طاجيكستان لتنفيذ اتفاقيات مع السعودية بشأن تطوير المشاريع الاستثمارية

سفيرها لـ«الشرق الأوسط»: نبحث حالياً عن آليات لرفع مستوى التعاون الاقتصادي

سفير طاجيكستان لدى السعودية أكرم كريمي (الشرق الأوسط)
سفير طاجيكستان لدى السعودية أكرم كريمي (الشرق الأوسط)
TT

طاجيكستان لتنفيذ اتفاقيات مع السعودية بشأن تطوير المشاريع الاستثمارية

سفير طاجيكستان لدى السعودية أكرم كريمي (الشرق الأوسط)
سفير طاجيكستان لدى السعودية أكرم كريمي (الشرق الأوسط)

كشف دبلوماسي طاجيكي عن مشاورات تجري حالياً على المستويين الحكومي والخاص بين بلاده والسعودية، لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه سابقاً بشأن إقامة الشراكات وتطوير المشاريع الاستثمارية، بالتوازي مع الكشف عن تنسيق ثنائي لعقد الدورة المقبلة لاجتماعات اللجنة المشتركة الطاجيكية السعودية في الرياض، قبل نهاية العام الحالي.

وقال سفير طاجيكستان لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أكرم كريمي: «إدراكاً لأهمية تعزيز العلاقات الطاجيكية السعودية على جميع المستويات، وتنفيذاً لتوجيهات القيادتين، يعمل الجانبان، الآن، على إيجاد السبل والآليات الكفيلة برفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين».

وأضاف كريمي: «خلال الفترة الماضية، عقدت اجتماعات اللجنة الطاجيكية السعودية المشتركة التي تُعدّ الآلية الأهم لتفعيل التعاون المتعدد الأوجه بين البلدين، وأسفرت الاجتماعات عن وضع خريطة طريق لتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية».

وأشار إلى أن بلاده تعطي الأولوية، خلال الفترة المقبلة، لجذب الاستثمارات في قطاعات الطاقة المتجددة والتعدين والصناعة والزراعة والسياحة، متطلعاً إلى حضور المملكة عبر صندوق الاستثمارات العامة والشركات المتخصصة في الساحة الاستثمارية بطاجيكستان لتنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة، مثل الطاقة المائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ للاستفادة من الخبرات السعودية في مجال الطاقة المتجددة.

وفي الوقت نفسه، أقرَّ كريمي بأن التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري الحالي بين البلدين لا يرتقي إلى المستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات السياسية، ولا يلبي تطلعات القيادتين والشعبين، فضلاً عن عدم الاستجابة للفرص والإمكانات المتاحة للبلدين، مبيناً أن حجم التبادل التجاري حالياً في أدنى مستوياته.

الشراكات القائمة والمستقبلية

وأشار كريمي إلى أن العاصمة الطاجيكية استضافت، في نهاية عام 2022، المنتدى الاستثماري الطاجيكي السعودي الأول، بحضور وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، ومشاركة شركات استثمارية سعودية، مثل «أكوا باور»، و«معادن»، و«سابك»، و«دلة البركة»، و«فواز الحكير».

وأوضح أن شركات القطاع الخاص الطاجيكي شاركت بقوة في منتدى الخليج للاستثمار مع دول آسيا الوسطى، الذي عُقد في الرياض، خلال مايو (أيار) 2024، ما أسفر عن عقود وصفقات بين الجانبين، وجذب شركات سعودية مثل «أكوا باور»، ومجموعة «فواز الحكير» لدخول السوق الاستثمارية في طاجيكستان.

شراكة تنموية

وأكد كريمي أن السعودية شريك تنموي مهم لطاجيكستان، من خلال البرامج والمشاريع التي يجري تنفيذها بالتعاون مع الصندوق السعودي للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مثمّناً دور المملكة بصفتها شريكاً تنموياً لبلاده، متطلعاً إلى أن تصبح المملكة واحدة من الدول الرائدة للاستثمار في بلاده.

