة المسرح لحضور تجمع انتخابي في كوتشيلا كاليفورنيا (أ.ف.ب)
ترمب يلوح بيده أثناء صعوده على خشبة المسرح لحضور تجمع انتخابي في كوتشيلا كاليفورنيا (أ.ف.ب)

يعتزم دونالد ترمب في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، إعادة الصناعات إلى الولايات المتحدة وخفض كلفة الإنتاج، معولاً على الرسوم الجمركية لتعزيز خزائن الدولة، غير أن خطط المرشح الجمهوري للبيت الأبيض قد تصطدم بواقع أكثر تعقيداً.

ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في نوفمبر (تشرين الثاني)، يحذر خبراء اقتصاديون من أن سياسات الرئيس السابق قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين، وتنعكس سلباً على التجارة الدولية، من غير أن تجني الولايات المتحدة منها فوائد مؤكدة.

والهدف المعلن لسياسات ترمب هو الاعتماد على الرسوم الجمركية لزيادة عائدات الدولة، واستخدام ذلك ورقة للضغط على بلدان مثل الصين «ينهبوننا» على حد قوله، مع تشجيع الشركات على إعادة مراكز إنتاجها إلى الولايات المتحدة.

وقال ترمب خلال مناظرته التلفزيونية مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في سبتمبر (أيلول): «سيتحتم أخيراً على الدول الأخرى بعد مضي 75 عاماً، أن تسدد لنا ثمن كل ما فعلناه من أجل العالم». وأعلن الأسبوع الماضي خلال تجمع انتخابي في ميشيغان: «الرسوم الضريبية هي برأيي أجمل عبارة». ويعتزم ترمب زيادة الرسوم الجمركية على مجمل الواردات بنسبة من 10 إلى 20 في المائة، بحسب المنتجات، وصولاً إلى 60 في المائة للواردات الصينية، وحتى 200 في المائة للسيارات المصنوعة بالمكسيك.

وإلى خططه بالنسبة للرسوم الجمركية، يعتزم ترمب تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرت خلال ولايته والتي تنتهي مدتها قريباً، وخفض الضرائب على عائدات الشركات بشكل إضافي. غير أن مكتب «تاكس فاونديشن» للدراسات حذر بأن هذه الرسوم الجمركية المزمعة قد «تبدد فوائد تخفيضاته الضريبية من غير أن تعوض الخسائر على صعيد العائدات الضريبية».

ارتفاع التكاليف

وعدّ برنارد ياروس الخبير الاقتصادي لدى «أكسفورد إيكونوميكس»، أن مثل هذه السياسة قد تتسبب بزيادة التضخم بـ0.6 نقطة مئوية، أو حتى أكثر، إن تم تطبيق الرسوم في مهلة قصيرة. وسبق أن عانت الشركات من زيادة الرسوم الجمركية التي أقرها ترمب خلال ولايته، غير أن الزيادة المزمعة قد تكون أكبر. وأوضح كايل هاندلي أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، أن «الشركات رأت أسعار وارداتها تزداد، وتكيفت»، لكن «إذا أقرت زيادة معممة بنسبة من 10 إلى 20 في المائة، فمن غير الوارد ألّا ينعكس ذلك على الأسعار في المتاجر».

ومن المستبعد أن ينجح ترمب في إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة في المستقبل القريب. ولفت هاندلي بهذا الصدد إلى أنه «لم نصنع تلفزيونات في الولايات المتحدة منذ عقود»، مشدداً من جهة أخرى على أن المصانع الأميركية لا تنتج بمستوى يلبي الاستهلاك المحلي.

ويشير ترمب إلى أن زياداته الضريبية السابقة لم يكن لها تأثير على التضخم، لكن هاندلي عدّ أن الضغوط التي تسببت بها على سلاسل الإمداد توازي في نهاية المطاف زيادة بنسبة من 2 إلى 4 في المائة، في الرسوم الجمركية على الواردات، وأقرت عدة شركات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأنها اضطرت نتيجة لذلك إلى زيادة أسعارها.

وقدرت دراسة نشرت عام 2019 في صحيفة «جورنال أوف إيكونوميل بيرسبكتيفز»، أن الرسوم الجمركية كلفت المستهلكين الأميركيين في السنة السابقة 3.2 مليار دولار في الشهر.

