بروكسل تطالب بكين بـ«تعديل سلوكها» لتسوية الخلافات التجارية

التوترات الصينية - الغربية تربك خطط الاستثمار في صناعة السيارات

سيارات «تسلا - موديل 3» منتجة في الصين خلال عرض أثناء تسليمها في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
سيارات «تسلا - موديل 3» منتجة في الصين خلال عرض أثناء تسليمها في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
TT

بروكسل تطالب بكين بـ«تعديل سلوكها» لتسوية الخلافات التجارية

سيارات «تسلا - موديل 3» منتجة في الصين خلال عرض أثناء تسليمها في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
سيارات «تسلا - موديل 3» منتجة في الصين خلال عرض أثناء تسليمها في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

حض رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، يوم الجمعة، الصين على «تعديل سلوكها» لتسوية الخلافات التجارية بين بروكسل وبكين، بعد سلسلة من التدابير الجمركية المتبادلة.

وقال ميشال: «نعوّل على الصين من أجل أن تعدّل سلوكها، وندرك أن علينا إعادة التوازن إلى العلاقات التجارية من أجل المزيد من الإنصاف، ومن أجل منافسة نزيهة»، وذلك بعد لقاء مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ على هامش قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا المنعقدة في لاوس.

وأعرب المسؤول الأوروبي عن أمله في التوصل إلى اتفاق، خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، رغم أن الوضع «صعب جداً». وقال: «يبدو لي أن الباب لم يُغلَق، لكن الوضع صعب جداً. نتقاسم الفكرة بأن حرباً جمركية ستكون حتماً فشلاً، وأن علينا بذل جهود لتفاديها».

وفي المقابل، ذكرت «وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)» أن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ حث مؤسسات الاتحاد الأوروبي، الجمعة، على صياغة سياسة «موضوعية وعقلانية» تجاه الصين. وقال لي إن الصين مستعدة للعمل مع الكتلة لتعزيز التحسن في العلاقات الثنائية والثقة الاستراتيجية المتبادلة والتعاون ذي المنفعة المتبادلة.

وشدَّدت بكين، الثلاثاء، الشروط لاستيراد «البراندي» الأوروبي، وبصورة أساسية «الكونياك» الفرنسي، بعدما قررت بروكسل تشديد الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين.

وتتهم المفوضية الأوروبية الصين بـ«المنافسة غير النزيهة»، من خلال منحها مساعدات كبيرة لشركات إنتاج السيارات الصينية؛ ما يؤدي إلى خفض أسعارها بصورة مصطنعة... وردَّت بكين بفتح تحقيقات لمكافحة إغراق الأسواق تستهدف واردات اللحوم ومشتقات الحليب.

وقال ميشال إن الاتحاد الأوروبي لن يكون «ساذجاً» بعد الآن حيال الدعم الكثيف الذي تمنحه السلطات الصينية لشركاتها، آملاً أن يسمح الحوار الجاري بين الطرفين بالتوصل إلى حل.

وفي سياق منفصل، قال هارولد غودين، الرئيس التنفيذي لشركة «توم توم» الهولندية المتخصصة في الخرائط الرقمية، الجمعة، إن التوترات التجارية بين الصين والغرب أضعفت قرارات شركات صناعة السيارات الاستثمارية وتوقعاتها على المدى الأطول، مما خلق مستوى من عدم اليقين في الصناعة.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً في فرض تعريفات جمركية باهظة على المركبات الكهربائية المصنَّعة في الصين، التي من المقرر فرضها اعتباراً من الشهر المقبل، بينما فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في سبتمبر (أيلول) زيادات تعريفية حادة على الواردات الصينية، بما في ذلك رسوم بنسبة 100 في المائة على المركبات الكهربائية.

وقال غودين لـ«رويترز»: «أعتقد أن بعض أكبر عملائنا يكافحون من أجل إيجاد موطئ قدم لهم واتخاذ قرار بشأن التخطيط الأطول أجلاً في هذه البيئة المتقلبة».

وتطور «توم توم»، وهي شركة رائدة في بيانات الموقع، وتضم «ستيلانتيس» و«رينو» و«فولكسفاغن» بين عملائها، خرائط ذاتية القيادة عالية الدقة تدمج بيانات المستهلك وأنظمة مساعدة السائق المتقدمة.

وقال غودين: «لدينا موقف جيد في الصين أيضاً فيما يتعلق بمنتجات التصدير، لكن من الصعب أن نرى كيف سيؤثر هذا على الصورة العامة». وأضاف أن «(توم توم) تتوقع أن تكون الولايات المتحدة مغلقة فعلياً، إلى حد ما، أمام واردات المركبات الصينية، في حين لا يزال التأثير على الأسواق الأوروبية غير واضح».

وأعلنت «توم توم»، الجمعة، عن إيرادات للربع الثالث أقل من توقعات السوق إلى حد كبير، بسبب انخفاض الطلب على السيارات الجديدة. وقال غودين إن ضعف مبيعات السيارات كان «انتكاسة قصيرة الأجل» ستتعافى منها السوق، على الرغم من أن خلفية صناعة السيارات كانت أكثر تقلباً مما شهده منذ فترة طويلة. وأضاف أن عام 2025 سيكون عاماً مهماً للشركة الهولندية، حيث من المتوقَّع أن تتخذ كثير من شركات صناعة السيارات قرارات بشأن منصاتها الجديدة وشراء التقنيات الجديدة لعامي 2026 و2027.


