مسؤول في «بي دبليو سي» لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تشهد تحولاً في الذكاء الاصطناعي

TT

مسؤول في «بي دبليو سي» لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تشهد تحولاً في الذكاء الاصطناعي

رداد أيوب خلال حديثه إلى صحيفة «الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)
رداد أيوب خلال حديثه إلى صحيفة «الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

قال الشريك في خدمات الأمن السيبراني لدى «بي دبليو سي الشرق»، رداد أيوب، إن السعودية تشهد تحوّلاً أساسياً في نهج استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وإن البلاد تُعدّ في موقف قوي جداً من حيث اللوائح التي تخرج من المنظّم الوطني للأمن السيبراني.

وشدّد أيوب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على هامش القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بالرياض، على أن هناك فرصة للتطوير المستمر للوائح والمعايير المخصّصة التي تعالج المخاطر المتطورة التي تأتي من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها.

كما أن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً خلال العام أو العامين الماضييْن، من حيث وضع اللوائح التي ستساعد في توجيه السوق، والمساعدة في توجيه الأفراد والمنظّمات في بناء الأمن السيبراني وآلياتهم الدفاعية.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يُعدّ فرصةً رائعة من المنظور الدفاعي، من ناحية اكتساب المرونة السيبرانية في المؤسسات لتعزيز الحماية.

وحذّر من استخدام الذكاء الاصطناعي من قِبل جهات لإلحاق الضرر بالمؤسسات، لذلك من المهم ضمان الاستفادة من الأدوات والتقنيات المتاحة لزيادة الموقف الدفاعي السيبراني في كل الجهات.

وأكمل: «تطرح نماذج الذكاء الاصطناعي تحديات فريدة، تتعلّق بالثقة والشفافية، فالعملية المعقّدة لتطوير هذه النماذج والتي غالباً ما تُشبّه بـ(الصندوق الأسود)، تثير تساؤلات حول كيفية تأثيرها على الخصوصية وأمن البيانات، وعلى سبيل المثال، في المجال التجاري، يثير استخدام هذه التقنية مخاوف حول جمع واستخدام البيانات الشخصية».

وأكّد أيوب أن الموافقة على استخدام بيانات معينة لا تعني بالضرورة إقرار تحليل كميات هائلة من البيانات بشكل غير محدود، ما يمثّل انتهاكاً للخصوصية، و«لحسن الحظ تسعى السعودية جاهِدةً لحماية البيانات الشخصية من خلال قوانين وتشريعات جديدة».

ويعتقد أن التحدي لا يتوقف عند البيانات الشخصية، وأنه من المهم البحث عن طرق تمكّن المؤسسات من ضمان عدم استخدام هذه التقنيات لأغراض ضارّة؛ حيث إن طبيعة عمل الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على أنماط معقّدة بدلاً من قواعد بيانات تقليدية، تجعل من الصعب تتبّع وتحديد البيانات المستخدَمة في التدريب.

وتابع: «إن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي تمثّل تحولاً جذرياً في كيفية عمل التكنولوجيا، في حين تسعى الدول والمؤسسات للاستفادة القصوى من هذه التقنيات، ويجب عليهم في الوقت نفسه مواجهة تحدي إدارة المخاطر».

وحسب أيوب، كل قطاع يمتلك نضجاً تكنولوجياً مختلفاً، ما يستدعي تكييف استراتيجيات الذكاء الاصطناعي لتلبية الاحتياجات المحدّدة.

وأشار إلى أهمية إيجاد طرق مبتكرة لتطبيق الذكاء الاصطناعي لمعالجة التحديات المحلية، ودفع عجلة التنمية، ولكن هذا يتطلّب توازناً دقيقاً بين الاستفادة من الفرص واحتواء المخاطر، موضحاً أنه من خلال بناء حالات استخدام مخصصة وتطوير إطار عمل تنظيمي قوي، ستصبح المملكة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.


مقالات ذات صلة

«إس تي سي» توقع اتفاقية مع «هيئة تنمية البحث» لإطلاق معملها للذكاء الاصطناعي

الاقتصاد معمل الذكاء الاصطناعي لـ«إس تي سي» منصة لتطوير الحلول التقنية المبتكرة (موقع المجموعة)

«إس تي سي» توقع اتفاقية مع «هيئة تنمية البحث» لإطلاق معملها للذكاء الاصطناعي

أعلنت مجموعة «إس تي سي» السعودية وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، توقيع اتفاقية تعاون لإطلاق معملها للذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس ماجد الشهري مدير عام الدراسات والمتحدث الرسمي لـ«سدايا» (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:17

متحدث «سدايا»: نتوقع زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بالسعودية إلى 20 مليار دولار

كشف المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» المهندس ماجد الشهري عن تجاوز الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي بالمملكة 6 مليارات ريال.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد الأمين العام المؤسس لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى تتحدث للحضور على هامش القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

