النرويج تعزّز إنفاق صندوق الثروة السيادية مع اقتراب الانتخابات

القطاع النفطي يشهد ارتفاعاً في تكاليف المشروعات الكبرى

أعلام النرويج ترفرف فوق مبنى في أوسلو (رويترز)
أعلام النرويج ترفرف فوق مبنى في أوسلو (رويترز)
TT

النرويج تعزّز إنفاق صندوق الثروة السيادية مع اقتراب الانتخابات

أعلام النرويج ترفرف فوق مبنى في أوسلو (رويترز)
أعلام النرويج ترفرف فوق مبنى في أوسلو (رويترز)

قالت حكومة الأقلية في النرويج، الاثنين، إنها تخطط لزيادة الإنفاق في عام 2025 من صندوق الثروة السيادية البالغ 1.8 تريليون دولار لدفع الإنفاق العام، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في سبتمبر (أيلول) من العام المقبل.

واقترحت حكومة حزب العمال وحزب الوسط سحب 460.1 مليار كرونة (43.1 مليار دولار) من الصندوق في عام 2025، ارتفاعاً من 416.5 مليار كرونة (40.13 مليار دولار) المخصصة في عام 2024. وتحتاج الحكومة الآن إلى التفاوض مع اليسار الاشتراكي لإقرار الموازنة، وفق «رويترز».

وتوقع وزير المالية أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد غير النفطي بنسبة 0.7 في المائة هذا العام، وهو انخفاض عن توقعات سابقة بلغت 0.9 في المائة في مايو (أيار)، على أن يرتفع النمو إلى 2.3 في المائة في عام 2025 و2.1 في المائة في عام 2026.

وفي بيان لها، أشارت الحكومة إلى أن «الخلفية للموازنة هي اقتصاد يتمتع بآفاق نمو قوية واستمرار انخفاض معدلات البطالة».

ومن المتوقع أن يبلغ التضخم الأساسي لعام 2025 نحو 3.2 في المائة، لينخفض إلى 2.7 في المائة في عام 2026.

وأوضحت وزارة المالية أن العجز الهيكلي غير النفطي لعام 2025، وهو مقياس رئيسي لتحديد مقدار الأموال التي ستنفقها الحكومة من صندوق الثروة، قد تم تحديده عند 2.5 في المائة من القيمة المتوقعة للصندوق في نهاية عام 2024.

على صعيد آخر، رفعت الشركات النفطية والغازية النرويجية، «إكوينور» و«أكر بي بي» و«فار إنرجي»، تقديراتها لتكاليف مشروعات التطوير الرئيسية على الصفيحة القارية النرويجية، وفقاً لما أعلنت الحكومة النرويجية.

ومن المتوقع أن تصل تكلفة مشروع «يوهان كاستبرغ» لشركة «إكوينور» إلى 86 مليار كرونة (8.08 مليار دولار)، بزيادة على التقدير الاسمي البالغ 80.3 مليار كرونة (7.74 مليار دولار) الذي تم تقديره قبل عام واحد، وفقاً لوثائق الموازنة المالية للحكومة.

ومن المتوقع أن تصل تكلفة مشروع «يغدراسيل» لشركة «أكر بي بي» إلى 134.4 مليار كرونة (12.95 مليار دولار)، بزيادة على 120.2 مليار كرونة (11.58 مليار دولار) قبل عام، بينما ستبلغ تكلفة مشروع «بالدر فيوتشر» لشركة «فار إنرجي» 52.2 مليار كرونة (5.03 مليار دولار)، بزيادة على 44.5 مليار كرونة (4.29 مليار دولار).

ومن المتوقع أن يبدأ حقل «يوهان كاستبرغ» النفطي في بحر بارنتس القطبي إنتاجه بحلول نهاية هذا العام، وفقاً لما أعلنت الشركة، بتأخير مدته عامان عن الجدول الزمني الأصلي، وستكون تكلفته أعلى بنسبة 76 في المائة مقارنة بالتقدير الأولي في عام 2018.

وحذَّرت شركة «فار إنرجي»، وهي فرع مستقل لشركة «إيني» الإيطالية، في أغسطس (آب) من أن تكاليف مشروع «بالدر »ستزيد بمقدار 4.3 مليار كرونة قبل الضريبة بسبب تأجيل بدء تشغيله حتى الربع الثاني من عام 2025 من نهاية هذا العام.

وقد تضاعفت تكاليف «بالدر» أكثر من مرة منذ التقدير الأولي البالغ 19.6 مليار كرونة في عام 2019.

