قلق المستثمرين يدفع سندات اليورو للارتفاع

وسط انتظار بيانات الوظائف الأميركية

أوراق نقدية من فئة 20 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 20 يورو (رويترز)
TT

قلق المستثمرين يدفع سندات اليورو للارتفاع

أوراق نقدية من فئة 20 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 20 يورو (رويترز)

حافظت سندات الحكومة في منطقة اليورو على مكاسبها، يوم الأربعاء، حيث أدى قلق المستثمرين بشأن بيانات الوظائف الأميركية المقبلة، هذا الأسبوع، إلى إثارة تقلبات واسعة النطاق، ودفع تدفقات رأس المال إلى الأصول الآمنة التقليدية.

وتسبَّب تفضيل المخاطرة، هذا الأسبوع، في اهتزاز الأسواق العالمية، مع تصاعد المخاوف قبيل تقرير التوظيف الأميركي، يوم الجمعة، الذي قد يحدد حجم أي تخفيض بأسعار الفائدة من قِبل «الاحتياطي الفيدرالي»، هذا الشهر، وفق «رويترز».

ويزداد التوتر لأن سبتمبر (أيلول) عادةً ما يكون أسوأ شهر لعائدات سوق الأسهم.

وسجلت عوائد السندات الألمانية أكبر انخفاض يومي لها في شهر، يوم الثلاثاء، حيث انخفضت بمقدار 6 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لمدة عامين بشكل أكثر تواضعاً بمقدار 3.8 نقطة أساس.

ومن المتوقع أن يقدم «المركزي الأوروبي»، الذي يجتمع الأسبوع المقبل، تخفيضاً آخر بمقدار ربع نقطة. وذكر عضو مجلس «المركزي»، بيرييرو شيبولوني، لصحيفة فرنسية، يوم الأربعاء، أن المصرف المركزي لديه مجال لتخفيض الأسعار، وأنه مُعرَّض لخطر أن يصبح مقيداً جداً.

وانخفضت عائدات السندات الألمانية القياسية لمدة 10 سنوات بنحو 4 نقاط أساس إلى 2.235 في المائة، في حين انخفضت عائدات السندات لمدة عامين بمقدار 5 نقاط أساس عند 2.332 في المائة.

وأشار محللون في «كومرتس بنك» إلى أن الانخفاض الحاد بأسعار النفط، يوم الثلاثاء، ساعد في إنهاء منحنى السندات الألمانية الأطول، حيث يأخذ المستثمرون في الاعتبار كيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من قمع التضخم، ومن ثم الحاجة إلى تخفيضات أعمق بأسعار الفائدة.

وقال صانع السياسات في «المركزي الأوروبي»، يواكيم ناغل، والذي يفضل تقليدياً رفع أسعار الفائدة، يوم الثلاثاء: «انتهت الموجة الكبرى من التضخم»، لكنه أضاف أنه لن يقرر ما إذا كان سيُصوّت على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر حتى الأسبوع المقبل.

وأطلقت مجموعة تجارية ألمانية ناقوس الخطر، يوم الأربعاء، حيث يواجه المُصدّرون في البلاد ركوداً في التجارة الخارجية. ويعاني أكبر اقتصاد في أوروبا، بالفعل، صعوبات.

وفي الأمد القريب، سيظل مستثمرو الدخل الثابت يركزون على التقلبات في الأسواق الأوسع نطاقاً، وعلى إصدارات بيانات التوظيف في الولايات المتحدة، بدءاً من عمليات التسريح الشهرية، وأرقام التوظيف المقرر صدورها في وقت لاحق من يوم الأربعاء.

وينتهي الانتظار يوم الجمعة، عندما يحين موعد صدور تقرير التوظيف الشهري في الولايات المتحدة. ويتوقع خبراء اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، ارتفاع الوظائف غير الزراعية بنحو 160 ألف وظيفة في أغسطس (آب)، مقارنة بزيادة قدرها 114 ألف وظيفة في يوليو (تموز).

وقال المحلل الاستراتيجي بشركة «جيفريز»، موهيت كومار، إنه حتى ذلك الحين، من المرجح أن تتقلب السندات الحكومية جنباً إلى جنب مع شهية المستثمرين للمخاطرة.

وقال: «نحن نحافظ على تحيزنا التصاعدي المتواضع بشأن الأصول الخطِرة، على الرغم من تحركات الأمس، لكننا نحافظ على حجم مراكزنا صغيراً. وكما زعمنا، أمس الثلاثاء، من الحكمة أن نضع بعض التحوطات في مكانها، حيث نتوقع زيادة التقلبات على مدى الأسابيع المقبلة».

وفي مكان آخر، انخفضت عائدات السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات بمقدار 2.7 نقطة أساس إلى 3.642 في المائة، تاركةً فارقها عن السندات الألمانية ثابتاً عند 139.9 نقطة أساس. وانخفضت عائدات السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتيْ أساس إلى 2.97 في المائة.


مقالات ذات صلة

اليابان تخطط لإنفاق 90 مليار دولار في حزمة تحفيزية جديدة

الاقتصاد أشخاص يعبرون الطريق في شينجوكو، طوكيو (رويترز)

اليابان تخطط لإنفاق 90 مليار دولار في حزمة تحفيزية جديدة

تفكر اليابان في إنفاق 13.9 تريليون ين (89.7 مليار دولار) من حسابها العام لتمويل حزمة تحفيزية جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد أوراق نقدية بقيمة 20 يورو (رويترز)

عائدات منطقة اليورو ترتفع مع تراجع المخاوف الجيوسياسية

ارتفعت عائدات السندات بمنطقة اليورو الأربعاء عاكسة بعض التحركات التي شهدتها في اليوم السابق عندما لجأ المستثمرون لأمان السندات بسبب مخاوف تصعيد الصراع بأوكرانيا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)

الأسهم الآسيوية ترتفع والدولار يتراجع مع ترقب تعيينات ترمب

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، بينما تراجعت عوائد السندات الأميركية والدولار عن أعلى مستوياتهما في عدة أشهر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» تستقر بعد مكاسب ما بعد الانتخابات

شهدت الأسهم الأميركية تحركات بطيئة، الاثنين، حيث تواصل «وول ستريت» الاستقرار بعد أن تلاشت معظم المكاسب التي حققتها عقب فوز دونالد ترمب في الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
امرأة تحمل أوراقاً نقدية من اليورو (رويترز)

التوقعات الاقتصادية تضغط على تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو

تباينت تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو، يوم الاثنين، حيث استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية بالقرب من أعلى مستوياتها الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.