الرئيسة التنفيذية المعيّنة لـ«كوميرتس بنك» تبدأ المفاوضات مع «يونيكريديت»

وزير المالية الألماني يعبر عن مخاوفه من الاستحواذ في ظل ضغط سياسي متزايد

شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)
شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)
TT

الرئيسة التنفيذية المعيّنة لـ«كوميرتس بنك» تبدأ المفاوضات مع «يونيكريديت»

شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)
شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)

اجتمعت الرئيسة التنفيذية المعيّنة لـ«كوميرتس بنك»، بتينا أورلوب، مع مصرفيين من «يونيكريديت»، افتراضياً، صباح يوم الجمعة، وفقاً لمصادر مطّلعة، حيث بدأت المفاوضات بين البنك الألماني والمشتري الإيطالي.

ويسعى البنك الإيطالي الثاني للاندماج، بعد حصوله على حصة في «كوميرتس بنك»، في وقت سابق من هذا الشهر، بينما يبذل «كوميرتس بنك» جهوداً لتعزيز دفاعاته في إطار استراتيجيته للحفاظ على استقلاله. ولم يتضح بعدُ أي من التنفيذيين من «يونيكريديت» حضر الاجتماع، وفق «رويترز».

أورلوب، التي عُيّنت مديرة جديدة للبنك، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت، في مؤتمر مالي بلندن، يوم الخميس، أن البنكين سيلتقيان «لتبادل الآراء»، بعد أن أصبح «يونيكريديت» مستثمراً في البنك.

وفاجأ «يونيكريديت»، «كوميرتس بنك» عندما استحوذ على حصة 9 في المائة، وأعلن نيته شراء مزيد من الأسهم، حال حصوله على الموافقات التنظيمية، بينما يضغط لإجراء مناقشات لاستكشاف إمكانية الاندماج.

وتداولت أسهم «كوميرتس بنك» بارتفاع 0.5 في المائة، في فرنكفورت، بعد زيادة تُقارب 7 في المائة، يوم الخميس، بينما انخفضت أسهم «يونيكريديت» بنسبة 0.8 في المائة، بعد ارتفاع يُقدر بنحو 5 في المائة، في اليوم نفسه. وارتفعت أسهم «كوميرتس بنك» بنحو 30 في المائة منذ أن أعلن «يونيكريديت» حصته.

تُعدّ خطوة «يونيكريديت» الأكثر طموحاً حتى الآن نحو تحقيق اندماج مصرفي على مستوى أوروبا، لكنها تواجه عقبات سياسية كبيرة في ألمانيا قبل الانتخابات الوطنية. وقد أعربت إدارة «كوميرتس بنك» وموظفوه ومستشار الدولة، أولاف شولتز، عن معارضتهم إمكانية الاستحواذ، لكن هناك مستثمراً كبيراً وبعض قادة الأعمال الذين يدعمون إجراء المحادثات.

وقال أندريا أورسيل، الرئيس التنفيذي لثاني أكبر بنك في إيطاليا، الذي كان مهتماً، لفترة طويلة، بالشراكة مع «كوميرتس بنك»، هذا الأسبوع، إن هذه ستكون أفضل نتيجة.

وفي حديثها، يوم الخميس، أكدت أورلوب أن البنك منفتح على المناقشات، لكن ينبغي تقييم سرعة تحقيق التآزر والمخاطر المرتبطة بتنفيذ أي صفقة. وقالت: «أحياناً يكون الأمر منطقياً، وأحياناً لا، وهذا شيء يجب علينا اكتشافه معاً».

كما أفادت مصادر مطّلعة بأن وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، أبلغ وزارة الخزانة الإيطالية بمخاوفه بشأن أي استحواذ محتمَل على «كوميرتس بنك» من قِبل «يونيكريديت» الإيطالي، وذلك في إطار جهود برلين لوقف صفقة عدائية.

وقد أوضح كريستيان ليندنر موقفه لوزارة الخزانة الإيطالية، برئاسة جيانكارلو جيورجيتي، بالتزامن مع الانتقادات العلنية التي وجهها المستشار الألماني أولاف شولتز، هذا الأسبوع، تجاه تحرك «يونيكريديت» ليصبح أكبر مستثمر في مُنافِسه الألماني، وفق «رويترز».

وتسعى برلين إلى إبطاء الاستحواذ المحتمل على بنك يُعدّ محورياً في تمويل الشركات المتوسطة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الألماني. ويأتي الضغط السياسي في أعقاب خطوة «يونيكريديت» للاستحواذ على نحو خُمس أسهم «كوميرتس بنك»، مما يمهد الطريق لعرض استحواذ محتمل.

وبينما كان ليندنر، من الحزب الديمقراطي الحر المؤيد للسوق الحرة، أكثر تردداً في التعبير عن قلقه مقارنة بشولتز، إلا أن وزارته المالية تشعر بالإحباط مما تَعدّه سلوكاً عدوانياً من قِبل «يونيكريديت».

ويتعرض شولتز لضغوط من النقابات، التي تُعدّ عادة مؤثرة في حزبه الاجتماعي الديمقراطي، لاتخاذ موقف حازم لحماية الموظفين من تسريح العمال، وفقاً لمصادر مطّلعة.