ويواجه مشروع «يغدراسيل» لشركة «أكر بي بي»، وهو أكبر تطوير للنفط والغاز في النرويج منذ بدء تشغيل حقل «يوهان سفردروب» النفطي لشركة «إكوينور» في عام 2019، تحديات قانونية، حيث تتنازع المنظمات البيئية على موافقته من قبل وزارة الطاقة.

ومع ذلك، قالت الشركة إن المشروع، الذي تم اعتماده في نهاية عام 2022، يسير على الطريق الصحيحة لبدء الإنتاج في عام 2027.

وتمتلك «إكوينور» حصة قدرها 50 في المائة في «يوهان كاستبرغ»، و«فار إنرجي» 30 في المائة، وشركة «بترو» الحكومية النرويجية الـ20 في المائة المتبقية.

وتمتلك شركة «أكر بي بي» أغلبية أسهم «يغدراسيل»، الذي يضم الكثير من اكتشافات النفط والغاز، في حين تمتلك شركتا «إكوينور» و«بي جي إن جي»، وهي جزء من شركة «بي كيه إن أورلين» البولندية، حصصاً مختلفة في تراخيص منفصلة.

وتمتلك «فار إنرجي» حصة 90 في المائة في شركة «بالدر» وشريكتها «كيستوس إنرجي» الحصة المتبقية البالغة 10 في المائة.

وتوقعت الحكومة أن يرتفع إنتاج السوائل النفطية في النرويج بنسبة 5.2 في المائة في عام 2025 مقارنة بعام 2024، في حين من المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 1.6 في المائة.

وتعدّ الدولة الاسكندنافية أكبر مورّد للغاز في أوروبا ومنتجاً رئيسياً للنفط الخام، حيث تضخ ما يزيد على أربعة ملايين برميل من المكافئ النفطي يومياً.

وتتوقع الحكومة أن يرتفع إنتاج النفط، بما في ذلك المكثفات وسوائل الغاز الطبيعي، إلى 122 مليون متر مكعب من المكافئ النفطي في عام 2025، أو 2.1 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً، من 116 مليون متر مكعب من المكافئ النفطي في عام 2024.

ومن المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج الغاز الطبيعي إلى 121 مليار متر مكعب في عام 2025 من 123 مليار متر مكعب هذا العام.

كذلك، اقترحت الحكومة النرويجية ما يصل إلى 35 مليار كرونة نرويجية (3.29 مليار دولار) في مدفوعات الدعم في أول عطاء تجاري لطاقة الرياح العائمة في البلاد، بما يتماشى مع التسوية التي تم التوصل إليها في وقت سابق من هذا العام.

وقال وزير الطاقة النرويجي تيرجي آسلاند: «تتمتع النرويج بإمكانات هائلة في مجال طاقة الرياح العائمة البحرية على جرفها القاري، لكن بما أن التكنولوجيا لا تزال غير ناضجة ومكلفة، فإن الدعم الحكومي ضروري لتسريع التطوير».

وارتفعت التكلفة المتوقعة لبناء مزارع الرياح العائمة عن التوقعات السابقة بسبب ارتفاع معدلات التضخم التي تؤثر على مصنعي التوربينات والموردين الآخرين؛ ما دفع المطورين إلى طلب دعم حكومي كبير.

وأكدت الحكومة أن عرض الدعم النرويجي لم يتغير عن الموازنة متوسطة الأجل المتفق عليها في وقت سابق من هذا العام، وأن الحسابات الحالية كانت تستند إلى حجم مشروع مرجعي يبلغ نحو 500 ميغاواط.

وقالت الحكومة في مشروع الموازنة إن حجم طاقة الرياح البحرية التي سيتم تحقيقها ضمن الإطار المالي سيعتمد، من بين أمور أخرى، على التطورات الإضافية في التكاليف ونضج المشروع ومتطلبات العائد للشركات المشاركة في المناقصة.


