إلى أي مدى قد تنخفض الفائدة؟ خطاب باول الاثنين قد يعطي بعض المؤشرات

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث في مؤتمر صحافي (موقع «الاحتياطي الفيدرالي»)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث في مؤتمر صحافي (موقع «الاحتياطي الفيدرالي»)
TT

إلى أي مدى قد تنخفض الفائدة؟ خطاب باول الاثنين قد يعطي بعض المؤشرات

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث في مؤتمر صحافي (موقع «الاحتياطي الفيدرالي»)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث في مؤتمر صحافي (موقع «الاحتياطي الفيدرالي»)

من المتوقع أن يتّجه سعر الفائدة الرئيسي لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» إلى الانخفاض في الأشهر المقبلة، ولكن إلى أي مدى، وبأي سرعة قد يلقي رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول بعض الضوء على مسار أسعار الفائدة في خطاب يوم الاثنين، الذي من المؤكد أنه سيحظى بمتابعة دقيقة من قبل المشاركين في السوق المالية.

من المقرر أن يتحدث باول في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاد الأعمال في ناشفيل.

عنوان الخطاب، وهو «نظرة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي»، لا يقدم سوى قليل من الأدلة حول ما قد يقوله، لكنه سيكون أول خطاب رئيسي له منذ 18 سبتمبر (أيلول)، عندما اتخذت لجنة السياسة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» القرار المحوري بخفض سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي بشكل حاد لأول مرة منذ عام 2020، وفق موقع «إنفستوبيا».

أشار مسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي، بمَن في ذلك باول، إلى أن البنك المركزي ينوي خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في الأشهر المقبلة، الأمر الذي سيضع ضغوطاً هبوطية على تكاليف الاقتراض للرهن العقاري وبطاقات الائتمان وجميع أنواع القروض الأخرى.

ولكن من غير الواضح مدى السرعة التي سيفعلون بها ذلك. فالمتعاملون يراهنون على خفض كبير آخر للأسعار، والأسواق المالية منقسمة حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيجري خفضه القياسي بمقدار 25 نقطة أساس عندما تجتمع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في السادس والسابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، أو ما إذا كان سيتابع الخفض الضخم في سبتمبر بخفض آخر بمقدار 50 نقطة.

اعتباراً من ظهر يوم الجمعة، كان المستثمرون يقدرون فرصة بنسبة 55 في المائة لخفض أكبر، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، التي تتوقّع تحركات أسعار الفائدة بناءً على بيانات تداول العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي.

قال باول وصُنّاع السياسات الآخرون في بنك الاحتياطي الفيدرالي، إن تحركاتهم التالية ستستند إلى البيانات الاقتصادية حول التضخم، خصوصاً سوق العمل. ويهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى معايرة تخفيضات الأسعار لتشجيع الاقتراض والإنفاق بما يكفي لتسريع الاقتصاد وتعزيز سوق العمل، ولكن ليس خفض الأسعار كثيراً بحيث يعيد إشعال التضخم المرتفع.

وفي الأشهر الأخيرة، انخفض التضخم بشكل مطرد، بينما ارتفع معدل البطالة، مما وضع ضغوطاً على «الاحتياطي الفيدرالي» لخفض الأسعار بشكل أسرع مما توقّعه سابقاً. ولدى باول بعض التوضيحات التي يتعيّن عليه القيام بها، قد يستخدم باول الخطاب أيضاً لتأكيد صدقية بنك الاحتياطي الفيدرالي، وطمأنة الجمهور بأن «الاحتياطي الفيدرالي» عازم على إبقاء التضخم تحت السيطرة مهما حدث.

وفي مؤتمر صحافي بعد الاجتماع هذا الشهر، واجه باول أسئلة من المراسلين حول سبب خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل حاد في وقت كان فيه التضخم لا يزال أعلى من هدف البنك المركزي، البالغ 2 في المائة، وكان معدل البطالة لا يزال منخفضاً نسبياً وفقاً للمعايير التاريخية.

وشارك عضو واحد على الأقل من لجنة السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي هذه المخاوف. فقد صوّتت محافِظة بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان ضد خفض أسعار الفائدة الحاد في سبتمبر، مُفضّلة خفضاً أصغر بدلاً من ذلك. منذ القرار، عززت البيانات الاقتصادية الجديدة القضية القائلة إن الاقتصاد الأميركي يسير بخطى ثابتة، ولا ينزلق إلى الركود وفقدان الوظائف على نطاق واسع.

منذ اتخاذ القرار، عزّزت البيانات الاقتصادية الجديدة الحالة التي مفادها بأن الاقتصاد الأميركي يتقدم بوتيرة ثابتة، ولا ينزلق إلى الركود وفقدان الوظائف على نطاق واسع. وأكد تعديل أرقام الناتج المحلي الإجمالي للرُّبع الثاني يوم الخميس أن الاقتصاد ينمو بمعدل صحي بنسبة 3 في المائة. كما نما الدخل المحلي الإجمالي، وهو مقياس آخر للنمو الاقتصادي، بشكل مطرد بمعدل منقح بالزيادة بنسبة 3.4 في المائة، وفقاً لمكتب التحليل الاقتصادي.

وكتب كونراد دي كوادروس، المستشار الاقتصادي الكبير في «برين كابيتال»، في تعليق: «هناك قدر أقل من عدم اليقين بشأن مكانة الاقتصاد؛ حيث يروي كل من الناتج المحلي الإجمالي والدخل المحلي الإجمالي قصة النمو الاقتصادي القوي نفسها على مدار العام الماضي... ومع ذلك، فإن الأسواق غير متأثرة بهذه البيانات ولا تزال تتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار 40 نقطة أساس في 7 نوفمبر، مما يشير إلى أن المشاركين في السوق لا يرون أن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي تعتمد على البيانات. يحتاج رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول إلى تقديم أداء قوي في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاد الأعمال لاستكشاف هذه القضايا».


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد سبائك من الذهب النقي بمصنع «نوفوسيبيرسك» لصياغة وتصنيع المعادن الثمينة في روسيا (الشرق الأوسط)

الذهب يبلغ أعلى مستوى في أسبوع مع تراجع الدولار

ارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوى في أسبوع بدعم من تراجع الدولار، بينما تنتظر السوق تعليقات من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جزء من احتياطي الذهب في مجمع بنك البرتغال المحصّن في كاريغادو (رويترز)

بعد انخفاضاته الحادة الأسبوع الماضي... الذهب يعاود ارتفاعه

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين بعد التراجع الحاد الذي شهدته الأسبوع الماضي، لكن التوقعات بشأن تخفيضات أقل لأسعار الفائدة الأميركية حدّت من هذا التعافي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد المستهلكون يتسوقون في أحد مراكز التسوق في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع كما هو متوقع في أكتوبر

ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأميركي (التضخم) بنسبة 2.6 في المائة عن العام السابق في أكتوبر، وهو ارتفاع طفيف عن الزيادة السنوية في الأسعار في سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)

باول بعد قرار خفض الفائدة: جاهزون للتعامل مع المخاطر

قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن التضخم الأساسي لا يزال مرتفعا نوعاً ما، موضحاً أن «سوق العمل ليست مصدراً للضغوط التضخمية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».