«سينوكيم» الصينية للنفط تخطط للخروج من مشروع مشترك في أميركا مع «إكسون»

حصتها تقدر قيمتها بأكثر من مليارَي دولار

رجل يركب دراجة نارية أمام مبنى مكاتب شركة «سينوكيم» في بكين (رويترز)
رجل يركب دراجة نارية أمام مبنى مكاتب شركة «سينوكيم» في بكين (رويترز)
TT

«سينوكيم» الصينية للنفط تخطط للخروج من مشروع مشترك في أميركا مع «إكسون»

رجل يركب دراجة نارية أمام مبنى مكاتب شركة «سينوكيم» في بكين (رويترز)
رجل يركب دراجة نارية أمام مبنى مكاتب شركة «سينوكيم» في بكين (رويترز)

تخطط شركة «سينوكيم» الصينية للنفط والمواد الكيميائية المدعومة من الدولة لبيع حصتها البالغة 40 في المائة في مشروع مشترك للنفط الصخري في الولايات المتحدة مع شركة النفط العملاقة «إكسون موبيل»، والتي تقدر قيمتها بأكثر من مليارَي دولار، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر لـ«رويترز».

وقال أحد المصادر إن «سينوكيم» استأجرت في الأسابيع الأخيرة مصرفين استثماريين في «باركليز» لتقديم المشورة لها بشأن البيع المحتمل لحصتها في مشروع «وولفكامب» المشترك.

وأضاف المصدر أن «إكسون»، المالك والمشغل الرئيسي للمشروع المشترك، لها حق الرفض الأول في البيع.

وحذرت المصادر من أن اعتبارات البيع في مرحلة مبكرة، وأن الصفقة مع «إكسون» أو الأطراف المهتمة الأخرى، والتي قد تشمل شركات النفط الوطنية الآسيوية المنافسة، ليست مضمونة. وقالوا إن «سينوكيم» قد تقرر الاحتفاظ بحصتها. وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها لمناقشة المحادثات السرية.

ومن شأن البيع أن ينهي مشاركة شركة «سينوكيم» التي استمرت لأكثر من 11 عاماً في حوض «بيرميان» في تكساس، معقل ثورة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.

ولقد أدى النمو الهائل في الإنتاج في المنطقة على مدى تلك السنوات الـ11 إلى دفع الولايات المتحدة إلى قمة مخططات إنتاج النفط والتصدير العالمية.

واستحوذت شركة «سينوكيم» على الحصة من شركة «بايونير ريسورسز» في عام 2013 مقابل 1.7 مليار دولار، عندما كان الإنتاج على مساحة 83 ألف فدان صافٍ (33590 هكتاراً صافياً) من الأراضي بموجب المشروع المشترك، نحو 10 آلاف برميل من المكافئ النفطي يومياً.

وقال أحد المصادر إن أحدث إنتاج من الأرض بلغ في المتوسط ​​أكثر من 44 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً، منها نحو 75 في المائة من النفط.

وأتمت شركة «إكسون» شراء شركة «بايونير» مقابل 60 مليار دولار في مايو (أيار)، وهي أكبر صفقة في موجة قياسية من الدمج في صناعة النفط الأميركية. وقد جعلت الصفقة «إكسون» أكبر منتج في حوض «بيرميان».

وقال رئيس مجلس إدارة «سينوكيم» السابق فرانك نينغ في عام 2017، إن الشركة أعادت تقييم أعمالها المتعثرة في مجال التنقيب عن النفط وإنتاجه في السنوات الأخيرة لتحويل التركيز إلى مواد جديدة وعلوم الحياة.

ووفقاً لمصدر في الشركة، فإن مشروع «وولفكامب» المشترك هو أكبر أصول إنتاج النفط والغاز لشركة «سينوكيم» خارج الصين.

كما تحاول الشركة بيع حصتها البالغة 40 في المائة في حقل «بيريغرينو» النفطي البرازيلي منذ عام 2017.

