«إس تي سي» السعودية للاتصالات تحفز المنافسة برفع توزيعاتها النقدية

مسؤول بـ«أرباح كابيتال» يتوقع لـ«الشرق الأوسط» أن تجذب الخطوة المزيد من المستثمرين

جناح «إس تي سي» في معرض «ليب 23» الذي أقيم بالرياض (الشرق الأوسط)
جناح «إس تي سي» في معرض «ليب 23» الذي أقيم بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

«إس تي سي» السعودية للاتصالات تحفز المنافسة برفع توزيعاتها النقدية

جناح «إس تي سي» في معرض «ليب 23» الذي أقيم بالرياض (الشرق الأوسط)
جناح «إس تي سي» في معرض «ليب 23» الذي أقيم بالرياض (الشرق الأوسط)

في خطوة من المتوقع أن تحفز المنافسة في قطاع الاتصالات، أقرّت شركة الاتصالات السعودية (إس تي سي) -التي يعدّ «صندوق الاستثمارات العامة» من كبار مساهميها، بنسبة ملكية 64 في المائة- سياسةَ توزيع الأرباح لفترة السنوات الـ3 المقبلة، التي تتضمّن زيادة بنسبة 37.5 في المائة عن التوزيعات المعلَن عنها للربع الثاني.

وأوضحت الشركة في بيان على موقع سوق الأسهم السعودية الرئيسية (تداول)، الأحد، أنها ستقوم بتوزيع 0.55 ريال (0.15 دولار) للسهم الواحد، عن كل ربع سنة، وذلك لفترة السنوات الـ3 المقبلة، تبدأ بتوزيعات الربع الرابع من العام الحالي، وتنتهي بتوزيعات الربع الثالث من عام 2027، ما يعني أنها سوف توزّع على الأقل ما قيمته ملياران و750 مليون دولار على مساهميها فصلياً.

وأبانت «إس تي سي»، وهي سادس أكبر شركة مُدرَجة بالسوق السعودية، أنها قد تنظر في دفع توزيعات إضافية بعد تقييم الوضع المالي، والتوقعات المستقبلية، والاستثمارات الاستراتيجية والمتطلبات الرأسمالية للشركة، وستخضع أي توزيعات إضافية لتوصية مجلس الإدارة، وموافقة الجمعية العامة للشركة.

وقفز سهم الشركة بنهاية جلسة تداولات الأحد بمعدل 10 في المائة تقريباً، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ يوليو (تموز) من العام الماضي عند 43.70 ريال.

تعزيز الثقة

يرى الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا القرار سينعكس بشكل إيجابي على قطاع الاتصالات السعودية بشكل عام، من ناحية تعزيز الثقة، وجعله أكثر جاذبيةً للاستثمارات، بالإضافة إلى زيادة المنافسة، وتحسين الخدمات المقدَّمة للمستهلكين.

وقال الفراج إن هذا القرار يؤكد على مكانة «إس تي سي» الاستثنائية في قطاع الاتصالات، ويمكن أن يجذب المزيد من المستثمرين لأسهمها، ما يسهم في زيادة قيمتها السوقية، وإنه على الرغم من احتمالية تأثير زيادة التوزيعات على التدفقات النقدية المتاحة للاستثمار، فإنها تشجّع الشركة على البحث عن فرص استثمارية جديدة تحقّق عوائد أعلى، ما يعزّز نموها على المدى الطويل.

ويرجّح الفراج أن تكون الدوافع خلف هذا القرار تتمثّل في الأداء المالي القوي للشركة، حيث تحقّق الشركة أرباحاً مرتفعة وتدفقات نقدية قوية، تمكّنها من توزيع جزء منها على المساهمين، بالإضافة إلى أنها قد تكون نفّذت برامج لتحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف، ما زاد من أرباحها المتاحة للتوزيع، إلى جانب احتمالية تأثير الطلب المتزايد على خدمات الاتصالات -خصوصاً مع التحول الرقمي- على زيادة إيرادات الشركة وأرباحها.

نمو الأرباح

كانت أرباح «إس تي سي» ارتفعت بنحو 8 في المائة تقريباً، إلى 6.590 مليار ريال بنهاية النصف الأول من العام الحالي، مقارنةً بـ6.117 مليار ريال في الفترة ذاتها من عام 2023، وذلك نتيجة نمو الإيرادات بمبلغ 1.749 مليار ريال، الذي قابله ارتفاع في تكاليف الإيرادات بمليار ريال، ما أدّى إلى زيادة إجمالي الربح بـ708 مليون ريال، كما انخفضت كلٌّ من المصاريف التشغيلية ومصروف الزكاة وضريبة الدخل.

ووزّعت الشركة أرباحاً نقدية على المساهمين عن الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 4 في المائة، وكان إجمالي المبلغ 1.994 مليار ريال، حيث بلغت حصة السهم 0.40 ريال.