وأشار إلى أن طاجيكستان دولة غنية بالموارد المائية، موضحاً أنها تحتل المرتبة الأولى إقليمياً، والثامنة عالمياً من حيث موارد الطاقة الكهرومائية، والتي تُقدَّر بنحو 527 مليار كيلووات/ ساعة، لكن، برأيه، لا تستغل البلاد هذه الموارد إلا بنسبة 4 أو 5 في المائة فقط.

كما لفت إلى مشاريع الطاقة «العملاقة» التي يجري تطويرها حالياً في طاجيكستان، ومشروع محطة «راغون» الكهرومائية، مبيناً أن هناك تعاوناً بين طاجيكستان والمملكة، في إطار تطوير المشروع عبر الصندوق السعودي للتنمية، حيث وقَّعت الدولتان، العام الماضي، اتفاقية قرض لهذا المشروع بقيمة 100 مليون دولار.

العلاقات السعودية الطاجيكية

وقال كريمي: «إن السعودية كانت من أوائل الدول التي اعترفت بسيادة طاجيكستان واستقلالها، وأقامت علاقات دبلوماسية معها في عام 1992، ومنذ ذلك الحين شهدت العلاقات الثنائية نمواً سريعاً على مختلف المستويات. وأستطيع أن أقول بثقة واعتزاز إن العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين وصلت، اليوم، إلى أعلى مستوياتها، استناداً إلى الروابط الروحية والتاريخية والحضارية والثقافية بين الشعبين الطاجيكي والسعودي؛ وذلك بفضل الروابط الأخوية القوية بين قيادتينا النبيلة».

كما شدّد على أن السعودية كانت ولا تزال منذ 30 عاماً شريكاً تنموياً مهماً لطاجيكستان، بالإضافة إلى العلاقات المتميزة بين البلدين في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، وغيرها.

وأضاف كريمي: «انطلاقاً من هذه العلاقات القوية على المستويات السياسية والتنموية والإنسانية والدولية، فإننا حريصون على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي بين البلدين، ونتطلع إلى تحقيق إنجازات عملية ملحوظة في المستقبل القريب».


مقالات ذات صلة

خدمة شحن حديثة عبر «ميناء جدة الإسلامي» تدعم التواصل التجاري العالمي

الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الهيئة العامة للموانئ)

خدمة شحن حديثة عبر «ميناء جدة الإسلامي» تدعم التواصل التجاري العالمي

أعلنت «الهيئة العامة للموانئ» (موانئ)، الثلاثاء، عن إضافة خدمة الشحن الجديدة «MRX»، التابعة لشركة «ملاحة»، إلى ميناء جدة الإسلامي (غرب السعودية).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نموذج خط أنابيب الغاز الطبيعي والعَلم الألماني (رويترز)

ارتفاع تكاليف الطاقة تضغط على الاقتصاد الألماني في 2025

يواجه الاقتصاد الألماني، الذي تأخر عن نظيره في السنوات الأخيرة، سلسلة من التحديات في عام 2025، تشمل أسعار الطاقة المرتفعة وحالة من عدم اليقين التجاري مع أميركا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد صيادون يابانيون على مركب بالقرب من ميناء سوما القريب من مفاعل فوكوشيما النووي (أ.ف.ب)

«المأكولات البحرية» على مائدة المناقشات الصينية اليابانية الأربعاء

من المرجح أن تناقش الصين واليابان أزمة المأكولات البحرية خلال زيارة وزير الخارجية الياباني إلى بكين يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد شعار شركة «يو إس ستيل» لإنتاج الصلب على مقرها بمدينة بيتسبرغ الأميركية (أ.ب)

مصير صفقة «يو إس ستيل» على طاولة بايدن

فشلت لجنة حكومية أميركية في الوصول إلى توافق بشأن مخاطر صفقة الاستحواذ المحتملة من شركة «نيبون ستيل» اليابانية للصلب على منافستها الأميركية «يو إس ستيل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سيدة تعمل في مصنع نسيج بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)

الصين تعتزم زيادة الدعم المالي للاستهلاك

قالت الصين إنها ستعزز الدعم المالي للاستهلاك العام المقبل، بالتزامن مع أنباء عن موافقة بكين على إصدار سندات خزانة خاصة بقيمة 3 تريليونات يوان، العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«المأكولات البحرية» على مائدة المناقشات الصينية اليابانية الأربعاء

