المكسيك تركز على تعزيز شراكتها مع السعودية في الطاقة والأمن الغذائي

سفيرها لـ«الشرق الأوسط»: المملكة ثالث أكبر شريك تجاري لنا على مستوى المنطقة

TT

المكسيك تركز على تعزيز شراكتها مع السعودية في الطاقة والأمن الغذائي

السفير المكسيكي لدى السعودية أنيبال غوميز توليدو (الشرق الأوسط)
السفير المكسيكي لدى السعودية أنيبال غوميز توليدو (الشرق الأوسط)

توقع دبلوماسي مكسيكي رفيع المستوى أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين بلاده والسعودية ازدهاراً في العلاقات الثنائية، وتوسعاً في التعاون الاقتصادي، وزيادة التجارة والاستثمارات المشتركة بين البلدين، تزامناً مع تولي الحكومة الجديدة مهامها في المكسيك في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال السفير المكسيكي لدى السعودية أنيبال غوميز توليدو ، لـ«الشرق الأوسط»، إن تولي الدكتورة كلوديا شينباوم رئاسة البلاد وتشكيل حكومة جديدة ستتولى مهامها، في أكتوبر، فرصة ممتازة لمواصلة تعزيز العلاقة».

وأضاف غوميز توليدو، أنه من المتوقع أن يشارك وزيرا خارجية البلدين في قمة العشرين المقبلة في ريو دي جانيرو، والتي قد تكون فرصة ممتازة لتعزيز العلاقات الثنائية، لافتاً إلى أن بلاده تسعى إلى تعزيز تعاونها مع المملكة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والغاز والصناعات الجديدة.

وأشار إلى أن مجلس الأعمال المشترك الذي تأسس في فبراير (شباط) من العام الحالي، يحرز تقدماً متسارعاً، حيث يعمل على حزمة من الإجراءات المشتركة التي من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين في المستقبل القريب.

التعاون الاقتصادي بين البلدين

وأوضح غوميز توليدو، أن السعودية تعد ثالث أكبر شريك تجاري للمكسيك بين دول الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن أحدث أرقام التجارة بين البلدين تؤكد الاهتمام المتزايد بتعميق العلاقات الاقتصادية.

وبحسب بيانات الحكومة المكسيكية، في عام 2023، بلغ إجمالي التجارة 844.6 مليون دولار، بزيادة قدرها 76.8 في المائة عن عام 2022، في حين بلغ فائض المكسيك 289.3 مليون دولار.

لكن أرقام الصادرات المكسيكية، بحسب توليدو، قد تكون أعلى من ذلك بكثير، مستشهداً ببيانات الهيئة العامة للتجارة الخارجية السعودية «GAFT» التي تنص على أنه في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2023، بلغت الصادرات المكسيكية 1.32 مليار دولار؛ أي أكثر من ضعف ما سجلته السلطات المكسيكية.

وأشار إلى أن اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى (غافتا) تحسب الصادرات عند المنشأ، وهو ما يعكس الطلب المتزايد على المنتجات المكسيكية التي تدخل المملكة عبر دول ثالثة، مؤكداً أن الأمن الغذائي قضية رئيسية للدول، وهناك مجالات للتعاون في هذا الصدد.

وأضاف: «بينما تنمو التجارة، فإننا ندرك أن هذه الأرقام لا تتناسب مع مستوى اقتصاداتنا؛ لأننا دولة من دول مجموعة العشرين التي لديها مجموعة واسعة من المجالات، حيث يمكن للتجارة أن تزيد في كلا الاتجاهين، بما في ذلك الأعمال الزراعية، والنفط والغاز والصناعات الجديدة».

العلاقات السعودية - المكسيكية

وقال غوميز توليدو : «تتمتع المكسيك والسعودية تقليدياً بعلاقات جيدة، تقوم على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة على الأجندة العالمية. وفي عام 2021 استأنفنا حوارنا السياسي رفيع المستوى، ومنذ ذلك الحين أصبحت اتصالاتنا أكثر كثافة».

وأضاف أن «عام 2022 كان عاماً تاريخياً للعلاقات الثنائية، حيث شهد الذكرى السبعين للعلاقات الثنائية بين البلدين، وفي 12 سبتمبر (أيلول) نحتفل بالذكرى الثانية والسبعين للعلاقات».