مقالات ذات صلة

تركيا تفرض «رسوم إغراق» على واردات من الصين وروسيا والهند واليابان

الاقتصاد سائح أمام موقع آيا صوفيا في مدينة إسطنبول التركية (أ.ف.ب)

تركيا تفرض «رسوم إغراق» على واردات من الصين وروسيا والهند واليابان

فرضت تركيا رسوم مكافحة إغراق على بعض واردات الصلب من الصين وروسيا والهند واليابان، وكانت الرسوم الأعلى على الواردات من الصين.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد سفينة حاويات صينية في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

التجارة العالمية للسلع تتعافى تدريجياً رغم استمرار المخاطر

توقع خبراء اقتصاديون بمنظمة التجارة العالمية، في توقعات محدثة، أن تسجل تجارة السلع العالمية زيادة بنسبة 2.7 في المائة خلال عام 2024.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد أعلام الصين والاتحاد الأوروبي داخل «قاعة الشعب» الكبرى بالعاصمة الصينية بكين خلال مناسبة سابقة (رويترز)

إسبانيا تحث أوروبا على تجنب تصعيد «الحمائية» مع الصين

صرح وزير الاقتصاد الإسباني بأن الاتحاد الأوروبي والصين يجب أن يواصلا المحادثات للحيلولة دون تصعيد التدابير الحمائية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد صورة من ملتقى «بيبان» المقام في السعودية عام 2023 ويهدف لربط المنشآت الصغيرة والمتوسطة من أنحاء العالم بالمستثمرين (واس)

انخفاض «الاستثمار الجريء» في الأسواق الناشئة 45 % خلال الربع الثالث

انخفض «الاستثمار الجريء» في الأسواق الناشئة بنسبة 45 % مع تراجع التمويل، وسنغافورة والسعودية تصدرتا التمويل.

المشرق العربي أشخاص يتسوقون في رام الله بالضفة الغربية في 9 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

صادرات تركيا للفلسطينيين تقفز 6 أضعاف بعد وقف أنقرة التجارة مع إسرائيل

أظهرت بيانات، الثلاثاء، أن صادرات تركيا إلى الأراضي الفلسطينية قفزت بنحو 6 أمثال في أول 9 أشهر من العام إلى 571.2 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

«السيادي» السعودي يضع 19.4 مليار دولار للإنفاق على المشاريع الخضراء

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«السيادي» السعودي يضع 19.4 مليار دولار للإنفاق على المشاريع الخضراء

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

حدد صندوق الاستثمارات العامة السعودي متطلبات الإنفاق الرأسمالي الخاص بالمشاريع الخضراء المؤهلة بقيمة 19.4 مليار دولار، وتمكَّن من تخصيص 5.2 مليار دولار منها حتى يونيو (حزيران) الماضي.

ويُولي صندوق الاستثمارات العامة، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم والذراع الاستثمارية لـ«رؤية السعودية 2030»، أهمية بالغة لقطاع المرافق والطاقة المتجددة بوصفه قطاعاً استراتيجياً، إضافة إلى مساهمته في دعم مبادرة السعودية الخضراء، والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة، التابع لوزارة الطاقة.

ونشر صندوق الاستثمارات العامة، الجمعة، النسخة الثانية من تقرير «تخصيص الاستثمارات وإحداث التأثير»؛ في خطوة تؤكد التزام «السيادي» المستمر بالشفافية والإفصاح في مختلف مراحل التمويل الأخضر التي ينفذها.

وستصبّ المخصصات لصالح الإنفاق في مشاريع الطاقة المتجددة والمباني الخضراء وإدارة المياه المستدامة.

ووفق التقرير، ستجري قريباً إضافة مشاريع خضراء مؤهلة جديدة إلى سِجل التمويل الأخضر لدى صندوق الاستثمارات العامة، وتشمل مجموعة واسعة من المبادرات في مجال الطاقة المتجددة، والإدارة المستدامة للمياه، والمباني الخضراء، والوقاية من التلوث، وكفاءة الطاقة، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية الحية والأراضي، والنقل النظيف.

ووفق تقرير «السيادي» السعودي، تسهم جميع المشاريع الخضراء المؤهلة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ومن المتوقع أن تقدم فوائد بيئية كبيرة.

وكان صندوق الاستثمارات العامة قد أصدر، في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، أول سندات خضراء تصدر من قِبل الصناديق السيادية العالمية، ومن بينها سندات خضراء تصدر لأول مرة لمائة عام.

ويسهم هذا الإصدار في تنويع مصادر تمويل الصندوق، وتحقيق استثمارات خضراء ذات أثر إيجابي على اقتصاد المملكة.

الجدير بالذكر أن صندوق الاستثمارات العامة صنّف بدرجة «A1» من قِبل وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني مع نظرة مستقبلية إيجابية، وبدرجة «A+» من قِبل وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني مع نظرة مستقبلية مستقرة.