محضر «الفيدرالي» اليوم قد يوضح ما إذا كان خفض أسعار الفائدة قراراً سهلاً أم صعباً

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

محضر «الفيدرالي» اليوم قد يوضح ما إذا كان خفض أسعار الفائدة قراراً سهلاً أم صعباً

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

قد يوفر محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأميركي في سبتمبر (أيلول)، الذي خفض فيه أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، والذي سيتم إصداره في وقت لاحق من اليوم، كلمة نهائية حول مدى انقسام صانعي السياسات حول قرار فاجأ العديد من الاقتصاديين وأثار أول معارضة من عضو في مجلس المحافظين منذ 19 عاماً.

وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع، إنه كان هناك «دعم واسع» لخفض نصف النقطة، حتى مع موافقة المحافظ المخالف ميشيل بومان، على أنه حان وقت تخفيف السياسة النقدية لكنه فضَّل البدء بتخفيض أصغر بمقدار ربع نقطة تحوطاً ضد مخاطر التضخم التي لم يكن مقتنعاً بترويضها بالكامل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، أقرَّ باول أيضاً بوجود «تنوع جيد في المناقشة الممتازة» حول القرار، في حين كانت التوقعات التي أصدرها صانعو السياسات في البنك الفيدرالي بشأن ما سيحدث على مدار الأشهر الثلاثة القادمة متشتتة بشكل غير عادي.

وفي توقعات خفض أسعار الفائدة التي جرى إصدارها في اجتماع سبتمبر، رأى صانعو السياسات أن الأسعار ستنخفض في أي مكان من 0 إلى 0.75 نقطة أساس بحلول نهاية العام. وهذه هي الفجوة المطابقة في توقعات سبتمبر 2022 للبنك الفيدرالي، عندما كان المسؤولون لا يزالون في خضمّ رفع أسعار الفائدة ومناقشة مدى ارتفاعها للحد من التضخم، ولكن لم تتم رؤيتها منذ سبتمبر 2016.

ويعد أفق الأشهر الثلاثة الذي قدمته توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر حتى نهاية هذا العام هو الأقصر في الملخص ربع السنوي للمصرف المركزي للتوقعات الاقتصادية.

ويوفر المحضر المنتظر صدوره وصفاً تفصيلياً للمراسلات بين صناع السياسات والموظفين خلال كل اجتماع يستمر يومين. وهو يحتوي على أقسام حول التوقعات الاقتصادية والمالية بالإضافة إلى حساب لآراء المسؤولين حول السياسة النقدية المناسبة والمخاطر التي يشعرون بأن الاقتصاد يواجهها.

وتُعد هذه الوثيقة، التي تصدر عادةً بعد ثلاثة أسابيع من كل اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مرجعاً مهماً في تحليل توجهات السياسة النقدية. فهي لا تقتصر على تقديم نظرة تاريخية، بل تسهم أيضاً في تشكيل آراء المستثمرين والجمهور حول نتائج كل تصويت. كما توفر أدلة حول كيفية استجابة مجلس الاحتياطي الفيدرالي للبيانات الاقتصادية الجديدة، مما يعكس التوجهات المستقبلية المحتملة في السياسات النقدية.

وكتب اقتصاديون من «سيتي»، يوم الاثنين، أن «المحضر قد يلقي بعض الضوء على العتبة التي يجب على المسؤولين رفع أسعار الفائدة بمعدل أسرع عندها».

ويتوقع المستثمرون حالياً أن يخفض البنك الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة أخرى في اجتماع 6-7 نوفمبر (تشرين الثاني) ثم مرة أخرى في ديسمبر (كانون الأول).