رفع التنظيمات على الطاقة

وقد تتسبب خطة ترمب في حال تطبيقها بتقليص حجم التجارة بين الولايات المتحدة والصين بـ70 في المائة، مع إعادة توجيه مئات مليارات الدولارات من المبادلات أو إلغائها تماماً. وأدت التخفيضات الضريبية السابقة عام 2018، إلى إعادة توجيه الصادرات الصينية إلى أسواق أخرى، ما أثار «ضغوطاً حمائية إضافية في الدول التي تلقت مزيداً من المنتجات الصينية منخفضة الأسعار»، بحسب آدام سليتر من مكتب «أكسفورد إيكونوميكس».

وأوضح المكتب أن المبادلات التجارية الأميركية قد تنخفض بنسبة 10 في المائة، وتتركز أكثر على دول أميركا الشمالية وغيرها من الشركاء التجاريين. وأورد معهد بيترسون أن تدابير أخرى في خطة ترمب؛ مثل إلغاء قانون «العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة» الذي حظيت به بكين عام 2000، قد تؤدي إلى زيادة التضخم بـ0.4 نقطة مئوية. إلا أن ترمب تعهد بالقضاء على التضخم، وهو موضوع يتصدر اهتمامات الناخبين، واعداً بصورة خاصة بخفض فواتير الطاقة إلى النصف منذ عامه الأول في البيت الأبيض.

ويرى المحللون أن ذلك سيقتضي إزالة مزيد من التنظيمات التي تضبط قطاعي النفط والغاز الأميركيين. وفي هذا السياق، عدّ ياروس أنه من غير المؤكد أن يؤدي رفع الضوابط إلى زيادة كبيرة في الإنتاج، إذ إن ذلك سيتوقف بشكل أساسي على مجموعات الطاقة الكبرى التي يتحتم عليها بدورها الأخذ بإرادة مساهميها. وفيما يتعلق بالمواد الغذائية، يعتزم ترمب خفض تكاليف هذا القطاع من خلال فرض قيود صارمة على واردات المنتجات الزراعية، بينما يحذر خبراء الاقتصاد من أن مثل هذا الإجراء سيؤدي إلى رد مماثل، ما سيضر بشكل كبير بالقطاع الزراعي الأميركي الذي يعول على التصدير.


مقالات ذات صلة

ترمب يتحدى هاريس في معقل الديمقراطيين

الولايات المتحدة​ ترمب خلال تجمع انتخابي بكوتشيلا في كاليفورنيا في 12 أكتوبر (أ.ف.ب)

ترمب يتحدى هاريس في معقل الديمقراطيين

أثار الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب علامات استفهام، لدى عقده تجمعاً انتخابياً، مساء السبت، في ولاية كاليفورنيا، التي يهيمن عليها الديمقراطيون.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب: تحدثت إلى نتنياهو قبل يومين

قال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترمب، إنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «قبل يومين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تشهد انتخابات الكونغرس تنافساً حاداً على أغلبية مجلسَي الشيوخ والنواب (أ.ف.ب)

تنافس حاد للسيطرة على الكونغرس الأميركي

بينما تُسلّط الأضواء على السباق الرئاسي، ستُحدد مئات دوائر الكونغرس إن كان الرئيس القادم سيحصل على حكومة موحّدة لتطبيق أجندته أم أن سياساته ستُصطدم بطريق مسدود.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس تزرع مع زوجها دوغ إمهوف شجرة رمّان في حديقة منزلهما بواشنطن خلال إحيائهما ذكرى هجمات 7 أكتوبر (أ.ف.ب)

لا تدخن وتتبع نظاماً غذائياً صحياً... هاريس تنشر تقرير طبيبها في تحدٍ لترمب

نشرت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس رسالة من طبيبها يقول فيها إنها تتمتع بصحة جيدة ويمكنها تقلد المنصب الرفيع.

الولايات المتحدة​ وجدت استطلاعات الرأي أن حظوظ هاريس وترمب «متساوية» في الولايات المتأرجحة (رويترز)

ترمب يتعهد بـ«تحرير أميركا المحتلة»... وهاريس تحاول استمالة الناخبين الوسطيين

ترى حملة ترمب أن فوزه بات مضموناً، متوقعةً تأمينه 289 صوتاً في المجمع الانتخابي.