وأفادت «رويترز» بأن الاندماج الذي فرضته الدولة مع شركة «كيم تشاينا» في عام 2021 جلب صداعاً جديداً لشركة «سينوكيم»؛ إذ اضطرت إلى إغلاق العديد من مصافي النفط في شرق الصين في وقت سابق من هذا العام لوقف الخسائر وسط تباطؤ الطلب الصيني على الوقود.


مقالات ذات صلة

توقف ميناء الحريقة الليبي عن التصدير بسبب شح الإمدادات

الاقتصاد جانب من ميناء الحريقة النفطي الليبي (رويترز)

توقف ميناء الحريقة الليبي عن التصدير بسبب شح الإمدادات

قال مهندسان في ميناء الحريقة إن الميناء متوقف الآن عن العمل والتصدير بسبب عدم ضخ النفط الخام، وسط خلاف بين حكومتين في شرق وغرب البلاد أسفر عن غلق معظم الحقول.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح وسفير الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا (حساب السفير على «إكس»)

«الأوروبي» يدعو قادة ليبيا إلى «خفض التوترات»... وتشغيل النفط

أطلقت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا عدداً من التحذيرات لقادة البلاد ودعتهم للتحاور والاستجابة لمبادرة الأمم المتحدة، كما شددت على ضرورة إعادة إنتاج وضخ النفط.

جمال جوهر (القاهرة)
الاقتصاد مخازن وأنابيب نفطية ضمن خط دروجبا في دولة التشيك (رويترز)

أوكرانيا تهدد بوقف مرور صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا

قال مسؤول أوكراني إن بلاده ستوقف شحن النفط والغاز الروسيين من خلال خطوط أنابيبها إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد منظر جوي لحقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة في العراق (رويترز)

النفط يصعد وسط مخاوف من اضطراب إمدادات الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، يوم الجمعة، مع تقييم المستثمرين للمخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط، لكن مؤشرات على تراجع الطلب حدّت من المكاسب.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد منظر عام لعلامة محطة وقود «شل» في ميلتون كينز (رويترز)

«شل» البريطانية تعتزم تقليص عدد العاملين في قطاع التنقيب عن النفط والغاز 20 %

قالت مصادر في شركة «شل» إنها تخطّط لتقليص عدد العاملين في قطاع التنقيب عن النفط والغاز بنسبة 20 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نشاط التصنيع بالصين في أدنى مستوياته منذ 6 أشهر

عاملة في أحد خطوط إنتاج الكابلات الكهربائية للسيارات بشرق الصين (أ.ف.ب)
عاملة في أحد خطوط إنتاج الكابلات الكهربائية للسيارات بشرق الصين (أ.ف.ب)
TT

نشاط التصنيع بالصين في أدنى مستوياته منذ 6 أشهر

عاملة في أحد خطوط إنتاج الكابلات الكهربائية للسيارات بشرق الصين (أ.ف.ب)
عاملة في أحد خطوط إنتاج الكابلات الكهربائية للسيارات بشرق الصين (أ.ف.ب)

هبط نشاط التصنيع في الصين إلى أدنى مستوى في ستة أشهر في أغسطس (آب) مع تراجع أسعار المصانع وصعوبة حصول أصحاب المصانع على الطلبات، مما يضغط على صناع السياسات للمضي قدماً في خطط توجيه المزيد من التحفيز للأسر.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات التابع للمكتب الوطني للإحصاء إلى 49.1 من 49.4 في يوليو (تموز)، وهو الانخفاض السادس على التوالي والرابع تحت مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش. وجاء دون متوسط ​​التوقعات عند 49.5 في استطلاع أجرته «رويترز».

وبعد الربع الثاني الكئيب، فقد ثاني أكبر اقتصاد في العالم الزخم بشكل أكبر في يوليو، مما دفع صناع السياسات إلى الإشارة إلى استعدادهم للانحراف عن خططهم لضخ الأموال في مشاريع البنية الأساسية واستهداف حوافز جديدة للأسر بدلاً من ذلك.

وتظل المشاعر قاتمة بين المصنعين؛ إذ تعمل أزمة العقارات المستمرة منذ سنوات على إبقاء الطلب المحلي في حالة ركود، وتلوح القيود الغربية في الأفق على الصادرات الصينية مثل السيارات الكهربائية.