وقد توفر الوثيقة أيضاً فكرة أفضل حول ما إذا كان التقسيم إلى النصف كان بيعاً صعباً لمؤيديه. ورغم أن المعارضة كانت واحدة فقط، فإن هذا لا يقول الكثير عن مشاعر المشاركين السبعة غير المصوتين في الاجتماع، وهم رؤساء بعض المصارف الاحتياطية الإقليمية الذين يتناوبون على دخول وخروج صناديق الاقتراع سنة بعد سنة، إزاء هذه الخطوة، أو كيف سيصوِّت الناخبون على خياراتهم.

وفي مقابلة أُجريت الأسبوع الماضي، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، الذي لديه صوت هذا العام ودعم خفض النصف نقطة، إنه كان منفتحاً على تخفيض أصغر أيضاً ولم يرَ الكثير من الاختلافات الكلية بين الاثنين. وأشار إلى أن البدء بالخفض الأكبر كان متسقاً مع المسارات السياسية التي حددها ما يقرب من جميع مسؤولي البنك الفيدرالي الـ19.

على سبيل المثال، توقع تسعة مسؤولين أن تكون أربعة تخفيضات بمقدار ربع نقطة مناسبة للعام بأكمله 2024، فيما توقع سبعة آخرون ثلاثة تخفيضات فقط.

وقال باركين: «كانت هذه خيمة كبيرة. إذا كنت ستنتهي في مكان ما في ذلك النطاق... كان من المعقول أن تفعل 50. كان من المعقول أيضاً أن تفعل 25. كنت مرتاحاً تماماً للتصويت لصالح 50».

من هنا، لاحظ باول ومسؤولون آخرون، أنه يمكن للبنك الفيدرالي أن يكيِّف وتيرة ومدى التخفيضات اعتماداً على كيفية تطور الاقتصاد والتضخم.

وقالت تقارير الوظائف يوم الجمعة، إنها عززت وجهات نظر المستثمرين أن البنك الفيدرالي سيخفض إلى ربع نقطة في اجتماعه 6-7 نوفمبر بعد أن زاد التوظيف أكثر من المتوقع، وانخفض معدل البطالة، ونمت الأجور بنسبة 4 في المائة، وهي أعلى مما يراه صانعو السياسات متسقاً مع هدفهم التضخم البالغ 2 في المائة.

وستكون بيانات التضخم الجديدة التي سيتم إصدارها يوم الخميس أحدث نقطة بيانات رئيسية في المناقشة، حيث يكون صانعو السياسات عموماً منفتحين على تخفيضات أسعار الفائدة المستمرة ما دامت هناك أدلة على استمرار تخفيف الضغوط السعرية.


مقالات ذات صلة

رئيسة «فيدرالي» دالاس تدعو إلى تخفيضات تدريجية في الفائدة

الاقتصاد رئيسة «فيدرالي» دالاس لوري لوغان تحضر حدثاً مع تحالف «بوردر بليكس» في تكساس 30 مايو 2024 (رويترز)

رئيسة «فيدرالي» دالاس تدعو إلى تخفيضات تدريجية في الفائدة

قالت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوغان، الأربعاء، إنها تدعم خفض سعر الفائدة الكبير الذي تم في الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (دالاس)
الاقتصاد مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)

بنك إسرائيل يُثبت الفائدة للمرة السادسة على التوالي

أبقى بنك إسرائيل أسعار الفائدة دون تغيير، الأربعاء، للمرة السادسة على التوالي، متوخياً الحذر في ظل تسارع التضخم وتراجع النشاط الاقتصادي الناتج عن الحرب.

«الشرق الأوسط» (القدس)
الاقتصاد المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» على أعتاب تخفيضات جديدة في الفائدة

قال صانع السياسة الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالهاو، يوم الأربعاء، إن البنك المركزي الأوروبي «من المحتمل جداً» أن يخفّض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد يظهر شعار المصرف المركزي الهندي داخل مقره الرئيسي في مومباي (رويترز)

«المركزي الهندي» يُبقي الفائدة دون تغيير ويحوّل موقفه إلى «محايد»

حافظ المصرف المركزي الهندي على معدل الفائدة الرئيسي دون تغيير، الأربعاء، كما كان متوقعاً على نطاق واسع، لكنه غيَّر موقفه السياسي إلى «محايد».

