رئيس سريلانكا الجديد يعتزم بدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي

للمضي قدماً في خطة الإنقاذ البالغة قيمتها 2.9 مليار دولار

بائع متجول يتابع بثاً مباشراً لرئيس سريلانكا المنتخب حديثاً أنورا كومارا ديساناياكي وهو يلقي كلمة للأمة (أ.ف.ب)
بائع متجول يتابع بثاً مباشراً لرئيس سريلانكا المنتخب حديثاً أنورا كومارا ديساناياكي وهو يلقي كلمة للأمة (أ.ف.ب)
TT

رئيس سريلانكا الجديد يعتزم بدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي

بائع متجول يتابع بثاً مباشراً لرئيس سريلانكا المنتخب حديثاً أنورا كومارا ديساناياكي وهو يلقي كلمة للأمة (أ.ف.ب)
بائع متجول يتابع بثاً مباشراً لرئيس سريلانكا المنتخب حديثاً أنورا كومارا ديساناياكي وهو يلقي كلمة للأمة (أ.ف.ب)

قال الرئيس السريلانكي الجديد، أنورا كومارا ديساناياكي، يوم الأربعاء، إنه يعتزم بدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي على الفور؛ للمضي قدماً في برنامج إنقاذ البلاد، الذي تبلغ قيمته 2.9 مليار دولار. وصوّت، يوم السبت، ملايين السريلانكيين لمصلحة النائب ذي الميول الماركسية، بعد تعهداته بخفض الضرائب، ومكافحة الفساد، وخفض تكاليف المعيشة.

ويسعى ديساناياكي إلى تغيير أهداف الإيرادات المحددة في إطار برنامج صندوق النقد الدولي لخفض الضرائب المرتفعة على الدخل وتحرير الأموال للاستثمار في الرعاية الاجتماعية لملايين السريلانكيين الأعلى تضرراً من الأزمة المالية. وقال في خطاب تلفزيوني، في إشارة إلى إعادة هيكلة ديون بقيمة 25 مليار دولار مع الدائنين: «بالإضافة إلى ذلك؛ من أجل المضي قدماً في برنامج إعادة هيكلة ديوننا، نتفاوض مع الدائنين المعنيين لتسريع العملية وتأمين تخفيف الديون اللازم».

وقال صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، إنه سيعمل مع ديساناياكي ويناقش توقيت مراجعته الثالثة للبرنامج الحالي مع سريلانكا «في أقرب وقت ممكن».

وحل ديساناياكي البرلمان يوم الثلاثاء، ويأمل تعزيز موقفه في المجلس المكون من 225 عضواً عندما تُجرى الانتخابات العامة في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكان قد احتل ائتلافه 3 مقاعد فقط في البرلمان المنتخب خلال أغسطس (آب) 2020.

وأدى النقص الحاد في الدولار إلى دفع اقتصاد سريلانكا إلى أزمة مالية عميقة قبل عامين، مما أدى لارتفاع التضخم إلى مستوى مرتفع بلغ 70 في المائة خلال سبتمبر (أيلول) 2022، وإجبار البلاد على التخلف عن سداد ديونها الخارجية.



الصين تتراجع عن تعديلات بقانون الشركات بعد احتجاجات نادرة

مشاة في أحد الشوارع التجارية بمدينة يوهان وسط الصين (أ.ف.ب)
مشاة في أحد الشوارع التجارية بمدينة يوهان وسط الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين تتراجع عن تعديلات بقانون الشركات بعد احتجاجات نادرة

مشاة في أحد الشوارع التجارية بمدينة يوهان وسط الصين (أ.ف.ب)
مشاة في أحد الشوارع التجارية بمدينة يوهان وسط الصين (أ.ف.ب)

تدخلت أعلى هيئة تشريعية في الصين يوم الاثنين لتخفيف شروط قانون مثير للجدل يهدف إلى تعزيز الدائنين من خلال السماح لهم باستهداف المساهمين السابقين في الشركات، بعد موجة من الاحتجاجات النادرة في 11 مدينة.

وجاء تحرك لجنة الشؤون التشريعية في المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني (البرلمان) بشأن تغيير حديث لقانون الشركات في أعقاب سلسلة من 17 احتجاجاً على حقوق المساهمين في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية يوم الاثنين أن اللجنة قالت إنها «ستحث المحاكم المعنية على اتخاذ التدابير المناسبة» في الجهود الرامية إلى «تحسين» بيئة الأعمال. وقالت إن هذا البند المثير للجدل لا ينبغي أن ينطبق على المساهمين الذين باعوا أسهمهم قبل سريان القانون الجديد في يوليو (تموز) الماضي. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تسعى فيه بكين جاهدة إلى إدارة التردي الاقتصادي بعد انهيار صناعة العقارات، وتعزيز ثقة المستهلكين.

