الكونغرس الأميركي يمرّر قانوناً لتقييد التعامل مع شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية

وسط اعتراضات من بكين

لافتة خارج منشأة «ووشي أبتك» في سان دييغو بالولايات المتحدة (رويترز)
لافتة خارج منشأة «ووشي أبتك» في سان دييغو بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

الكونغرس الأميركي يمرّر قانوناً لتقييد التعامل مع شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية

لافتة خارج منشأة «ووشي أبتك» في سان دييغو بالولايات المتحدة (رويترز)
لافتة خارج منشأة «ووشي أبتك» في سان دييغو بالولايات المتحدة (رويترز)

مرّر مجلس النواب الأميركي، الاثنين، مشروع قانون يهدف إلى تقييد التعاملات التجارية مع شركتي «ووشي أبتك» و«بي جي آي» الصينيتين، وعدة شركات أخرى في مجال التكنولوجيا الحيوية، بناءً على مخاوف تتعلّق بالأمن القومي؛ مما أثار إدانة من بكين.

وكان هذا أول تصويت على قانون «الأمن البيولوجي» الذي من شأنه حظر العقود الفيدرالية مع الشركات المستهدفة وأولئك الذين يتعاملون معها، وفقاً لـ«رويترز».

ويؤكد المؤيدون أن هذه الخطوة ضرورية لحماية المعلومات الصحية والجينية للأميركيين وسلاسل الإمداد الدوائية في الولايات المتحدة.

ومُرّر مشروع القانون بـ306 أصوات مقابل 81، متجاوزاً بسهولة نسبة الثلثين المطلوبة. ويجب أن يمر التشريع في مجلس الشيوخ الأميركي قبل أن يُرسل إلى الرئيس جو بايدن ليصبح قانوناً.

وفي نقاش جرى في مجلس النواب، الاثنين، كان النائبان جون مولينار وراجا كريشنامورثي من بين الذين دعّموا التشريع.

وعارض النائب جيم ماكغفرن مشروع القانون، قائلاً إنه لم يتلق إجابة واضحة حول كيفية تحديد الشركات التي يجب استهدافها. وتبني إحدى الشركات، وهي شركة «ووشي أبتك»، منشأة في منطقته بماساتشوستس.

ووصفت وزارة الخارجية الصينية مشروع القانون بأنه «تمييزي»، ودعت الولايات المتحدة إلى التوقف عن إيجاد «أعذار» لقمع الشركات الصينية.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، في مؤتمر صحافي دوري يوم الثلاثاء: «ستواصل الصين بحزم حماية الحقوق والمصالح المشروعة لشركاتها».

وفي بيان، قالت شركة «ووشي أبتك» إنها «تشعر بخيبة أمل» من تصويت مجلس النواب، لافتة إلى أن تصنيف الشركة كان «مسبقاً وغير مبرر ودون إجراءات قانونية».

وهبطت أسهم «ووشي أبتك» و«ووشي بيولوجيكس» المدرجة في هونغ كونغ بنسبة تصل إلى 11 في المائة، و9 في المائة على التوالي يوم الثلاثاء.

وصوّتت لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ الأميركي في مارس (آذار) الماضي على الموافقة على مشروع قانون مماثل، ولكن من غير الواضح متى سيصوّت المجلس بكامل هيئته على التشريع.

وتقول الشركات المستهدفة إن هذه الإجراءات تستند إلى ادعاءات كاذبة ومضللة، ومن شأنها أن تخنق المنافسة. وينفي كل منها أنها تشكّل أي تهديد للأمن القومي الأميركي.

وقالت شركة «بي جي آي»، في بيان، إنها تشعر بخيبة أمل إزاء استخدام العملية التشريعية الأميركية «لاختيار الفائزين والخاسرين»، مؤكدة أن ذلك لا يشكّل أي تهديد للأمن القومي.

وتشمل الشركات الأخرى المستهدفة شركة «إم جي آي» الصينية وشركة «كومبليت جينوميكس» التابعة لها في كاليفورنيا.

وقالت «إم جي آي» في بيان: «كما أوضحنا مراراً، فإننا بصفتنا شركات مزودة للمعدات، لا نمتلك أو نجمع أو نحافظ على البيانات الجينية للمرضى؛ إذ يحتفظ عملاؤنا بالسيطرة الكاملة على أي بيانات يقومون بتوليدها».

وقال متحدث باسم «كومبليت جينوميكس»، إن «الاعتبارات الجيوسياسية وليس الحقائق هي التي دفعت مجلس النواب إلى تمرير مشروع القانون».

وأضاف المتحدث: «نحن وكثيرون في صناعة الأدوية وعلوم الحياة نشعر بقلق عميق إزاء تأثير التشريع في القيادة الأميركية في مجال ابتكار التكنولوجيا الحيوية وتطوير الأدوية ورعاية المرضى».