«الشرق الأوسط» (مومباي)
الاقتصاد عامل يغسل الشوائب الزائدة أثناء عملية صهر الذهب بمنشأة في أكرا غانا (رويترز)

استقرار أسعار الذهب مع ترقب المتعاملين لمحضر اجتماع «الفيدرالي»

لم تشهد أسعار الذهب تغيراً يذكر اليوم الأربعاء مع ترقب المتعاملين إشارات بشأن سياسة أسعار الفائدة الأميركية من محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

حقل نفطي كبير في كازاخستان يسجل إنتاجاً قياسياً

تقف عربات الصهاريج في صف بجوار الكبريت المخزن بمصفاة تنغيز للنفط والغاز بغرب كازاخستان (رويترز)
تقف عربات الصهاريج في صف بجوار الكبريت المخزن بمصفاة تنغيز للنفط والغاز بغرب كازاخستان (رويترز)
TT

حقل نفطي كبير في كازاخستان يسجل إنتاجاً قياسياً

تقف عربات الصهاريج في صف بجوار الكبريت المخزن بمصفاة تنغيز للنفط والغاز بغرب كازاخستان (رويترز)
تقف عربات الصهاريج في صف بجوار الكبريت المخزن بمصفاة تنغيز للنفط والغاز بغرب كازاخستان (رويترز)

كشفت مصادر لـ«رويترز» أن حقل تنغيز النفطي الأكبر في كازاخستان، الذي تديره شركة «شيفرون» الأميركية، زاد إنتاجه إلى مستوى قياسي في أكتوبر (تشرين الأول)، مما قد يعقد جهود البلاد المستقبلية للامتثال لحصتها في «أوبك بلس».

وقال مصدران في الصناعة مطلعان على البيانات، إنه في تنغيز قد زاد الإنتاج اليومي إلى 699 ألف برميل يومياً في أوائل أكتوبر من 687 ألف برميل يومياً في سبتمبر (أيلول)، عندما زاد الإنتاج بنسبة 30 في المائة عن أغسطس (آب) بعد الانتهاء من الصيانة.

وقال مشغل الحقل «تنغيز شيفرويل»، الذي استثمر أكثر من 70 مليار دولار منذ بدء المشروع في عام 1993 إن عملياته مستمرة كالمعتاد، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.

وتملك شركة «شيفرون» حصة 50 في المائة في المشروع، في حين تسيطر شركة «إكسون موبيل» على 25 في المائة، وتملك شركة «كازموناي غاز» حصة 20 في المائة، و5 في المائة لشركة «لوك أويل» الروسية.

وتبلغ حصة إنتاج النفط في البلاد بموجب اتفاق «أوبك بلس» 1.468 مليون برميل يومياً، وهو هدف تجاوزته في سبتمبر بنحو 170 ألف برميل يومياً، وفقاً لحسابات «رويترز». وقالت مصادر إنه من المرجح أن تظل المعدلات ضمن أهدافها هذا الشهر؛ لأنه سيتم غلق حقل كاشاغان للصيانة. ولم تتوفر بعد بيانات الإنتاج الإجمالية لشهر أكتوبر من كازاخستان، لكن مصادر قالت إن حقل كاراشا جاناك سينتج أحجامه المعتادة البالغة 228 ألف برميل يومياً، في حين أن الصيانة في حقل كاشاغان ستستلزم التوقف الكامل لمنشأته التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يومياً. وقالت المصادر إن هذا يعني أن كازاخستان ستكون قادرة على تحقيق حصتها في أكتوبر، إلا أن الامتثال لحصص «أوبك بلس» قد يصبح مشكلة مرة أخرى عندما يعود الحقل من الصيانة في نوفمبر (تشرين الثاني).