«الإسكوا»: 565 مليون دولار صادرات السعودية الدوائية في 2023

قالت إن المملكة استثمرت بكثافة في بناء قدراتها الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

«الإسكوا»: 565 مليون دولار صادرات السعودية الدوائية في 2023

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

شهدت السعودية في عام 2023 نمواً مستداماً في صادراتها الدوائية، إذ بلغ مجموعها 565 مليون دولار، مستهدفة بصفة أساسية الأسواق العربية والآسيوية، مقارنة مع 115 مليون دولار في عام 2005، وفق تقرير حديث للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا).

التقرير المعنون «التجارة العربية في عام 2023: اتجاهاتها وملامحها الرئيسية»، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أشار إلى أن المملكة استثمرت بكثافة خلال السنوات الأخيرة في بناء قدراتها الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية. وتشمل هذه الاستثمارات إنشاء مؤسسات بحثية ومجمعات للتكنولوجيا الحيوية وشراكات مع شركات الأدوية الدولية؛ إذ يتماشى هذا التطور مع أهداف التنويع الاقتصادي للبلاد على نهج «رؤية 2030».

وبوجه عام، أظهر التقرير أن صادرات منتجات الصناعة الوطنية؛ مثل: الآلات، والمعدات الكهربائية، والأدوية، والمواد الغذائية في المنطقة العربية، شهدت ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بمستوياتها في عام 2022، وحظيت صناعات الآلات الكهربائية بأعلى معدل زيادة في الصادرات بنسبة 30 في المائة في عام 2023. وبدعم من الاستثمارات الكبيرة في عديد من البلدان العربية، زادت صادرات الأدوية بنسبة 14 في المائة.

وشهدت الوجهات الرئيسية للصادرات العربية غير النفطية والغاز، خصوصاً السعودية والهند والولايات المتحدة، نمواً كبيراً خلال مدة التعافي من جائحة «كوفيد - 19»، في حين زادت الصادرات إلى الإمارات وتركيا والصين، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ مع تباطؤ طفيف في الصادرات غير النفطية في عام 2023.

وكانت السعودية أكبر سوق لواردات المنتجات غير النفطية والغاز في عام 2023؛ فقد استوردت بقيمة 41 مليار دولار، تليها الهند بقيمة 40 مليار دولار، والولايات المتحدة والإمارات بقيمة 31 و28 مليار دولار على التوالي.

وعلى النقيض من الاتجاهات العالمية في عام 2023، شهدت المنطقة العربية طفرة في الواردات بلغت 1.198 تريليون دولار، مدفوعة بزيادة الطلب بصفة أساسية من البلدان المصدرة للنفط. ويمثّل ذلك زيادة بنسبة 9.7 في المائة على أساس سنوي. واستأثرت السعودية والإمارات بجزء كبير من هذه الزيادة، إذ نمت وارداتهما بنسبة 35 و9 في المائة على التوالي، وبدرجة أقل الجزائر والكويت والعراق. غير أن معظم البلدان ذات الاقتصادات الأكثر تنوعاً، مثل: المغرب وتونس والأردن ومصر وأقل البلدان نمواً والبلدان التي تمر بعدم الاستقرار السياسي، شهدت انخفاضاً معتدلاً في وارداتها بنسبة تتراوح بين 4 و10 في المائة.

استراتيجيات تجارية

ويسلط تقرير «الإسكوا» الضوء على أهم الاتجاهات والتحديات والفرص في قطاع التجارة في المنطقة. ويشير إلى تراجع بنسبة 11.5 في المائة من قيمة إجمالي صادرات السلع العربية، التي بلغت 1.4 تريليون دولار في عام 2023، ويحثّ على وضع استراتيجيات تجارية أفضل في أنحاء المنطقة كافّة.

وأشار المسؤول عن فريق إعداد التقرير في «الإسكوا» ماجد حمودة إلى ضرورة اعتماد الدول استراتيجيات تجارية تشجع على تنويع الصادرات والأسواق المستهدفة. وقال: «سيكون توسيع نطاق المنتجات واستكشاف أسواق جديدة أساسياً؛ لكي يصمد قطاع التجارة على المدى البعيد».

إلى ذلك، يؤكد التقرير الأهمية المتزايدة للتجارة بين بلدان المنطقة، التي تلعب دوراً محورياً في دعم أهم القطاعات الاقتصادية؛ إذ تفوق حصة الدول العربية من أسواق صادرات بعض الصناعات المحلية نسبة 75 في المائة.

ويُعدّ التقرير الأمن الغذائي تحدياً مستمراً في المنطقة العربية. وينوه بأهمية تحفيز المزارعين المحليين وتشجيع زراعة المحاصيل الرئيسية للتخفيف من الاعتماد الكبير على الواردات. وفي هذا السياق، دعا حمودة الحكومات إلى تنويع مصادر وارداتها؛ لكي تحقق استقراراً في الإمدادات الغذائية. وقال: «ستكون هذه الاستراتيجية أساسية لإحلال استقرار غذائي طويل المدى في منطقة تتأثر أكثر فأكثر بالضغوط المناخية والجيوسياسية».