مقالات ذات صلة

بعد تشريع أميركي... القيمة السوقية للعملات المستقرة تصل إلى مستوى قياسي

الاقتصاد تمثيلات للعملات المشفرة على أوراق الدولار الأميركي في صورة توضيحية (رويترز)

بعد تشريع أميركي... القيمة السوقية للعملات المستقرة تصل إلى مستوى قياسي

ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المستقرة إلى مستوى قياسي يوم الأربعاء، عقب إقرار مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون ينظم هذا القطاع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الولايات المتحدة​ ترمب بعد عودته إلى الولايات المتحدة عقب مشاركته في أعمال مجموعة السبعة في كندا في 16 يونيو 2025 (رويترز)

الكونغرس في تقارب حزبي نادر أمام استحقاق الحرب

بوجه التصريحات المربكة لترمب حيال دور بلاده في الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، يسعى المشرعون إلى خلق نوع من الاستقرار السياسي عبر حشد الدعم لرفض أي تدخل أميركي.

رنا أبتر (واشنطن)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال حفل النزهة السنوي لأعضاء الكونغرس في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض (إ.ب.أ)

تعديلات جمهورية على مشروع «ترمب الضريبي» تثير جدلاً في الكونغرس

قد تُعقّد الصيغ المختلفة لمشروع القانون في مجلسي الشيوخ والنواب، حيث يسيطر الجمهوريون بفوارق طفيفة، جهود قادة الحزب لإقرار التشريع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مساعٍ ديمقراطية للحد من أي تدخل أميركي في الحرب الإسرائيلية - الإيرانية (أ.ف.ب)

انقسامات في الكونغرس الأميركي حول طبيعة الرد المناسب

تقدّم السيناتور الديمقراطي تيم كاين بمشروع قانون يُلزم مجلس الشيوخ بالتصويت على أي تدخل أميركي عسكري ضد إيران.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصل إلى قمة مجموعة «السبع» في ألبرتا بكندا 15 يونيو 2025 (أ.ب)

سيناتور ديمقراطي يقدّم مشروع قانون لمنع ترمب من مهاجمة إيران

قدّم السيناتور الديمقراطي البارز تيم كين مشروع قانون لمنع الرئيس الأميركي دونالد ترمب من مهاجمة إيران دون الحصول على موافقة «الكونغرس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«قطر للطاقة» تفوز برخصة للتنقيب والاستكشاف في الجزائر

مقر «قطر للطاقة» في العاصمة الدوحة (الموقع الإلكتروني للشركة)
مقر «قطر للطاقة» في العاصمة الدوحة (الموقع الإلكتروني للشركة)
TT

«قطر للطاقة» تفوز برخصة للتنقيب والاستكشاف في الجزائر

مقر «قطر للطاقة» في العاصمة الدوحة (الموقع الإلكتروني للشركة)
مقر «قطر للطاقة» في العاصمة الدوحة (الموقع الإلكتروني للشركة)

فازت شركة «قطر للطاقة» برخصة للتنقيب والاستكشاف في الجزائر، وهو ما يمثل أول دخول للشركة في قطاع التنقيب والاستكشاف في الجزائر.

وأوضح بيان صادر عن «قطر للطاقة» في الدوحة، الأربعاء، أن الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات في الجزائر، قد منحت حقوق الاستكشاف والإنتاج في المنطقة البرية «أهارا» الواقعة في شرق الجزائر إلى تحالف مكون من «قطر للطاقة» بحصة فعلية تبلغ 24.5 في المائة و«توتال إنرجيز» (المشغل خلال مرحلة الاستكشاف) بحصة فعلية تبلغ 24.5 في المائة، وشركة النفط والغاز الجزائرية الحكومية «سوناطراك» بحصة فعلية تبلغ 51 في المائة.

وبهذه المناسبة، قال سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«قطر للطاقة»: «سعيدون بمنحنا حقوق الاستكشاف والإنتاج في منطقة أهارا، وهو ما يمثل أول وجود لنا في قطاع الاستكشاف في الجزائر، ويوسع رقعة وجودنا في شمال أفريقيا».

وأضاف الكعبي: «نتطلع إلى التعاون مع الوزارة، والوكالة وشركة (سوناطراك)، وشريكتنا (توتال إنرجيز) لإنجاح هذا المسعى الاستكشافي المهم».

وتقع منطقة أهارا في شرق الجزائر، عند تقاطع حوضي بركين وإليزي المعروفين بغزارة الإنتاج، وتغطي مساحة تبلغ نحو 19 ألفاً و900 كيلومتر مربع.