وركزت الاحتجاجات التي قال الخبراء إنها هددت بالتحول إلى مصدر قلق أوسع نطاقاً بشأن الاستقرار الاجتماعي في بكين، على من ينبغي أن يتحمل المسؤولية عندما لا تتمكن الشركات الخاصة التي كانت ذات يوم محركاً للطفرة في الصين، من سداد ديونها أو الإفلاس.

وقال كيفن سلاتن، رئيس منظمة مراقبة المعارضة الصينية، وهو مشروع لمجموعة حقوق الإنسان التي تتخذ من واشنطن مقراً لها وتتابع الاحتجاجات في الصين: «لديك هذه الحركة الاحتجاجية، والتي تدور في الأساس حول تضرر سبل عيش الناس بسبب سياسة الحكومة، وقد يكون هذا دافعاً لهم لاتخاذ إجراء محدد للغاية لمحاولة قمع السخط».

ودخلت عملية إصلاح شاملة لقانون الشركات في الصين حيز التنفيذ في يوليو، مما يسمح للشركات بمحاسبة المساهمين الأصليين عن المبالغ غير المدفوعة على الرغم من نقل أسهمهم بالفعل. ولكن في خطوة فاجأت الخبراء القانونيين، ذهبت المحكمة الشعبية العليا إلى أبعد من ذلك بإعلان المساهمين القدامى مسؤولين عن المبالغ غير المدفوعة بعد الإفلاس، حتى لو كانوا قد نقلوا بالفعل أسهمهم إلى مستثمرين جدد... وأثار هذا التنفيذ بأثر رجعي غضب المستثمرين الذين قلقوا بشأن المسؤوليات المحتملة بعد أن صرفوا أموالهم.

وفي منشور على الإنترنت تم حظره الآن، قارن أحد الأشخاص الموقف ببيع سيارة، ثم الاضطرار إلى دفع ثمن الأضرار عندما يقوم المالك الجديد بحادث.

وتُظهر مقاطع الفيديو المنشورة على تطبيق «دوين» الصيني بين أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) وأوائل ديسمبر (كانون الأول)، احتجاجات خارج وداخل المحاكم العليا في 11 منطقة صينية. وتُظهر مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت مزيجاً من المشاركين ممن هم أصغر سناً وأكبر سناً وهم يهتفون مطالبين بـ«رؤية الرئيس».

وسعى البعض إلى الحصول على تفسير للتغيير في القانون وأرادوا إلغاء عنصره الرجعي، مستشهدين ببند القانون الجديد بشأن مسألة مسؤولية المستثمر، بما في ذلك مسؤولية الشركات الفاشلة.

وفي تشنغدو، عاصمة مقاطعة سيتشوان الجنوبية الغربية، وثقت مقاطع فيديو ثلاثة احتجاجات، كان أحدها يحمل شعار «العدالة والإنصاف سينتصران بالتأكيد». وحذفت الرقابة معظم مقاطع الفيديو بسرعة، على الرغم من استمرار تداول بعضها.

وقدمت منظمة مراقبة المعارضة الصينية لـ«رويترز» أرشيفاً لمقاطع الفيديو. وتمكنت «رويترز» من تأكيد الموقع المحدد للعديد منها، لكنها لم تتمكن من تأكيد تواريخها، ولم تتمكن من الوصول إلى أي من الأفراد المعنيين. وأظهر إحصاء المنظمة أن الاحتجاجات الاقتصادية في أكتوبر (تشرين الأول) كانت الأعلى منذ عام 2022.

وحتى وقت قريب، كانت الصين تسهل إنشاء شركات ذات حقوق ملكية معلنة يمكن سدادها على مدار سنوات. وسمح ذلك للشركات بالتأسيس بسرعة وتأمين الأعمال والاقتراض، ومُنح المساهمون سنوات لدفع ثمن أسهمهم... لكن هذه الثغرة فتحت الطريق أيضاً للاحتيال.

وقال رين ييمين، الشريك المؤسس لمجموعة «كابيتال إكويتي ليغال غروب»: «كانت هناك حالات قام فيها المساهمون، من أجل تجنب التزامهم بالسداد، بنقل الأسهم إلى أقاربهم، أو إلى أشخاص كبار في السن، أولئك الذين ليس لديهم وسيلة للسداد، لتجنب تحمل التزاماتهم بالسداد».

كما أكد انهيار شركة التطوير العقاري «إيفرغراند» هذا العام بديون تزيد على 300 مليار دولار، ارتفاع المخاطر بالنسبة للدائنين. وفي أحد الأحكام الأولى بأثر رجعي التي أصدرتها محكمة في بكين في أغسطس (آب)، تم تحميل المساهمين الأصليين الذين باعوا حصتهم في شركة تسمى «رين» المسؤولية عن ملايين من اليوان طالب بها الدائنون.