استقرار الدولار بعد انتعاش قوي وسط ترقب لخطابات «الفيدرالي»

تظهر أوراق الدولار الأميركي في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تظهر أوراق الدولار الأميركي في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

استقرار الدولار بعد انتعاش قوي وسط ترقب لخطابات «الفيدرالي»

تظهر أوراق الدولار الأميركي في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تظهر أوراق الدولار الأميركي في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

استقر الدولار، اليوم (الخميس)، بعد أقوى انتعاش له منذ أوائل يونيو (حزيران)، إذ يتطلّع المتداولون إلى خطابات من صانعي السياسة الرئيسيين في «الاحتياطي الفيدرالي» للحصول على أدلة حول وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة.

وانتعش الدولار بصورة قوية خلال الليل، بعد أن بلغ أدنى مستوى له في أكثر من عام مقابل اليورو، وأدنى مستوى له منذ عامين ونصف العام مقابل الجنيه الإسترليني، وفق «رويترز».

وعلى الرغم من عدم وجود محفّز واضح لهذا الانتعاش، بدا أن المستثمرين يتبنّون وجهة نظر أكثر دقة حول مدى قوة تخفيضات الفائدة الأميركية في المستقبل؛ إذ لم يقدّم متحدثو «الفيدرالي» هذا الأسبوع رؤية موحدة بشأن المسار القادم.

ويوم الأربعاء، قالت عضوة «الاحتياطي الفيدرالي» أديانا كوغلي إنها «تؤيّد بشدة» قرار خفض الفائدة بمقدار نصف نقطة في وقت سابق من هذا الشهر لبدء دورة التيسير، لكنها لم تناقش تفضيلاتها بشأن وتيرة التخفيضات من هذه النقطة فصاعداً.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في شيكاغو أوستين غولسبي، إن صانعي السياسة «لا يمكنهم أن يتأخروا» إذا كان الاقتصاد سيتجه نحو هبوط سلس. في حين قال رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في أتلانتا، رافاييل بوستيك، إنه لا حاجة لـ«المركزي» إلى الذهاب في «سباق مجنون» لتخفيض الأسعار.

وقال كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في بنك «أستراليا الوطني»، كينيث كرومبتون: «لا أشعر في هذه المرحلة أن هناك توافقاً كبيراً»، مضيفاً: «يبدو أنهم قاموا بعملهم الأساسي... ومن هنا ربما يكون هناك تخفيضات بمقدار 25 نقطة أكثر من 50».

وفي وقت لاحق من اليوم (الخميس)، سيقدم رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول ملاحظات مسجلة مسبقاً في مؤتمر في نيويورك، إذ سيتحدث أيضاً رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في نيويورك جون ويليامز. كما ستتحدث رئيسة «الاحتياطي الفيدرالي» في بوسطن سوزان كولينز، وعضوا «الفيدرالي» ميشيل باومان وليزا كوك في أماكن أخرى.

وستكون بيانات طلبات إعانة البطالة الأميركية الأسبوعية تحت المراقبة من كثب لاحقاً اليوم، نظراً إلى تغيير تركيز «الاحتياطي الفيدرالي» نحو التوظيف بدلاً من التضخم.

وقال كرومبتون: «إلى الحد الذي يتطلّب فيه ضعف سوق العمل بشكل كبير دعم تسعير السوق للحصول على تخفيض آخر كبير بمقدار 50 نقطة هذا العام، فإنها أفضل مؤشر لدينا على ذلك».

ولا يزال المتداولون يتوقعون خفضاً ثانياً كبيراً بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع المقبل لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن الاحتمالات انخفضت إلى 57.4 في المائة من 58.2 في المائة في اليوم السابق، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة مقابل اليورو والجنيه الإسترليني والين وثلاث عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.10 في المائة، ليصل إلى 100.84 بدءاً من 04:44 (بتوقيت غرينتش)، بعد قفزة بنسبة 0.57 في المائة يوم الأربعاء، وهي أكبر زيادة يومية منذ 7 يونيو.

واستقر اليورو عند 1.1143 دولار، بعد أن تراجع بشكل حاد من 1.1214 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو (تموز) من العام الماضي.

واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.33425 دولار. ويوم الأربعاء، قفز إلى 1.3430 دولار لأول مرة منذ فبراير (شباط) 2022.

ووصل الين إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 145.04 دولار، ليصل أخيراً إلى 144.77.

وأظهر محضر اجتماع بنك اليابان في يوليو، عندما رفع المصرف المركزي أسعار الفائدة قصيرة الأجل، أن صانعي السياسة كانوا منقسمين بشأن مدى سرعة الحاجة إلى زيادة الأسعار مرة أخرى.

وارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.37 في المائة، ليصل إلى 0.6848 دولار، بعد تراجعه الحاد يوم الأربعاء من أعلى مستوى له في 19 شهراً عند 0.6908 دولار.

وارتفع اليوان الصيني بصورة طفيفة إلى 7.0149 دولار في التداول الخارجي، بعد أن تراجع يوم الأربعاء من أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) من العام الماضي عند 6.9952 دولار.

واستقر الفرنك السويسري عند 0.8498 دولار قبل إعلان السياسة من المصرف المركزي اليوم (الخميس)، مع توقعات واسعة النطاق بتخفيض ثالث متتالٍ بمقدار ربع نقطة.