صيادون يابانيون على مركب بالقرب من ميناء سوما القريب من مفاعل فوكوشيما النووي (أ.ف.ب)
صيادون يابانيون على مركب بالقرب من ميناء سوما القريب من مفاعل فوكوشيما النووي (أ.ف.ب)
TT

«المأكولات البحرية» على مائدة المناقشات الصينية اليابانية الأربعاء

صيادون يابانيون على مركب بالقرب من ميناء سوما القريب من مفاعل فوكوشيما النووي (أ.ف.ب)
صيادون يابانيون على مركب بالقرب من ميناء سوما القريب من مفاعل فوكوشيما النووي (أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية الصينية إن وزير الخارجية الصيني وانغ يي سيجري محادثات مع نظيره الياباني تاكيشي إيوايا في بكين يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن يتناول الرجلان حظر الصين على واردات المأكولات البحرية اليابانية.

وتعد زيارة إيوايا التي تستغرق يوماً واحداً للعاصمة الصينية بدعوة من الصين هي الأولى له منذ توليه منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وفرضت بكين الحظر في أغسطس (آب) الماضي بعد أن بدأت طوكيو في إطلاق المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما النووية على الرغم من معارضة الصين.

وعندما سئلت عن الحظر في إفادة صحافية دورية يوم الثلاثاء حثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ اليابان على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق تم التوصل إليه في سبتمبر (أيلول) الماضي. ويلزم الاتفاق اليابان بإنشاء ترتيبات مراقبة دولية طويلة الأجل، والسماح لأصحاب المصلحة، مثل الصين بإجراء أخذ عينات ومراقبة مستقلة.

وقالت ماو: «بعد المشاركة الفعالة في المراقبة الدولية طويلة الأجل... ستبدأ الصين في تعديل التدابير ذات الصلة على أساس الأدلة العلمية، واستعادة واردات المنتجات المائية اليابانية التي تلبي المعايير واللوائح تدريجياً»، دون أن تحدد جدولاً زمنياً. وأضافت أن الصين تواصل معارضة تصريف المياه.

ومن جانبه، شدّد الوزير الياباني إيوايا على أن العلاقات مع بكين هي «واحدة من العلاقات الثنائية الأكثر أهمية بالنسبة إلينا»، لافتاً إلى أن «الإمكانيات كثيرة بين اليابان والصين، وكثيرة هي أيضاً التحديات والهواجس».

والشراكة التجارية بين الصين واليابان على قدر كبير من الأهمية، لكن عوامل عدة خصوصاً الخلافات التاريخية والتوترات المتّصلة بتنازع السيادة في بحر الصين الجنوبي والنفقات العسكرية الزائدة، وتّرت العلاقات في السنوات الأخيرة.

ولفت إيوايا إلى أن «مسؤولية كبيرة تقع على عاتق البلدين فيما يتّصل بالسلام والاستقرار في المنطقة».

وطوكيو حليفة تقليدية للولايات المتحدة، وقد عزّزت بشكل كبير إنفاقها العسكري في السنوات الأخيرة في ظل ازدياد المناورات العسكرية لبكين، خصوصاً حول تايوان القريبة من المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول) حذّر وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني لدى لقائه نظيره الأميركي لويد أوستن، من أن الوضع الأمني في المنطقة «يزداد خطورة». وشكر الوزير الياباني أوستن على التزامه «الردع» في إطار التحالف بين اليابان والولايات المتحدة.

وينتشر نحو 54 ألف عسكري أميركي في اليابان، خصوصاً في أوكيناوا. لكن النزعة الانعزالية لدى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي سيتولى منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل، قد تفضي إلى خفض تمويل واشنطن للأمن في المنطقة، وتدفع اليابان إلى تعزيز قدراتها العسكرية.

وحدّدت طوكيو بالفعل هدفاً لإنفاقها العسكري هو الوصول إلى ما نسبته 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027.