السعودية: أول منطقة خضراء لعرض حلول «مكافحة التصحر»

مواطنة تمارس نشاط الزراعة في إحدى المناطق الزراعية بالسعودية (الشرق الأوسط)
مواطنة تمارس نشاط الزراعة في إحدى المناطق الزراعية بالسعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: أول منطقة خضراء لعرض حلول «مكافحة التصحر»

مواطنة تمارس نشاط الزراعة في إحدى المناطق الزراعية بالسعودية (الشرق الأوسط)
مواطنة تمارس نشاط الزراعة في إحدى المناطق الزراعية بالسعودية (الشرق الأوسط)

أصبحت السعودية أول دولة تقرر إنشاء منطقة خضراء في المؤتمر السادس عشر لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي سيقام في المملكة مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل؛ إذ استحدثت هذه المنطقة لتكون ضمن مناطق الحدث، وتضم مجموعة من المسارات التي تأخذ طابعاً تفاعلياً، وتشارك فيها العديد من الجهات التي تُعنى بمكافحة التصحر، وهي أكبر مساحة لاستعراض الحلول التقنية والمبتكرة للحد من تدهور الأراضي.

وبحسب المعلومات، تجلب الحكومة من خلال هذه المنطقة القطاع الخاص للمشاركة في عدة مواضيع بما فيها التعدين المستدام، واستعادة الأراضي، والجفاف، والمياه، والعواصف الرملية، ودور القطاعات الحكومية والخاصة الإقليمية والدولية، وأيضاً استدامة صناعة الأقمشة، والرصد والمتابعة والتبليغ، وأخيراً المحتوى المحلي والمبادرات الخاصة بالمملكة.

وفي هذه المنطقة، ستلتقي الشركات والمنظمات غير الحكومية والعلماء والخبراء والشباب من الجنسين لرؤية مستقبل الأرض المستدام، وتستهدف المملكة من خلالها مشاركة 197 دولة، وما يزيد عن 200 ألف زائر متوقع، و150 جهة مشاركة، إلى جانب أكثر من 120 ألف نشاط وبرنامج، بالإضافة إلى إقامة 4 مؤتمرات ومنتديات، وجميع تلك الأحداث ستكون في المنطقة الخضراء على مساحة تقدر بنحو 130 ألف متر مربع.

مسارات المنطقة

وتضم المنطقة الخضراء عدة مسارات منها: «المناطق التفاعلية»، وهي منصة مخصصة للحوارات والنقاشات واستعراض البحوث العلمية والمنتجات التقنية المتعلقة بمجال مكافحة التصحر، وكذلك «السعودية الخضراء»، وتُعنى بمبادرة الدولة وبرامجها أمام العالم، إلى جانب «الحديقة الخضراء»، وهي مساحة يكتسحها الخضار وتشجع على التفاعل مع العناصر الطبيعية التي تزهو بها، وهي تخاطب كافة الحواس لتخلق تجربة غامرة لمرتاديها.

يُذكر أن الحدث يضم منطقتين، وهما الزرقاء والخضراء، حيث خُصصت الأولى للأطراف المشاركة في الاتفاقية، فتجتمع الحكومات والمنظمات والجهات المعنية لمناقشة تدهور الأراضي والتصحر، وعقد الجلسات الحوارية رفيعة المستوى بهدف بحث حلول فعالة لاستصلاح الأراضي.

ويترقب العالم مخرجات «كوب 16» في الرياض، حيث تمضي المملكة قدماً في تحفيز الجهود الدولية وتضافرها لاتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تدهور الأراضي ومكافحة الجفاف والتصحر، واستصلاح ما لا يقل عن 1.5 مليار هكتار.

دعم صُنّاع القرار

وتستضيف السعودية «كوب 16» للعمل من أجل تعزيز التعاون بين 197 دولة موقِّعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحُّر، وحشد الإمكانات للبحث عن الحلول الفعالة لإعادة تأهيل ملايين الهكتارات من الأراضي المتدهورة والحد من الجفاف، دعماً لصُنّاع القرار، وتشجيعاً لدور القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في حماية البيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية.

ويُعد «كوب 16» أكبر مؤتمر للأمم المتحدة بشأن حماية الأراضي ومكافحة التصحر؛ إذ تأتي أهميته لكونه يهتم بإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة على مستوى كوكب الأرض.

وأكدت المملكة والأمم المتحدة، خلال جلسة حوارية أُقيمت ضمن الحفل الذي نظمته وزارة البيئة والمياه والزراعة، على ضرورة التناغم بين الدول، والعمل معاً على إيقاف تدهور الأراضي حول العالم؛ من أجل العيش على أرضٍ واحدة.

الغطاء النباتي

وبحسب الوزارة، فإن 99 في المائة من الغذاء مصدره الأرض، في حين يسهم الغطاء النباتي في تجميع نحو 75 في المائة من المياه العذبة على مستوى العالم، ويحتضن الغطاء النباتي في الغابات والمراعي ما يقارب 90 في المائة من التنوع الأحيائي.

ووفقاً للتقارير والدراسات الدولية، يتأثر نحو 3 مليارات شخص حول العالم بتدهور الأراضي؛ إذ تُقدَّر الخسائر الناجمة عن هذا التدهور بنحو 6 تريليونات دولار.