السعودية تطلق أول مركز تميز دولي للذكاء الاصطناعي التوليدي

أعلنت منظمة التعاون الرقمي السعودية إطلاق مركز التميز الدولي للذكاء الاصطناعي التوليدي، بقيادة من السعودية، وذلك تماشياً مع تطلعات «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الدكتور أحمد الغامدي خلال حديثه مع صحيفة «الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:39

الغامدي لـ«الشرق الأوسط»: «سدايا» تتبنى 3 أسس لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي

أكد المشرف على قطاع بناء القدرات في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» الدكتور أحمد الغامدي تبني المنشأة ثلاثة أسس تقوم ببناء القدرات عليها

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد بداية انطلاق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المقامة في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:41

السعودية ترفع سقف طموحات العالم في تقنية الذكاء الاصطناعي 

تُصر السعودية على مواصلة تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي كأداة توسع نطاق القدرة البشرية دون أن تحل مكان الإنسان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

متحدث «سدايا»: نتوقع زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بالسعودية إلى 20 مليار دولار

TT

متحدث «سدايا»: نتوقع زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بالسعودية إلى 20 مليار دولار

المهندس ماجد الشهري مدير عام الدراسات والمتحدث الرسمي لـ«سدايا» (تصوير: تركي العقيلي)
المهندس ماجد الشهري مدير عام الدراسات والمتحدث الرسمي لـ«سدايا» (تصوير: تركي العقيلي)

كشف المهندس ماجد الشهري، مدير عام الدراسات والمتحدث الرسمي للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، عن تجاوز الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي بالمملكة 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) خلال الوقت الحالي، متوقعاً زيادتها لأكثر من 75 مليار ريال (20 مليار دولار) قبل حلول 2030.

وأكد الشهري في حوار مع «الشرق الأوسط»، يوم الثلاثاء، على هامش افتتاح القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، أنه لدى «سدايا» الكثير من التطبيقات والمنصات والحلول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بمراحل ومستويات متفاوتة.

وتابع أن لدى المنشأة أيضاً حلولاً متعلقة بعدة منصات منها «استشراف»، و«بنك البيانات الوطني» التي تساهم في بناء الذكاء الاصطناعي، وتقديم الحلول في هذا المجال بشكل دقيق.

و«استشراف» قطاع يقدم رؤى مستقبلية لصنّاع القرار في المملكة، من خلال تقديم تحليلات ومؤشرات اقتصادية واجتماعية تفاعلية في منصة إلكترونية يقوم عليها فريق وطني بتخصصات متعددة، وذلك باستثمار البيانات الضخمة، وقدرات التحليل المتقدمة والذكاء الاصطناعي؛ للمساهمة في دعم صياغة القرارات وتصميم السياسات ومحاكاة أثر التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية المختلفة لدعم التوجه المستقبلي لتحقيق «رؤية 2030».

كذلك، يعد «بنك البيانات الوطني» مجموعة من المنتجات والمنصات المترابطة التي تهدف إلى تحسين جودة البيانات الوطنية وتعزيز مشاركتها بين الجهات والمساهمة في بناء اقتصاد رقمي في المملكة قائم على البيانات.

وقال الشهري إن البيانات تعد الوقود الذي يستخدمه الذكاء الاصطناعي، حيث يستطيع من خلاله تقديم حلول دقيقة.

المهندس ماجد الشهري مدير عام الدراسات والمتحدث الرسمي لـ«سدايا» (تصوير: تركي العقيلي)

وأضاف المتحدث الرسمي أن معامل «سدايا» تقدم حلولاً بشكل متسارع، بعضها تم عرضه اليوم في المعرض المصاحب للقمة، وبدأ يسوَّق له بشكل تجاري، ويستخدم في أماكن مختلفة مع الشركاء من الجهات الحكومية، وبعضها الآخر ما زال في مراكز البحث.

ولفت إلى أن «علّام»، هو تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي عملوا خلال الأشهر الماضية ليكون هو الحل المتكامل في الإجابة عن كل الأسئلة التي تطرح في هذا المجال، يتم العمل عليه ليكون تطبيقاً وطنياً متطوراً، ومرجعاً للأسئلة المختلفة في الشأن العام والخاص.

و«علّام» أحد أبرز الخدمات والبرامج المجانية المتنوعة في «سدايا»، تم إطلاقه العام الماضي، وهو تطبيق يقوم بمحادثة المستخدمين والرد على استفساراتهم باللغة العربية وصياغة الملخصات والاقتراحات في كثير من الموضوعات المختلفة بطريقة محدّثة تنسجم مع تسارع الأحداث، كما يمتلك المعلومة الموثوقة في المجالات كافة، ويعد الأول من نوعه في السعودية.

وفيما يخص القمة، لفت الشهري إلى أنها ستكون أحد الممكنات التي تساعد المستثمرين والرؤساء التنفيذيين للجهات الحكومية والخاصة، لمعرفة البوصلة التي تسير باتجاهها تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتأكد من استثماراتهم في حالات الاستخدام الناجحة التي تم اختبارها من قبل، للتيقن من نضج الحلول المقدمة لهم.