وأفاد المنتجون بأن أسعار بوابة المصنع كانت الأسوأ في 14 شهراً؛ إذ انخفضت إلى 42 من 46.3 في يوليو، في حين ظلت مؤشرات الطلبات الجديدة وطلبات التصدير الجديدة في المنطقة السلبية بقوة وواصل المصنعون توقف التوظيف.

وقال تشيوي تشانغ، كبير خبراء الاقتصاد في «بينبوينت» لإدارة الأصول: «لا يزال موقف السياسة المالية مقيداً للغاية، وهو ما قد يكون ساهم في ضعف الزخم الاقتصادي» وأضاف: «لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، يجب أن يصبح موقف السياسة المالية أكثر دعماً. ومع تباطؤ الاقتصاد الأميركي، قد لا تكون الصادرات مصدراً موثوقاً للنمو كما كانت في النصف الأول من العام».

ويفكر مستشارو السياسة فيما إذا كانت بكين قد تقرر في أكتوبر (تشرين الأول) تقديم جزء من حصة إصدار السندات للعام المقبل إذا لم يُظهر النمو علامات على الوصول إلى القاع في الصيف.

واتخذت الصين خطوة مماثلة في نفس الوقت من العام الماضي بتحفيز رفع العجز إلى 3.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من 3.0 في المائة، وخصصت جزءاً من حصص ديون الحكومة المحلية لعام 2024 للاستثمار في الوقاية من الفيضانات والبنية التحتية الأخرى. ومع ذلك، يتوقع المحللون هذه المرة أن تسعى السلطات إلى وضع حد أدنى للطلب المحلي المنخفض.

علامات مشجعة مبكرة

تجاوزت مبيعات التجزئة التوقعات الشهر الماضي، مما يؤكد على ما يبدو قرار المسؤولين في يوليو بتخصيص نحو 150 مليار يوان (21 مليار دولار) تجمعها الصين من خلال سندات الخزانة طويلة الأجل هذا العام لدعم مخطط المقايضة للسلع الاستهلاكية. وتسارعت قراءة أغسطس لمؤشر مديري المشتريات غير الصناعي، الذي يشمل الخدمات والبناء، إلى 50.3 من 50.2، مما خفف المخاوف من دخوله أيضاً فترة من الانكماش. ولكن خبراء الاقتصاد ما زالوا ينتظرون خططاً أكثر تحديداً لإنعاش سوق المستهلكين في الصين التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، وذلك بعد تعهد من أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب الشيوعي الحاكم بأن تفعل ذلك.

لن يكون الأمر سهلاً

وقال شو تيانشين، الخبير الاقتصادي البارز في وحدة الاستخبارات الاقتصادية: «لست متأكداً حقاً من إمكانية طرح المزيد من (الحوافز) نظراً لحجم مخطط التجارة»، الذي أوضح أنه «سيوفر دعماً معتدلاً للاقتصاد» و«يبدو أنه موضع ترحيب من جانب المستهلكين».

وعلاوة على ذلك، فإن أي جهد لإحياء الطلب المحلي من المرجح أن يكون غير فعال ما لم يتم بذل المزيد من الجهود لتخفيف الركود الشديد في قطاع العقارات، والذي أثقل كاهل إنفاق المستهلكين على مدى السنوات الثلاث الماضية.

ونظراً لأن 70 في المائة من ثروات الأسر الصينية محفوظة في العقارات، والتي شكلت في ذروتها ربع الاقتصاد، فقد أبقى المستهلكون محافظهم مغلقة بإحكام.

وتوقع استطلاع للرأي أجرته «رويترز» يوم الجمعة أن تنخفض أسعار المساكن بنسبة 8.5 في المائة في عام 2024، وهو ما يزيد عن الانخفاض بنسبة 5 في المائة الذي توقعه استطلاع للرأي أُجري في مايو (أيار). وقال شو من وحدة الاستخبارات الاقتصادية: «أعتقد أن المسؤولين سيكتفون بشيء أقل من 5 في المائة هذا العام»، في إشارة إلى هدف النمو السنوي الذي حددته بكين.