وطبقاً لبيانات صادرة عن «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، فإن ما يصل إلى 40 في المائة من أراضي العالم متدهورة، مما يؤثر على نصف البشرية. ومستهدَف استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول 2030 سيكون ضرورة ملحَّة للعالم.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: سلامة وأمن قوات «يونيفيل» في لبنان «في خطر متزايد»

المشرق العربي جان بيير لاكروا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام (حسابه عبر منصة «إكس»)

الأمم المتحدة: سلامة وأمن قوات «يونيفيل» في لبنان «في خطر متزايد»

قال جان بيير لاكروا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، الخميس، إن سلامة وأمن قوات الأمم المتحدة في لبنان «في خطر متزايد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي صورة التقطت من مدينة صور في جنوب لبنان تظهر تصاعد الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت قرية صدّيقِين الجنوبية في 10 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

لبنان يدعو الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لتنهي عملياتها العسكرية

دعا لبنان ومعه دول أخرى خلال اجتماع بالأمم المتحدة في جنيف، اليوم (الخميس)، إلى ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي جنود إسرائيليون على متن مركبة عسكرية في شمال إسرائيل، بالقرب من الحدود مع لبنان 10 أكتوبر2024 (إ.ب.أ)

إسرائيل تريد نقل قوات «يونيفيل» لـ5 كيلومترات شمالاً

قال داني دانون، مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة، الخميس، إن إسرائيل توصي بنقل قوات «يونيفيل» في لبنان لمسافة 5 كيلومترات شمالاً «لتجنّب الخطر مع تصاعد القتال».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي قوة مشتركة من «اليونيفيل» والجيش اللبناني في الناقورة قرب الحدود الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)

اجتماع للدول الأوروبية المشارِكة بـ«اليونيفيل» بعد استهداف إسرائيلي لبعثتها

تقرّر الاجتماع، خلال اتصال هاتفي، بين وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو، ووزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي جنود من «اليونيفيل» في موقع حدودي بين لبنان وإسرائيل (أرشيفية - رويترز)

قوة «اليونيفيل» عالقة وسط نيران إسرائيل و«حزب الله»

تحولت قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) خلال اليومين الماضيين إلى هدف متكرر للقوات الإسرائيلية التي استهدفت منشآتها.

نذير رضا (بيروت)

التجارة العالمية للسلع تتعافى تدريجياً رغم استمرار المخاطر

سفينة حاويات صينية في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة حاويات صينية في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

التجارة العالمية للسلع تتعافى تدريجياً رغم استمرار المخاطر

سفينة حاويات صينية في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة حاويات صينية في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

توقّع خبراء اقتصاديون في منظمة التجارة العالمية، في توقعات محدثة، أن تسجل تجارة السلع العالمية زيادة بنسبة 2.7 في المائة، خلال عام 2024، بارتفاع طفيف عن التقدير السابق، البالغ 2.6 في المائة.

ومن المُرجح أن يزيد حجم تجارة السلع العالمية بنسبة 3.0 في المائة، خلال عام 2025؛ ومع ذلك فإن التوترات الجيوسياسية المتزايدة وعدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية لا يزالان يشكلان مخاطر سلبية كبيرة على التوقعات، وفق تقرير حديث صادر عن منظمة التجارة العالمية.

ويشير خبراء الاقتصاد في منظمة التجارة العالمية إلى أن التجارة العالمية للسلع اتجهت نحو الارتفاع، في النصف الأول من عام 2024، بزيادة 2.3 في المائة على أساس سنوي، والتي ينبغي أن يتبعها مزيد من التوسع المعتدل في بقية العام وفي عام 2025.

يأتي هذا الانتعاش في أعقاب انخفاض بنسبة -1.1 في المائة، خلال عام 2023، مدفوعاً بارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.

ومن المتوقع أن يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي بأسعار الصرف السوقية ثابتاً عند 2.7 في المائة، خلال عامي 2024 و2025.

وانخفض التضخم، بحلول منتصف عام 2024، بما يكفي للسماح للبنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة. ومن شأن انخفاض التضخم أن يرفع الدخول الحقيقية للأُسر ويعزز إنفاق المستهلكين، في حين أن انخفاض أسعار الفائدة من شأنه أن يرفع الإنفاق الاستثماري من قِبل الشركات، وفق التقرير.

وقالت المديرة العامة للمنظمة، نغوزي أوكونجو إيويالا: «نتوقع انتعاشاً تدريجياً في التجارة العالمية لعام 2024، لكننا نظل يقظين بشأن الانتكاسات المحتملة، وخصوصاً التصعيد المحتمل للصراعات الإقليمية، مثل تلك الموجودة في الشرق الأوسط... وقد يكون التأثير أشد وطأة على البلدان المعنية بشكل مباشر، لكنه قد يؤثر أيضاً بشكل غير مباشر على تكاليف الطاقة العالمية وطرق الشحن».

وأضافت: «بعيداً عن التداعيات الاقتصادية، نشعر بقلق عميق إزاء العواقب الإنسانية على المتضررين من هذه الصراعات... من الضروري أن نستمر في العمل بشكل جماعي؛ لضمان الاستقرار الاقتصادي العالمي والنمو المستدام؛ لأن هذه الأمور أساسية لتعزيز رفاهية الناس في جميع أنحاء العالم».

وذكر التقرير أن السياسات النقدية المتباينة بين الاقتصادات الكبرى قد تؤدي إلى تقلبات مالية وتحولات في تدفقات رأس المال، مع خفض البنوك المركزية أسعار الفائدة. وقد يجعل هذا خدمة الديون أكثر تحدياً، ولا سيما للاقتصادات الأكثر فقراً، مشيراً إلى أن هناك أيضاً بعض الإمكانات المحدودة للارتفاع في التوقعات، إذا حفزت تخفيضات أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة نمواً أقوى من المتوقع دون إعادة إشعال التضخم.