وتابع: «خلال عام واحد، التقى وزيرا خارجيتنا ثلاث مرات، وسافر وزيرا الاستثمار والثقافة السعوديان إلى المكسيك هذا العام، كما ساهمت الزيارات رفيعة المستوى من الجانبين في دفع العلاقة، مع زيارات متتالية لنواب الوزراء المكسيكيين، إلى المملكة في عامي 2023 و2024».

وأضاف أن «اهتمام المكسيك بالمملكة زاد بشكل كبير، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، حيث يتابع المكسيكيون التحولات الكبرى التي تشهدها السعودية، في إطار رؤية المملكة 2030».

وقال: «إننا نستكشف حالياً مجالات جديدة للتعاون مثل الرياضة، ويمكننا أن نرى الاهتمام المتزايد من جانب الجالية المكسيكية في الرياض والدمام وجدة، حيث تضاعف حضورها ثلاث مرات في أقل من خمس سنوات».

ولفت إلى أن «مجلس الأعمال المشترك بين المكسيك والمملكة، الذي تم إنشاؤه حديثاً بين اتحاد الغرف السعودي ومجلس الأعمال التنسيقي المكسيك (CCE)، في فبراير من هذا العام، يسعى إلى تعزيز روابط القطاع الخاص بين البلدين».


مقالات ذات صلة

«غوغل كلاود»: وجودنا في السعودية للوصول إلى العملاء محلياً ودولياً

الاقتصاد مدير عام شركة «غوغل كلاود» في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:24

«غوغل كلاود»: وجودنا في السعودية للوصول إلى العملاء محلياً ودولياً

أشار مدير عام شركة «غوغل كلاود» في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، عبد الرحمن الذهيبان، إلى أهمية الذكاء الاصطناعي كونه يرتبط كلياً بالحوسبة السحابية.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد منظر عام للعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

«بنك اليابان» يترقب تحقق توقعاته قبل رفع الفائدة

قالت جونكو ناكاغاوا، صانعة السياسة في بنك اليابان، إن البنك سيواصل رفع أسعار الفائدة إذا تحرك التضخم بما يتماشى مع توقعاته.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد عمال في أحد مصانع المبردات في مقاطعة جيانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)

الصين تبحث رفع سن التقاعد مع انكماش القوى العاملة

درست أعلى هيئة تشريعية في الصين خلال الأسبوع الحالي خطة رسمية لتأخير سن التقاعد التي تعد من بين الأدنى في العالم.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سائحون يصطفّون لركوب الحافلة خلال مغادرة جبل فوجي باليابان (إ.ب.أ)

جبل «فوجي» يرضخ لقرارات تحجيم السياحة

شهد جبل فوجي انخفاضاً كبيراً بمعدلات الارتياد هذا الموسم نتيجة قرار السلطات اليابانية فرض رسم زيارة وتحديد عدد الأشخاص المسموح بدخولهم الموقع يومياً

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد طائرة بوينغ 737 ماكس خلال مراحل تصنيعها في مصنع الشركة بولاية واشنطن الأميركية (أ.ب)

«بوينغ» سلّمت الصين الشهر الماضي 9 طائرات ماكس

سلّمت «بوينغ» 9 طائرات 737 ماكس إلى شركات طيران صينية في أغسطس، وهو العدد الأكبر شهرياً منذ ديسمبر 2018

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«وول ستريت» تتراجع بعد بيانات تضخم أقل من المتوقع

العلم الأميركي على مبنى في «وول ستريت» بالحي المالي في نيويورك (رويترز)
العلم الأميركي على مبنى في «وول ستريت» بالحي المالي في نيويورك (رويترز)
TT

«وول ستريت» تتراجع بعد بيانات تضخم أقل من المتوقع

العلم الأميركي على مبنى في «وول ستريت» بالحي المالي في نيويورك (رويترز)
العلم الأميركي على مبنى في «وول ستريت» بالحي المالي في نيويورك (رويترز)

تراجعت المؤشرات الرئيسية لـ«وول ستريت» يوم الأربعاء بعد أن جاءت أحدث بيانات التضخم أقل من التوقعات، في حين زادت فرص الديمقراطية كامالا هاريس في الفوز برئاسة الولايات المتحدة بعد مناظرة تلفزيونية.

وارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل طفيف في أغسطس (آب)، لكن التضخم الأساسي أظهر بعض الثبات، مما قد يثني «الاحتياطي الفيدرالي» عن تقديم خفض نصف نقطة مئوية في الاجتماع المقبل.

وقال رئيس استراتيجيات الاستثمار والبحث في شركة «غلينميد»، جيسون برايد: «كان الاحتياطي الفيدرالي يرغب في رؤية أرقام أضعف لتبرير خفض محتمل بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع القادم... لكن هذه البيانات تجعل من المحتمل أكثر أن يتجهوا إلى خفض بمقدار 25 نقطة أساس»، وفق «رويترز».

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.2 في المائة الشهر الماضي بعد ارتفاعه بنفس النسبة في يوليو (تموز)، وفقاً لمكتب إحصاء العمل الأميركي. وارتفع الرقم الأساسي، الذي يستثني العناصر المتقلبة مثل الطعام والطاقة، بنسبة 0.3 في المائة على أساس شهري مقارنةً بالتوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 0.2 في المائة.

ويعتقد المتداولون الآن أن هناك فرصة بنسبة 85 في المائة لأن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وتأثرت معنويات السوق أيضاً بالتطورات السياسية بعد أن وضعت هاريس منافسها الجمهوري دونالد ترمب في موقف دفاعي خلال مناظرة رئاسية ساخنة يوم الثلاثاء. وبعد المناظرة، انخفضت احتمالات فوز ترمب بمقدار 6 سنتات إلى 47 سنتاً على موقع المراهنات «PredictIt»، بينما ارتفعت احتمالات هاريس إلى 57 سنتاً من 53 سنتاً.

وتراجعت أسهم الشركات التي من المتوقع أن تحقق أداء جيداً في عهد ترمب، مثل شركات العملات المشفرة والبلوك تشين. وانخفض سهم مجموعة ترمب للإعلام والتكنولوجيا بنسبة 17 في المائة.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسهم شركات الطاقة الشمسية التي يُنظر إليها على أنها تستفيد من إدارة هاريس، مثل «صن ران» و«سولار إيدج تكنولوجيز» اللتين ارتفعت منهما بأكثر 7 في المائة.

وبينما لم يقدم النقاش الكثير من الوضوح بشأن قضايا السياسة الرئيسية، يرى بعض مراقبي السوق أن مقترحات هاريس لرفع معدلات الضرائب على الشركات من المرجح أن تضر بأرباح الشركات، في حين أن موقف ترمب الأكثر صرامة بشأن الرسوم الجمركية قد يساهم في ارتفاع التضخم.

وأبقت أسهم الرقائق الإلكترونية مؤشر «ناسداك» منخفضاً. وارتفع مؤشر الرقائق الإلكترونية في فيلادلفيا بنسبة 1.2 في المائة، بدعم من ارتفاع أسهم شركة «إنفيديا» الرائدة في الصناعة بنسبة 3.5 في المائة.

وتراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 448.74 نقطة، أو بنسبة 1.15 في المائة، ليصل إلى 40281.08، وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، بمقدار 32.33 نقطة، أو بنسبة 0.63 في المائة، ليصل إلى 5463.19، وانخفض مؤشر «ناسداك» المركب بمقدار 1.73 نقطة، أو بنسبة 0.02 في المائة، ليصل إلى 17023.12.

ومن بين الأسهم الأخرى، هبطت أسهم «جيم ستوب» بنسبة 12.3 في المائة بعد أن قالت شركة بيع ألعاب الفيديو إنها قدمت عرضاً لبيع ما يصل إلى 20 مليون سهم وأعلنت عن انخفاض في إيرادات الربع الثاني.

وارتفعت أسهم شركات تعدين الليثيوم بعد أن أعلنت شركة «كاتل» الصينية العملاقة للبطاريات أنها تخطط لإجراء تعديلات على إنتاج كربونات الليثيوم في «ييتشون» على أساس الظروف الحالية في السوق. وقفزت أسهم شركة «ألبيمارل»، إحدى أكبر شركات تعدين الليثيوم في العالم، بنسبة 13.5 في المائة.