مقالات ذات صلة

قيس سعيّد رئيساً لتونس لولاية ثانية بأكثر من 90 % من الأصوات

شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد (أ.ب)

قيس سعيّد رئيساً لتونس لولاية ثانية بأكثر من 90 % من الأصوات

أعلنت هيئة الانتخابات في تونس، اليوم الاثنين، فوز قيس سعيّد الذي يحتكر السلطات في البلاد منذ عام 2021 بولاية ثانية بعد نيله 90.7 % من الأصوات في الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (تونس)
الولايات المتحدة​ مركز الاقتراع في حرم جامعة ويسكونسن ماديسون يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 بمقاطعة داين ويسكونسن بالولايات المتحدة... 3 نوفمبر 2020 (رويترز)

ماذا نعرف عن المجمع الانتخابي وعلاقته بالسباق الرئاسي الأميركي؟

في انتخابات الرئاسة الأميركية لا يفوز المرشح بالمنصب بحصوله على الأغلبية في التصويت الشعبي، بل من خلال نظام يسمى المجمع الانتخابي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا من احتفالات أنصار سعيد (أ.ب)

سعيّد لولاية رئاسية ثانية بغالبية 89 %

صوّت أكثر من 2.7 مليون ناخب، حسب ما أعلن رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر، ومثلت الفئة العمرية من 36 إلى 60 عاماً 65 في المائة من نسبة المشاركين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد يدلي بصوته في مركز اقتراع (د.ب.أ)

رئاسيات تونس: سعيد نحو فوز كاسح وسط أدنى معدل مشاركة شعبية

أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي جرت، الأحد، بلغت 27.7 في المائة، في أدنى نسبة منذ عام 2011.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا شبان تونسيون يتظاهرون في تونس العاصمة يوم 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

شباب محبط من السياسة في تونس يرى الحلّ في الهجرة

بحسب دراسة أجراها «الباروميتر العربي» صدرت قبل أكثر من شهر، فإن 7 من كل 10 شباب تونسيين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يريدون الهجرة.

«الشرق الأوسط» (تونس)

وزير المالية: الاقتصاد الألماني فقد جزءاً من قدرته التنافسية

وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر خلال جلسة عامة في «البوندستاغ» ببرلين (رويترز)
وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر خلال جلسة عامة في «البوندستاغ» ببرلين (رويترز)
TT

وزير المالية: الاقتصاد الألماني فقد جزءاً من قدرته التنافسية

وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر خلال جلسة عامة في «البوندستاغ» ببرلين (رويترز)
وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر خلال جلسة عامة في «البوندستاغ» ببرلين (رويترز)

قال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، يوم الاثنين، إن النموذج الاقتصادي لألمانيا لا يزال قائماً، إلا أن أكبر اقتصاد في أوروبا فقد جزءاً من قدرته التنافسية على مدار العقد الماضي.

وأضاف ليندنر، في تصريحاته للصحافيين في برلين قبل اجتماع مجموعة اليورو، أنه «لا يمكننا أن نكون راضين عن التطورات الاقتصادية في ألمانيا»، وفق «رويترز».

وأفاد متحدث باسم وزارة الاقتصاد بأن الاقتصاد الألماني من المتوقع أن ينكمش بنسبة 0.2 في المائة في عام 2024، ما يمثل تراجعاً عن توقعات سابقة بنمو بنسبة 0.3 في المائة هذا العام. وإذا تحقق هذا الانكماش، فسيكون ذلك للعام الثاني على التوالي؛ حيث سجل الاقتصاد الألماني العام الماضي أضعف أداء بين نظرائه الكبار في منطقة اليورو مع انخفاض قدره 0.3 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي.

وأشار ليندنر إلى أن الحكومة تعكف على تقديم تدابير تتعلق بجانب العرض لإعادة الاقتصاد إلى مسار النمو، موضحاً أن «بعد هذه الإصلاحات، ستستعيد ألمانيا قدرتها التنافسية». وأكد أن مبادرة النمو تمثل خطوة أولى نحو التحول الاقتصادي، مشدداً على أهمية البناء عليها.

وأكد ليندنر ضرورة «الطموح» للحفاظ على الاستقرار المالي للاتحاد الأوروبي، أو إعادة النظام عند الحاجة.

وأضاف: «أشجّع الجميع على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية واتخاذ قرارات قد تبدو غير شعبية. ما يبدو غير شعبي اليوم هو في الواقع استعداد لتحمل المسؤولية تجاه الأجيال القادمة واستقرار الاتحاد الأوروبي بشكل عام».

وفيما يتعلّق بخطط الموازنة الفرنسية، قال ليندنر إنه لا يمكنه التعليق لأن الفرصة لم تتح له بعد للتحدث مع زملائه الفرنسيين، لكنه سيقوم بذلك في وقت لاحق من اليوم.

وأكد على أهمية «مصداقية المالية العامة في مواجهة أسواق رأس المال»، مشدداً على ضرورة العمل بجد على خفض العجز والديون بشكل موثوق لضمان استمرار التمويل بشكل جيد وثابت.