محافظ بنك اليابان: لا استعجال في رفع أسعار الفائدة

محافظ بنك اليابان كازو أودا يحضر مؤتمراً صحافياً بعد اجتماع السياسة للبنك في طوكيو 20 سبتمبر 2024 (رويترز)
محافظ بنك اليابان كازو أودا يحضر مؤتمراً صحافياً بعد اجتماع السياسة للبنك في طوكيو 20 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

محافظ بنك اليابان: لا استعجال في رفع أسعار الفائدة

محافظ بنك اليابان كازو أودا يحضر مؤتمراً صحافياً بعد اجتماع السياسة للبنك في طوكيو 20 سبتمبر 2024 (رويترز)
محافظ بنك اليابان كازو أودا يحضر مؤتمراً صحافياً بعد اجتماع السياسة للبنك في طوكيو 20 سبتمبر 2024 (رويترز)

قال محافظ بنك اليابان، كازو أودا، اليوم (الثلاثاء)، إن البنك يمكنه الانتظار ومراقبة التطورات في الأسواق المالية والاقتصاد الخارجي في أثناء تحديد السياسة النقدية؛ مما يشير إلى أن البنك ليس في عجلة من أمره لرفع أسعار الفائدة أكثر.

وقال أيضا إنه يأمل في تحليل بيانات أسعار الخدمات لشهر أكتوبر (تشرين الأول)، والمقرر صدورها في نوفمبر (تشرين الثاني)، لتحديد ما إذا كان التضخم الأساسي يتسارع نحو هدف المصرف المركزي البالغ 2 في المائة، وهو شرط أساسي لرفع أسعار الفائدة، وفق «رويترز».

وقال أودا، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع قادة الأعمال في مدينة أوساكا بغرب البلاد: «أكتوبر هو شهر التركيز على مراجعة أسعار الخدمات في اليابان، لذلك يتعيّن علينا دراسة البيانات بعناية».

وأضاف: «بينما هناك بعض العناصر التي يمكننا تقديرها مسبقاً، فإننا بحاجة إلى النظر في البيانات الفعلية للتأكيد»، مشيراً إلى أن البنك قد ينتظر على الأقل حتى ديسمبر (كانون الأول) لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى.

ومن المقرر أن يعقد بنك اليابان اجتماعه المقبل للسياسة النقدية يومي 30 و31 أكتوبر؛ إذ سيراجع المجلس أيضاً توقعاته للنمو والتضخم كل ربع سنة.

وأكد أودا أن البنك سيرفع أسعار الفائدة إذا تسارع التضخم الأساسي نحو هدفه البالغ 2 في المائة كما هو متوقع، مشيراً إلى عدم حدوث تغيير في موقفه بدفع تكاليف الاقتراض تدريجياً من مستويات قريبة من الصفر.

ولكنه حذّر من المخاطر التي تهدد التوقعات، مثل التقلبات في الأسواق المالية وعدم اليقين بشأن ما إذا كان الاقتصاد الأميركي قادراً على تحقيق هبوط ناعم.

وقال أودا، في كلمة ألقاها أمام قادة الأعمال في أوساكا: «يتعيّن علينا تنفيذ السياسة بطريقة مناسبة وفي الوقت المناسب دون جدول زمني مسبق، مع الأخذ في الاعتبار العديد من أوجه عدم اليقين».

وأشار إلى أن «الانخفاضات الأحادية الجانب» في قيمة اليوان انعكست منذ أغسطس (آب)، مما أدى إلى تقليل خطر تجاوز التضخم بشكل كبير من خلال تسهيل ارتفاع أسعار الواردات.

وقال «إننا بحاجة إلى الأخذ في الاعتبار تحركات السوق والتطورات في الاقتصاد الخارجي التي تقف وراءها عند تحديد السياسة النقدية. ويمكننا الانتظار لبعض الوقت قبل القيام بذلك».

وتسلط التعليقات الضوء على التحول في تركيز بنك اليابان بعيداً عن مخاطر التضخم ونحو احتمال تباطؤ النمو العالمي وارتفاع قيمة الين؛ مما يؤثر سلباً في الاقتصاد الياباني المعتمد على الصادرات.

وتتوافق هذه التعليقات تقريباً مع ما قاله أودا بعد اجتماع السياسة النقدية للمصرف المركزي يوم الجمعة، عندما صوّت المجلس بالإجماع على إبقاء أسعار الفائدة قصيرة الأجل ثابتة عند 0.25 في المائة.

وأكد أودا أن الظروف الاقتصادية المحلية تتحرك بما يتماشى مع توقعات البنك المركزي، حيث إن ارتفاع الأجور يدعم الاستهلاك ويساعد في رفع أسعار قطاع الخدمات.

لكن أودا سلّط الضوء على الحاجة إلى مراقبة المخاطر المتزايدة في الخارج، مثل عدم اليقين بشأن كيفية تأثير زيادات أسعار الفائدة العدوانية السابقة التي أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي على الاقتصاد الأميركي.

وأضاف أن الأسواق المالية لا تزال «تعاني من درجة من عدم اليقين»، مشدداً على ضرورة مراقبة تطورات السوق «بأقصى درجات اليقظة».

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار) ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، في تحول تاريخي بعيداً عن برنامج التحفيز الذي استمر عقداً من الزمان ويهدف إلى تحفيز التضخم والنمو الاقتصادي.

وتأتي دورة رفع أسعار الفائدة في اليابان في الوقت الذي يعمل فيه عديد من المصارف المركزية الأخرى على خفض أسعار الفائدة، بعد تشديد السياسة النقدية بقوة لمكافحة التضخم المرتفع.

على سبيل المثال، بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال الأسبوع الماضي سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة بخفض قدره نصف نقطة مئوية بعد بيانات ضعيفة عن سوق العمل.

وتسارع معدل التضخم الأساسي في اليابان للشهر الرابع على التوالي في أغسطس، ويقترب بشكل مريح من هدف المركزي البالغ 2 في المائة، مما يُبقي التوقعات برفع أسعار الفائدة مستمرة.


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

دي غالهو من «المركزي الأوروبي»: التعريفات الجمركية لترمب لن تؤثر في توقعات التضخم

قال فرنسوا فيليروي دي غالهو، عضو صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن زيادات التعريفات تحت إدارة ترمب الجديدة لن تؤثر في توقعات التضخم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.