أما ليندنر، الذي واجه حزبه انتكاسة في الانتخابات الإقليمية الأخيرة، ويواجه تراجعاً وطنياً في الدعم، فهو أيضاً حساس تجاه أي تداعيات قد تترتب على الصفقة. ويتهمه السياسيون المعارضون بالتسبب فيما وصفوه ببيع فاشل لجزء من حصة الحكومة في «كوميرتس بنك»، مما أتاح المجال لخطوة «يونيكريديت» المفاجئة. ومع ذلك فقد رفض ليندنر هذا الانتقاد، مؤكداً أن الحكومة لا يمكنها التمييز ضد أي مشترٍ.


مقالات ذات صلة

دخل الاستثمارات والعمليات يدفع البنوك السعودية لتحقيق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض توجد بها مقار رئيسية لأكبر البنوك (رويترز)

دخل الاستثمارات والعمليات يدفع البنوك السعودية لتحقيق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

واصلت البنوك السعودية تسجيل مستويات قياسية جديدة خلال الربع الثالث من 2024 بعد أن نما صافي أرباحها بنسبة 13.49 في المائة عن الربع المماثل.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد أحد فروع "مصرف الراجحي" (الموقع الإلكتروني للمصرف)

«الراجحي» السعودي يسجل أعلى أرباح فصلية على الإطلاق

قفزت أرباح «مصرف الراجحي» السعودي خلال الربع الثالث من العام بنسبة 22.8 % على أساس سنوي، لتبلغ 5.1 مليار ريال، مسجّلة أعلى أرباح فصلية على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «بنك الرياض» بالمركز المالي في العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)

أرباح «بنك الرياض» ترتفع 27 % إلى 705 ملايين دولار في الربع الثالث

ارتفع صافي أرباح «بنك الرياض» بنسبة 27 في المائة خلال الربع الثالث من 2024 بسبب زيادة الدخل وانخفاض المصاريف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداول في قاعة التداول ببورصة نيويورك (رويترز)

تراجع الأسهم الأميركية مع نتائج إيجابية للمصارف وهبوط أسعار النفط

هبطت الأسهم الأميركية قرب مستوياتها القياسية بعد أن حققت عدة مصارف كبرى أرباحاً أقوى في الصيف مما توقعه المحللون بينما تراجع سعر النفط الخام مرة أخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليوان والروبل وسط أعلام الصين وروسيا (رويترز)

التجارة باليوان مستمرة بموسكو رغم انتهاء صلاحية الترخيص الأميركي

استمرت تجارة اليوان الصيني في بورصة موسكو للأوراق المالية الاثنين رغم انتهاء ترخيص مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (موسكو)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)
جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)
جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)»، لتعزيز الوصول إلى المواد الأساسية والتصنيع المحلي، بالإضافة إلى تمكين الاستدامة والمشاركة السعودية في سلاسل الإمداد العالمية.

ووفق بيان من «المبادرة»، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن المشروعات البارزة التي أُعلن عنها تشمل: مرافق صهر وتكرير، وإنتاج قضبان النحاس مع «فيدانتا»، ومشروعات التيتانيوم مع «مجموعة صناعات المعادن المتطورة المحدودة (إيه إم آي سي)» و«شركة التصنيع الوطنية»، ومرافق معالجة العناصر الأرضية النادرة مع «هاستينغز».

وتشمل الاتفاقيات البارزة الأخرى مصانع الألمنيوم نصف المصنعة مع «البحر الأحمر للألمنيوم»، إلى جانب مصنع درفلة رقائق الألمنيوم مع شركة «تحويل».

بالإضافة إلى ذلك، أُعلن عن استثمارات لصهر الزنك مع شركة «موكسيكو عجلان وإخوانه للتعدين»، ومصهر للمعادن الأساسية لمجموعة «بلاتينيوم» مع «عجلان وإخوانه»، إلى جانب مصهر للزنك، واستخراج كربونات الليثيوم، ومصفاة النحاس مع «مجموعة زيجين».

وهناك استثمار رئيسي آخر بشأن منشأة تصنيع حديثة مع «جلاسبوينت»، في خطوة أولى لبناء أكبر مشروع حراري شمسي صناعي في العالم.

يذكر أن «جسري» برنامج وطني أُطلق في عام 2022 بوصفه جزءاً من «استراتيجية الاستثمار الوطنية» في السعودية، بهدف طموح يتمثل في تعزيز مرونة سلاسل التوريد العالمية، من خلال الاستفادة من المزايا التنافسية للمملكة، بما فيها الطاقة الخضراء الوفيرة والموفرة من حيث التكلفة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي.

ويهدف «البرنامج» إلى جذب استثمارات عالمية موجهة للتصدير بقيمة 150 مليار ريال بحلول عام 2030.

وخلال العام الماضي، تعاون «البرنامج» مع كثير من أصحاب المصلحة المحليين والعالميين لمتابعة أكثر من 95 صفقة بقيمة تزيد على 190 مليار ريال سعودي، تغطي أكثر من 25 سلسلة قيمة.