مقالات ذات صلة

رغم الارتفاع... الذهب يتجه لتسجيل أكبر انخفاض شهري في عام

الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع «أويغوسا» لفصل الذهب والفضة في فيينا (رويترز)

رغم الارتفاع... الذهب يتجه لتسجيل أكبر انخفاض شهري في عام

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الجمعة، بدعم من ضعف الدولار وتصاعد التوترات الجيوسياسية، لكنها لا تزال على مسار تسجيل أكبر انخفاض شهري في أكثر من عام بعد فوز ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مكاتب الصرافة ترفض التعامل على فئتي 50 و100 دولار من الطبعة القديمة المعروفة بـ«الدولار الأبيض» بسبب ادعاءات حول عمليات تزييف (أ.ب.أ)

تركيا: وقف التعامل على «الدولار الأبيض» بعد ادعاءات عن عمليات تزييف

تعيش الأسواق في تركيا على وقع أزمة تتعلق بامتناع البنوك وشركات الصرافة عن التعامل بالدولار القديم المطبوع بين عامي 2003 و2006 المعروف بـ«الدولار الأبيض».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم صعود الدولار وتراجع التداولات قبيل عيد الشكر

ارتفعت الأسهم الأوروبية مع ارتفاع الدولار، الخميس، بعد هبوطها في اليوم السابق، في حين تراجعت الأسهم الآسيوية مع تراجع أحجام التداول قبل عطلة عيد الشكر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة، لندن )
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات أخرى في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي بتورنتو (رويترز)

«الرسوم الجمركية» تهبط بالدولار

هبط الدولار مقابل عملات رئيسة أخرى إلى أدنى مستوى في أسبوع وسط ازدياد حذر المتعاملين تجاه تعهدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)

تعهدات ترمب بفرض تعريفات جمركية تدفع الدولار للارتفاع

ارتفع الدولار الأميركي بعد أن أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن خطط لفرض تعريفات جمركية على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
TT

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)

قالت لجنة التعريفات الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني، يوم الجمعة، إن بكين ستمدد إعفاءات التعريفات الجمركية على واردات بعض المنتجات الأميركية حتى 28 فبراير (شباط) 2025.

وأضافت اللجنة أن العناصر المدرجة، بما في ذلك خامات المعادن الأرضية النادرة والمطهرات الطبية وبطاريات النيكل والكادميوم وغيرها، ستظل معفاة من التعريفات الجمركية الإضافية المفروضة بوصفها إجراءات مضادة للإجراءات الأميركية بموجب المادة 301.

وفي شأن منفصل، قال البنك المركزي الصيني، يوم الجمعة، إنه نفّذ عمليات إعادة شراء عكسية مباشرة بقيمة 800 مليار يوان (110.59 مليار دولار) في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال بنك الشعب الصيني إن عمليات إعادة الشراء تهدف إلى الحفاظ على السيولة في النظام المصرفي عند مستوى مناسب. وكانت مدة عمليات إعادة الشراء في نوفمبر 3 أشهر. ومن جهة أخرى، قال بنك الشعب الصيني إنه اشترى سندات حكومية صافية بقيمة 200 مليار يوان في عمليات السوق المفتوحة في نوفمبر.

وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الصينية يوم الجمعة لتنهي الشهر على ارتفاع، مع توقع المستثمرين صدور بيانات إيجابية عن المصانع وتحفيزات أخرى من اجتماع السياسة المهم الشهر المقبل.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية مرتفعاً 1.14 في المائة، لينهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين على مدار الأسبوع، ويحقق مكاسب بنسبة 0.7 في المائة في نوفمبر. كما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب 0.93 في المائة.

وارتفع مؤشر قطاع الرقائق 2.38 في المائة، وأضاف قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية 0.95 في المائة، وارتفع مؤشر العقارات 0.75 في المائة.

وارتفعت أسهم هونغ كونغ أيضاً؛ حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ القياسي 0.29 في المائة. ومع ذلك، ولأنها أكثر حساسية لمشاعر المستثمرين الدوليين تجاه الصين، فقد سجلت الأسهم شهراً ثانياً من الخسائر وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي الوشيك ومخاطر التعريفات الجمركية.

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن نشاط المصانع في الصين ربما توسع بشكل متواضع للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر مع تدفق التحفيز، على الرغم من أن التهديدات بفرض تعريفات تجارية أميركية جديدة خيمت على التوقعات.

ومن المتوقع أن يسجل مؤشر مديري المشتريات الرسمي المقرر صدوره يوم السبت، 50.2 نقطة، وهو أعلى من 50.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول) وفوق عتبة 50 نقطة التي تفصل النمو عن الانكماش في النشاط.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد الركود العقاري طويل الأمد بعض التحسن؛ حيث من المقرر أن تنخفض أسعار المساكن بوتيرة أبطأ هذا العام وأن تستقر العام المقبل في عام 2026، وفقاً لاستطلاع منفصل أجرته «رويترز».

ويتطلع المستثمرون أيضاً إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر (كانون الأول)، الذي قد يوفر المزيد من التفاصيل حول الميزانية المالية وحجم التحفيز للاستهلاك للعام المقبل، وفقاً لكيفن ليو، العضو المنتدب والاستراتيجي في «سي آي سي سي» للأبحاث، الذي أضاف أن الاجتماع سيركز على الأمد القريب، ومن المرجح أن يتقلب أداء السوق حول التوقعات.