بيانات التضخم الألمانية تضغط على اليورو

العملة الأوروبية تتراجع أمام الدولار مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة

أوراق نقدية جديدة من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)
أوراق نقدية جديدة من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)
TT

بيانات التضخم الألمانية تضغط على اليورو

أوراق نقدية جديدة من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)
أوراق نقدية جديدة من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)

هبط اليورو مقابل الدولار، بعد أن دفعت بيانات التضخم الألمانية المستثمرين إلى زيادة رهاناتهم على دورة تخفيف أسعار الفائدة في المصرف المركزي الأوروبي.

وأظهرت بيانات أولية يوم الخميس أن التضخم انخفض في ست ولايات ألمانية مهمة في أغسطس (آب)، مما يشير إلى أن التضخم الوطني قد ينخفض ​​بشكل ملحوظ هذا الشهر، وفق «رويترز».

كما هبط التضخم في إسبانيا إلى أبطأ وتيرة له في عام.

وهبطت العملة الموحَّدة 0.4 في المائة إلى 1.1077 دولار، بعد أن تم تداولها عند 1.1128 دولار قبل الأرقام الألمانية. وبلغت أعلى مستوى لها في 13 شهراً يوم الجمعة عند 1.1201 دولار.

وسعَّرت أسواق المال 67 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة من جانب المركزي الأوروبي في عام 2024، من نحو 63 نقطة أساس قبل البيانات.

وينتظر المستثمرون الآن صدور مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، الذي قد يقدم أدلة حول آفاق أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

وكان المستثمرون حذرين بشأن العملة الموحدة قبل الانتخابات في الولايات الثلاث الشرقية في ألمانيا حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزبين، أحدهما من أقصى اليمين والآخر من أقصى اليسار اقتصادياً، يحصلان معاً على نسبة تتراوح بين 40 في المائة و50 في المائة.

وفي السوق الأوسع، ارتفع الدولار بعد البيانات الألمانية، بعد الارتداد، يوم الأربعاء.

وانخفض الدولار بنحو 2.9 في المائة، خلال الشهر حتى الآن، مما يضعه على المسار الصحيح لأكبر انخفاض شهري له في تسعة أشهر.

خفض الفائدة الأميركية

تعززت رهانات المستثمرين على خفض أسعار الفائدة الوشيكة، من خلال تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول الأسبوع الماضي بأن «الوقت قد حان» لخفض أسعار الفائدة، لينضم إلى مجموعة من صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وقال بعض المحللين إن رد فعل الدولار على باول كان مُبالَغاً فيه، حيث كان لإرشاداته الصريحة بخفض أسعار الفائدة بعض الأهمية، لكن المستثمرين قد وضعوا بالفعل في الحسبان بالكامل نحو 100 نقطة أساس من التيسير النقدي قبل جاكسون هول.

وقامت الأسواق بتسعير كامل احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل، مع وجود فرصة بنسبة 34.5 في المائة لخفض كبير بمقدار 50 نقطة أساس، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وكان مؤشر الدولار أعلى بنسبة 0.28 في المائة عند 101.29. بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى له في 13 شهراً عند 100.51، يوم الثلاثاء.

وكان الدولار النيوزيلندي متفوقاً بشكل ملحوظ، حيث سجل أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 0.6295 دولار، بعد أن أظهر استطلاع أن ثقة الأعمال في نيوزيلندا قفزت في أغسطس (آب) إلى أعلى مستوى في عقد من الزمان.

وارتفع الدولار الأسترالي 0.50 في المائة إلى 0.6275 دولار. وقال الخبير الاقتصادي البارز في «ويستباك»، بنيوزيلندا، مايكل جوردون: «ارتفعت ثقة الشركات بشكل حاد في أعقاب تحول بنك الاحتياطي بشأن السياسة النقدية».

وكان بنك الاحتياطي النيوزيلندي قد خفض أسعار الفائدة في وقت سابق من هذا الشهر للمرة الأولى منذ أكثر من 4 سنوات، وأشار إلى المزيد من التخفيضات.

واستقر الدولار الأسترالي بالقرب من أعلى مستوى في ثمانية أشهر، مرتفعاً 0.27 في المائة إلى 0.6803 دولار. ولم يطرأ تغير يُذكر على الين عند 144.67 مقابل الدولار، وكان يتطلع إلى تحقيق مكسب بنسبة 3.7 في المائة خلال الشهر. وأشار صناع السياسات في بنك اليابان إلى أن المصرف المركزي سيواصل رفع أسعار الفائدة إذا ظل التضخم على مساره.


مقالات ذات صلة

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، يوم الأربعاء، حيث يسعى لتمديد انخفاضه، لليوم الثالث على التوالي، بعد بلوغه ذروة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)

الأسهم الآسيوية ترتفع والدولار يتراجع مع ترقب تعيينات ترمب

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، بينما تراجعت عوائد السندات الأميركية والدولار عن أعلى مستوياتهما في عدة أشهر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رزم من أوراق الدولار الأميركي في متجر لصرف العملات في سيوداد خواريز بالمكسيك (رويترز)

الدولار يسجل أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من شهر

سجل الدولار أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من شهر يوم الجمعة بدعم من توقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد سبائك ذهبية بمصنع «أرغور-هيرايوس» في ميندريسو بسويسرا (رويترز)

الذهب يواجه أسوأ أداء أسبوعي منذ أكثر من 3 سنوات

انخفض الذهب، يوم الجمعة، وكان في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من 3 سنوات، متأثراً بارتفاع الدولار الأميركي وسط التوقعات بتقليص أقل لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات عالمية في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي في تورنتو (رويترز)

ارتفاع الدولار يعمّق خسائر العملات الآسيوية وأسواق الأسهم الناشئة تحت الضغط

استمرت العملات الآسيوية في التراجع، يوم الخميس، مع صعود الدولار إلى أعلى مستوى له في عام، مدفوعاً بالزخم الناتج عن فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».