وكانت «إس تي سي» وقّعت، في أبريل (نيسان) الماضي، اتفاقية لتشكيل كيان جديد يملك ويدير نحو 30 ألف برج اتصالات في 5 دول تقريباً، وذلك بعد إبرامها اتفاقية بيع 51 في المائة من أسهم شركة أبراج الاتصالات (توال) لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، حيث يقدَّر المقابل النقدي الذي ستحصل عليه بنحو 8.7 مليار ريال (2.3 مليار دولار).


مقالات ذات صلة

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إنها خفضت النظرة المستقبلية لتصنيفات 7 كيانات تابعة لمجموعة «أداني» إلى «سلبي» من «مستقر».

«الشرق الأوسط» (نيودلهي) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (تداول)

الأربعاء... بدء تداول أسهم «تمكين للموارد البشرية» في السوق السعودية

أعلنت السوق المالية السعودية (تداول) أنه سيجري إدراج وبدء تداول أسهم شركة «تمكين للموارد البشرية» في مؤشر «تاسي» بدءاً من يوم الأربعاء 27 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الملياردير الهندي غوتام أداني يتحدث خلال حفل بعد أن أكملت مجموعة «أداني» شراء ميناء حيفا في وقت سابق من يناير 2023 (رويترز)

مصير قضية الرشوة المزعومة للملياردير الهندي غوتام أداني قد يتوقف على رئاسة ترمب

تم توجيه الاتهام إلى الملياردير الهندي غوتام أداني من قبل المدعين العامين الأميريين لدوره المزعوم في مخطط لرشوة المسؤولين الهنود بقيمة 265 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد المقر الرئيسي لشركة «توتال إنرجيز» في منطقة الأعمال لا ديفونس غربي باريس (أ.ف.ب)

«توتال إنرجيز» تقرر تعليق التعامل مع «أداني» الهندية بسبب اتهامات الرشاوى

قالت شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» إنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
TT

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)

أسهم انخفاض أسعار الذهب هذا الشهر في جذب المشترين الذين كانوا ينتظرون تراجع الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق هذا العام، وفقاً لما أفاد به مختصون في الصناعة ومحللون.

ووصلت أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي، بلغ 2790.15 دولار للأونصة في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها تراجعت بنحو 4 في المائة حتى الآن في نوفمبر (تشرين الثاني)، متأثرة بفوز الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي المشارك لمصفاة «أرغور-هيريوس» السويسرية، روبن كولفينباخ، في تصريح لـ«رويترز»: «لقد شهدنا زيادة ملحوظة في الطلب الفعلي منذ أكتوبر، خصوصاً بعد الانخفاض الحاد في الأسعار في نوفمبر، ما أدى إلى تغيير في معنويات السوق».

وقد عزّزت التوقعات التي قدّمها بعض المحللين بأن الذهب قد يصل إلى 3000 دولار، ما جعل بعض أجزاء السوق يشير إلى أن الأسعار، حتى إذا تجاوزت 2700 دولار، لم تعد مرتفعة بشكل مفرط.

وأضاف كولفينباخ: «لقد ارتفع الطلب بشكل كبير على المنتجات المسكوكة، التي يستهلكها المستثمرون الأفراد بشكل رئيس، لكننا لاحظنا أيضاً زيادة في طلبات الإنتاج للذهب الفعلي من المستثمرين المؤسساتيين».

وفي الأسواق الحسّاسة للأسعار مثل الهند، كان المستهلكون يواجهون صعوبة في التكيّف مع ارتفاع أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة حتى بدأ السعر يتراجع.

ومن المرجح أن يستمر هذا الارتفاع في الطلب في الهند -ثاني أكبر مستهلك للذهب بعد الصين، ومن أكبر مستورديه- في ديسمبر (كانون الأول) إذا استقرت الأسعار حول مستوى 2620 دولاراً، وفق ما أفاد رئيس قسم السبائك في بنك خاص لاستيراد الذهب في مومباي.

وقال: «لقد شهد المستهلكون ارتفاع الذهب إلى نحو 2790 دولاراً؛ لذا فهم مرتاحون نفسياً مع السعر الحالي». وأضاف: «المطلب الوحيد أن تظل الأسعار مستقرة. التقلبات السعرية تزعج المشترين، وتجعلهم ينتظرون اتجاهاً واضحاً».

ورغم أن الطلب في الصين أقل حيوية وأكثر تنوعاً في جنوب شرقي آسيا، قالت المحللة في «ستون إكس»، رونيا أوكونيل، إن هناك عدداً من المستثمرين الاستراتيجيين الذين كانوا ينتظرون تصحيحاً مناسباً.

وأوضحت: «انخفضت الأسعار بعد الانتخابات، ما فتح المجال لبعض المستثمرين للاستفادة من الفرصة».