يُشار إلى أن «الإسكوا» هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة، وتعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية، وعلى تعزيز التكامل الإقليمي.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»

الخليج بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)

السعودية تعلن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»

أعلن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، الخميس، باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

علي بردى (نيويورك)
العالم العربي جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

بحثت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن تطورات غزة مع أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، دعم الجهود الرامية إلى تفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية لقاء بين إردوغان والأسد في 2010 (أرشيفية)

أميركا لا تدعم التطبيع بين أنقرة ودمشق قبل الحل السياسي في سوريا

أحدثت التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان التي كرر فيها استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين ردود فعل متباينة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد خلال أعمال الاجتماع عالي المستوى للشبكة في بكين (واس)

السعودية تفوز برئاسة شبكة «غلوب إي» العالمية لمكافحة الفساد

أعلن مكتب الأمم المتحدة، الذي يتولى أمانة شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (غلوب إي)، فوز ممثل السعودية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

بوتين: روسيا ستواصل تعاونها مع الشركاء في «أوبك بلس»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» (إ.ب.أ)
TT

بوتين: روسيا ستواصل تعاونها مع الشركاء في «أوبك بلس»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» (إ.ب.أ)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس إن روسيا ستواصل التعاون مع الشركاء في إطار «أوبك بلس» ومنتدى الدول المصدرة للغاز، مشدداً على أن روسيا «تفي بالتزاماتها بتوريد موارد الطاقة إلى السوق العالمية».

كلام بوتين في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» جاء في وقت كشفت مصادر لـ«رويترز» أن «أوبك بلس» على استعداد للمضي قدماً في زيادة إنتاج النفط في ديسمبر (كانون الأول) حيث سيكون تأثيرها ضئيلاً في حالة تنفيذ خطة لبعض الأعضاء لإجراء تخفيضات أكبر للتعويض عن الإنتاج الزائد في سبتمبر (أيلول) والأشهر اللاحقة.

من المقرر أن ترفع منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها مثل روسيا، المعروفة باسم «أوبك بلس»، الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يومياً في ديسمبر، كجزء من خطة للبدء في تخفيف أحدث طبقة من تخفيضات الإنتاج.

وتعهد عضوان في «أوبك بلس»، العراق وكازاخستان، بإجراء تخفيضات إضافية يبلغ مجموعها 123 ألف برميل يومياً في سبتمبر، وقيود إضافية في الأشهر المقبلة، للتعويض عن الضخ السابق فوق المستويات المتفق عليها.

وقال بوتين في كلمة له أمام منتدى «أسبوع الطاقة الروسي»: «روسيا تفي بالتزاماتها بتوريد موارد الطاقة إلى السوق العالمية. وهي تلعب دوراً مستقراً فيها، وتشارك في صيغ موثوقة مثل (أوبك بلس) ومنتدى الدول المصدرة للغاز... بالتأكيد سنواصل هذا التعاون مع شركائنا».

وأشاد بوتين بالتعاون مع مجموعة دول «بريكس» التي تعتبرها موسكو قوة موازنة للغرب.

ولفت إلى أن روسيا ستواصل تطوير تقنياتها الخاصة بالغاز الطبيعي المسال وستعزز البنية التحتية لطريق البحر الشمالي. وقال إن ما يسمى بالدول «الصديقة» تشكل 90 في المائة من صادرات روسيا من الطاقة، معترفاً في الوقت نفسه بوجود صعوبات في مدفوعات هذه الصادرات.

تمثل مبيعات النفط والغاز الروسية نحو ثلث إجمالي إيرادات الموازنة العامة للدولة، وكانت حاسمة في دعم اقتصاد البلاد، التي تواجه عقوبات متعددة من الغرب بسبب الصراع العسكري مع أوكرانيا.

وفي هذه الأثناء، نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء، عن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، قوله إن جميع الدول المشاركة في «أوبك بلس» لا تخالف مطلقاً التزاماتها، وإن «أوبك بلس» لا تناقش أي تغييرات في معايير هذا الاتفاق.

من جهته، قال النائب الأول لوزير الطاقة، بافيل سوروكين، على هامش منتدى «أسبوع الطاقة الروسي»، إن روسيا تهدف إلى إنتاج 540 مليون طن من النفط سنوياً بحلول عام 2050 في السيناريو الأساسي، ولكن قد يعدَّل هذا الحجم اعتماداً على التزامات البلاد ضمن «أوبك بلس».

وقال سوروكين: «في الواقع، 540 مليون طن هو السيناريو الأساسي الذي نستهدفه (لإنتاج النفط بحلول عام 2050)، ولكن مع مراعاة التعاون مع شركائنا في (أوبك بلس). ليس لدينا هدف لإغراق السوق إذا لم تتطلب ذلك. ولكن (يُعمل أيضاً) بطريقة أخرى لإعطاء السوق موارد إضافية إذا لزم الأمر».

وقال إن روسيا لا تشعر بالقلق بشأن النمو المحتمل للطلب حتى عام 2030 أو حتى عام 2050. وقال سوروكين: «في رأينا، إنه كبير إلى حدٍّ ما. إنه على الأقل بين 5 ملايين و7 ملايين برميل يومياً، وهذا يعني نحو ما بين 4.5 و5.5 في المائة من الاستهلاك الحالي حتى عام 2030؛ وبالتالي فإننا نتحدث عن نمو إضافي بنحو 5 في المائة حتى عام 2050».