إيلي يوسف (واشنطن)

التداول العقاري في سلطنة عُمان يسجل ارتفاعاً لنحو 5.2 مليار دولار

بلغت قيمة التداول العقاري بسلطنة عُمان نهاية شهر أغسطس الماضي نحو 5.2 مليار دولار (العمانية)
بلغت قيمة التداول العقاري بسلطنة عُمان نهاية شهر أغسطس الماضي نحو 5.2 مليار دولار (العمانية)
TT

التداول العقاري في سلطنة عُمان يسجل ارتفاعاً لنحو 5.2 مليار دولار

بلغت قيمة التداول العقاري بسلطنة عُمان نهاية شهر أغسطس الماضي نحو 5.2 مليار دولار (العمانية)
بلغت قيمة التداول العقاري بسلطنة عُمان نهاية شهر أغسطس الماضي نحو 5.2 مليار دولار (العمانية)

سجّل إجمالي قيمة التداول العقاري بسلطنة عُمان ارتفاعاً بنسبة 5.4 بالمائة، ليبلغ بنهاية شهر أغسطس (آب) 2024 ما قيمته مليار و933 مليوناً و200 ألف ريال عُماني (نحو 5.2 مليار دولار) مقارنة بمليار و834 مليوناً و800 ألف ريال عُماني (نحو 4.8 مليار دولار) في الفترة نفسها من عام 2023.

وأشارت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عمان إلى أن الرسوم المحصلة لجميع التصرفات القانونية بلغت 43 مليوناً و700 ألف ريال عُماني، بارتفاع نسبته 0.2 بالمائة عن نهاية شهر أغسطس 2023، فيما بلغت القيمة المتداولة لعقود البيع 716 مليوناً و100 ألف ريال عُماني لـ44 ألفاً و398 عقد بيع بارتفاع في عدد العقود بنسبة 0.9 بالمائة.

وبيّنت الإحصاءات ارتفاع القيمة المتداولة لعقود الرهن بنهاية أغسطس الماضي بنسبة 7.9 بالمائة مسجلة ملياراً و207 ملايين و800 ألف ريال عُماني لـ13 ألفاً و565 عقداً، فيما بلغ عدد عقود المبادلة 927 عقداً بقيمة 9 ملايين و200 ألف ريال عُماني.

وبلغ عدد الملكيات الصادرة بنهاية شهر أغسطس 2024 نحو 149 ألفاً و935 ملكية، بانخفاض نسبته 4.9 بالمائة، فيما بلغ عدد الملكيات الصادرة لأبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 985 ملكية، بارتفاع نسبته 12.3 بالمائة.

إيرادات الفنادق

ارتفعت إيرادات الفنادق ذات التصنيف من 3 إلى 5 نجوم بسلطنة عُمان بنهاية أغسطس 2024 بنسبة 7.8 بالمائة لتصل إلى 149 مليوناً و446 ألف ريال عُماني (نحو 389 مليون دولار) مقارنة بـ138 مليوناً و650 ألف ريال عُماني بنهاية أغسطس 2023.

وأرجعت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات هذا الارتفاع إلى ارتفاع إجمالي عدد نزلاء الفنادق بنسبة 8.4 بالمائة، مسجلاً بنهاية أغسطس الماضي نحو مليون و400 ألف و735 نزيلاً، مقارنة بمليون و292 ألفاً و509 نزلاء بنهاية أغسطس 2023، فيما سجلت نسبة الإشغال نموّاً بـ2.3 بالمائة.

وبيّنت الإحصاءات ارتفاع عدد النزلاء العُمانيين بنسبة 7.5 بالمائة ليبلغ 541 ألفاً و35 نزيلاً، فيما ارتفع عدد النزلاء الخليجيين بـ0.6 بالمائة مسجلاً 140 ألفاً و394 نزيلاً.

وسجّل عدد النزلاء من العرب الآخرين 69 ألفاً و87 نزيلاً بارتفاع نسبته 13.8 بالمائة، كما ارتفع عدد النزلاء الأوروبيين بنسبة 16.5 بالمائة ليبلغ 322 ألفاً و632 نزيلاً.

وبلغ عدد النزلاء من الأميركيتين 38 ألفاً و190 نزيلاً بنسبة ارتفاع قدرها 3.2 بالمائة، فيما بلغ عدد النزلاء من القارة الأفريقية 7 آلاف و569 نزيلاً مرتفعاً بـ3 بالمائة، وارتفع عدد النزلاء الآسيويين بـ8.3 بالمائة ليبلغ 203 آلاف و932 نزيلاً، في حين انخفض عدد النزلاء من أوقيانوسيا بما نسبته 27.2 بالمائة ليبلغ 19 ألفاً و758 نزيلاً.